الثلاثاء، 19 ديسمبر 2023

• اللؤلؤ تراث البحرين الأصيل


اللؤلؤ

بلادٌ عَرَفت اللؤلؤ قبل ما يزيد عن ثلاث آلاف سنة قبل الميلاد، ومنذ عصر الحضارة الدلمونية فترة حقبة مدافن تاليوس، عمل رجالها على الغوص واستخراجه، وكان يسمى باللغة الآشورية «عيون الأسماك».

 فقد تميزت منطقة الخليج العربي بتوافر الأنواع النادرة منها وخاصة في سواحل البحرين، والذي يعتبر مصدر دخل كبير لها، حيث ازدهر اقتصادها عبر الأزمان لأنها غنية جدًا باللؤلؤ وهو أثمن إنتاج لها، ويعد أحد الأسباب المهمة التي دعت الغرب لاحتلالها والاستفادة من مواردها، فهي في نظرهم جوهرة لا يمكن تركها.

تمركز الغوص على اللؤلؤ في جزيرة المحرق تحديدًا، وقد مثلت هذه المهنة أساسًا للدخل القومي والتجارة عبر الزمن، حيث بلغت شدة ذروتها في بداية القرن العشرين وغطت ما لا يقل عن 90 في المئة من صادراتها، حيث إن مغاضات المياه الإقليمية البحرينية أو (الهيرات) أي مناطق انتشار محارات اللؤلؤ، من أهم المغاوص من ناحية الكم والنوعية. حتى دخل اللؤلؤ الياباني المستزرع في الثلاثينيات من القرن الماضي مع اكتشاف النّفط والغاز الطّبيعي، وانتشرت في العالم بسعر أرخص، فأثرت بذلك على إنتاج البحرين منها.

مميزات اللؤلؤ البحريني

خطفت ألوانه الرائعة قلوب التجار والنساء، فهناك اثنا عشر لونًا معتمدًا رسميًا للآلئ الطبيعية في البحرين، ولعل أشهرها ما يطلق عليه باللهجة البحرينية بـ«المشير»، لأنه أبيض اللون ويمتزج بلمسة من اللون الأحمر، وهو من أكثر ألوان الآلئ ندرة على الإطلاق.

عوامل بيئية كثيرة تشكل تكوين حجم ولون اللؤلؤ داخل المحار، من بينها ضحالة المياه وملوحتها وضعف حركة التيار، والارتفاع الكبير لدرجات الحرارة التي تعرف بها منطقة الخليج العربي.

ومع الوقت أدرك الناس قيمة اللؤلؤ الطبيعي البحريني وجودته، حيث إنه من أغلى وأندر اللآلئ في العالم، لما يمتاز به من كبر في حجم حباته اللامعة وألوانه المختلفة، مما جعل أثمانها تزداد مرة أخرى وتصل لمئات الآلاف من الدنانير البحرينية. وهو ما شكَل هوية ثقافية للاقتصاد البحريني.

أحلام مصممي المجوهرات العالميين

هذه اللؤلؤة المستديرة الجميلة كانت حلمًا من أحلام جميع مصممي المجوهرات العالميين، وهي ما جذبت تاجر المجوهرات الفاخرة والخبير في اللؤلؤ الفرنسي السيد «جاك كارتيير» في عام 1912، يسافر جوًا إلى منطقة الخليج العربي وتحديدًا البحرين لمشاهدتها عن قرب والتفاوض مع ملاكها لشرائها، بغية صياغتها على شكل تيجان وقلائد والعقود للعائلات الأوربية الحاكمة.

ثروة لؤلؤية  

واليوم فإن مملكة البحرين تسعى لأن تكون مركزًا عالميًا رائدًا دوليًا في مجال صيد وإنتاج وفحص اللؤلؤ الطبيعي، وتفخر بأنها لا تزال تصون مهنة الآباء والأجداد، باعتباره المورد الطبيعي المهم في الاقتصاد والثقافة والتاريخ.

فقامت بتشجيع الصناعات المرتبطة باللؤلؤ من حرفيين ومصممين الذين يقومون بعملية صياغة القطع الفريدة من المجوهرات والحلي، من أساور وأقراط وأساور وخواتم تزين أيادي الفتيات، ويتم استخدامها في تزيين الملابس والمفروشات التي تصنع يدويًا، وتدخل في بعض الأعمال الفنية كالخزف والزجاج والمصابيح والمسابيح اليدوية والهدايا التذكارية الثمينة، وربطها بالسياحة وإقامة المعارض والفعاليات التي تبرز الجانب الثقافي للمملكة.

وقد سنت الحكومة لذلك عدة قوانين داعمة للحفاظ على مهنة الغوص هذه الثروة البحرية، من خلال ضرورة السماح للبحرينيين بالحصول على رخصة استخراج اللؤلؤ دون غيرهم، والاهتمام بمناطق حاضنات المحار الواقعة داخل البحر وعلى الساحل وكذلك الموجودة في جنوب مدينة المحرق ناحية قلعة بوماهر تحديدًا، واعتُمد المسار كموقع للتراث العالمي تابع لليونسكو، وهو ثاني موقع للتراث العالمي في البحرين بعد قلعة البحرين.

إقرأ أيضاً:

دور الآباء في حل مشاكل الطفل غير الدراسية

خرافات تربوية كنا نصدقها جميعاً

أسباب القلق المرضي عند الأطفال وعلاجه

كيف تتعاملين مع طفلك في عمر 7 سنوات

أفكار هدايا مميزة للأطفال في رأس السنة

للمزيد

حدوثة قبل النوم قصص للأطفال

كيف تذاكر وتنجح وتتفوق

قصص قصيرة معبرة

قصص قصيرة معبرة 2

معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب

الإدارة الصفية: 7 مقالات في الإدارة الصفية

إختر مهنتك: تعرف على المهنة التي تناسبك من بين جميع المهن

استراتيجيات التدريس دليل المعلم للتعلم النشط

قصص قصيرة مؤثرة

مراهقون: مشاكل المراهقين وأساليب التعامل معهم

تربية الأبناء والطلاب

مواضيع حول التنمية البشرية وتطوير الذات

أيضاً وأيضاً

قصص وحكايات

الغزل: أبحاث ومقالات عن شعر الغزل العذري والإباحي في كل العصور

شعراء: نبذة عن حياة شعراء عرب في كل العصور

الطاقة: مقالات وأبحاث عن الطاقة بكل أنواعها

تلوث ونفايات: مقالات وأبحاث حول تلوث البيئة والنفايات

المصدر: 1

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق