في السوق العتيق في صيدا
فسيفساء جدلية، وألوان عتق زمن، مجدولة بحِرف ومنازل تشرئب داخلها الآه تارة،
وتفوح منها حكاية الزمن التراثي طوراً، فلهذا السوق المكانة العليا في نفوس
الصيداويين والجنوبيين معاً، نظراً لأنه يمثّل رمزاً من رموز عز الآباء والأجداد
والتاريخ في آن.
فحين تلج إلى صيدا، لابد لك
أن تنزلق إلى داخل السوق العتيق الذي يحفر التراث خلف جدران الزمن، في تاريخ مسكون
في أقبية حجرية، في دكاكين حرفية، في زقاق السوق القديم المتعرج، المنقسم على أكثر
من طريق تحمل كل منها إلى حرفة تارة، وإلى خان الإفرنج تارة أخرى، فيما هناك أزقة
تطل بك على قلعة صيدا القديمة، وأخرى على السراي القديمة، تلك التي أخذت اسمها من
الأمير فخر الدين.. بين هنا وهناك تبدأ حكايا لا تنتهي إلا بأسرار محبوكة على قضية
أين هم اليوم؟ أين التاريخ والزمن؟
صيدا مدينة كتبت التاريخ
القديم على طريقتها، من بوابتها البحرية القديمة تدخل إلى سوقها العتيق، بعد أن
تكون قد «متّعت» نظرك بقلعتها البحرية الشامخة بهندستها «المفذلكة» على تاريخ
تسرده حجارتها وأعمدتها وقناطرها التي ألفت مع البحر قصتها، «تعود القلعة الصليبية
العهد إلى القرن الثالث عشر للميلاد من حجارة منحوتة وجذوع الأعمدة من أنقاض أبنية
قديمة يعود بعضها إلى العصر الروماني».
تترك القلعة ترسم أيامها
على طريقتها، لتنطلق ناحية السوق، هنا تتزاحم الأصوات مع المحال، مع الناس ومع
الزمن في آن، هنا تخلع نعليك «الملطخين بآهات الحياة»، وتنتعل آخرين، بعيداً عن
أفكارك، لتسير في أروقة ضيقة متلاحمة على بعضها، بشكل منقطع النظير، حيث تتزاوج
الحجارة مع أقرانها يتبعه شيء من حدية اللحظة التي تسبقك بأسئلتها، هل هناك من يحفظ
هذا التراث؟ كيف يحبك قصته ويحمي حضوره؟ الأبنية الأثرية؟ الأزقة؟ كلها تقتحم
تفكيرك فتتوغل في عمق السوق الذي يجذب الكثير من «السائحين» لكي يتجللوا بفن
تشكيلي ولكنه واقعي ذو ألوان مختلفة.
موزاييك الحرف
التقليدية
المنجد، الإسكافي، اللحّام،
الكندرجي، الخياط، كلها حِرف تبدأ تطل عليك بمحالها الضيقة القديمة «زاروبة» وفق
تعبيرهم، تعبير بسيط ولكن له أبعاده في حضرتهم، «هم أشخاص لم يلتحفوا برداء
التطور، بل حموا حِرفاً توارثوها أباً عن جد، هم أصيلون في تفكيرهم الذي لا حدود
سياسية داخله، بل هم يرسمون نمطية سياسية خاصة لا تعِر عنجهيات السياسة الخارجية
بشيء، وهم أيضاً أحفاد التاريخ» هكذا يُعرف أحد أبناء صيدا القديمة حرفهم.
فجأة يصمت سوق صيدا العتيق
على موسيقى النجّار المنبعثة من حنايا سوق النجارين القديم الطراز، موسيقى تبعثك
على التأمل في لاحدودية المكان «المحنك»، المتفلت من قبضة «العولمة» المستجدة،
«عولمة» لم تجد لها معبراً إلى داخل السوق، سوق يحكي تاريخه على طريقته، تقرأه عبر
حرفة يفككها الزمن، بسبب هجرة الشباب لها، تنحصر بالكبار.. قد يكون من الغباء في
حضرة هذا الإرث الحرفي تجاهل الأسباب التي تمزق الحِرف إرباً والتي يقع في مقدمتها
«التكبر عليها»، ويليها عدم الرعاية الحكومية لها.
تترك الحِرف تقاوم حضورها
في كينونتها، لتخلو بنفسك في أزقة السوق الضيقة، ومنازله الحجرية ذات الطراز
القديم، يُخيم عليها العُتق إن عبر «حجرها الرملي أو سقوفها وعقودها وقناطرها»،
هندستها يد فنان رسمها بشكل تشكيلي مفعم بحيوية غربية، ولكن يخاف أن تتداعى حجارته
للانقضاض على الواقع فجأة، من دون إنذار ولا مقدمات.
أُلفة تعشقها
في قلب السوق تُكتب العديد
من القصص، بعضها جميل وهي ترابط العيش وتلاحمه، لا بد لك أن تلحظ حجم الألفة بين
سكانه، تعود إلى حميمية المكان، الذي يتعركش بدراجات هوائية قادمة، زعيق باعة
وعجقة زوار، تلك الصورة تدفعك لترسم حكاية أخرى عن هذه الحياة البسيطة اللامتكاملة
في آن، فيما تخيم على تلك الصورة قصة تبدو عتماء، هل هناك من يرمم السوق؟ من يحمي
المنازل القديمة؟ ماذا لو «نتشها الزمن» وسرق منها بريقها؟ يزاحمك فجأة تاريخها،
فصيدون، أو صيدا هي ثالثة كبرى المدن اللبنانية وعاصمة محافظة لبنان الجنوبي.
وتعود تسمية المدينة إلى انتشار الصيد فيها، نظراً إلى وقوعها على ساحل البحر
المتوسط. وقد ذكر في سفر التكوين أن عبارة صيدا معناها «المولود الأول» لسلالة
كنعان، حفيد نوح عليه السلام، ويعود أصلها إلى 4 آلاف سنة قبل الميلاد، إلى الحقبة
النيوليتية (6000 - 4000 عام ق.م)، يوم كانت من «مدينة فينيقيا المقدسة» وأقدمها
في العالم.
وعلى تخوم السوق وبينما أنت
منشغل في البحث عن تاريخ صيدا التي عايشت الآشوريين والبابليين والمصريين
والإغريقيين والرومانيين والعثمانيين، وزاره السيد المسيح، تنقشع أمامك «قلعة
القديس لويس التاسع» ملك الفرنجة الذي قاد الحملة الصليبية السابعة (1248–1254)،
فهي تقبع على قمة التل القديم الذي يشرف على المدينة، قد بنيت على أنقاض قلعة أقدم
تعود إلى العهد الفاطمي وتنسب إلى الخليفة المعز (952 –975). «هي مقفلة الآن،
تستبيحها الحشائش»..
تجتاز السوق العتيق ومعه
تجتاز أفول زمن بكامله، هنا في حضرته تلمس أصالة البناء من الدكاكين القديمة
بأبوابها الخشبية القديمة الطراز، تنتشر على الجانبين تسرد إرثاً غابراً بلون آخر،
تطفو عليها روحية الترميم الذي لامسها كما السوق ضمن إطار مشروع «الإرث الثقافي
والتنمية المدنية» لترميم أسواق صيدا.
يبدو السوق قطعة فُسيفسائية
معتقة بألوان تقتحمها فجأة، كل منها لونه وليد حركته، وزقاقه ما أعطى السوق العتيق
مكانة مميزة، وهذا بحسب البعض سر بريقها وأهميتها، الولوج إلى صيدا القديمة لا
يكتمل إذا لم تعرج على خان الإفرنج، ذي الفن المعماري الإسلامي، ذات الطراز
التوسكاني، في حضرته تتعرف على جدلية النهضة العمرانية التي عرفتها صيدا في عهد
فخر الدين. ويتألف من ثلاثة أقسام، أولها الخان الكبير، حيث تقوم معارض التجار
والإسطبلات والحمامات، وفي الطابق العلوي غرف نوم التجار والملاحين. القسم الثاني
هو البيت القنصلي ويتم دخوله بواسطة درج حجري من ناحية سوق البازركان يؤدي مباشرة
إلى الطابق الأول. ويتألف البيت القنصلي من غرف متنوعة، وقد كان مخصصاً لممثل الملك
الفرنسي. وإلى جانب البيت القنصلي بنيت كنيسة تعرف باسم «تراسنتا»، أي الأرض
المقدسة وهي مهملة حالياً. أما الخان الصغير، فيقع إلى الجنوب الغربي من الخان
الكبير ويتصل مباشرة بالبيت القنصلي. وتنظم فيه مهرجانات واحتفالات فنية وثقافية
ونشاطات مختلفة ومعارض حرفية.
تترك الخان يرسم تاريخه
اليوم على مزاجية الحياة التي لم تعد تأبه إلا «للوجاهة»، وتنحرف برحلتك الصيداوية
القديمة على متحف الصابون، الذي أعيد ترميمه، ليحفظ إرثه، لتطل بعدها على «ساحة
باب السراي» التي تطل على ساحة قصر الأمير فخر الدين التي تحوّلت الى دفتر مفتوح
الكل يقرأ فيه بلغته ورؤيته لمزاجية السوق.
باختصار يتلون سوق صيدا
القديم بمزاجية خاصة، ولكن لها نكهتها وبريقها الذي يحفره الزوار في كتاب وصورة
وحكاية، ليستكمل بعدها الصور حكايته.
هاشم المدني
أعتق مصوّر في صيدا الجنوبية
لست على عجلة من أمري،
فالصورة ستنْحت جسدي في ريشتها، والكاميرا سترسم وجهي بلون الحياة، فيما هو ذاك
المصوّر العتيق هاشم المدني ابن 83 ربيعاً سيُخلّد صورتي في سجله القديم الذي يعود
الى أكثر من 60 عاماً، كنوع من إيحاء إبداعي غريب في أطواره.
الدخول إلى عالم المدني
أشبه بعبور «التاريخ» تقرأه عبر صور التقطها المدني خلال عقود من الزمن، تؤرخ
لحقبة مهمة من تاريخ صيدا بجميع إحداثياته، شكّلت على مر أكثر من 60 عاماً بنك
الصورة ذات الأبيض والأسود. فأنا كنت أتجول في أحياء صيدا العتيقة ألتقط لوحات
الناس على طبيعتها، فيما كثر كانوا يستوقفونني لألتقط لهم صورة لقد كان يصنع صورته
«كنت أجهد كي تكون صورة تحكي جمالاً، وهذا سبب تميزي».
لقد شكلت الصورة
الفوتوغرافية مصدر «إيحاءات الإبداع» الذي تجلى عند «أعتق» مصوراتي صيدا هاشم
المدني في «ستديو التاريخ» إن صح توصيفه، بفضل ملايين الصور العائدة إلى مدينة
صيدا (جنوب لبنان) وأحداثها وأبنائها، منذ خمسينيات القرن الماضي، مشكّلاً بذلك
«كنزاً ثميناً» يؤرخ تراث هذه المدينة العريقة.
دخل المدني عالم التصوير من
باب الهواية «كنت في السابعة عشرة من عمري وتحديداً في العام 1948، بعد سنتين من
عودتي من فلسطين حيث تعلمتها هناك في العام 1946 على يد المصور الأرمني «كاتس» ثم
المصور إبراهيم الحمودي في طولكرم، وعندما وقعت النكبة واحتلت دولة الكيان
الصهيوني حيفا ويافا، ذهبت إلى الأردن، ومنها عدت إلى بيروت، ثم إلى صيدا، حيث
زاولت هذه المهنة».
شغف ابن الـ 17 عاماً بمهنة
التصوير، دفعه إلى شراء كاميرا «بوكس كوداك (6×9)» تصور 8 صور بسعر 12 ليرة،
ومجموعة أفلام سعر الواحد منها نصف ليرة، في وقت لم يكن في المدينة سوى مصورين
اثنين، هما أنيس السنوسي وأحمد المجذوب، اللذين رحلا منذ سنوات عند أول كاميرا.
وتمكن بعد 3 سنوات من شراء
«كاميرا (كوداك) (ريتينات) تصور 36 صورة، وبدأت ألتقط صورا في الشوارع والأزقة،
للشيوخ والشباب والأطفال، والشخصيات المهمة الراحلة كرئيس مجلس النواب عادل
عسيران، ومعروف ومصطفى سعد، ونزيه البزري خلال الحملات الانتخابية عام 1972»، في
أحياء صيدا القديمة.
واستطاع عاشق التصوير
الفوتوغرافي جمع مبلغ 800 ليرة، من جراء تقاضيه ليرتين ونصف مقابل 6 صور بالأبيض
والأسود، وربع ليرة ثمن الصورة الواحدة، في زمن لم يكن فيه التسليم الفوري شائعاً،
بل في اليوم الثاني لمن هو على عجلة من أمره، أو بعد يومين أو 3 أو أسبوع كحد أقصى
لغير المستعجل.
نصف هذا المبلغ كان كفيلاً
عام 1953 باستئجار محل كبير لمدة 6 أشهر سماه «ستوديو شهرزاد»، بينما خصص النصف
الآخر، لشراء معدات التصوير والإضاءة، والواجهات المخصصة لعرض الصور.
لقد شبّه Christion
Metz الصورة الفوتوغرافية بـ
«الكلمات»، فيما تحولت عند المدني إلى «فن ناطق وإن بصمت»، فالتاريخ في ستديو
المدني ينطق «بنزهات» مصورة في حارات صيدا وأزقتها، بوجوه غابت وأخرى دخلت التاريخ
من بابه»، لقد وثَق المدني لحقبة مهمة من تاريخ صيدا السياسي، الاجتماعي، الفني
تراه يقول «التقطت صوراً كثيرة لسياسيين، وأبرزهم المرحوم الدكتور نزيه البزري
والشهيد معروف سعد وخاصة في الحملات الانتخابية عام 1972».
وعايشت عدسته كل أحداث صيدا
في «السلم والحرب» رافقت الفن الذي عرج على المدينة مع «نجم الشاشة» فريد الأطرش
و«الشحرورة» - صباح، والفنانة طروب وأبو ملحم ومحمد أمين وسواهم، «مازلت أذكرهم
جميعا» يقول.
داخل «ستديو شهرزاد» تعيش
رحلة المدني مع «الصورة»، من باب خشبي كبير كتب عليه اسمه بخط اليد، تعبر إلى غرفة
الاستقبال التي تزدان بعشرات الصور الكبيرة ذات اللون الأبيض والأسود المتبعثرة
بشكل ديماغوجي على جدران «الزمن» الذي حفره المدني «بعدسة ونيجاتيف» احتفظ بها
«شاهداً على تاريخي وإبداعي».
هنا تعبق رائحة المواد التي
يستخدمها في تظهير الأفلام داخل مختبر صغير وهذه العملية كما يشير المدني تحتاج
إلى مواد خاصة منها (الفاينغريم)، «أقوم بتركيبها وفق نسب معينة بواسطة ميزانها
الخاص وبعدها نعلقها بواسطة «الملاقط» على الحبال».
«الصور هي الروح التي تنتطق
بأحاسيسنا» يقول ابن الـ 83 الذي يحتفظ بعشرات آلاف «النيجاتيف» داخل الاستديو فهي
توثق لحقبة كبيرة من تاريخ صيدا يشير إليها بأنها (النيجاتيف) الحافظ أسرار أهل
صيدا، وثقته منذ الخمسينيات، ومن الصعوبة بمكان أن أفرط فيه، هو مثل غيره من الصور
والمحتويات، يحمل بالنسبة لي رائحة الماضي الجميل، رائحة سنوات كانت مليئة بالعز
والشغف والعمل رغم كل التعب.
هنا يشعر المرء فيها وكأنه
يعيش في منتصف القرن الماضي، كاميرا كبيرة وإنارة و«فلاشات» وجدارية مشهد تخرقها
أشعة الشمس من إحدى النوافذ الجانبية الصغيرة، حيث أبقى المدني كل شيء على حاله،
«هنا أعيش الماضي وذكرياته وأشعر بالتراث والتاريخ، فضلاً عن أن الشركة العربية
للصورة طلبت مني عدم تغيير أي شيء في «الاستديو» و«الصورة»، لافتا إلى أنهم
«يأخذون الأفلام ويظهرون ما يعجبهم من صور ولقطات ثم ينظمون المعارض».
لقد غرف المدني من نبع
الصور إبداعاً، وأكثر... نشر فناً آخر في عالم الصورة، إذ عُرف بحنكته في تعامله
مع الصورة وفي التعديلات التي أدخلها على بعضها، ومنها إلباس إحدى السيدات قرطاً،
وأخرى عقداً، محولا إياها إلى لوحات زيتية, إذ يعلق بالقول «صوري لها روح لا يشبع
النظر إليها»، وذلك لأن «التصوير فن راقٍ، يدربك على كيفية التقاط الصورة من
جانبها الأنسب الذي يخرجها جميلة دون عيوب كي تبدو الصورة طبيعية، فيشعر صاحبها
بسعادة».
ولا يُخفِي أن أجمل صورة
التقطها لسيدة بولندية زوجة صاحب بنك الفران آنذاك، إذ جاءت إليه وقالت «لقد تصورت
كثيراً ولم يعجبني أي منها»، إذا أعجبتني الصور أدفع لك، فقال المدني: «قبلت
التحدي وكان وجهها جميلاً، صورتها بإتقان ونالت إعجابها وسعادتها، ودفعت ما أستحق
عليها ومازلت أحتفظ بصورتها حتى الآن».
صور مكنته من أن يشارك في
العديد من المعارض منها في فرنسا عام 2004، وبيروت وبيت الدين وإسبانيا عام 2006،
ولاتزال إحدى صوره في معرض فرنسي بقياساتها ومضمونها، تعتبر كأجمل صورة لبنانية
قديمة، يعرف عنها بأنها «صورة لمواطن صيداوي، يحمل ولده على يده ويبدو الأخير كأنه
يطير في الهواء، وهي نالت إعجاب الحاضرين في معرض لندن 2005، وقد طبع منها 500
نسخة، وبيعت الواحدة منها بـ500 جنيه إسترليني, وبذلك تبقى الصورة مع مرور الأيام
الشاهد الأكثر صدقاً وتعبيراً عنها.
لم يتعب المدني يوماً بل
يشير «ليتني أستعيد الشباب لأعطي أكثر»، ولم يكل من ملاحقة «صور خارقة» يعرفها
بأنه «صور الأبيض والأسود التي لها بريقها ورونقها»، ولكنه تقاعد عن مزاولة المهنة
«التي أرست فن تصوير مغايراً عن مألوفه» ولكنه لم ينقطع عن زيارة «معلم التصوير»
كما يفضل أن يناديه «لأنه الراحة من التعب، وسارق الملل».
رنه جوني
تابعونا
على الفيس بوك
مواضيع تهم
الطلاب والمربين والأهالي
قصص للأطفال
وحكايات معبّرة
للمزيد
أيضًا وأيضًا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق