الأربعاء، 17 أكتوبر 2012

• ستيف جوبز: عقل غيّر العالم

   
          لايزال ستيف جوبز مؤسس شركة أبل الشهيرة في إنتاج الحواسيب الشخصية حديث العالم بعد رحيله في شهر أكتوبر الماضي، حيث توالت مناسبات احتفائية بجوبز من قبل العاملين في مجال تقنيات المعلومات وزملائه ورفاقه وتلاميذه.

          الحقيقة أن الرجل يستحق الاحتفاء بالفعل ليس لأن ابتكاراته بين أيدينا الآن تغير العالم وتغيرنا، فقط، بل لأن وراء هذه الابتكارات رحلة حياة وخبرة بإمكانها أن تلهم أجيالاً ممن يودون تغيير العالم للأفضل، وحسنا فعلت الدار العربية للعلوم التي نشرت كتابًا مترجمًا عن هذا الشخص الاستثنائي، بعنوان «رحلة داخل عقل ستيف جوبز»، من تأليف ليندر كاهني وترجمة حسان البستاني، ففي الكتاب تفاصيل في غاية الأهمية عن الكيفية التي تحرك بها جوبز في إبراز طاقاته الإبداعية والتي ألهم بها الآخرين، ويجيب عن السؤال المهم عن كيفية إرادة شخص في تغيير العالم، بحيث يبدو بعمله الفردي كمؤسسة كاملة وليس شخصاً واحدًا فريدًا من نوعه.
أسطورة شخصية
          في هذا الكتاب يركز المؤلف على الجانب المهاري والابتكاري لدى ستيف جوبز، قافزًا على الجانب الشخصي في حياة جوبز، والذي يعد شائعًا ومعروفًا للجميع الآن خصوصا أن صفحته على موسوعة «ويكيبيديا» - على سبيل المثال - تتضمن كل تلك التفاصيل الخاصة بميلاده لأب وأم لم يتزوجا، في سان فرانسيسكو عام 1955، ولأنهما كانا بالكاد طالبين متخرجين لا يمتلكان مالاً كافيًا لتربية طفل فقد قررا أن يمنحاه لأب وأم آخرين ليتبنياه، وهما بول وكلارا جوبز، ثم كيف أنه لم يكن يقدم على التعلم في حياته المدرسية، وكيف كان جانحًا في طفولته  للعديد من السلوكيات السلبية التي كانت تجر المتاعب عليه وعلى والديه، وقد اشترط والداه عليه أن يلتحق بأي كلية كشرط لتبنيه، لكنه انقطع عن ارتياد كلية «ريد» في أوريجون بعد الفصل الأول، وانتهى الأمر به مفلسا ينام عند أصدقائه، واضطر للعمل في إعادة تدوير القناني في «كوكاكولا»، وتناول الطعام مجانا في أحد المعابد.
          لكن أسطورة جوبز بدأت عقب عودته إلى كاليفورنيا، حيث بدأ في التسكع مع صديق آخر هو ستيف ووزنياك، الذي كان نابغًا في مجال الإلكترونيات، إذ كان قد بنى جهازه الشخصي الخاص لمجرد المتعة ولكنه لم يكن مهتماً ببيعه. وكان جوبز يمتلك مجموعة من الأفكار التي كانت نتيجتها قيامهما معا بتأسيس شركة «أبل كمبيوتر» في غرفة نوم جوبز! وتمكنا بعد وقت قصير من البدء بتجميع أجهزة كمبيوتر بأيديهما في مرآب والديه مع بعض الأصدقاء. ومن أجل تمويل عملهما باع جوبز سيارته الصغيرة كما باع ووزنياك جهازه الآلي الشخصي.
          وانطلقت «أبل» كصاروخ واكتسبت شهرة عام 1980 بعد ثاني أكبر عرض شعبي للمنتجات منذ العرض الذي أجرته شركة فورد موتورز للسيارات عام 1956، فتحول أولئك الموظفون على الفور إلى أثرياء يمتلكون ملايين الدولارات. في العام 1983، دخلت «أبل» نادي الشركات الخمسمائة الكبرى واحتلت المرتبة الـ 411 وهو ما يعد الصعود الأسرع لأي شركة في تاريخ الأعمال. «كنت أملك أكثر من مليون دولار في الثالثة والعشرين من عمري، وأكثر من عشرة ملايين دولار في الرابعة والعشرين، وأكثر من مائة مليون دولار في الخامسة والعشرين، ولم يكن الأمر ذا أهمية بالنسبة لي، لأنني لم أقم بهذا العمل لأجل المال»، هكذا قال جوبز في توضيحه لهذه المرحلة من حياته.
          لكن الكتاب يشير إلى مرحلة خطيرة أخرى في حياة جوبز، ولا تتجاوز سوى خمس سنوات على هذه الانطلاقة، حيث تم إخراج جوبز من «أبل» لأنه لم يعد منتجًا وبعد صراع فاشل على السلطة مع المدير التنفيذي الأول آنذاك جون سكالي استقال جوبز قبل أن يتم طرده، لكنه على الفور قام بتأسيس «نكست»، رغبة منه في الانتقام وبهدف بيع أجهزة كمبيوتر متطورة للمدارس وإخراج «أبل» من السوق كمنافس. كما اشترى شركة متعثرة منتجة لرسوم الكمبيوتر بمبلغ 10 ملايين دولار من مدير «ستار وورز»، جورج لوكاس، وأطلق جوبز على الشركة الجديدة اسم «بيكسار»، ودعم جوبز هذه الشركة بنحو 60 مليون دولار من ماله الخاص على مدى عقد كامل حتى بلغت مرحلة إنتاج سلسلة من المنتجات الفعالة الشديدة الرواج، وتحولت فيما بعد إلى استوديو تابع لهوليود يقوم بإعداد مشاهد العرض الأول المتحركة.
فلسفة في الإدارة
          الكتاب في مجمله يجيب عن سؤال أساسي، هو كيف قام ستيف جوبز بتحويل مميزات شخصيته إلى فلسفة خاصة في إدارة الأعمال؟ هذا السؤال نفسه لا نراه بوضوح كسؤال مباشر في متن الكتاب، لكنه يبدو جلياً في فصول الكتاب كلها تقريباً، لأن الخبرة المتفردة التي تمتع بها جوبز كما يستعرضها هذا الكتاب هو أنه لم يكن مجرد رجل أعمال يستحضر خبرات قديمة من مدارس الإدارة السائدة ليقوم بتطبيقها، ولا حتى تطويع قوانين الإدارة النظرية المتعارف عليها، بل صاحب خبرة مختلفة تماما لأنها تعتمد على مزج فريد للخصال النفسية والشخصية مع محاولة البحث عن حلول للأزمات، مع يقين كامل بأهمية المبادرة والابتكار في القفز على المشكلات بحلول ابتكارية. بصياغة أخرى يمكن القول إن الكتاب يتأمل أو يتوقف عند القدرات الفكرية لجوبز كنموذج في مهارات التصميم والابتكار والإدارة.
          يقول ليندر كاهني مؤلف الكتاب: «الابتكار هو أحد موضوعات البحث الأكثر سخونة هذه الأيام، وبتزايد المنافسة بشكل مستمر وتقصير دورات الإنتاج تسعى الشركات بشكل يائس للعثور على المفتاح السحري للابتكار. وفي سياق البحث عن نظام ابتكاري يُرسل العاملون إلى حلقات التدريب وتستخدم الشركات مدراء ابتكاريين أو تفتتح مراكز حيث يحيط مدراء لامعون وزملاء غير مقيدي المخيلة بعلب اللغو».
          لكن جوبز يهزأ بهذه الأفكار، ففي «أبل» لا وجود لأي نظام يعزز القدرة على الابتكار. فلدى قيام روب واكر، وهو مراسل صحفي في «نيويورك تايمز»، بسؤال جوبز في مقابلة صحفية إذا ما كان يتعمد التفكير في الابتكار، فقد رد عليه الأخير قائلا: «لا.. نحن نتعمد التفكير فقط بصنع منتجات رائعة، نحن لا نفكر في أن علينا أن نكون مبتكرين أو أن نحضر درسًا مدرسيًا».
          حين عاد جوبز إلى «أبل» بعد 11 عامًا على خروجه منها وتحديدا في العام 1996، كانت تعاني من خسائر كبيرة.. بلغت نحو 69 مليون دولار، وهو ما إلى أدى أن تقوم بتسريح 1300 موظف. وتمت الاستعانة بجوبز، الذي كان قد حقق نجاحًا كبيرًا في «نكست» وفي أول اجتماع له مع إدارة الشركة وبعد دخوله إلى الاجتماع نظر إلى الموجودين وسأل عما تعاني منه الشركة، قائلا: «دعونا نرى ما الذي يعاني منه هذا المكان؟»، وقبل أن يجيب أي أحد بدأ يصرخ قائلاً: «إنها المنتجات.. منتجات ساذجة! لا جاذبية فيها على الإطلاق».
          تفحص جوبز كل منتجات الشركة والتقى كل المديرين المسؤولين عن المنتجات واستمع إليهم بانتباه شديد، فقد كان مهتمًا بفحص الأسباب الحقيقية للخسائر. أما سلسلة القرارات التي اتخذها، فيوردها المؤلف تفصيلاً وهي تتعلق بتغيير مديري الأقسام، ثم التعامل مع المنافسين، ورفع دعوى قضائية ضد «مايكروسوفت» في شأن براءات الاختراع.. وفي خطوة تكتيكية لاحقة وسريعة بدأ المفاوضات مع بيل جيتس بشكل مباشر، عارضا عليه أن تتنازل «أبل» عن دعواها ضد «مايكروسوفت» الخاصة بتضمين نظام التشغيل الخاص بالأخيرة عددا من فقرات التشغيل الخاصة بـ «ماك»، مقابل استمرار ماك في تطوير مجموعة «Office»، لصالحها.
          وارتفعت أسهم «أبل» بنسبة 30 في المائة بعد هذه الصفقة، وفي مرحلة لاحقة أجرى حملة دعائية للعلامة التجارية للشركة، ثم قام بالخطوة الجبارة، التي قرر خلالها إيقاف عدد كبير جدًا من المشروعات التي تقوم بها «ماك» والإبقاء على أربعة منتجات فقط، مؤكدا أن «ماك» لا يمكن أن تتجاوز أزمتها من دون التركيز.
          «كان جوبز يعلم أن أبل على بعد أشهر قليلة من الإفلاس، وأن الطريقة الوحيدة لإنقاذها هي التركيز على أفضل ما تقوم به: صناعة أجهزة كمبيوتر سهلة الاستخدام للمستهلكين والمحترفين المبدعين».
          كان من بين مئات المشروعات التي أوقفت ورأسمالها يتجاوز مليارات الدولارات، مشروع طابعة نيوتن، التي كان المدير التنفيذي السابق لجوبز (إمييليو) صاحب فكرة إطلاقها، وقد حققت شهرة كبيرة في الأسواق كطابعة ليزر مميزة.
          لكن جوبز جادل قائلا: إنه يفترض بـ «أبل» بيع أجهزة كمبيوتر فذة: ذات تصميم جيد، آلات حسنة الصنع للمستخدم الذي يبحث عن الجودة وتكون على غرار السيارات الفاخرة. فبرأي جوبز الناس يدفعون مبالغ كبيرة لشراء سيارة بي إم دبليو، بدلاً من سيارة شيفي مثلا، ورغم أن المقارنة هنا ليست نموذجية لأن كل السيارات تسير بالبنزين، بينما أجهزة «ماك» لا يمكنها تسيير برمجيات ويندوز، لكن المثال كان يدلل على نهج جوبز في التميز الذي يبتغيه لـ «أبل».
مدرسة في التصميم
          من بين الكثير من التفاصيل التي يوردها الكتاب ندرك كيف يتمسك جوبز بالتفاصيل إلى حد كبير. يوضح ليندر كاهني: «إنه شخص كثير الانهماك في طلب الكمال يحمل مرؤوسيه على الجنون بمطالبه العسيرة. إن مزاج جوبز غير القابل للحلول الوسطى يوحي بأسلوب فريد في تطوير منتجات «أبل»، ففي ظل توجيهات جوبز تطورت المنتجات من خلال جولات لا متناهية من التدقيق، من خلال نماذج بالحجم الطبيعي ونماذج أولية تخضع للتنقيح والتعديل باستمرار.
          فما هو مفهوم التصميم لدى جوبز؟ كان جوبز قد أجاب عن السؤال في إحدى المقابلات الصحفية، قائلا: «التصميم كلمة محيرة، فبعض الأشخاص يظنون أن التصميم يعني الشكل الخــــارجي، ولكن إذا بحثت في العمق فستجد أنه طريقة عمل المنتج في الواقع، فلم يكن تصميم «ماك» مقتصرا على مظهره الخارجي فقط بالرغم من كونه جزءًا من التصميم ككل. ولتصميم شيء ما بـــشكل جيد حقًا يتعين عليك أن تقف على كل ما يتعلق به. ويتطلب الأمر التزاماً كبيراً لفهم أمر ما بدقة والتفكير فيه ملياً وعدم اتخاذ قرار سريع في شأنه. فمعظم الناس لا يخصصون الوقت المطلوب لذلك». ويتيح لنا مؤلف هذا الكتاب أن نعرف كيف أن الولع المبكر لدى ستيف جوبز بالتصميم كان سببًا في خلق هذا التخصص بشكل مختلف «مع النجاح السريع لـ «أبل2». بدأ جوبز يفكر بجدية في التصميم الصناعي. كان التصميم العنصر الرئيسي الذي ميز بين فلسفة أبل المواتية للمستهلك وعملية الرزم الهادفة التي كان يتبعها المنافسون مثل «آي بي إم» في تلك المرحلة.
          ففي مارس من العام 1982 قرر جوبز أن «أبل» بحاجة إلى مصمم صناعي من الطراز العالمي ذي شهرة عالمية، ولم يكن جيري مانوك وأعضاء آخرون من فريق التصــــنيع التابع لـ «أبل» يتمتعون بهذه الشهرة وفي أوائل الثمانينيات أصبح التصميم قوة كبرى في الصناعة، ولاسيما في أوربا، وكان نجاح «ممفيس»، وهي مجمـــوعة إيطالية لتصميم المنتجات والأثاث، حافزا لإقناع جوبز بأن الوقت قد حان لإدخال موهبة التصميم النوعي إلى صناعة الكمبيوتر. وكان جوبز مهتما بصفة خاصة بوضع أسلوب تصميمي مماثل يعتمد في كل منتجات الشركة، وأعدت الشركة مسابقة فاز فيها هارتموت إسلينجر وهو مصمم صناعي ألماني في العقد الثالث من عمره كان قد لفت الانتباه بسبب عمله في «سوني» في مجال تصميم أجهزة التلفاز. وقد ابتكر إسلينجر مظهرًا خارجيًا مميزا عرف باسم «بياض الثلج التصــــميمي» الذي هيمن على تصميم علب أجهزة الكمبيوتر طيلة عقد كامل، ليس في «أبل» وحدها بل في صناعة الكمبيوتر ككل.
          ويفرد الكتاب جزءًا كبيرًا للتصميم لدى جوبز، ويلقي نظرة متفحصة على أسماء أخرى ممن تعاونوا مع «أبل» في التصميم في التسعينيات وما بعدها، وبينهم جوناثان إيف، الذي يعد من أبرز من وضعوا اللمسات المميزة المهتمة بالتفاصيل في أجهزة أبل في نسخها الجديدة، وبينها جهاز مميز في التصميم هو «باور ماك جي فور كيوب». ويتناول المؤلف كيف كان جوبز حريصًا على إدخال المهندسين والمبرمجين والمسوقين في عملية التصميم، وفي إجراء عدد كبير من التجارب بالتجربة والخطأ، لينتهي إلى حل واحد صحيح وغيرها من الأساليب التي ميزت الطريقة التي يعمل بها جوبز.
          كما يبرز كاهني كيف أن جوبز كان يولي لونًا من الاحترام للمواد، فقد كان «الآي ماك» بلاستيكيًا و«الآيفون» زجاجيًا فشكل الأجهزة هو الذي يملي نوعية المواد التي يتعين استخدامها في عملية التصنيع.
          من بين ما يسلط هذا الكتاب الضوء عليه  فلسفة جوبز في إلإدارة مع فرق العمل؛ فعادة ما كان يفضل العمل مع فريق صغير العدد من الكفاءات المميزة والموهوبين من أجل التركيز وعدم إضاعة الوقت، وعدم فقدان القدرة على توجيههم، وكان حريصًا على ألا يزيد عدد فريق «أبل» عن مائة شخص، مع الحرص على منحهم حرية التصرف حتى لا يعطل قدراتهم الإبداعية.
من أين يأتي الابتكار؟
          لا علاقة للابتكار بكمية الدولارات التي تخصص لعمليات البحث والتطوير. عندما طرحت أبل فكرة الماك كانت «آي بي إم» تنفق على هذه العمليات مائة ضعف ما تنفقه «أبل» على الأقل . لا يتعلق الأمر بالمال بل بالأشخاص الذين يعملون لديك وبكيفية تقدمك على الآخرين وإلى أي مدى تحقق ذلك.
          فلسفة جوبز عن الابتكار يمكن تلخيصها في الكثير مما سبق ذكره عن طريقة الإدارة نفسها، وعن فلسفة التصميم، وهي تعتمد على ومضات الإلهام مصحوبة بعمليات معقدة، مثل دراسة السوق والنشاط الصناعي والوقوف عند التكنولوجيات الجديدة وكيفية استخدامها. لكن جوبز استطاع أن يمنح شهرة لـ «أبل» كواحدة من الشركات الرائدة في مجال الابتكار، لدرجة أن هناك بعض من يزعم أن انشغال جوبز بالابتكار كان يأتي أحيانًا على إمكانية استفادته مما يبتكره، مقارنة بالأمر في «مايكروسوفت» لكن المؤلف يرى في هذا إجحافًا في حق الرجل الذي يجل الابتكار، خصوصا أنه كثيرًا ما كان يشير إلى من يعدهم أبطاله من أعظم المبتكرين والمغامرين التجاريين في الصناعة: هنري فورد، توماس أديسون، وإدوين لاند.
          يقول المؤلف أيضًا عندما اضطلع جوبز بشئون «أبل» عام 1997 كانت موجودات الشركة المكدسة في المستودعات تلبي متطلبات عملية التصنيع لمدة سبعين يومًا. أطلق جوبز نظاما يربط بين مخازن الشركة بواسطة الكمبيوتر لتنظيم عملية التصنيع عند الطلب على غرار النظام الذي اعتمدته شركة DELL، وقد أثبت جوبز في تلك المرحلة - كما في غيرها - مهارته في التنفيذ، وباتت الشركة تمتاز بتنفيذ وتنسيق رائعين على جميع الجبهات: المنتجات والمبيعات والتسويق والدعم.
          هذا الكتاب يتضمن في الحقيقة العديد من التفاصيل التي يضيق هذا العرض عن استيعابها، لخبرات جوبز في مراحل حياته العملية ليس في «أبل» وحدها بل في مجال الجرافيك في «نكست» وهي تبدو كشذرات في الإدارة والابتكار واتخاذ القرارات وفي الاستثمار والصناعة وفي تقنيات الحواسيب وغيرها، لكنها تتضافر معًا لتصنع صورة لرجل استثنائي من حيث يوظف الكثير من فلسفة الحياة والخبرات الملهمة والمحفزة بحيث ترتبط بالعمل اليومي وهو ما صنع به أسطورته الخاصة.
          ونحن اليوم في عالمنا العربي الثائر، الذي ينتفض شبابه على الفساد والتخلف، والمتطلع لمستقبل يليق بأبنائه، نحتاج إلى عشرات أو ربما آلاف من ستيف جوبز، وفي هذه السيرة سوف يجد من يرغب الكثير من عناصر الإلهام.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق