جبران خليل جبران
في
مسيرة المُبدعين فُرَصٌ تنقلُهم غالبًا من وضعٍ إِلى آخَر أَو من حالةٍ إِلى
أُخرى. وقد تحملُهم إِحداها إِلى ما يغيِّر مسيرة قدَرهم في شكل مصيري. وربما تكون
مسيرةُ المبدع سلسلةَ حلقات متَّصلة واحدتُها بالأُخرى، كلُّ فرصةٍ تؤَدِّي إِلى
تاليةٍ أَفضلَ حتى إِذا تتالت الفرَص بلغَ المبدع ما يكون وسَّع أُفقه إِلى فضاء
الخلود.
تلك
حالةُ جبران خليل جبران، منذ صباه الأَول حتى نفَسه الأَخير.
فكيف تتالت الفُرص حلقاتٍ متصلةً متواصلةً في مسيرته؟
1) كاملة رحمة:
أَتاح القدَرُ لجبران
فرصةً أُولى حين ضاقت بوالدتِه كاملة رحمة سبُلُ الحياة المستقرَّة في بلدتها
الأُم بْشَرّي، فلم يعُد زوجها خليل جبران قادرًا على القيام بما يُسعف أُسرته
وبدأَت تعجز عن إِعالة أَبنائها، فقرَّرَت أَن تحزم حقائبها وتصطحب ابنَها البكْر
بطرس رحمة (من زواجها السابق بحنَّا عبدالسلام رحمة) وابنَها جبران وابنتَيها
مريانا وسلطانة، وتسافر إِلى أَميركا. وهو هذا ما حصل: سافرَت بهم بحرًا، ورسَت
الباخرة مساء الثلثاء 25 حزيران 1895 في إِيليس آيلاند بوابةِ الدخول إِلى
أَميركا، فكانت بوابةَ دخول جبران العالَمَ الذي سينطلق منه إِلى الخلود. وكانت
تلك فرصةَ جبران الأُولى.
2) دنيسون هاوس:
بعد ثلاثة أَشهُر من
وصول الأُسرة إِلى بوسطن أَدخلَت الفتى جبران (12 سنة) إِلى مدرسة كْوِيْنْسي
(الإِثنين 30 أَيلول/سبتمبر 1895) القريبة من الحي الصيني حيث استقرَّت موقَّتًا.
ومن تلك المدرسة كان التلامذة يختلفون إِلى “دنيسون هاوْس” (نادٍ ثقافي لأَولاد
المهاجرين)، وفيه تنبَّهت الْمُدَرِّسة السيدة فلورنْس پيرْس إِلى موهبةٍ للفتى
جبران في الرسم مغايرة عن أَترابه، فلفتَت إِليها مسؤُولةَ الشؤُون الثقافية في
النادي السيدة جيسي فْريمونت بِيل التي بادرت إِلى مساعدة الفتى الموهوب وكتبَت
إِلى صديقها الناشر والمصوّر فْرِدْ هولنْد داي نهار الأَربعاء 25 تشرين
الثاني/نوفمبر 1896 رسالةً تسأَله فيها أَن يستقبلَ في محترفه “صبيًّا أَشُوريًّا
(كذا) شبْهَ أُمِّيٍّ من أُسرة في الحيّ فقيرةٍ”، وأَن يتفحَّص موهبته لعلَّه
ينقذه من التشرُّد في الشارع مع صبيان الحي. وكانت لفتةُ السيدة بيل فرصة جبران
الثانية.
3) فْرِدْ هولنْد داي:
بعد أُسبوعين من
تَلَقِّي داي الرسالة كان جبران (صباح الأَربعاء 9 كانون الأَول/ديسمبر 1896) يقف
في بابه، حاملًا ببعض الخجل عددًا من رسومه، ترافقُه الـمُدرِّسة التي اكتشفَت
موهبته: فلورنْس پيرس. لم يطُل كثيرًا اختبارُ داي حتى وجد في الفتى بذور موهبة
واعدة تَلزمُها عنايةٌ، ورأَى في وجهه ملامحَ شرقيَّةً لفتتْه فأَخذ يلتقط له
صُوَرًا فوتوغرافية ثم لوالدته وشقيقتَيه، ما شكَّل لديه مجموعةً لمعرض خاص. راح
يطوِّر له ثقافته الفنية ويصحبُهُ إِلى كونشرتوات موسيقى كلاسيكية، وتعهَّده
ماديًّا فراح يطلب إِليه وضع رسومٍ لأَغلفة الكتُب التي كان ينشرُها، ويثقِّفُه
بإِرشاده إِلى كتُب يقرأُها كي يتمكَّن من الإِنكليزية. وكان هولند داي فرصة جبران
الثالثة.
4) أَمين الغريِّب:
في صيف 1903 كان عرسٌ
لأَحد أَبناء الجالية اللبنانية في بوسطن. وكان بين المدعوين الصحافيُّ اللبناني
أَمين الغريّب صاحب جريدة “المهاجر” التي أَسسها عامئذٍ في نيويورك وبدأَت تنتشر
بين أَوساط الجالية في ولايات كثيرة. يومها تعرَّفَ به جبران، وقرأَ له مقطوعاتٍ
نثريةً لفتَت الغريِّب بجديد في أُسلوبها وأَفكارها، فعرض عليه أَن ينشُر له
مقالًا أُسبوعيًا في جريدته، لقاءَ دولارين عن كل مقال. وهكذا راح جبران يطلُّ على
القراء بأُسلوبه المبتكَر في زاوية “دمعة وابتسامة” على الصفحة الأُولى من
الجريدة. ثم أَصدر له الغريِّب، على مطبعة “المهاجر”، أَوَّل ثلاثة كتب بالعربية
(“الموسيقى”- 1905، “عرائس المروج” – 1906، “الأَرواح المتمردة” – 1908). وكان
أَمين الغريِّب فرصة جبران الرابعة.
5) ماري هاسكل:
بعدما تمكَّن جبران من
الرسم وباتت لديه مجموعة كبيرة من الأَعمال، وجَد فْرِد هولند داي أَنْ جاء الوقت
كي ينظِّم له في محترفه (مبنى “هاركورت” الشهير في بوسطن) أَوَّلَ معرض خاص. وكان
جبران فترتئذٍ على علاقة حب مع الشاعرة الأَميركية جوزفين پيبَدِي التي كان عرفَها
قبل أَن يعود إِلى لبنان (1898-1902) يدرس العربية في مدرسة “الحكمة” وبقي على
علاقة بها بعد عودته إِلى بوسطن. ويرجِّح الباحثون أَن تكون هي التي يقصدها في
مطلع كتابه “الموسيقى”: “جلستُ بقُرب من أَحبَّتْها نفسي أَسمع حديثها”. ومن تلك
العلاقة أَخذت جوزفين تساعد هولند داي على إِنجاح هذا المعرض الذي تقرَّر موعده من
السبت 30 نيسان/أَبريل إِلى مساء الثلثاء 10 أَيار/مايو 1904، وتساعد جبران في
تعليق الرسوم واللوحات استعدادًا لافتتاح المعرض، وتدعو إِليه أَصدقاءَها
وصديقاتها، وبينهن الآنسة ماري إِليزابيت هاسكل (مديرة “مديرة هاسكل” المعروفة في
بوسطن). سوى أَن هاسكل كانت منشغلة في مدرستها فلم تحضر يوم الافتتاح. بعد يومين
طلبَت جوزفين من ليونيل ماركس (صديق هاسكل) أَن يُذَكِّرها بالمعرض ففعل، لكنها
كذلك لم تأْتِ. وكادت تنقضي أَيام المعرض فاتصلَت بها جوزفين وأَكَّدت على حضورها
فجاءَت ماري في الساعة الأَخيرة من بعد ظهر الثلثاء (اليوم الأَخير10 أَيار/مايو).
جعلَت تتنقَّل بين الأَعمال مأْخوذة بها، وكان جبران جالسًا يتابعُها في زاوية
الصالة، حتى إِذا رأَى اهتمامها تقدَّم منها عارضًا أَن يشرح لها ما في اللوحات.
لدى سؤَالها إِياه كيف يستطيع ذلك حيال العُمق فيها، أَجابها بأَنه هو الرسام.
وكانت تلك اللحظة من حياته فاتحةَ علاقةٍ غيَّرَت كلَّ حياته، لأَن ماري هاسكل
كانت المرأَة التي لولا رعايتُها جبران لاحقًا وحبُّها إِياه ودعمُها مسيرتَه
الفنية لما كان أَصبح الجبران الخالد في ما بعد بفضل علاقةٍ مع ماري هاسكل دامت 27
سنة متتالية، منذ ذاك اللقاء الأَول حتى اليوم الأَخير من حياته. وكانت ماري هاسكل
فرصةَ جبران الخامسة.
6) الدراسة في پاريس:
بعد خمس سنوات (منذ
1904) على تَوَطُّد العلاقة إِلى حدودها العاطفية بين جبران وماري هاسكل، وخلال
الحديث في جلستهِما مساءَ الأَحد 9 شباط/فبراير 1908 عن كيفية تطوير موهبته
الفنية، عرضَت عليه ماري أَن يسافر إِلى پاريس ليصقل أَكاديميًّا فن الرسم،
وتكفَّلَت بجميع تكاليف السفَر والإِقامة، ومَدِّه بــ75 دولارًا شهريًّا لمصاريفه
اليومية. وهو ما فاجأَ جبران فكتَب إِلى صديقه أَمين الغريِّب (ناشر جريدة
“المهاجر”) رسالةً (الأَربعاء 12 شباط/فبراير) عبَّر فيها عن فَرَحه الغامر “بفرصة
الذهاب إِلى مدينة النور، ما سيكون منعطفًا سيغيِّر مصير كلِّ حياتي في ما بعد”.
وفعلًا أَبحر من نيويورك إِلى پاريس صباح الأَول من تموز/يوليو 1908. وحين أَبحر
عائدًا من پاريس مساءَ السبت 22 تشرين الأَول/أُكتوبر 1910 ورسا في نيويورك (صباح
الإِثنين 31 منه) كانت المرحلة الپاريسية فعلًا صفحة جديدة بعدما تمكَّن من الرسم
لدى أَكاديميا جوليان (Julian) وفي
محترفات عالية الاحتراف. هكذا، وبفضل ماري هاسكل، كانت پاريس فرصته السادسة.
7) نيويورك:
بعد عودة جبران من پاريس
شعر أَن بوسطن ما عادت الأُفق الكافي لوساعة مستقبله، ورأَى أَن نيويورك هي الأُفق
الذي يتمنَّاه. عرَضَ الأَمر على راعِـيَـتِـه ماري هاسكل فوافقَت لقناعتها أَن
نيويورك هي قلب الحركة الثقافية ويجدر بجبران أَن يكون وسْط حلقات الفنانين
والأُدباء والشُعراء فيها. كتبَتْ إِلى صديقتها شارلوت تِلِر رسالةً (الجمعة 14
نيسان/أَپريل 1911) تسأَلُها البحث عن شقَّة لجبران في نيويورك. لبَّت شارلوت
سريعًا. ومنذ أَبحر جبران من بوسطن إِلى نيويورك (على متن باخرة تابعة لـخطوط
“جُوْيْ” البحرية – صباح الأَربعاء 26) كان فعلًا ينتقل إِلى مرحلة مصيرية في
حياته إِذ بقي في نيويورك عشرين سنة (1911-1931) وانفتحَت له آفاق واسعة ما كان
يمكن أَن تنفتح له في بوسطن. هكذا، أَيضًا وأَيضًا بفضل ماري هاسكل، كانت نيويورك
فرصته السابعة.
8) أَلْفْرِد كْنُوفْ:
في نيويورك توسَّعت
الحلقات الثقافية التي انخرط فيها جبران، وهو سكَنَ في “غرينْويتش ڤِلِدْجْ” (حيٌّ
خاص في أَسفل مانهاتن اشتُهر بأَنه واحة أُدباء وشعراء وفنانين تشكيليين). وكانت
ماري هاسكل، طيلة السنوات التسع الأُولى من علاقتهما، ساعَدَتْهُ على التمكُّن من
اللغة الإِنكليزية وشجَّعتْهُ على الكتابة بها مباشرةً. وكان فعلًا من الجهد
والمثابرة أَنْ وضع بها كتابه الإِنكليزي الأَول “المجنون” (1918). أَرسله إِلى
الناشر ماكْمِلَن فَرَفَضَهُ لغرابة مضمونه. ومساءَ الخميس 9 أَيار/مايو عامئذٍ،
إِبَّان عشاء خاص، عرَّفه صديقُه الشاعر ويتِّر باينر بالناشر الشاب أَلْفْرِد
كْنُوفْ فاستهوَتْهُ فكرةُ الكتاب وطلَب الاطِّلاع على المخطوط. بعد عشرين يومًا
كان جبران في مكتبه يوقِّع على عقْد النشْر ويكتُب فَرِحًا (الأَربعاء 29
أَيار/مايو) إِلى ماري هاسكل: “اليوم وقَّعتُ على العقْد مع كْنوفْ فسلَّم فورًا،
وأَنا بعدُ لديه، صورة الغلاف إِلى حفَّار الزنك. يَصدر الكتاب في منتصف تشرين
الأَول/أُكتوبر المقبل”. وكانت تلك بدايةَ مسيرة أَدبية كاملة وفجْرَ الشهرة
الآتية، لأَن كْنُوفْ هو الذي منذئذٍ نشَر جميع مؤَلَّفات جبران بالإِنكليزية،
وعلى رأْسها كتابه “النبي” الذي جعل منه كاتبًا عالميًّا. وهكذا كان لقاؤُه
بكْنُوفْ فرصتَه الثامنة.
9) سانت مارك:
بعد خمس سنوات على صدور
“المجنون” (1918) وثلاث على صُدور “السابق” (1920)، صدر “النبي” (1923) رائعة
جبران الخالدة، فأَخذ وليام غُثْري (قسيس كنيسة سانت مارك – القديس مرقس في
مانهاتن) يدعو في أُمسيات الأَحد إِلى جلسات قراءات من فصول الكتاب يؤَدِّيها
الممثِّل المسرحي بَطْلِر داڤنپورْتْ. أَخَذَتْ تلك الأُمسيات تستقطب جمهورًا
متزايدًا أُسبوعًا بعد أُسبوع، وغالبًا ما كان كثيرون من الحضور يبادرون بعدها
إِلى شراء الكتاب، ما سجَّل في إِحصاءات دار النشر (كْنُوفْ) تزايُدًا سريعًا في
مبيعات الكتاب وتاليًا تَوَسُّعَ شهرة صاحبه. وكانت أُمسيات الكنيسة فرصةَ جبران
التاسعة إلى الشُهرة.
10) باربرة يونغ:
من سعادة الصُدَف أَنْ
كانت بين حضور القراءات في الكنيسة الشاعرةُ الأَميركية باربرة يونغ التي
حفَزَتْها النُصوص إِلى شراء خمس نُسخ من الكتاب وزَّعَتْها على صديقاتٍ لها
إِعجابًا عاليًا بما فيه. وكان في ظنِّها أَنَّ كاتبَه يعيش في بلاد نائية من الشرق
الأَوسط، إِلى أَن فوجئَتْ بقول صديقةٍ لها إِنه يعيش قريبًا جدًّا في مانهاتن:
المبنى 51 من الشارع العاشر غربًا. كتبَت له لهيفةً تطلب منه موعدًا فجاءَها
الردُّ سريعًا لا كتابيًّا بل هاتفيًّا من جبران ذاته يدعوها إِلى محترفه. هرعَتْ
إِليه صباح الثلاثاء 10 آذار/مارس 1925، وكانت تلك الزيارةُ الصباحيةُ صباحَ علاقة
أَدبية متواصلة معه بإِيقاع شبه يومي في محترفه استمرَّت حتى وفاته إِذ كانت
باربرة إِلى سريره لحظةَ انطفَأَ نَفَسُهُ الأَخير عند الساعة 10:55 ليلةَ الجمعة
10 نيسان/أَبريل 1931 في مستشفى سانت ڤِنْسِنْتْ (نيويورك). وهكذا كان لقاؤُها
الأَول به مدخلَ مسيرة أَدبية طويلة دامت ست سنوات متواصلة كانت طوالها باربرة
يونغ معاونةَ جبران: تدوِّن مؤَلفاته (“رمل وزبد” 1926، “يسوع ابن الإِنسان” 1928،
“آلهة الأَرض 1931). كان يُمْليها عليها ثم تطبعها على آلتها الكاتبة ليضع عليها
لمساته الأَخيرة قبل إِرسالها إِلى الناشر كْنُوفْ. وبلَغَ وفاؤُها له أَنْ بعد
وفاته بثماني سنوات سافَرَتْ في تشرين الأَول/أُكتوبر 1939 إِلى أَرض شغَفه
الدائم: بلاده الأُمّ لبنان (زارت ضريحَه في بْشَرّي ومدرسة “الحكمة” في بيروت).
من جلساتها اليومية إِليه في محترفه ومن رحلتها إِلى لبنان، وضعَتْ عنه كتابها
الشهير “هذا الرجل من لبنان” (1945)، وفيه وصَفَتْ أَدقَّ التفاصيل الشخصية من
حياته كاتبًا ورسَّامًا، وفيه تفاصيل رحلتها إِلى لبنان. وكان لقاؤُها بجبران الفرصةَ
العاشرة في حياته.
هكذا
تتالت الفُرَص العشْرُ في مسيرة جبران، فكانت واحدتُها تؤَدِّي به إِلى الفرصة
التالية، والتاليةُ إِلى التي بعدها، حتى شكَّلَتْ تلك الفُرَص المترابطة مسيرةَ
جبران وشهرةً عالمية بلغَت به أَبعدَ حدود الزمان والمكان.
مواضيع تهم الطلاب والمربين والأهالي
إقرأ
أيضًا
الشخص النرجسي: كيفية التعامل مع الشخص النرجسي
لماذا يجب أن تدع طفلك يفشل أحياناً
الشخص المغرور... كيفية التعامل مع شخص مغرور
الخجل... كيفية التغلب على الخجل
ترتيب الحياة: كيفية إعادة ترتيب حياتك من جديد
للمزيد
معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب
الإدارة الصفية: 7 مقالات في الإدارة الصفية
إختر مهنتك: تعرف على المهنة التي تناسبك من بين جميع المهن
استراتيجيات التدريس دليل المعلم للتعلم النشط
مراهقون: مشاكل المراهقين وأساليب التعامل معهم
مواضيع حول التنمية
البشرية وتطوير الذات
أيضاً
وأيضاً
الغزل: أبحاث ومقالات عن شعر الغزل العذري والإباحي في كل
العصور
شعراء: نبذة عن حياة شعراء عرب في كل العصور
الطاقة: مقالات وأبحاث عن الطاقة بكل أنواعها
تلوث ونفايات: مقالات وأبحاث حول تلوث البيئة والنفايات
كوارث طبيعية: مقالات وأبحاث عن الزلازل والبراكين والفيضانات
وغيرها
مسلسلات: نقد وتحليل مسلسلات عربية وتركية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق