الأحد، 16 أكتوبر 2016

• أبو العلاء المعري (فيلسوف الشعراء)

شاعر وفيلسوف ولغوي وأديب عربي كبير ومعروف من العصر العباسي، وحكيم الشعراء وشاعر الحكماء، لم ينبغ في الإسلام شاعر أعلى منه همة ولا أكرم منه نفساً.. ولد سنة 973م بمعرة النعمان شمال سوريا الحبيبة، ينتمي لعائلة بني سليمان المعروفة بالشعر، كان جده الأعظم أول قاضٍ في المدينة.

فقد شاعرنا الكبير بصره وهو في الرابعة من عمره نتيجة لمرض الجدري، وكان يقول: لا أعرف من الألوان إلا الأحمر لأني أُلبست في الجدري ثوباً مصبوغاً بالعصفر لا أعرف غيره.. وكان يقول: أنا أحمد الله على العمى كما يحمده غيري على البصر.
قال المعري الشعر وهو ابن إحدى عشرة سنة، ثم ذهب للدراسة في حلب وأنطاكية وغيرها من المدن السورية، فدرس علوم اللغة والأدب والحديث والتفسير والفقه والشعر على نفر من أهله، وفيهم القضاة والفقهاء والشعراء وقرأ النحو في حلب.
تميّز المعري بشدة الذكاء والفهم وحدّة الذهن والحفظ وتوقد الخاطر، سافر إلى بغداد وزار دور كتبها وقابل علماءها ثم عاد إلى معرة النعمان وشرع في التأليف والتصنيف ملازماً بيته.
لشاعرنا الكبير الكثير الكثير من الأعمال أهمها ديوان سقط الزند، اللزوميات، رسالة الغفران، رسالة الملائكة، رسالة الهناء، الأيك والغصون في الأدب (مائة جزء)، تاج الحرة في النساء وأخلاقهن وعظاتهن، شرح ديوان الحماسة، ضوء السقط، رسالة الصاهل والشاحج.
عاش المعري بعد اعتزاله زاهداً في الدنيا معرضاً عن لذاتها، لا يأكل لحم الحيوان ولا ما ينتجه من سمن ولبن وبيض وعسل، ولا يلبس من الثياب إلا الخشن.. ولُقب بـ (ـرهين المحبسين) أي محبس العمى ومحبس البيت، لأنه اعتزل الناس بعد عودته من بغداد حتى وفاته.
توفي أبو العلاء المعري عن عمر يناهز 86 عاماً، ودفن في منزله بمعرة النعمان.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق