الأحد، 11 يونيو 2023

• لا تُلزم نفسك بالولاء وتَرَفَّع عن صراعات الآخرين


قوانين السَّطوة – القانون 20 – لا تلزم نفسك بالولاء لأحد

لا تجعل الآخرين يستدرجونك إلى نزاعاتهم التافهة، اظهر لهم الاهتمام والدعم لكن عليك أن تظل محايداً. دعهم يتصارعون وتناءى بنفسك. راقب وانتظر، فسوف يجهدهم الصراع ويصبحون جاهزين للقطف الثمار اليانعة، والحقيقة أنه يمكنك أن تدرب نفسك على إثارة النزاعات بين الناس ثم تعرض التدخل وتحصل على السطوة كوسيط.

مراعاة القاعدة:

في أواخر القرن الخامس عشر كانت المدن الدول الكبرى في إيطاليا أي البندقية وفلورنسا وروما وميلانو في نزاع دائم، وكانت تحوم في الأجواء وتنتظر ابتلاعَ من يضعُف منها بلادٌ مثل فرنسا وإسبانيا، وفي الوسط كانت تقع مدينة دولة صغيرة هي مانتوا في شمال إيطاليا، وكان يحكمها دوق شاب هو جيانفرنسيسکو جونزاجا، وبدا أن المسألة مجرد وقت حتى تبتلعها إحدى القوى الكبرى وتقضي على استقلالها.

كان جونزاجا محارباً شرساً وقائداً محنكاً، وكان كمرتزقة يحارب إلى جانب من يدفع له أكثر، وفي عام 1490 تزوج إيزابيلا ديست ابنة حاكم إمارة إيطالية صغيرة أخرى هي فيرارا، ولأنه كان يقضي معظم وقته بعيداً عن مانتوا فقد ترك لإيزابيلا أن تحكم مكانه.

أتي الاختبار الحقيقي الأول لإيزابيلا عام 1894 حين بدأ الملك الفرنسي لويس الثاني عشر يُعِدُّ الجيوش للاستيلاء على ميلانو، وبغدرهم المعتاد بدأت الولايات الإيطالية الأخرى فوراً في البحث عن طرق للاستفادة من محنة ميلانو، ووعد البابا ألكسندر الثاني بعدم التدخل، وبذلك أعطى الضوء الأخضر للفرنسيين ليفعلوا ما يشاءون، ولَمَّحَت البندقية أيضاً أنها لن تساعد ميلانو آملين أن يمنحهم الفرنسيون مانتوا. رأى لودفيكو سفورزا حاكم ميلانو نفسه فجأة وحيداً ومنبوذاً فلجأ إلى إيزابيلا ديست وكانت من أقرب المقربين منه (وكانت الشائعات تحكي أنها عشيقته). تَوَسَّلَ إليها لودفيكو أن تُقنِع الدوق جونزاجا لِيِهُبَّ لنجدته، وحاولت إيزابيلا، ولكن زوجها رفض لأنه لم يرَ أيَّ أملٍ للودفيكو في النصر، هكذا وفي عام 1499 سقطت ميلانو ووقعت فريسة سهلة بين يدي لويس.

بعدها شعرت إيزابيلا أنها في مُعضلة: لو أَبقت على ولائها للودفيكو يهاجمها الفرنسيون، وإن تحالفت مع الفرنسيين يعاديها آخرون في إيطاليا ويستولون على مانتوا بمجرد أن يرحل الفرنسيون عن إيطاليا، وإن طلبت العون من البندقية أو من روما لاستولوا على مانتوا بحجة حمايتها. كان عليها أن تفعل شيئاً بسرعة فقد كانت تشعر بأنفاس ملك فرنسا تقترب منها، فقررت أن تستغل جمالها وفتنتها التي كانت تشتهر بها في مصادقة ملك فرنسا کما صادقت لودفيکو سفورزا من قبل بالهدايا المُغرية والخطابات الطريفة والذكية والتلميح بإمكانية مصاحبته لها.

في عام 1500 قام لويس بدعوة إيزابيلا لحفل كبير في ميلانو أَعَدَّهُ احتفالاً بالنصر، وشَيَّدَ ليوناردو دافنشي أسداً يتحرك ميكانيكياً من أجل المناسبة: كان الأسد رمزاً ملكياً فرنسياً، وكان مصنوعاً بحيث أنه حين يفتح فمه كان يطلق أزهار السوسن المنعشة. في الحفل ارتدت إيزابيلا ثوباً من أشهر ثيابها (وكان لديها من الملابس الأنيقة أكثر من أي أميرة أخرى في إيطاليا)، وكما أرادت نجحت في أن تَفتِن لويس، فتجاهل كل النساء الأخريات في الحفل اللاتي كُنَّ يتنافسن على جذب انتباهه. أصبحت إيزابيلا بسرعة صديقته الدائمة وثمناً لهذه الصداقة تَعَهَّدَ بضمان الإبقاء على استقلال مانتوا عن البندقية.

حين زال هذا الخطر واجه إيزابيلا خطرٌ أكبر آتياً هذه المرة من الجنوب متجسداً في سيزار بورجيا، بدءاً من عام 1500 أخذ بورجيا يزحف بثبات نحو الشمال مستولياً في طريقه على كل الممالك الصغيرة لصالح والده البابا ألكسندر الثاني. فهمت إيزابيلا طبيعة بورجيا جيداً: فهو شخصٌ لا يمكنك أن تكسب ودّه ولا تحتمل أن تعاديه، والأفضل أن تَتَزَلَّف إليه وتُبعده عنك على قدر ما تستطيع. بدأت إيزابيلا تمنحه الهدايا من الصقور وكلاب الصيد والعطور وعشرات من الأقنعة التي كانت تعلم أنه يجب ارتدائها أثناء تَجَوُّله في شوارع روما، وأرسلت إليه بعض الرسل بتحيات متملقة (وجعلت هؤلاء الرسل يتجسسون لصالحها). في إحدى المرات طلب منها بورجيا أن يضع بعض قواته في مانتوا فردته بأدب لأنها كانت تعرف جيداً أنه بمجرد أن تستقر القوات بالمدينة فإنها لن تغادرها أبداً.

على الرغم من أن إيزابيلا كانت تعلم أن بورجيا مفتون بها، إلا أنها حَرِصت أن لا يَتَفَوَّه رعاياها بكلمة جارحة عنه لأن له جواسيس في كل مكان وقد يفتعل أي حجة لغزو المدينة، وحين أنجبت طفلاً طلبت من سيزار بورجيا أن يكون عراباً له، ولَمَحَّتْ إلى إمكانية التزاوج بين عائلتيهما. نجحت مساعي إيزابيلا لأنه في حين كان بورجيا يجتاح كل شيء يقف أمامه أبقى على مانتوا مستقلة.

في عام 1503 مات ألكسندر والد سيزار بورجيا، وبعد سنوات قليلة شَنَّ البابا الجديد يوليوس الثاني حرباً لطرد الفرنسيين من إيطاليا، وحين تحالف ألفونسو أخو إيزابيلا وحاكم فيرارا مع الفرنسيين قَرَّرَ يوليوس أن يهاجمه ويُذِلَّه. مرة أخرى وجدت إيزابيلا نفسها أمام خيار صعب: بين البابا من ناحية وأخيها والفرنسيين من الناحية الأخرى، فقررت أن لا تتحالف مع أي من الطرفين، ولكن صَدّ أيٍّ من الأطراف أو إهانته كانت تعني أيضاً كارثة مؤكدة. مرة أخرى قرَّرت أن تلعب على الجانبين، وهي لعبة أصبحت تُتقنها، فمن ناحية جعلت زوجها يحارب لصالح البابا، وكانت تعرف أنه لن يحارب بحماس، ومن الناحية الأخرى سمحت للقوات الفرنسية أن تَعبُر من مانتوا لمساعدة فيرارا، وعلى الرغم من أنها شَكَت من اقتحام الفرنسيين لأراضيها إلا أنها زوّدتهم بمعلومات هامة، ولكي تَحْبُكَ قصة الغزو جعلت الفرنسيين يتظاهرون بنهب المدينة. نجحت خططها مرة أخرى وبقيت قوات البابا بعيدة عن المدينة.

في عام 1513 وبعد حصار طويل انتصر يوليوس على فيرارا وانسحبت القوات الفرنسية، أجهد الصراع الطويل البابا ومات بعد أشهر قليلة، وبعده عادت الدائرة الرهيبة من الحروب والنزاعات.

تغيرت أشياء كثيرة في إيطاليا أثناء حكم إيزابيلا: جاء البابوات ورحلوا، بَزَغَ نجمُ سيزار ثم أَفَلَ، وفقدت البندقية إمبراطوريتها وبدأت فلورنسا في الانحطاط وقام شارل الخامس إمبراطور هابسبرج بالاستيلاء على روما. خلال كل ذلك لم تَنْجُ مانتوا الصغيرة من الدمار فحسب بل ازدهرت وأصبح بلاطها موضعاً لِحَسَد الإيطاليين، وَظَلَّ ثراؤها واستقلالها قائمين طوال قرنٍ بعد وفاة إيزابيلا عام 1539.

التعليق:

فهمت إيزابيلا ديست الموقف السياسي لإيطاليا في عصرها بوضوح عجيب، وعرفت أنها إن اختارت مناصرة أي من القوى في الساحة تصبح مهددة بالهلاك، وتكون عرضة أن يغدر بها الأقوياء أو أن ينهكها الضعفاء، وأن أي تحالف جديد كان سيخلق لها أعداء جدد ويثير مزيداً من النزاعات تجر إليها المزيد من القوات الأجنبية، وفي النهاية تعجز عن تخليص نفسها وتنهار من الإجهاد.

أدارت إيزابيلا مملكتها بالطريقة الوحيدة التي تجلب لها الأمان، وحافظت على رأسها من أن تطير بِحَدِّ السيف إن التزمت بالولاء لدوق أو لملك، کما لم تحاول إيقاف النزاعات التي كانت تَسْتَعِرُ حولها والذي لم يكن لِيُؤَدّي بها إلا إلى التَّورط فيها، في كل الأحوال كانت النزاعات تَصُبُّ في صالحها، فحين كانت الأطراف المختلفة تتقاتل حتى الموت لم تتبقَ لديهم الفرصة لالتهام مانتوا. كان سِرّ سطوة إيزابيلا هو قدرتها البارعة على الظهور وكأنها مهتمة بكل الشئون الجارية حولها، وأنها متعاطفة مع كل الأطراف بينها، لم تكن في الحقيقة موالية لأحد بل لنفسها ومملكتها فقط.

بمجرد أن تدخلَ قتالاً ليس من اختيارك تفقد المبادرة، وتصبح مصلحتك مرتبطة بنتيجة الصراع وتتحول لأداة في أيدي المتصارعين. عليك أن تسيطر على نفسك وتقمع مَيْلَك الطبيعي إلى الانحياز إلى أحد الأطراف والتورط في الصراع، اظهر الودَّ واللطف لكل الأطراف وابتعد بنفسك عن النزاع، فمع كل معركة يدخلها الآخرون تضعف قواهم بينما تقوى أنت مع كل معركة تتجنبها.

حين تتقال الأيائل يفوز الصَّيّاد بالغنائم (مثل صيني قديم).

مفاتيح للسطوة:

لكي تنال السَّطوة عليك أن تتحكم بانفعالاتك، لكن حتى حين تمتلك هذه السيطرة على نفسك لن يمكنك أن تتحكم بالاندفاعات المزاجية لكل من حولك ويشكل ذلك خطراً كبيراً عليك. معظم الناس يتقلبون في دوامات من الانفعالات يتمخض عنها الشجار والنزاعات، وقد يؤدي تحكمك بنفسك ونأيك عن تفاهات الآخرين إلى إغضابهم واستيائهم فيحاولوا أن يستدرجوك إلى دوامة التنازع ويَسْتَجْدُون مساندتك لهم في معاركهم التي لا تنتهى أو أن تتوسط لإحلال السلام بينهم. إن استسلمتَ لتوسلات مشاعرهم ستجد ذهنك مشغولاً باستمرار بمشاكلهم. لا تسمح للتعاطف أو للشفقة من أي نوع أن تدخلك في دوامات الآخرين لأنك لن تربح هذه اللعبة فالصراعات لا تقل بل تتضاعف.

من الناحية الأخرى لا يمكنك أن تعزل نفسك تماماً عن توترات الآخرين فقد تسبب لهم بذلك إهانات أنت في غنى عنها. لكي تلعب دورك جيداً عليك أن تُعَبِّر عن اهتمامك بمشكلات المحيطين بك بل أن تُظهر أحياناً مساندتك لهم، ولكن في حين تُعَبِّر تلميحاتُك الخارجية عن الدعم والمساندة عليك أن تحافظ على طاقتك واتزانك من الداخل بعدم التورط انفعالياً مع أي طرف، ومهما حاول الآخرون استدراجك لا تجعل أبداً اهتمامك بشئونهم ونزاعاتهم التافهة يتجاوز الاهتمام السطحي، امنحهم الهدايا أو أنصت إليهم بتعاطف بل عليك أحياناً أن تلعب دور الوسيط المُبهِر لكن من داخلك افعل ما فعلته إيزابيلا بأن تبقي متنائياً على قدر ما تستطيع عن الملوك سواء أصدقاء أو غادرين من أمثال بورجيا. حفاظك على عدم الالتزام لأحد وتمسكك باستقلالك يُبقي المبادرة في يدك: فتبقى تحركاتك معتمدة على اختياراتك ومصالحك وأن لا تتحول إلى ردود فعل لاندفاعات من حولك.

تَرَوِّيكَ في إبراز أسلحتك يمكن أن يكون سلاحاً في حد ذاته؛ خاصة إن تركت الآخرين ينهكون أنفسهم في الصراع ثم استفدت من إنهاكهم. في الصين القديمة قامت مملكة "شين" ذات مرة بغزو مملكة "هسنج"، ورأى "هوان" وهو حاكمُ إقليمٍ مجاورٍ أنَّ عليه الإسراع لِنُصرة "هسنج"، لكن مستشاره نَصَحَهُ أن يَتَرَوّى وقال له:

 «"هسنج" لم تصل إلى حافة الدمار بعد، و"شين" لم تجهدها الحرب، وطالما أنها لم تُنهَك فلن يكون تَدَخُّلُنا مؤثراً كثيراً، كما أن الفضل في الانتصار لدولةٍ في خطر لا يماثل إحياء دولةٍ بعد دمارها».

تَغَلَّبَتْ حُجَّةُ المستشار، وكما تَوَقَّعَ حَصَدَ هوانَ المجد بإنقاذه "سنج" من حافة الدمار وهزيمته لمملكة "شين" المجهدة وذلك بعد أن ظلَّ بعيداً عن القتال إلى أن أَنهَكَت القوات المتحاربة بعضها بعضاً، وحين أصبح من الأسلم له أن يتدخل.

ما يمنحُه لك نَأيُك بنفسك عن التدخل في النزاع هو الوقت الذي يمكنك من أن تصبح في وضع الاستفادة من خسارة أحد الطرفين؛ بل يمكنك أن تأخذ الموقف خطوة أبعد بأن تَعِدَ طرفي الصراع بالدعم والمساندة وتناور بحيث يكون الفائز الأوحد في النهاية هو أنت. هذا هو ما فعله کاستروشيو کاستراكاني حاكم مدينة لوقا الإيطالية في القرن الرابع عشر حين كان يرغب في الاستيلاء على مدينة بيستويا، وكان الحصار سيكلفه الكثير من المال والأرواح. كان كاستروشيو يعلم أنه يوجد في بيستويا حزبان متنازعان هما البيض والسود، فبدأ كاستروشيو بالسود ووعدهم بأن يناصرهم ضد البيض ثم ودون علمهم قدم نفس الوعد للبيض، وقد أوفي بوعوده فأرسل جيشا إلى بوابةٍ بالمدينة يتحكم بها السود، فسمحوا له بالدخول بالطبع، وأرسل جيشاً آخر دخل من بوابةٍ يَتَحَكَّمُ بها البيض، وَتَوَحَّدَ الجيشان في الوسط، وقتلوا قادة الحزبين، وأنهوا التمرد واحتلوا المدينة وسلموها لكاستروشيو.

تَمَسُّكُكَ باستقلالك يوفر لك الفرص حين يتصارع الآخرون. فيمكنك أن تقوم بدور الحكم أو وسيط السلام في حين تعمل في الواقع على تأمين مصالحك وقد تتعهد لأحد الطرفين بالمساندة فتجعل الطرف الآخر يتودد إليك بعرض أعلى، أو کما فعل کاستروشيو تتظاهر بأنك مناصر للجانبين بينها تكون خصماً للطرفين معاً.

غالبا ما تجد نفسك حين ينشأ صراع ميالاً للتحالف مع الطرف الأقوى أو مع الطرف الذي يستميلك إليه بخدمات واضحة، لكن ذلك عمل خطير؛ أولا لأنه من الصعب غالباً أن تتيقن مقدماً من الذي يفوز في النهاية، وحتى لو جاء تخمينك صحيحاً وتحالفتَ بالفعل مع المنتصر فقد تجده مباشرة بعد انتصاره يتجاهلك وينساك أو حتى يلتهمك ويقضي على مصالحك، ومن الناحية الأخرى فإن مناصرتك للضعيف قد تنهي عليك وتدمرك. لكن لو لعبتَ لعبة الانتظار والترقب فلن تخسره.

أثناء ثورة يوليو 1830 في فرنسا وبعد ثلاثة أيام من الشغب كان رجل الدولة تاليران - وكان قد صار کهلاً - يجلس بجوار نافذته الباريسية ينصت للأجراس التي تعلن انتهاء حالة الشغب، فالتفتَ إلى أحد خدمه وقال: «الأجراس... نعم لقد انتصرنا»، فسأله الخادم: «من تقصد بنحن يا سيدي؟» فأشار إليه تاليران أن لا يتكلم وقال: «اصمت الآن، وغداً سأقول لك من نحن»، كان تاليران يعلم جيداً أن الحمقى وحدهم هم من يتسرعون بإطلاق الأحكام في المواقف. وأن الالتزام والانحياز المُبَكِّر يفقدك القدرة على المناورة ويقلل احترام الآخرين لك، ويجعلهم يظنون أنك ستغير ولاءك غداً لأنك منحتهم الولاء بسرعة، وما يأتي سريعاً يزول سريعاً. الالتزام بالولاء لطرف يحرمك من ميزة الاستفادة مما قد تأتي به الأقدار ومن نعمة الانتظار والترقب. دع الآخرين يوالون هذه الجماعة أو تلك لكن عليك أنت أن لا تتسرع وتفقد عقلانيتك واتزانك.

ختاما فإن هناك أوقات يكون فيها من الحكمة أن تتخلى عن التظاهر بدعم أو مساندة أحد بل أن تعلن بوضوح استقلالك وأكتفاءك بنفسك، فاستعراض الاستقلال بالرأي له فائدة خاصة لمن يرغبون في كسب احترام الآخرين لهم. أدرك ذلك جورج واشنطن حين أراد لتأسيس الجمهورية الأمريكية الفتية أن يقوم على أساس متين، فحين أصبح رئيسا للجمهورية رفض الإغراء والضغوط للتحالف مع فرنسا أو انجلترا، فأراد لبلده أن تكسب احترام العالم باستقلالها. ربما كان سيفيد واشنطن على المدى القصير توقيع التحالف مع فرنسا لكنه كان يعلم أن ما سيفيد أكثر على المدى البعيد هو ترسيخ استقلال وطنه لأن ذلك يجبر أوروبا على أن تنظر للولايات المتحدة كقوة مكافئة لها.

ولتذكر: أن ثروتك الوحيدة هي الجهد والوقت، وكل لحظة تهدرها في شئون الآخرين تخصم من ثروتك. ربما تخشى أن يدينك الناس بأنك متبلد وليس لك قلب، إلا أن تمسكك باستقلالك واكتفاءك بنفسك سيمنحك المزيد من الاحترام ويجعلك في موضع السطوة ويمكنك حينها أن تقرر مساعدة الآخرين ولكن بمبادرة منك ولأغراضك الخاصة.

في الغابة تمسك كل شجرة جارتها وتغرز فيها أشواكها. وتتمدد الأجمة بطيئاً في نطاقها المنغلق، وحدها الأشجار التي تنأى وتستقل بنفسها هي التي تنمو سريعاً وتعلو فوق الأجمة.

اقتباس من معلم: فلتعلم أن الشجاعة الحقيقية هي أن تتفادى خوض الصراعات لا أن تنتصر فيها، وحين ترى أحمقاً يُقحم نفسه في الصراع فابذل كل جهدك أن تنأى بنفسك حتى لا نُضيف إليه أحمقاً آخر. (بالتسار جراتسيان، 16011658).

المصدر: THE 48 LAWS OF POWER, ROBERT GREEN

إقرأ أيضاً:

الخوف من الذكاء الاصطناعي

توازن سلوك الأطفال بين البيت والمدرسة

فوائد تعليم السباحة للأطفال مبكراً

كيف أعرف أن ابني يعاني من مشكلة نفسية؟

علامات تخبرك بضرورة تعديل سلوك طفلك

للمزيد

حدوثة قبل النوم قصص للأطفال

كيف تذاكر وتنجح وتتفوق

قصص قصيرة معبرة

قصص قصيرة معبرة 2

معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب

الإدارة الصفية: 7 مقالات في الإدارة الصفية

إختر مهنتك: تعرف على المهنة التي تناسبك من بين جميع المهن

استراتيجيات التدريس دليل المعلم للتعلم النشط

قصص قصيرة مؤثرة

مراهقون: مشاكل المراهقين وأساليب التعامل معهم

تربية الأبناء والطلاب

مواضيع حول التنمية البشرية وتطوير الذات

أيضاً وأيضاً

قصص وحكايات

الغزل: أبحاث ومقالات عن شعر الغزل العذري والإباحي في كل العصور

شعراء: نبذة عن حياة شعراء عرب في كل العصور

الطاقة: مقالات وأبحاث عن الطاقة بكل أنواعها

تلوث ونفايات: مقالات وأبحاث حول تلوث البيئة والنفايات

كوارث طبيعية: مقالات وأبحاث عن الزلازل والبراكين والفيضانات وغيرها

مسلسلات: نقد وتحليل مسلسلات عربية وتركية

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق