في
كل عام يتهادى ملايين العشاق وردا أحمر وأصفر وألوانا أخرى، ولكن أيا منهم لم يفكر
أن رسول القلوب طبيب فريد.
كل منا يعرف الورد جيدا واستخدامات ألوانه وأنواعه،
ولكن ما نحن بصدد مناقشته يختلف قليلا عما أنف ذكره، فالورد بالمجمل عبارة عن
شجيرات تنمو في المناطق الجغرافية المعتدلة المناخ في كلا نصفي الكرة الأرضية،
وتقول الروايات إن مواطنها الأصلية شمالي إيران وامتدت منها إلى فلسطين واليونان
وجنوب إيطاليا.
وجاء أن استخدام الورد قديما كان على يد الرومان عندما
زرعوا أحد أنواعه وهو Rosa
gallica
فكلمة Rosa
تعني باليونانية الأحمر، ذلك أن أول نوع زرعه الرومان
كان الأحمر القرمزي الذي يعود لونه إلى دم الإله الإغريقي "أدونيس" كما
جاء في الأساطير اليونانية القديمة.
وهناك
عشرة آلاف صنف من الورد في العالم، تتعدد استخداماتها بتعدد الحاجة إليه. وما
يعنينا هنا الورد الذي يستخدم في علاجات بعض الأمراض والذي يتنوع بتنوع أصناف
عديدة من الورد وهي: Rosa
centifolia
وRosa
gallica
و Rosa
indica
وRosa
damascena
وأخيراً Rosa
canina
منتجات الورد الطبية
وينتج
من الورد ثلاثة منتجات تستخدم طبيا هي: زيت الورد، وماء الورد، وأخيرا البتلات
المجففة للورد. أسهلها إنتاجا هو زيت الورد الذي يستخلص بنقع البتلات في مادة
زيتية ثم يستخلص منها الزيت بشكل عجينة أو مرهم عطري.
ماء الورد
أما
ماء الورد، فقد حُضر للمرة الأولى خلال القرن العاشر الميلادي في إيران وكشمير،
وخصص ذلك الإنتاج للاستهلاك المحلي، ثم انتشرت هذه الصناعة في أوربا عن طريق آسيا
الصغرى وسارت هذه الصناعة في أوربا بدءا من بلغاريا في عام 1760
ثم الإمبراطورية العثمانية وأخيراً فرنسا قبل قيام الثورة فيها.
زيت الورد
أما
زيت الورد، فهو عبارة عن مادة ذات لون أصفر كاشف يشوبها أحياناً الاخضرار وله
رائحة قوية جداً، وعندما يبرد يتخثر ويشكل كتلة طرية شفافة تقريبا تصبح سائلة مرة
أخرى على درجة حرارة تقدر بـ 36
درجة مئوية، كما أن تركيبه يختلف تبعا للصنف الذي استخدمت أزهاره في عملية التقطير
وكذلك موقع نمو الشجيرات، فالأصناف التي تنتشر في المناطق الباردة نسبياً يحتوي
زيتها على نسبة عالية من المواد الشمعية عديمة الرائحة والقيمة، ولهذا يعمد صانعو
زيت الورد إلى إزالة هذه المادة وبالتالي بيعه بأسعار باهظة تحت اسم زيت الورد
الحر.
أما
المقومات العطرية التي توجد في زيت الورد فهي: مادة الجيرانيول ومادة
السيترونيللول، وتصل نسبة الجيرانيول في الزيت إلى حوالي 75%
وهي مادة سائلة عديمة اللون لها رائحة تشبه الورد، أما مادة السيترونيللول فهي
مادة سائلة زيتية يمكن أن تصل نسبتها حتى 35%،
ولوحظ أن مادة الجيرانيول يمكن أن توجد في زيت حشيشة الليمون وزيت الخزامى وبعض
أنواع زيت الأوكاليبتوس، ويمكن أن تستخدم مادة الجيرانيول المستخلصة من هذه الزيوت
في غش زيت الورد الحر.
بتلات الورد
وتستخدم
البتلات المجففة المأخوذة من الجوري الأحمر الغامق
Rosa
gallica
في صنع
منقوق منها إضافة إلى صنع مربيات خاصة، وتحتوي هذه البتلات على طعم قابض ينتج عن
وجود حمض الجاليك. وتحتوي أيضا على بعض السكريات والمواد الصمغية والدهن. واستخدمت
هذه البتلات منذ القدم لخصائصها القابضة والمقوية خاصة في حالات نزف الرئتين
والسعال ولمعالجة أمراض الحلق والفم المتقرح، كما يمكن أن يستخدم منقوع البتلات
المجففة أو مهروس البتلات الطازجة مع قليل من الماء الساخن ثم يصفى السائل الناتج
ويخلط مع العسل، ويوجد هناك مستحضر طبي من ماء الورد ويستخدم في تنكيه طعم الأدوية،
كما أن دهن ماء الورد يستخدم كمادة مطرية من أجل الأيدي المصابة بالتقشر أو تطرية
بشرة الوجه.
أما
بالنسبة لصنع مربى الورد، فتؤخذ البتلات الطازجة وتفرك مع قليل من السكر ثم تطبخ
على النار مع ثلاثة أضعاف وزنها من السكر وتضاف إليه بضع نقاط من عصير الليمون
وقليل من الماء، وتعتبر الثمار الناضجة لورد النسرين أو الورد البري المسمى Rosa
canina
مفيدة جداً من الناحية الطبية، فلحم الثمرة له طعم
حامضي ويستخدم في صناعة المربيات والشرابات الملطفة والمبردة، حيث تحتوي هذه
الثمار على نسبة عالية من فيتامين C وعدا
كونها قابضة ومقوية للمعدة تفيد في حالات الإسهال والأمراض الصدرية وتفيد كذلك في
حالات اضطرابات الكلية والمثانة. وأخيرا هناك عسل الورد الذي يصنع من خلط العسل
المصفى مع المستخلص السائل لبتلات الورد والذي يفيد في معالجة أمراض اللثة والفم
المتقرح.
المصدر:
1
إقرأ أيضًا
للمزيد
أيضاً وأيضاً
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق