عروة بن الزبير هو تابعي ومحدّث ومؤرخ مسلم، وأحد
فقهاء المدينة السبعة، وأحد المكثرين في الرواية عن خالته عائشة بنت أبي بكر زوجة
النبي صلى الله عليه وسلم، ومن الأوائل الذين سعوا لتدوين الحديث النبوي الشريف،
وتدوين بدايات التاريخ الإسلامي. وعُرف عنه أنه من أروى الناس للشعر.
ولد عروة بن الزبير سنة 23هـ في أسرة من سادات
المسلمين في عصر صدر الإسلام من بني عبد العزى بن قصي، أبوه الصحابي الجليل الزبير
بن العوام ابن عمة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأمه أسماء بنت أبي بكر ابنة
الخليفة الأول للمسلمين أبي بكر الصديق، وأخوه لأبيه وأمه عبدالله بن الزبير وعمة
أبيه خديجة بنت خويلد أولى زوجات النبي صلى الله عليه وسلم، وخالته عائشة بنت أبي
بكر (رضي الله عنهم أجمعين).
نشأ
عروة في المدينة المنورة، وأدرك عدداً كبيراً من الصحابة الذين عاصروا النبي صلى
الله عليه وسلم، وتفقّه على أيديهم، ولازم خالته أم المؤمنين عائشة (رضي الله
عنها) وروى عنها أحاديثها حتى صار من فقهاء المدينة المنورة المعدودين.
كان
(رضي الله عنه) كثير الصيام، روى ابنه هشام أن أباه كان يصوم الدهر كله إِلا يوم
الفطر ويوم النحر ومات وهو صائم، كثير التعبّد وقراءة القرآن الكريم فكان يقرأ ربع
القرآن كل يوم في المصحف، ويقوم به الليل وما ترك ذلك إلا ليلة قطعت رجله، وكان سخياً
سمحاً، روى ابن شوذب أنه كان لعروة بستان من نخيل مُسوّر، ولما آن أوان الرُطب
وطابت ثماره، كسر جانباً من حائط بستانه ليجُوز إليه الناس ويأكلون منه.
توفي
(رضي الله عنه) سنة 94هـ بمجاح ناحية من نواحي مكة المكرمة ودفن هناك. وهي السنة
التي سماها الواقدي سنة الفقهاء لوفاة سعيد بن جبير وسعيد بن المسيب وعروة بن
الزبير وعلي زين العابدين فيها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق