الثقافة العامة: • تطبيق بديهيات واتزلاويك (Watzlawick): تعزيز العمل الفريقي

"كسر الحواجز: استخدام بديهيات واتزلاويك للتعاون الفعال بين أعضاء الفريق"

في عالم اليوم سريع الخطى والمترابط، أصبح التعاون الجماعي الفعال أكثر أهمية من أي وقت مضى. ومع ذلك، فإن تحقيق التعاون السلس في إطار الفريق غالبًا ما يكون مليئًا بعوائق الاتصال وسوء الفهم.

ولمواجهة هذه التحديات، يمكن للمرء أن يلجأ إلى العمل الثاقب الذي قام به بول واتزلاويك، عالم النفس والفيلسوف النمساوي الأمريكي. توفر بديهيات Watzlawick الخمس للتواصل إطارًا قويًا لفهم وتحسين التواصل داخل الفرق. تتعمق هذه المقالة في كل بديهية وتستكشف كيفية تطبيقها لتعزيز تعاون الفريق.

1) استحالة عدم التواصل

تنص البديهية الأولى لواتزلاويك على أنه لا يمكن للمرء عدم التواصل. كل فعل أو عدم فعل، سواء كان لفظيًا أو غير لفظي، هو شكل من أشكال التواصل. في سياق الفريق، هذا يعني أن كل شيء بدءًا من البريد الإلكتروني وحتى التوقف المؤقت في المحادثة يرسل رسالة. يجب أن يكون أعضاء الفريق على دراية بالرسائل التي يرسلونها باستمرار. على سبيل المثال، يمكن تفسير عدم الرد على رسالة بريد إلكتروني أو تجنب الاتصال البصري أثناء الاجتماع بطرق مختلفة، مثل عدم الاهتمام أو الخلاف.

لتطبيق هذه البديهية بشكل فعال، يجب على الفرق تهيئة بيئة يتم فيها تشجيع التواصل النشط والواعي. يتضمن ذلك الاعتراف بالإشارات غير اللفظية والتأكد من أن جميع أعضاء الفريق لديهم الفرصة للتعبير عن آرائهم. يمكن أن تساعد جلسات تسجيل الوصول والتعليقات المنتظمة في التعرف على أي رسائل غير مقصودة يتم إرسالها ومعالجتها.

2) جوانب المحتوى والعلاقة في الاتصال

تقدم بديهية Watzlawick الثانية مفهومًا مفاده أن كل اتصال له جانب من المحتوى والعلاقة. المحتوى هو المعلومات الفعلية أو الرسالة التي يتم نقلها، في حين أن جانب العلاقة هو كيفية تسليم تلك الرسالة، مما يعكس العلاقة بين المتصلين. في الفريق، يمكن أن تؤثر طريقة توصيل المعلومات بشكل كبير على كيفية تلقيها وفهمها. على سبيل المثال، يمكن لنبرة قائد الفريق واختيار الكلمات عند تقديم الملاحظات أن تحفز أحد أعضاء الفريق أو تؤدي إلى الإحباط.

يمكن للفرق الاستفادة من هذه البديهية من خلال مراعاة ليس فقط ما يتم توصيله، ولكن أيضًا كيفية توصيله. يتضمن ذلك إدراك لغة الجسد ونبرة الصوت واختيار الكلمات. إن إنشاء أسلوب تواصل محترم ومنفتح يمكن أن يعزز بيئة الفريق الإيجابية، حيث يشعر الأعضاء بالتقدير والفهم.

3) علامات الترقيم لتسلسل الاتصالات

البديهية الثالثة تدور حول "علامات الترقيم" لتسلسلات الاتصال. في التفاعلات، يقوم الأفراد بترقيم الاتصالات بشكل مختلف، مما يؤدي إلى تفسيرات مختلفة لنفس التفاعل. غالبًا ما ينشأ سوء الفهم في الفرق عندما يكون لدى الأعضاء تصورات مختلفة حول من بدأ المشكلة أو كيفية ظهور سلسلة من الأحداث.

وللتخفيف من ذلك، يجب على الفرق أن تسعى جاهدة لتحقيق الوضوح في التواصل. من المهم مناقشة تسلسل الأحداث والمسؤوليات والاتفاق عليه. يمكن أن تساعد اجتماعات الفريق المنتظمة والاتصالات الموثقة في ضمان أن يكون الجميع على نفس الصفحة وتقليل سوء الفهم.

4) الاتصالات الرقمية والتناظرية

تُميز بديهية Watzlawick الرابعة بين التواصل الرقمي (اللفظي) والتناظري (غير اللفظي). في حين أن الاتصال الرقمي فعال في نقل المعلومات الواقعية، فإن الاتصال التناظري أكثر دقة وينقل المشاعر والعلاقات. في بيئة الفريق، قد يؤدي الاعتماد فقط على الاتصالات الرقمية، مثل رسائل البريد الإلكتروني والتقارير، إلى عدم فهم التيارات العاطفية للفريق.

ولمعالجة هذه المشكلة، يجب على الفرق الموازنة بين التواصل الرقمي والتناظري. يمكن أن توفر الاجتماعات المباشرة ومكالمات الفيديو وأنشطة بناء الفريق فرصًا للتواصل التناظري، مما يساعد أعضاء الفريق على فهم مشاعر بعضهم البعض وبناء علاقات أقوى.

5) التفاعلات المتماثلة والتكاملية

البديهية النهائية تفرق بين التفاعلات المتماثلة والتكاملية. في التفاعلات المتماثلة، يعكس سلوك شخص ما سلوك شخص آخر أو يتعارض معه، وهو ما يُرى غالبًا في العلاقات التنافسية أو العلاقات المتساوية. في التفاعلات التكميلية، يكمل سلوك أحد الأشخاص سلوك الآخر، وهو أمر نموذجي في العلاقات ذات ديناميكيات القوة غير المتكافئة. في الفريق، كلا النوعين من التفاعلات ضروريان. تشجع التفاعلات المتماثلة على المساواة وتبادل الأفكار، بينما تعترف التفاعلات التكميلية بالأدوار والخبرات المختلفة لأعضاء الفريق وتستخدمها.

لتطبيق هذه البديهية، تحتاج الفرق إلى التعرف على ديناميكيات تفاعلاتها واحترامها. يجب على القادة تشجيع التوازن بين التفاعلات المتماثلة والتكاملية، وتعزيز بيئة يتم فيها تبادل الأفكار بحرية، مع احترام الأدوار والخبرات الفريدة التي يجلبها كل عضو إلى الفريق.

خاتمة

يمكن أن يؤدي تطبيق بديهيات Watzlawick إلى تحسين التواصل والتعاون بشكل كبير داخل الفرق. ومن خلال فهم الفروق الدقيقة في التواصل ومعالجتها، يمكن للفرق إنشاء بيئة عمل أكثر انسجامًا وإنتاجية. تشجع هذه المبادئ على فهم أعمق لديناميكيات التعامل مع الآخرين وتوفر استراتيجيات عملية لكسر حواجز الاتصال. في جوهرها، تعتبر بديهيات Watzlawick بمثابة أداة حيوية لأي فريق يهدف إلى تعزيز تعاونهم وكفاءتهم وفعاليتهم الشاملة في تحقيق أهدافهم.

المصادر:

References

1. Watzlawick, P., Beavin Bavelas, J., & Jackson, D. D. (1967). Pragmatics of Human Communication: A Study of Interactional Patterns, Pathologies, and Paradoxes. New York: Norton.

2. Argyle, M. (1975). Bodily Communication. London: Methuen & Co Ltd.

3. Fisher, B. A. (1978). Perspectives on Human Communication. New York: Macmillan.

4. Tannen, D. (1990). You Just Don’t Understand: Women and Men in Conversation. New York: William Morrow and Company.

5. Robbins, S. P., & Judge, T. A. (2019). Organizational Behavior (18th ed.). Boston, MA: Pearson.

6. Mehrabian, A. (1971). Silent Messages. Belmont, CA: Wadsworth Publishing Company.

7. Goffman, E. (1959). The Presentation of Self in Everyday Life. New York: Anchor Books.

8. Hargie, O. (2016). Skilled Interpersonal Communication: Research, Theory, and Practice (6th ed.). London: Routledge.

9. Leary, M. R., & Kowalski, R. M. (1990). Impression Management: A Literature Review and Two-Component Model. Psychological Bulletin, 107(1), 34-47.

إقرأ أيضاً:

هل يدمر كرسي العقاب نفسية طفلك

سيمفونية الحوار: تناغم بديهيات واتزلاويك في العلاقات الشخصية

الصمت يتكلم: البديهية الأولى لواتزلاويك Watzlawick

الصديق السام: كيف يتخلص المراهق منه

بديهيات واتزلاويك في الحوار بين الثقافات Watzlawick

للمزيد

حدوثة قبل النوم قصص للأطفال

كيف تذاكر وتنجح وتتفوق

قصص قصيرة معبرة

قصص قصيرة معبرة 2

معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب