قامت الحياة العربية ﻗﺒﻞ اﻹﺳـﻼم ﻋـﻠـﻰ
نظام اﻟـﻘـﺒـﻴـﻠـﺔ اﻟـﺘـﻲ كانت تمثل الوحدة اﻟــﺴــﻴــﺎﺳــﻴــﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ والاقتصادية،
وقد اﻗﺘﻀﻰ هذا النظام اﻟﻘﺒﻠﻲ ﻣﻦ
ينطق ﺑﺎﺳﻤﻪ ويحميه، فكان الشاعر هو الذي ﻳﺴﺠﻞ مآثر قومه، ويذيع مفاخرهم، وﻳﻨـﺸـﺮ
محامدهم، ويخوّف أعداءهم
ويخذل خصومهم.
وﻣﻦ
ﻫﻨﺎ كانت أﻫﻤﻴﺔ اﻟﺸﺎﻋﺮ
الذي ﻳـﻌـﺒـﺮ ﻋـﻦ
وﺟﻬﺎت نظرهم بأسلوب شعري ﺗـﺘـﻨـﺎﻗـﻠـﻪ الرواة وتحفظه الحدأة، وضرورة شعره ﻟـﻠـﺤـﻴـﺎة
اﻟـﻌـﺮﺑـﻴـﺔ آنذاك،
بحيث صارت اﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﻳﻬﻨﺊ ﺑﻌﻀﻬـﺎ ﺑـﻌـﻀـﺎً إذا ﻧﺒﻎ بينهم شاعر، وكانو ﻻ يهنؤون إﻻ ﺑـﺜـﻼث:
ﻏﻼم يولد، أو ﺷﺎﻋﺮ
ﻳﻨﺒﻎ، أو ﻓﺮس ﺗﻨﺘﺞ. وﻣﻌﺮوف
أن هذه اﻟﺜﻼﺛﺔ كانت ﻣﺼﺎدر قوة اﳊﻴﺎة اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ.
ﻗﺎل
اﺑﻦ رشيق: كانت اﻟﻘﺒﻴﻠﺔ ﻣﻦ
اﻟﻌﺮب إذا ﻧﺒﻎ ﻓﻴﻬﺎ شاعر أتت
اﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﻓﻬﻨﺄﺗﻬﺎ، وصنعت الأطعمة، واجتمعت اﻟﻨﺴﺎء يلعبن بالمظاهر كما يصنعون في
الأعراس، ويباشر الرجال والولدان أﻧـﻪ ﺣـﻤـﺎﻳــﺔ لأعراضهم، وتخليذ لمآثرهم وإشادة
بذكرهم وﻛﺎﻧﻮا ﻻ يهنئون إﻻ ﺑﻐﻼم
يولد، أو شاعر ﻳﻨﺒﻎ فيهم، أو ﻓﺮس
ﺗﻨﺘﺞ.
المصدر
1" سلسلة كتب عالم المعرفة، العدد 66
المصدر
2: الأمالي 1/149
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق