السيجارة الإلكترونية
السجائر الإلكترونية هي طريقة بديلة حديثة عن السجائر بدأت تحلّ محلّ الغليون الذي قلّما يُشاهد في الآونة الأخيرة، وهي أسلوب جديد يستخدم التقنية الحديثة للحصول على النيكوتين، تلك المادة الكيميائية الموجودة في التبغ بدلًا من الطريقة التقليدية، السيجارة والولاعة.
وتهدف
السجائر الإلكترونية إلى التقليل من الإدمان على السجائر، وتقليل الأضرار المترتبة
عليها، لأن السجائر العادية تحتوي على عدد كبير من المواد يصل عددها إلى أكثر من 4000 مادة، ومن أهمها
القطران الذي يسبّب مشاكل صحية على الرئة بشكل خاص، وعلى الجسم بشكل عام. وتم
تصميم هذه السجائر لتبدو مثل السجائر العادية، إلا أنها لا تحتوي على تبغ، ولا
تحتاج إلى ولّاعة لإشعالها.
تعود فكرة السجائر الإلكترونية إلى عام 1963م، حيث كانت مبنيّة على استبدال التبغ بهواء ساخن له نكهة مميزة، أما الصيدلاني الصيني ليك هون فهو الذي أدخل النيكوتين لتكون السيجارة الإلكترونية، وسجّل براءة اختراع الجهاز في عام 2003، وأدرجها بالسوق الصينية في عام 2004، كما سجلت عالميًا في 2007، حيث انتشرت بعدها ليتم تصنيعها في مختلف بلاد العالم من قبل عدد كبير من الشركات.
السجائر الإلكترونية تحتوي على جهاز يعمل ببطارية قابلة للشحن من الحاسوب أو ولّاعة السجائر في السيارة، ومن خلال الإبريز العادي الموجود في المنزل، وتعمل على تحويل النيكوتين السائل إلى رذاذ أو بخار من خلال التسخين فيستنشقها المدخن، دون وجود أي رماد أو رائحة دخان كتلك التي تنتج عن السجائر العادية.
والرائحة والدخان المنبعث منها هما نتيجة للمواد المنكّهة المضافة للسيجارة الإلكترونية، كما أنها لا تحتوي على المواد الكيميائية الضارة المرتبطة بالسجائر العادية، مثل ثاني أكسيد الكربون والقطران.
وكأي منتج حديث، سيأخذ نصيبه من السوق العالمي، مما يؤدي إلى وجود معارضين ومنافسين له، فشركات التبغ العالمية بدأت تشجّع على نشر أبحاث ودراسات عن أضرارها الصحية، بينما يرى مصنعوها أنها بديل صحي لسجائر التبغ التي تسبّب وفاة الملايين في كل عام، كما أنها - وفق بعض مدخنيها - قد ساعدتهم على الحد من اسعال المدخنب، وتحسين حاسّتَي التذوق والشم والمساعدة على النوم.
4 مستويات
على غرار السجائر العادية الشركات المصنعة لا تكشف عن كل من المكونات الكيميائية المستخدمة في منتجاتها، باستثناء المكونات الرئيسة مثل النيكوتين والجلسرين والبروبلين جلايكول والمواد المنكّهة التي نادرًا ما تُذكر على العلبة أو الخرطوشة، وتركيز النيكوتين للسجائر الإلكترونية ينقسم إلى أربعة مستويات: المرتفع 18 ملغم والمتوسط 12 ملغم والمنخفض 6 ملغم، والبعض منها لا يحتوي على النيكوتين، إضافة إلى تنوّع المواد المنكهة من المنتول، ونكهة النعناع والشوكولاته والقهوة والتفاح والكرز والكراميل، التي تكون جميعها مذابة بمحلول من البروبلين جلايكول والجلسرين أو مشتقاتها.
السجائر الإلكترونية لا تعامل معاملة الأدوية، وإنما تُعامل معاملة السجائر العادية، فالمعلومات التي تكون موجودة في بطاقة البيان الملصقة على الخرطوشة لا يذكر بها المكونات الفرعية، وإنما يكتفى بالمكونات الرئيسية؛ النيكوتين والجلسرين والمذيب البروبلين جلايكول أو غيره، ولا يتم ذكر المكونات الأخرى، حيث تعتبر من الأسرار التجارية، فبها يتم تمييز المنتج عن غيره.
وأشارت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية FDA، في دراسة عام 2009، إلى أن كمية النيكوتين غير مطابقة لما هو مذكور لورقة البيان الملصقة على السيجارة الإلكترونية عند تحليل عيّنة من خراطيش النيكوتين من اثنين من المصنّعين، إضافة إلى عدم مصداقية البعض منها، وهنا سنتحدث بشيء من التفصيل عن هذه المكونات والأضرار المتوقع حدوثها على صحة الإنسان، لكنّ المهم في موضوع السيجارة الإلكترونية هو عدم وجود أبحاث كافية تتحدث عن سميّة السيجارة الإلكترونية عند استنشاقها عن طريق الرئتين عند الإنسان، وأن المعلومات المتوافرة هو أنها تسبب هيجان العين والحلق. وإنما قد يشاع من أضرار على الصحة، فتعتمد بالأساس على صحة مَن يدخنها، لأن لها علاقة بوظيفة الرئتين، فمرضى الأزمة والانسداد الرئوي والمعرضون للتحسس يختلفون في مدى تقبّلهم للسيجارة الإلكترونية.
مكونات السيجارة الإلكترونية وأضرارها المتوقعة
كما ذكرنا سابقًا، فإن السيجارة الإلكترونية تعتمد في الأساس على النيكوتين ومواد ضبابية، بحيث تعطي المدخن شعورًا بالتدخين ومواد منكّهة للسيجارة، وجميعها مذابة في سائل قادر على إذابة جميع المكونات بتناسق.
فالنيكوتين، وهو المادة الكيميائية الموجودة في السجائر، وهو واحد من السموم القلوية الأكثر سميّة وإدمانًا في نبات التبغ، وتتفاعل مع الأحماض لتكوين الأملاح، ويمكن استخدامها في الأدوية. وتشمل أهم التأثيرات الضارة بالصحة بالنسبة للنيكوتين أضراره على القلب والدورة الدموية، من خلال تضييق الأوعية الدموية، وارتفاع ضغط الدم وضيق الأوعية الدموية التي ترسل الدم إلى القلب، وهذا يمكن أن يؤدي إلى ألم في الصدر، ويزيد من خطر احتشاء عضلة القلب أو نوبة قلبية، مما يسبب زيادة الناتج القلبي، لأنه بمنزلة عامل كرونوتروبي، وهذا يعني أنه يزيد من معدّل ضربات القلب، ويزيد من الناتج القلبي، وهو كمية الدم التي يتم ضخها إلى الجسم كل دقيقة. كما يسبب عدم انتظام ضربات القلب، إضافة إلى التأثير المنبّه له على القلب، وبسبب هذا، فإن الأشخاص الذين يستهلكون النيكوتين معرّضون لخطر الإصابة بالخفقان، ومعدل ضربات القلب السريع، وعدم انتظام الضربات وزيادة في معدل التنفس.
أما بالنسبة للسائل المذيب للمكونات جميعها، فهو يحتوي على مركبات متعددة، إضافة إلى النيكوتين، ويمكن تقسيمها إلى ما يلي:
1) مركبات معروفة، ومطابقة لبطاقة البيان، تتمثّل في مركبات مثل بروبلين جلايكول، ومادة جلسرين أو الجليسيرول، وهذه المواد تعمل كمواد مرطبة منتجة للرذاذ إضافة إلى مواد منكّهة، إما أن تكون طبيعية أو مصنّعة مخبريًا.
2) مركبات مجهولة وغير متوقعة ناتجة عن التفاعلات الكيميائية التي تحدث أثناء خلط مكونات السائل المختلفة. وقد تكون هناك مركبات مسرطنة، وأخرى تؤذي الجهاز التنفسي، ومركبات تتكون نتيجة تفاعل المركبات مع مركبات البلاستيك لحافظات السائل. وتم تقدير هذه المركبات السامة في بعض مستحضرات السوائل المعدّة للتدخين على أكثر من 60 مركبًا إضافيًا على المركبات الأصيلة.
سميّة مكونات السيجارة الإلكترونية
1- المواد المرطبة
يمكن تعريف المواد المرطّبة على أنها تلك المواد التي تحبس الرطوبة، وعند استخدامها على الجلد تبقي الماء في الجلد، مما يؤدي إلى إبقائه رطبًا ولا يصاب بالجفاف والتشقق، مثل الجلسرين والبروبلين جلايكول.
2- الجلسرين
مادة حلوة المذاق، وهي من المركبات التي تنتج الضباب أو السحابة الدخانية الاصطناعية، وهو من ضمن المواد الآمنة بشكل عام من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية. يستخدم في مخاليط السيجارة الإلكترونية بنسب تتراوح بين 30 و50 في المئة، بهدف المساعدة على إذابة بعض المكونات الكيميائية، والأهم هو إنتاج سحابة كثيفة من الدخان.
أهم استخدامات الجلسرين هو الحفاظ على رطوبة الجلد، ويُعطى علاجًا للبشرة الجافة، وبالطبع يدخل في تركيب جميع الكريمات التي تستخدم على الوجه والجسم واليد وغيرها، والتي تستخدم في العناية بالبشرة، ودوره في السيجارة الإلكترونية يكون في المحافظة على ديمومة ترطيب مكونات السيجارة، والهدف من وجوده هو لإنتاج الرذاذ الذي يساعد على حرق مكونات الخليط، مع وجود الماء كأحد مكونات الخليط، إضافة إلى الحفاظ على رطوبة المكونات، وفي التبغ والمعسل يستخدم لمنعه من الجفاف.
أكثر الأعراض السيئة التي تم رصدها هي جفاف الفم والحلق، وهي ناتجة بالطبع عن قدرته على امتصاص الماء من تلك المناطق. لكنّ الآثار الصحية المترتبة على استخدامها على فترات طويلة لم تُعرف بعد. بعد تعرضه للتسخين أو عن طريق رجّ شديد لتكوين الرذاذ المتطاير أو سحابة ضبابية، كما هي الحال في السيجارة الإلكترونية.
3- سميّة الجلسرين في الجسم
لم تُشر الدراسات التي أجريت إلى أن الجلسرين يسبّب حدوث طفرات جينية، أو أن يكون مادة مسرطنة في حيوانات التجارب، لكن يمكن لمادة الجلسرين عندما تحترق أو تتعرض لحرارة عالية أن تتحول إلى مواد مسرطنة.
4- البروبلين جلايكول
مادة آمنة، حيث أدرجت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية مركّب بروبلين جلايكول في قوائم المواد الآمنة على صحة الإنسان، وكان ذلك في عام 1973م، لكن لم تثبت أمانته عند استنشاقه على شكل رذاذ عن طريق الرئتين، لأنه يمكن لهذه المادة أن توجد في الهواء من مستحضرات معدّة بشكل بخاخ.
أشارت الدراسات إلى أن هناك أشخاصًا لديهم حساسية من مادة بروبلين جلايكول، شكوا من تهيّجات في الجهاز التنفسي العلوي نتيجة استنشاق رذاذ يحتوي على المادة لمدة دقيقة واحدة، يمكن أن يسبب تطورات لحدوث الأزمة التنفسية مع التكرار، من دون أي تأكيد حتى الآن من دراسات محكمة تبيّن تأثير المادة على صحة الإنسان نتيجة التعرّض لفترات زمنية طويلة.
البروبلين جلايكول المستخدم لإنتاج ضباب في عالم السينما، حيث أشارت بعض الدراسات التي أجريت على العاملين في صناعة الأفلام والمسرحيات، حيث يتم استخدام بروبلين جلايكول في إنتاج ضباب اصطناعي أثناء التمثيل، وبالتالي يتم استنشاق هذه المادة أثناء العمل التمثيلي أو المسرحي، وخلصت الدراسات إلى أن التعرّض لفترات طويلة ومتكررة أدى إلى حدوث صعوبات تنفسية، لكن من دون أن يتأكد المصدر، لأن عدة مواد يمكن أن تستعمل في إنتاج الضباب الصناعي، بحيث يصعب الجزم أنه من هذه المادة بعينها.
الدراسات ذات الصلة التي تحدثت عن سميّة المادة عن طريق استنشاق مادة بروبلين جلايكول الموجودة في الدخان الاصطناعي أو الضباب للسيجارة الإلكترونية تعتمد على الجرعة المستنشقة وحركيتها في الجسم، وهناك احتمال قوي لأن يدخل جسم المدخن من هذه المادة عن طريق الاستنشاق. وقد خلُصت النتائج إلى أن تركيز بروبلين جلايكون قد يصل إلى 6 ملغم لكل متر مكعب من الدخان الاصطناعي، وهناك قراءات كثيرة، حيث تبيّن أن نوع السيجارة الإلكترونية يؤدي إلى نتائج متباينة.
حتى الآن يعتبر البروبلين جلايكول من المواد غير السامة، ولم تثبت الدراسات التي أجريت على حيوانات التجارب، بما فيها دراسات السميّة المزمنة، وبجرعات عالية جدًا أيّ تأثيرات سامة على أعضاء حيوانات التجارب المختلفة، ولم تكن هناك بوادر على تأثير المادة على أجيال الحيوانات من حيث وجود تشوهات خلقية أو طفرات جينية.
5- إيثيلين جلايكول
أشارت الدراسات إلى أنه إضافة إلى مكونات السائل الإلكتروني للسيجارة من الجلسرين والبروبلين جلايكول، فإن هناك مكونًا آخر تم الكشف عنه في بعض سوائل السيجارة الإلكترونية، هو إيثيلين جلايكول كمذيب ومنتج للسحابة الضبابية، ومعظم سوائل السيجارة الإلكترونية في العادة لا تحتوي على مادة إيثيلين جلايكول، لكن عند الكشف عنها لا تصل مستوياتها إلى تلك التي تساهم في إلحاق الضرر بجسم الإنسان.
ومع ذلك، فإن إيثيلين جلايجول تعد من المواد المهيجة للجهاز التنفسي، وهي مرتبطة بدرجة معقولة بالتسبب في الوقوع بخطر التسممات. وهذه التسممات راجعة بالدرجة الأولى إلى مخلّفات الاستقلاب التي يجرّبها الجسم على الإيثيلين جلايكول، والتي تؤثر سلبًا على الجهاز العصبي والقلب وأوردته الدموية، كما أنها تسبب تكوين حصى الكلى.
المواد المنكهة أو النكهات المُضافة
وعادة تطلق النكهات، ويراد بها الروائح الزكية، يوجد ما يقارب سبعة آلاف من النكهات المتوافرة للاستخدام في سوائل السيجارة الإلكترونية، لكنّ القليل منها تعرّض لدراسات تخص استخدامها لدى الإنسان، والأدهى من ذلك أن معظم بطاقات السوائل الإلكترونية لا تشير إليها كأحد مكوناتها.
أجريت دراسة على أربعة وخمسين سائلًا إلكترونيًّا ووجدوا عبارة انكهات طبيعية أو نكهات صناعيةب بدل ذكرها بأسمائها، في حين أن 4 من العينات فقط هي التي ذكرت أسماء النكهات.
وعلى الرغم من أن العديد من النكهات تعتبر آمنة بشكل عام إذا استخدمت بمستوياتها المحددة في الصناعات الغذائية، فإنها تبقى مواد كيميائية يمكن أن تكون مؤذية وغير آمنة إذا ما دخلت الجسم عن طريق الرئتين، كما هي الحال في السيجارة الإلكترونية.
إن الطعم الحلو للسائل نتيجة إضافة العديد من المواد حلوة المذاق تجعله مصدرًا لجذب الأطفال لشربه، إضافة إلى تحوّل المواد السكرية عن طريق الحرارة إلى مركّبات ضارة كمادة فيوران، ومركبات الدهايد الضارة.
أكثر النكهات سمية هي المنثول والقرفة، وللنكهات المضافة دور كبير في زيادة مبيعات منتجات التدخين بشكل عام، وقد لوحظ إقبال كبير عليها من الشباب.
ومع أن هناك دراسات اهتمت بالمواد الكيميائية المنكهة في السيجارة الإلكترونية، إلا أن المعلومات المتوافرة عن كيفية تأثيرها على صحة الجسم مازالت قليلة عند دخولها عبر الجهاز التنفسي، بالرغم من أنها آمنة النكهات المستخدمة عن طريق الفم، إلا أن بعضها له آثار سيئة عند دخولها عن طريق الاستنشاق.
إن النكهات قد تحتوي على مواد لها القدرة في التسبب بالتحسس، وقد تسممّ أو تخرش الجهاز التنفسي وبقية أعضاء الجسم، وكشف عديد من الدراسات عند تسخين القرفة ينتج مادة يطلق عليها سننامالدهايد، وهي ناتجة من نكهة القرفة التي تتكون عند تعرّضها للتسخين، وثبت أنها سامة لخلايا الجنين، ولخلايا الرئتين.
وقد لوحظ أن السميّة تزداد بزيادة فولتية نظام السيجارة الإلكترونية، حيث يزداد إنتاجها بزيادة الحرارة. وأوضحت التجارب أن مادة سننامالدهايد تقلل من نمو الخلايا، وتؤثر سلبًا على المادة الوراثية DNA، وتزيد من موت الخلايا.
وخلصت الدراسات إلى أن هذه المادة حتى ولو كانت بتراكيز قليلة، فإنها سامة للخلايا وللمادة الوراثية الموجودة في خلايا الجسم.
تعتبر مادة benzaldehde من أكثر النكهات التي تعطي نكهة الفاكهة وجودًا في المنتجات الغذائية والتجميلية، وأن الدراسات لم تكشف تأثيرات مضرة عندما تؤخذ عن طريق الفم أو الجلد، لكنّ التعرض لها عن طريق التنفس كما هي الحال في أماكن العمل ودخان السيجارة الإلكترونية، وجد أنها ترتبط بتخريش العين والأغشية المخاطية لجهاز التنفس.
المركبات الكاربونيلية السامة
تتكون المركبات الكاربونيلية من المجموعة الوظيفية كاربونيل، كما في الشكل التالي، حيث ترتبط ذرّة الكاربون بذرة الأكسجين برابطة مزدوجة، وتضم مركبات عدة مثل المركبات الألديهايد والكيتون والأحماض الكربوكسيلية، نذكر منها مركّب أسيتون، فورمالديهايد اسيتالديهايد، أكرولين، وتعتبر المركبات الثلاثة الأخيرة من أشهر المركبات التي تشكّل خطرًا على صحة الإنسان.
ولذلك، فإنه من الأهمية بمكان أن يكون هناك تقييم لمخاطر هذه المركبات المنبعثة من السيجارة الإلكترونية على صحة الإنسان.
أظهر عدد من الدراسات أن السجائر الإلكترونية تبعث مواد كاربونية سامّة، ناتجة من تأثير الحرارة المنبعثة نتيجة تسخين السائل الإلكتروني، وجميع هذه المواد تحمل خطورة وتهدد صحة مستنشقيها، مادة فورمالديهايد معروفة ومصنفة تحت المواد التي تسبب السرطان، ومادة اسيتالديهايد مادة مسرطنة كذلك، ومادة glycidol من المواد التي قد تكون مسرطنة، في حين أن مادة acrolein مخرشة لبطانة الأنف ومدمّرة للخلايا المبطنة لأغشية الرئتين. كما أن هذه المركبات سامة للجهاز القلبي الوعائي.
كمية هذه المركبات تتناسب مع حرارة التسخين، فالجيل الجديد من السيجارة الإلكترونية الذي يستخدم بطارية ذات فولتية عالية تنتج حرارة أعلى من الجيل القديم، وبالتالي كميات أكبر من هذه النواتج الخطيرة، مما يعني أن الخطر يزداد كلما زادت فولتية البطارية المستخدمة.
وقد تتضح المعلومات المتوافرة عن السيجارة الإلكترونية أكثر مع الاستعمال المكثف لها، وفي جميع الحالات يجب ألا يستعملها الأشخاص المصابون بأمراض في الجهاز التنفسي مثل مرضى الانسداد الرئوي المزمن ومن يشكون من صعوبات بالتنفس أو متاعب في القلب
تعود فكرة السجائر الإلكترونية إلى عام 1963م، حيث كانت مبنيّة على استبدال التبغ بهواء ساخن له نكهة مميزة، أما الصيدلاني الصيني ليك هون فهو الذي أدخل النيكوتين لتكون السيجارة الإلكترونية، وسجّل براءة اختراع الجهاز في عام 2003، وأدرجها بالسوق الصينية في عام 2004، كما سجلت عالميًا في 2007، حيث انتشرت بعدها ليتم تصنيعها في مختلف بلاد العالم من قبل عدد كبير من الشركات.
السجائر الإلكترونية تحتوي على جهاز يعمل ببطارية قابلة للشحن من الحاسوب أو ولّاعة السجائر في السيارة، ومن خلال الإبريز العادي الموجود في المنزل، وتعمل على تحويل النيكوتين السائل إلى رذاذ أو بخار من خلال التسخين فيستنشقها المدخن، دون وجود أي رماد أو رائحة دخان كتلك التي تنتج عن السجائر العادية.
والرائحة والدخان المنبعث منها هما نتيجة للمواد المنكّهة المضافة للسيجارة الإلكترونية، كما أنها لا تحتوي على المواد الكيميائية الضارة المرتبطة بالسجائر العادية، مثل ثاني أكسيد الكربون والقطران.
وكأي منتج حديث، سيأخذ نصيبه من السوق العالمي، مما يؤدي إلى وجود معارضين ومنافسين له، فشركات التبغ العالمية بدأت تشجّع على نشر أبحاث ودراسات عن أضرارها الصحية، بينما يرى مصنعوها أنها بديل صحي لسجائر التبغ التي تسبّب وفاة الملايين في كل عام، كما أنها - وفق بعض مدخنيها - قد ساعدتهم على الحد من اسعال المدخنب، وتحسين حاسّتَي التذوق والشم والمساعدة على النوم.
المصدر: 1
مواضيع تهم الطلاب والمربين والأهالي
إقرأ أيضًا
علم نفس الثروة،
الخروج عن الصمت
العزلة الاجتماعية
داء العصر الرقمي
سبعة أشياء لا تعرفها
عن الشخصية الحدية
للمزيد
معالجة المشكلات
السلوكية عند الأطفال والطلاب
الإدارة الصفية: 7 مقالات في الإدارة الصفية
إختر مهنتك: تعرف على المهنة التي تناسبك من بين جميع المهن
استراتيجيات التدريس دليل المعلم للتعلم النشط
مراهقون: مشاكل
المراهقين وأساليب التعامل معهم
مواضيع حول التنمية البشرية وتطوير الذات
أيضاً وأيضاً
الغزل: أبحاث ومقالات عن شعر الغزل العذري والإباحي في كل العصور
شعراء: نبذة عن حياة شعراء عرب في كل العصور
الطاقة: مقالات وأبحاث عن الطاقة بكل أنواعها
تلوث ونفايات: مقالات وأبحاث حول تلوث البيئة والنفايات
كوارث طبيعية: مقالات وأبحاث عن الزلازل والبراكين والفيضانات وغيرها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق