السبت، 4 مايو 2013

• التلوث الضوضائي (السمعي): مصادره، أنواعه، مخاطره، والحد منه


   
تعتبر الضوضاء من أنواع التلوث العديدة حيث أنها صنفت بأنها ضارة على صحة الإنسان، الحيوان، الطيور والنبات وأشياء غير حية أخرى، إن مشاكل التلوث الضوضائي تزداد يوما بعد يوم وخصوصًا في المناطق الحضرية "المزدحمة بالسكان"، بجانب المناجم، الطرق السريعة، المطارات، المناطق الصناعية ومناطق أخرى توجد بها حركات إنشاء كالبناء وتنفيذ مشاريع.

الضوضاء نوع من التلوث الجوي/الاهتزازي يصدر على شكل موجات حيث أن كلمة ضوضاء مشتقة من التعبير اللاتيني "NAUSES" ويوجد هناك تعاريف كثيرة ومختلفة للضوضاء على سبيل المثال تعرف الموسوعة البريطانية الضوضاء بأنه "الصوت الغير مطلوب" أما الموسوعة الأمريكية فتعرفه بأنه "الصوت الغير مرغوب". يعتمد التلوث الضوضائي على مدى استيعاب أذن الإنسان له لأن البعض يستحمل الضوضاء بنسب متفاوتة عن الآخر، واعتمادًا كذلك على العوامل النفسية. وبشكل آخر إن أي صوت ينتج عنه ضوضاء يعتبر مزعجًا وهو من وجهة النظر القانونية قد يُعرف بأنه تلوث خاطئ من الجو أدى إلى جرح مادي لحق الأفراد.
العلاقة بين الضوضاء والصوت
الموجات الصوتية غير المرغوب بها تعتبر من الضوضاء لأن أذن الإنسان حساسة جدًا ومن الممكن أن تحتمل أمواجًا صوتية يتراوح ترددها ما بين 20 درجة هيرتز إلى 2000 درجة هيرتز حيث يعبر الهيرتز عن التردد أو عدد الاهتزازات في الثانية. ونوضح هنا أنه ليست كل الأصوات قابلة للكشف من قبل أذن الإنسان حيث أن هناك نوعان من الصوت..
1)   الصوت الخارجي:
 هو الصوت الذي يتجاوز مدى التردد 15 هيرتز تقريبا أي ما بعد الحد الأعلى للجلسة أو الاجتماع الطبيعي الذي له تردد عالي جدا لإثارة إحساس الجلسة أو الاجتماع.
2)   الصوت الخارجي:
 هو الصوت الذي يصدر ترددًا تحت 16 درجة هيرتز أي هو تحت المعدل الأدنى للجلسة أو الاجتماع الطبيعي والذي يعرف عمومًا باسم الاهتزاز.
نوضح هنا مثالاً على أن بعض المدن الهندية الكبيرة التي تعتبر من أكثر المدن ضوضائية (بومباي، دلهي، شنغهاي وكالكتا) حيث أن معدل الضوضاء بها يزيد عن 45 درجة هيرتز حسب تقرير منظمة الصحة العالمية "W.H.O" مع أن معدل الضوضاء المقرر عالميًا هو كالتالي:
·      من 25 – 40 مقبول في المناطق السكنية
·      من 30 – 60 مقبول في المناطق التجارية
·      من 40 – 60 مقبول في المناطق الصناعية
·      من 30 – 40 مقبول في المناطق التعليمية
·      من 20 – 35 مقبول في المناطق المستشفيات
يستخدم مصطلح "ديسيبل" كوحدة لقياس شدة الصوت، على سبيل المثال 0 ديسيبل هي عتبة الصوت المسموع، 10 ديسيبل تمثل شدة حفيف أوراق الأشجار الهادئ، 90-100 ديسيبل تمثل شدة صوت الرعد، 130 ديسيبل تمثل عتبة الألم عند الإنسان، 140 ديسيبل تمثل شدة صوت إطلاق صاروخ إلى الفضاء.
مصادر التلوث الضوضائي (السمعي)
1)   وسائل النقل المختلفة كالسيارات والباصات وغيرها من وسائل النقل التي تملأ الشوارع ولاسيما الطائرات بأنواعها المختلفة، وهذا المصدر يعد صاحب النسبة الأكبر بين غيره.
2)   عمليات البناء والإنشاءات والخدمات العامة.
3)   الأجهزة المنزلية المختلفة من راديو وتلفزيون ومسجلات وغيرها من الأجهزة المختلفة وهذا المصدر تكمن خطورته في أنه قريب منا ومعنا في حياتنا اليومية تقريبًا.
4)   الضوضاء الناتجة عن صناعات مختلفة.
أنواع التلوث الضوضائي وتأثيراته
تنقسم حسب مصدر التلوث وقوة تأثيره..
1)   تلوث مزمن
 هو تعرض دائم ومستمر لمصدر الضوضاء وقد يحدث ضعف مستديم في السمع.
2)   تلوث مؤقت ذو أضرار فسيولوجية
 تعرض لفترات محدودة لمصدر أو مصادر الضوضاء ومثال ذلك التعرض للمفرقعات ويؤدي إلى إصابة الأذن الوسطى وقد يُحدث تلف داخلي.
3)   تلوث مؤقت دون ضرر
 تعرض لفترة محدودة لمصدر ضوضاء مثال ذلك ضجيج الشارع والأماكن المزدحمة أو الورش، ويؤدي إلى ضعف في السمع مؤقت يعود لحالته الطبيعية بعد فترة بسيطة.
حيث تقاس شدة الصوت بوحدة (ديسيبل) كما ذكرنا سابقاً، وكل الأصوات التي نسمعها يومياً تندرج تحت مستويات رئيسية مقاسة بالديسيبل وهذه المستويات هي..
·      المستوى 40-50 ديسيبل
ويؤدي إلى تأثيرات وردود فعل عكسية تتمثل بالقلق والتوتر فهي تؤثر في قشرة المخ مما يؤدي إلى عدم ارتياح نفسي واضطراب وعدم انسجام صحي.
·      المستوى 60-80 ديسيبل
له تأثيرات سيئة على الجهاز العصبي ويؤدي إلى الإصابة بآلام شديدة في الرأس ونقص القدرة على العمل ورؤية أحلام مزعجة (كوابيس).
·      المستوى 90-110 ديسيبل
يؤدي إلى انخفاض شدة السمع ويحدث اضطرابات في الجهاز العصبي والجهاز القلبي.
·      المستوى أعلى من 120 ديسيبل
يسبب ألماً للجهاز السمعي وانعكاسات خطيرة على الجهاز القلبي الوعائي كما يؤدي إلى عدم القدرة على تمييز الأصوات واتجاهها.
الحماية وكيفية السيطرة على التلوث الضوضائي
يتزايد الاهتمام بالتلوث الضوضائي، حيث تعددت مصادره وازدادت أخطاره خصوصًا على الإنسان حيث يعمل على خلل بعض الأعضاء داخل جسم الإنسان لذلك يتطلب اتخاذ إجراءات وقائية منها:
1)   الإصلاح المستمر للمكائن التي توجد بالمصانع وبهذه الخطوة من الممكن أن يقلل أو يُعدم الضوضاء.
2)   المراقبة الصارمة على الصناعات وتعديل العمليات للسيطرة على الضوضاء أثناء إصدار وتجديد رخص العمل.
3)   إصدار التشريعات اللازمة وتطبيقها بحزم لمنع استعمال منبهات السيارات ومراقبة محركاتها وإيقاف تلك المصدرة للأصوات العالية.
4)   تعتبر النباتات من أهم الطرق لامتصاص الضوضاء خصوصًا الضوضاء النبضية. إن زراعة الأشجار مثل Casuarina، بانيان، تمر هند وNeem على طول الطرق أَو الشوارع العالية يساعد في تخفيض الضوضاء في المدن والبلدات.
5)   منع استعمال مكبرات الصوت وأجهزة التسجيل في شوارع المدينة والمقاهي والمحلات العامة على سبيل المثال من الساعة 10 مساءً لغاية الساعة 5 فجرًا.
6)   نشر الوعي وذلك عن طريق وسائل الإعلام المختلفة ببيان أخطار هذا التلوث على الصحة البشرية بحيث يدرك المرء أن الفضاء الصوتي ليس ملكا شخصيًا.
7)   إبعاد المدارس والمستشفيات عن مصادر الضجيج.
8)   إبعاد المطارات والمدن والمناطق الآهلة بالسكان مسافة لا تقل عن 30 كم.
9)   يجب أَن تكون خطوط السكة الحديدية والطرق السريعة بعيدة عن المناطق السكنية قدر الإمكان.
المراجع
     Environmental Policies / Study Material – Chennai India
     الإنسان وتلوث البيئة، للمهندس محمد السيد أرناؤوط، طبعة ثانية، مكتبة الأسرة 2000م.
     الإنسان والبيئة، للدكتور عبد الله عطوي، طبعة أولى، مؤسسة عز الدين 1993م.
     التلوث البيئي فيروس العصر، للدكتور حسن أحمد شحاته، طبعة أولى، دار النهضة العربية، 1998م.
     التلوث الضوضائي وفوق الصوتيات للأستاذ الدكتور محمد أحمد محمود جمعة، دار الراتب الجامعية.




هناك تعليق واحد: