الخميس، 23 نوفمبر 2017

• سيلفادور دالي أغرب شخصيات الفن

بين الواقع والخيال، يقف سلفادور دالي بشاربيه المعقوفين وعصاه الفريدة ليخلق مزيج من النرجسية، الجنون والإبداع، تاركاً إحدى أغرب الشخصيات في تاريخ الفن وأكثر اللوحات تميّزاً في عالم السريالية، وليبقى أيقونة مجنونة ستظلّ حية حتى ذوبان الزمن.

بدايات سيلفادور دالي
ولد سلفادور فيليبي جاسينتو دالي في الحادي عشر من أيار عام ١٩٠٤، في فيغيريس بإسبانيا قرب برشلونة. حيث كان والده محامياً من الطبقة الوسطى، وكان يتّبع نظاماً شديداً في تربية أولاده، على عكس والدته فيليبا فيريس التي شجعت سلفادور على الانغماس في موهبته الفنيّة وشخصيته الغريبة.
كما يُشاع أنه كان عصبياً في تعامله مع أبويه والآخرين، ونتيجة لغرابة أطواره، تعرّض دالي للاضطهاد والعدائية من قبل زملائه في المدرسة، ولاسيما والده الشديد. حيث لم يستطع والده تحمل نوبات غضبه، فكان يعاقبه بقسوة شديدة.
لم تلبث علاقتها أن تدهورت حين كان صغيراً، خصوصاً أن كل من دالي الأب ودالي الصغير تنافسا على اكتساب عاطفة الأم فيليبا. وكان لدالي أخٌ يكبره سناً، ولد قبله بحوالي ٩ أشهر، دعي سلفادور أيضاً، لكنّه توفي نتيجة مرض في الأمعاء. الأمر الذي أثّر في شخصية دالي كثيراً، فغالباً ما كان يروي أصطحاب والديه له حين كان في الخامسة، إلى قبر أخيه المتوفي، قائلين له أنه متجسداً عن أخيه.
أظهر دالي موهبته الفنية في سن صغير مما دفع والداه إلى تشجيعه بشكل كبير، حيث بنى له استوديو ومرسماً فنياً قبل التحاقه بمدرسة الفنون التشكيلية.
الأكادمية الفنية والسريالية
عام ١٩٢٢، إلتحق دالي بأكاديمية سان فيرناندو في مدريد، حيث مكث في سكن الطلاب وسرعان ما نقل غرابته إلى مستوى آخر، فبدأ بإطلاق شعره ليصبح طويلاً، وأنمى زوالف لحيته، مقتنياً طراز الدوق الإنجليزي في حلّته وملابسه. وأثناء ذلك، كان متأثراً بعديد من الطرز الفنية من ضمنهم الميتافيزيقا "ما وراء الطبيعة"، والطراز التكعيبي، مما لفت اهتمام زملائه له، علماً أنه لم يكن يفهم حقاً حركة التكعيب بشكل كامل. وفي عام ١٩٢٣، طرد دالي من الأكاديمية لقيامه بنقد أساتذته ولتحريض الطلاب على القيام بأعمال الشغب احتجاجاً على قرارات الأكاديمية الأستاذية.
وفي السنة ذاتها، اعتقل دالي وسُجن في جيرونا لدعمه حركة الإنفصال رغم أن دالي كان لا سياسياً في ذاك الوقت (وغالباً استمر كذلك طوال حياته). عاد إلى الأكاديمية عام ١٩٢٦، لكنه فُصل نهائياً قبل امتحاناته النهائية لاعتباره أن لا أحد في كليته مؤهل بشكل كافٍ لامتحانه.
أثناء مسيرته الجامعية، بدأ دالي باستكشاف العديد من أنماط الفن، من ضمنهم الرسامين الكلاسيكيين كرافاييل وبرونزينو ودييغو فالازكيز، ومنهم استوحى توقيعه المميز والمشهور بشاربيه المعقوفين. كما بحث في الحركات الفنية الطليعية مثل حركة دادا، وهي حركة مناهضة للمؤسسة تلت الحرب العالمية الأولى. فعلى الرغم من عدم انخراطه في المجال السياسي بشكل مباشر إلّا أن فلسفة دادا كان لها تأثير كبير على أعماله طيلة مسيرته الفنية.
وبين عامي ١٩٢٦ و١٩٢٩، قام دالي بالعديد من الرحلات إلى باريس حيث قابل العديد من نخبة الرسامين أمثال بابلو بيكاسو، الذي كنّ له دالي احتراماً كبيراً. رسم دالي العديد من اللوحات التي عكست تأثير بيكاسو عليه. كما قابل الرسام الاسباني جوان ميرو، الذي ساهم مع الشاعر بول إلورد والرسام رنيه ماغريت في تقديم دالي إلى عالم السريالية، حيث تميز دالي في تلك الفترة باعتماد طرز الانطباعية والمستقبلية والتكعيبية. وارتبطت لوحاته بثلاث مواضيع رئيسية: عالم الإنسان والأحاسيس، الرمزيات الجنسية، والصور الإديوغرافية. فكانت هذه أولى التجارب التي أوصلته إلى المرحلة السريالية الأولى عام ١٩٢٩.
يذكر أن دالي كان قارئاً شرهاً لنظريات سيغموند فرويد عن التحليل النفسي، الأمر الذي انعكس على لوحاته، حيث تعتبر كبرى مساهماته في الحركة السريالية هي ما دعاه "منهج نقد الارتياب"، وهي تمارين طوّرها دالي للوصول إلى اللاوعي من أجل تحسين الإبداع الفنّي. استعمل دالي هذا المنهج لابتكار واقع من أحلامه وأفكاره التي تنبع من اللاوعي، وهكذا يتم تغيير الواقع عقلياً إلى ما أراده أن يكون عليه، دون أن يتحتم على الواقع أن يكون كما هو. وبالنسبة لدالي، أصبح هذا الأمر طريقة لعيش حياته.
وفي عام ١٩٢٩، وسّع دالي مسيرته الفنية ليصل إلى عالم صناعة الأفلام، حيث تعاون مع لويس بونويل على صناعة فيلمين من أفلامه، وهما فيلم "الكلب الأندلسي" (Un Chien Andalou) ، وفيلم "العصر الذهبي، ١٩٣٠ (L’age D’or) “. كما برز فنّ دالي بعد عدة سنوات في فيلم المخرج ألفريد هيتشكوك Spellbound عام ١٩٤٥.
وفي آب عام ١٩٢٩، إلتقى دالي بإيلينا دياكونوفا، وهي مهاجرة روسية تكبره بعشرة أعوام. حيث كانت إيلينا زوجة الكاتب السريالي بول إلوارد صديق دالي. ولشدة الانجذاب العاطفي الذي ولد بينها وبين دالي، تركت إيلينا زوجها إيلوارد لتكون مع حبيبها الجديد.
سلفادور دالي وزوجته ”غالا“ دياكونوفا
اشتهرت إيلينا باسم ”غالا“ دياكونوفا، وكانت إلهام دالي في مسيرته الفنية وسرعان ما أصبحت زوجته. ساعدته في إدارة مشاريعه الفنية، لأن تعابيره الجامحة وتخيلاته الغريبة منعته من القدرة على إدارة أعماله بشكل جيد. حيث اهتمت غالا بالأمور الماديّة والمالية، وفاوضت على العقود مع الوكلاء ومروجي المعارض. تزوج دالي وغالا عام ١٩٣٤ أثناء احتفال شعبي كبير.
وفي ثلاثينيات القرن العشرين، أصبح دالي رائداً كبيراً في محال الحركة السريالية، حيث قدّم أشهر لوحاته، اللوحة التي تعد أشهر لوحة سريالية في التاريخ، وهي لوحة ”استمرار الذاكرة The Persistence of Memory“ عام ١٩٣١. دعيت اللوحة أيضاً باسم ”الساعات الناعمة Soft Watches“، وهي تظهر ساعات جيبية تذوب في الطبيعة. ويُقال أن اللوحة تعبّر عن العديد من الأفكار ضمن إطار واحد، أهمّها أن الوقت ليس جامداً وصلباً، وأن كل شيء قابل للتدمير.
وفي منتصف الثلاثينيات، أصبح دالي مشهوراً بسمعة لوحاته السيئة بقدر سمعته السيئة فيما يتعلق بشخصيته الجامحة، ولبعض النقّاد، كانت شخصيته أسواء من لوحاته. حيث تميّز بشاربين طويلين بشكل مبالغ، مرتدياً رداء وملوحاً بعصا للمشي، الأمر الذي قدّم مظهراً غريباً للعموم، وعكس سلوكاً غير طبيعي.
طرده من الحركة السريالية
مع اقتراب الحرب في أوروبا، تصادم دالي مع أعضاء الحركة السريالية، حيث قرروا طرده من المجموعة بناء على قرار محاكمة عقدت عام ١٩٣٤. حيث رفض اتخاذ موقف ضد المقاتل الإسباني فرانسيسكو فرانكو، بينما قام كلّ من لويس بونويل وبيكاسو وميرو بذلك.
بشكل رسمي، أُبلغ دالي أن سبب طرده يعود إلى تكرار نشاطاته الثورية التي تضمنت احتفال الفاشية تحت نطاق حكم هيتلر. إضافة إلى ذعر أعضاء المجموعة من سلوكيات دالي الغريبة أمام العموم. وعلى الرغم من ذلك، يعتقد بعض المؤرخين أن السبب الحقيقي يكمن في عدائه مع القائد السريالي أندريه بريتون. إلّا أنه استمر في مسيرته السريالية ومشاركته بمعارض تابعة لها رغم فصله من المجموعة.
مسرح ومتحف دالي Teatro-Museo Dali
في الخمسة عشرة سنة التي تلتها، رسم دالي سلسلة من ١٩ لوحة، تضمنت مواضيع علمية وتاريخية ودينية. غالباً ما دعا تلك الفترة ”مرحلة التصوّف النووي“. حيث تميزت أعماله بذكاء تقني كبير، دامجاً بين التفاصيل شديدة الدقة، والخيال الرائع اللامحدود.
وبين عامي ١٩٦٠ و١٩٧٤، كرّس دالي معظم وقته في تصميم تياترو موزيو دالي ”مسرح ومتحف دالي“ في فيغيريس مسقط رأسه. حيث كان المتحف سابقاً مسرح فيغيريس البلدي، وهو المكان ذاته الذي رأى فيه دالي عرضه العلني الأول حين كان في الرابعة عشر من عمره.
حيث يقع المكان أمام كنيسة سانت بيريه، حيث تعمّد دالي وتناول القربانة الأولى، وشُيّع فيما بعد عند وفاته، كما كان قريباً من منزله الذي ولد فيه. افتتح متحف ومسرح دالي رسمياً عام ١٩٧٤، وصمم فوق بقايا المسرح القديم الذي دمّر بعد الحرب في إسبانيا، حيث يعتبر أكبر مبنى سريالي في العالم. عرضت فيه مختلف لوحاته بدءاً من أولى اللوحات التي رسمها وانتهاءً بالتي رسمها قبل توقفه عن الرسم.
وفي عام ١٩٧٤ أيضاً، أنهى دالي علاقته العملية مع وكيل أعماله بيتر مور، الأمر الذي أدّى إلى بيع العديد من أعماله دون إذن من قبل وكلاء آخرين، مما كلّفه خسارة معظم ثروته. فقام صديقان ثريان لدالي، وهما رينولدز مورس وزوجته إيليانور، الذان استهويا جمع اللوحات الفنية، وعرفاه منذ عام ١٩٤٢، بتأسيس منظمة دعيت باسم ”أصدقاء دالي“ لجمع التبرعات ودعم دالي ماديّاً. كما قامت هذه المنظمة أيضاً بتأسيس ”متحف سلفادور دالي“ في فلوريدا
السنوات الأخيرة لسيلفادور دالي
عام ١٩٨٠، اضطر دالي إلى اعتزال الرسم نظراً لإصابته باضطراب حركي سبب له ارتجافاً دائماً وضعفاً في يديه، مما منعه من التعبير عن ذاته بطريقة فنيك اعتاد عليها طوال حياته. تبع ذلك حدث وفاة زوجته وصديقته غالا المأساوي عام ١٩٨٢، حيث سبب له هذان الحدثان اكتئاباً شديداً، اضطر فيه إلى الانتقال إلى قصر كان قد اشتراه وصممه لأجل غالا، مختبئاً من الجموع وراغباً بالموت. وفي عام ١٩٨٤، تعرض دالي لاحتراق شديد في القصر، سبب له جروحاً بالغة فرضت عليه أن يصبح مقيداً بكرسي متحرك.
اصطحبه أصدقائه بعد إنقاذه من الحريق إلى تياترو موزيو في فيريغيس، واعتنوا به بعد الحوادث التي أصابته. ثم أصيب دالي بفشل في القلب في نوفمبر ١٩٨٨، مما أدخله المستشفى في فيغيريس مسقط رأسه، ومات في ٢٣ من كانون الثاني عام ١٩٨٩ نتيجة فشل ثان في القلب عن عمر يناهز ٨٤ عاماً. وعقدت جنازته في مسرح ومتحف دالي، حيث دفن في سرداب.
وهذه بعض المعلومات الغريبة التي لا تعرفونها عن هذا الفنّان المبدع والمجنون:
جعل  دالي موظفيه مليونيريين دون قصد
قبل أن ينتهي اتجاه التدريب بوقت طويل، رفض دالي تسديد رواتب معاونيه نقداً، وبدلاً من ذلك أعطاهم عمولات، أو شيئاً من رسوماته، ما لم يكن كافياً لدفع أجورهم آنذاك. تصرفه هذا أزعج سكرتيراته ومعاونيه، لكنهم اكتشفوا بالنهاية أن ما حصلوا عليه كان أضعافا مضاعفة، مما جعلهم أثرياء للغاية.
تتشابه شخصية دالي مع شخصية Walter White من المسلسل الدرامي Breaking bad  
استمد دالي إلهامه من نظريات علمية غامضة أثرت في حياته وتصرفاته. وفي عام 1958 صرح بأنه مهتم بأعمال العالم الكيميائي Werner Heisenberg؛ كتيبات إحدى معارضه الفنية. ويعتبر دالي أنه وHeisenberg  يتشاركان مشاعر متبادلة، حيث يعتبر Heisenberg  هو الاسم المستعار الذي اختاره Walter White ؛ الشخصية الرئيسية في المسلسل وذلك لصناعة مخدر Methamphetamine.
وكتب دالي: ”أنا، من كنت في السابق معجباً بنفسي فقط، أشعر بإعجاب تجاه Heisenberg الذي يشبهني“.
فُصل سلفادور دالي من الأكاديمية الفنية، لأنه أراد ذلك
رفض الفنان الشاب أن يتم امتحانه لتقييم مستوى العمل النهائي لإجازة الفنون، قائلاً: ”لا أحد من الأساتذة جدير بالحكم علي وتحديد مستواي، لذا أنا أنسحب“.
مع ذلك لم يكن سبب تركه للأكاديمية عقائدياً بل عملياً، لأنه أراد أن يتابع مسيرته الفنية بدعم مادي من والده، وهو يعلم أن والده سيتوقف عن إمداده بالمال سرعان ما يحصل على شهادة. وبدلاً من الحصول على شهادته من قبل أكاديمية سان فيرنانردو في مدريد، قرر أن ينسحب ليكمل دراسته في باريس على نفقة أبيه.
نتج عن كراهية دالي لبريطانيا رسم بورتريه بلا جدوى للممثل Laurence Olivier
بعد أن ذاع صيته في الوسط الفني على أن رساماً تجاري، كُلف دالي برسم بورتريه للممثل Laurence Olivier من أجل ملصق فيلم ريتشارد الثالث، والذي لعب فيه Olivier الدور الرئيسي، وأخرجه Sir Alexander Korda لكن الملصق لم يكتمل؛ فعلى الرغم من إجراء رسومات تخطيطية مبدئية للممثل Olivier في استديوهات Shepperton، رفض دالي أن يرسم في بريطانيا، ووصفها بالمكان الأكثر بغضاً، عائداً إلى إسبانيا ليكمل رسمها. في نهاية الأمر تم الاحتفاظ بالصورة في مطار برشلونة بعد أن اعتُبرت قيّمة للغاية ولا يمكن نقلها.
ورغم غضب المخرج Korda من تصرف دالي هذا، كان الممثل Olivier  محظوظاً وحصل عليها كهدية.
كاد دالي أن يموت خنقاً عند شرحه لإحدى أفكاره
خلال المعرض السريالي العالمي الذي أُقيم في لندن عام 1936، ألقى دالي في الفترة الذهبية من حياته المهنية محاضرةً وهو يرتدي بدلة غوص قديمة الطراز لدعم أفكاره، وكشف لاحقاً عن شعوره بالتواجد في أعماق البحار بعقله الباطني.
ما لم يدركه معجبوه هو شعوره بالاختناق داخل عبوة زجاجية عازلة للصوت، ظناً منهم أن إيماءاته وحركاته المبالغ بها هي جزء ترفيهي من المحاضرة، وقبل أن يغيب عن الوعي، هبَّ الشاعر David   gascoyne  لمساعدته باستخدام المفك.
وجد دالي دلالات عميقة في زهرة القرنبيط
ملأ دالي سيارة Rolls Royce Phantom 2 بيضاء بخمسمئة كغ من زهرة القرنبيط، وقادها من إسبانيا إلى باريس في شهر ديسمبر من عام 1955. يكمن السبب وراء ذلك حسب ما صرّح به أمام جمهور مكوّن من ألفي شخص قائلاً : ”كل شيء ينتهي عند القرنبيط!“
بعد ثلاثة أعوام، وفي مقابلة مع الصحفي الأمريكي Mike Wallace ، شرح دالي الأمر عبر تعبيره عن إعجابه ”بانحناءاتها اللوغاريتمية“.
حيوانات دالي الأليفة لم تسلم من لمسته الفنية
اقتنى دالي في ستينيات القرن الماضي حيوان الأسلوت الأمريكي (قطاً برياً) كحيوان أليف يدعى Babou ، وكان يرافقه برسنه الخاص وطوقه المرصّع أينما ذهب. ولعلّ أشهر رحلاتهما معاً حدثت في مطعم في مانهاتن، حيث انتبهت سيدة لوجود قط بري بالقرب منها وأصيبت بالذعر، فأخبرها بهدوء أن Babou مجرد قط عادي، قام بتغيير شكله باستخدام “فن الخداع البصري”.
تزوج سلفادور دالي زوجة صديقه
قابل دالي زوجته المحبوبة إيلينا دياكونوفا التي تشتهر باسم Gala حينما كانت لا تزال متزوجة من صديقه الشاعر الفرنسي Paul Eluard عام 1929. وفي حفل زفافهما، ظهر Eluard ذاته كإشبين لهما بشكل رسمي.
لكن هذا الزواج أهان عائلة دالي، حيث رفضوا Gala كونها أم، وتكبره بعشر سنوات، ونتيجة لذلك حرموه من الميراث.
بقي دالي مخلصاً لطلبات زوجته Gala حتى وفاتها
استمرت علاقة الزوجين حتى وفاة Gala على الرغم من كثرة علاقاتها مع رجال آخرين خارج إطار الزواج، حيث اشترى دالي لزوجته قصراً في   Pubol عام 1969 يبعد خمسين ميلاً عن منزله في ميناء Lligot ،
وبناءً على مقالة حصرية نشرت عام 1998 في Vanity Fair ؛ كان مسموحاً له بالزيارة بموجب دعوة خطية منها فقط. حيث لم تنقطع غالا عن علاقاتها الغرامية مع آخرين حتى بلغت الثمانين من عمرها، وكان أحدهم نجم فرقة Jesus Christ super star الفنان Jeff fenholt الذي امتلك استديو فني قريب.
لم يعتد سلفادور دالي السفر بأمتعة خفيفة
عند وصوله إلى ميناء نيويورك للمرة الثانية في عام 1934، بعد ارتدائه لسترة النجاة طوال الرحلة، وسفره بالقطار برفقة جميع رسوماته الفنية، لوح دالي من على متن السفينة برغيف خبز يبلغ طوله مترين لمصوري المشاهير. حيث استاء حينها لأنهم لم يتفاجأوا بقطعته الفنية الهائلة المخبوزة جيداً.
لم يكن دالي ضيف برامج المسابقات التلفزيونية المثالي
ظهر دالي كضيف في خمسينيات القرن الماضي بأحد برامج المسابقات What’s my Line، والذي يفترض فيه أن يخمّن المتسابقون اسم ومهنة الشخصية من خلال طرح سؤال نعم أم لا.
دالي.. ذلك الشخص الواسع المعرفة والمغرور، سبب المشاكل خلال العرض حين تقمّص دور كاتب تارة، شخصية تلفزيونية، رياضي، وفنان رسوم متحركة تارة أخرى. أدى ذلك إلى استسلام المتسابق المستاء قائلاً: ”لا يوجد شيء لا يستطيع هذا الشخص القيام به!“
تميز دالي بمظهر غريب وسلوك خارج عن الطبيعة

عام 1934، وحين قام الوكيل الفني جوليان ليفي بتقديم دالي إلى الوسط الفني في نيويورك، حضر دالي إلى الحفلة المعقودة على شرفه، وهو يرتدي حقيبة زجاجية أمام صدره، تحتوي على صدرية لامرأة!
كان سلفادور دالي سادياً في صغره
بالنسبة لدالي ومنذ ضغر سنّه، ارتبطت السعادة بالألم، أو هكذا فسّر دالي عادته حين كان صغيراً في هجومه غير المبرر على الآخرين. ففي إحدى المرّات وحين كان يمشي مع صديقه، لاحظ دالي غياب درابزين الأمان على الجسر الذي كانا يعبرانه، فقام دالي برمي صديقه من أعلى الجسر ليقع صديقه مسافة خمسة أمتار فوق أحجار قاسية!
كان سلفادور دالي مفتوناً بهيتلر بطريقة غريبة
 اعتبر دالي مهووساً بهيتلر بطريقةٍ حتى هيتلر اعتبرها غريبة. فحين بدأ عصر النازية، لجأ معظم الفنانين السرياليين إلى الابتعاد عن الفاشية وعن هيتلر، في حين قرر دالي رسمه. وحين سئل لاحقاً عن سبب هوسه الكبير بهيتلر، قال دالي ”أنا أحلم بهيتلر بالطريقة ذاتها التي يحلم فيها الرجال بالنساء!“
إلهام سلفادور دالي
اعتبر معظم الناس أن سبب غرابة دالي وفنّه تأتي من تعاطيه للمخدرات، وهنا قال دالي جملته الشهيرة ”أنا لا أتعاطى المخدرات. أنا المخدرات!“
فكان يتّبع بعض العادات الغريبة لاستلهام الأفكار، إحداها حين كان يجلس فوق كرسي، ممسكاً بملعقة فوق صحن موضوع على حضنه. وحين تبدأ غفوته، تقع الملعقة فوق الصحن، محدثةً صوتاً مدوياً يقوم بإيقاظه، لينهض بعدها ويرسم الحلم السريالي الذي راوده أثناء تلك الغفلة.
ماري بيل حدّاد، أحمد صهريج





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق