الخميس، 7 نوفمبر 2024

• مسرحيات نجيب محفوظ المجهولة

نجيب محفوظ

وُلِد نجيب محفوظ يوم 11 ديسمبر 1911م، وتوفي يوم 30 أغسطس 2006م، وبين التاريخين بدأ مشروعه الأدبي بكتابة المقال النقدي ثم القصة القصيرة ثم الرواية، وكانت قصة «فترة من الشباب»، أول قصة قصيرة ينشرها بجريدة السياسة برئاسة تحرير الدكتور محمد حسين هيكل، يوم 22 يوليو عام 1932م.

وأصدر  روايته الأولى عبث الأقدار  عام 1939م، ثم أصدر مجموعته القصصية الأولى «همس الجنون» عام 1948م، وبعد ثلاثة وثلاثين عامًا من بداية مشروعه الأدبي، وبعد ثلاثة وعشرين عملًا أدبيًا ما بين القصة القصيرة والرواية، طرق نجيب محفوظ باب الكتابة للمسرح لأول مرة بعد هزيمة يونيو عام 1967م، حيث نشر خمس مسرحيات ذات الفصل الواحد على صفحات جريدة الأهرام بالقاهرة خلال أشهر أكتوبر ونوفمبر وديسمبر عام 1967م؛ ليرصد ويُحلّل حالة الانكسار بعد نكسة يونيو عام 1967م. 

علاقة محفوظ بالمسرح

بدأت علاقة محفوظ بالمسرح مبكرًا، كان والده يصبحه معه وهو طفل لمشاهدة العروض المسرحية التي يقدّمها نجيب الريحاني وعلي الكسّار على خشبة المسرح، وهذا ما أكدّه نجيب محفوظ في حواره بمجلة المسرح نوفمبر عام 1979م ص 32 و33: «إنّ علاقتي بالمسرح كمشاهد علاقة قديمة جدًا، ففي سنّ الطفولة حضرت بصحبة أبي بعض مسلسلات الريحاني وعلي الكسار، وبدءًا من سنة 1925م عرفت الطريق إلى روض الفرج، وكان حافلًا بمقلّدي الريحاني وعلي الكسّار وشاهدت كثيرًا من المسرحيات التي كانوا يقدمونها في أزمنة سابقة أثناء الحرب العظمى في عام 1914، وبعد ذلك عرفنا طريقنا إلى المسرح المصري في الثلاثينيات، وما قبلها قليلاً، شاهدنا يوسف وهبي، وفاطمة رشدي والريحاني، والكسّار وعزيز عيد، ولمّا بدأت تثقيفي الأدبي كان المسرح بطبيعة الحال في طليعة قراءاتي الدراسية، فقرأت ما استطعت من قديمه ممثلًا في الإغريق جوته، شكسبير، كورني، راسين، ثم المعاصرين في ذلك الوقت أمثال إبسن، شو، تشيخوف، وغيرهم»؛ لكن كتابته للمسرح تأخرت كثيرًا، ولم يكتب محفوظ للمسرح إلا بعد نكسة يونيو عام 1967م، وعندما سأله محمد بركات ما سرّ هذا التحول والكتابة للمسرح؟ أجاب محفوظ «أنا أعتقد أنّ الاتجاه إلى المسرح عمومًا كان نتيجة لظروف واقعنا الذي يحتاج إلى مناقشة مستمرة»، ثم سأله محمد بركات هل تفرض الظروف التاريخية على الكاتب لونًا أدبيّا معينًا من الكتابة؟ أجاب محفوظ «إنّنا نعيش عصر المسرح ولا جدال، فهذه اللحظة المزدحمة بالكثير من الأفكار والمشكلات لا يمكن مناقشتها إلا عن طريق المسرح»... حوار محمد بركات مع نجيب محفوظ، مجلة الهلال، فبراير عام 1970م.

مسرحيات محفوظ في الظلّ 

1.   حجبت شهرة نجيب محفوظ الكبيرة كاتبًا للرواية شهرته كاتبًا للمسرح، فظلّت مسرحيات محفوظ سنوات طويلة في الظلّ، وأسهم محفوظ بنفسه في حجب الأضواء عنه ككاتب للمسرح، وعدم تسليط دائرة الضوء على مسرحياته من خلال:عدم نشـر مسرحياتــه في كتــــاب خـــاص بالمسرحيات طيلة حياته، فقد نشر المسرحيات الثمانية في ثلاثة كتب، ضمن مجموعاته القصصية: تحت المظلة عام 1969م، الجريمة عام 1973م، الشيطان يعظ عام 1979م.

2.   تصريحات محفوظ المتكرّرة في أكثر من مقابلة صحفية وتأكيده أنّه لا يعدّ نفسه كاتبًا مسرحيًا، حيث أكدّ في حواره مع محمد بركات ثلاث مرات أنّه لا يعتبر نفسه كاتبًا للمسرح (الأولى: ما سرّ هذا التحول عندك إلى المسرح؟ أجاب محفوظ، «إنّ النقلة إلى الكتابة للمسرح كانت نتيجة طبيعية وغير مخطئة، إلا أنّني حتى الآن - ولا بد أن أعترف - لا أعتبر نفسي كاتبًا للمسرح؛ لأن الكاتب المسرحي يجب أن يمتاز إلى جانب الإعداد الثقافي بمعايشة الحياة المسرحية، ثم الميل والقدرة الطبيعية على مواجهة الجمهور، ولست من ذلك في شيء، الثانية هل رأيت نفسك كاتبًا مسرحيًا؟ أجاب محفوظ لا، أنا لم أفكر من قبل أن أكون كاتبًا للمسرح، ولست أعتبر نفسي كذلك وما أظن أنّني سأكون كاتبًا مسرحيًا في المستقبل، الثالثة هل يعني أنّك لن تقدم على الكتابة للمسرح؟ أجاب محفوظ لا، وصدقني فلن أكتب مسرحًا مرة أخرى، وإنما سأكتب ما أسميه بالحواريات، من نوع «عنبر لولو»، و«حارة العشاق»، والحوارية قصة تعتمد على الحوار، فمن يشاء أن يتناولها كقصة وجدها كذلك، ومن يراها تصلح للمسرح فلن يكون بحاجة إلى إعدادها مسرحيًا، وقد كتبت «حارة العشاق» مثلاً كقصة؛ ولكن المخرج سعد أردش وجد فيها مسرحية، وقد اتصل بي؛ ليقدمها على مسرح التلفزيون»... (حوار محمد بركات مع نجيب محفوظ، مجلة الهلال، لفبراير عام 1970م).

3.   آفة الإعلام الكاتب المفرد، حيث اقترب محفوظ من الآلة الإعلامية، الصحف والإذاعة والسينما والتلفزيون، وأصدر محمد حسنين هيكل رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام قرارًا بتعيين محفوظ كاتبًا بجريدة الأهرام عام 1971م، عقب خروج محفوظ على المعاش ونهاية عمله بوزارة الثقافة، وجلس محفوظ إلى جوار توفيق الحكيم ويوسف إدريس بالدور السادس بجريدة الأهرام، ورضي بالمجاورة وعدم المنافسة، حيث الآلة الإعلامية تردّد صباحًا مساءً أن توفيق الحكيم كاتب المسرح الأول، ويوسف إدريس كاتب القصة القصيرة الأول، ورضي هو بلقب نجيب محفوظ كاتب الرواية الأول.

مسرحيات مجهولة

وعلى الرغم من شهرة نجيب محفوظ الكبيرة كاتبًا للرواية الذي حصد لقب الكاتب العالمي الأول بعد حصوله على جائزة نوبل في الآداب عام 1988م، إلا أن شهرته ككاتب للمسرح باتت خافتة جدًا ومجهولة بالنسبة لمعظم قرّاء اللغة العربية؛ لأن مسرحيات محفوظ لم تأخذ حقّها من نقاد المسرح، بل قرأنا مَنْ هاجم مسرحياته بالنقد السلبي: (لنتفق إذًا على أن مسرحيات محفوظ التي ضمّنها مجموعته القصصية: تحت المظلة، تدخل من باب القصة القصيرة، وأنّها ارتكزت على شكل الجدل وصراع الأفكار، وتزينت بزيّ التعليمات المسرحية؛ فإن هذا جميعه لا يجعل منها فنًّا مسرحيًّا بالمفهوم الاصطلاحي لتعبير الفنّ المسرحي... جلال العشري - تياترو في النقد المسرحي - دار المعارف بالقاهرة عام 1984م ص 99)، ويبقى إبداعه المسرحي بالرغم من اشتراك محفوظ في تهميش مسرحياته وذلك بعدم نشرها في كتاب مستقل.

أولاً: نشر محفوظ خمس مسرحيات ذات الفصل الواحد بجريدة الأهرام خلال: أكتوبر ونوفمبر وديسمبر عام 1967م: «يُميت ويُحيي» «التركة» «النجاة» «مشروع للمناقشة» «المَهمّة»، ثم نشرهم نهاية مجموعته القصصية: تحت المظلة عام 1969م، وجاء ترتيبهم بالكتاب هكذا: مسرحية يُميت ويُحيي، من ص 69 حتى ص 92، ومسرحية التركة، من ص 93 حتى ص 116، ومسرحية النجاة، من ص 117 حتى ص 138، ومسرحية مشروع للمناقشة، من ص 139 حتى ص 162، ومسرحية المَهمّة، من ص 163 حتى ص 185.

ثانيًا: نشر محفوظ المسرحية السادسة «المطاردة»، ضمن مجموعته القصصية «الجريمة»، عام 1973م، وجاءت بصدر الكتاب من ص 7 حتى ص 43، تحت عنوان رئيسي المطاردة، وعنوان فرعي مسرحية من فصل واحد. 

ثالثًا: نشر محفوظ المسرحيتين السابعة والثامنة: «الجبل» «الشيطان يعظ»، ضمن مجموعته القصصية: «الشيطان يعظ» عام 1979م، وجاء ترتيب نشرهم بآخر صفحات الكتاب هكذا مسرحية الجبل، من ص 203 حتى ص 218، ومسرحية الشيطان يعظ، وعنوان فرعي: مسرحية من فصل واحد، من ص 219 حتى ص 247.

رابعًا: نشرت دار الشروق بالقاهـرة كتابًا بعنوان «نجيب محفوظ... المسرحيات» عام 2006م، وضمّ ست مسرحيات فقط، وفي ص2 كتب الناشر صدرت مسرحية المطاردة عام 1973م ضمن كتاب «الجريمة»، وصدرت المسرحيات الباقية عام 1969م، ضمن كتاب «تحت المظلة»، وفي ص 3 جاء فهـــرس المحتــــويات هكذا «يُميت ويُحيي» ص 7، «التركة» ص 41، «النجاة» ص 83، «مشروع للمناقشة» ص 103، «المَهمّة» ص 139، «المطاردة» ص 169.

عالم محفوظ المسرحي

اختار نجيب محفوظ كتابة المسرحية ذات الفصل الواحد، التي تخلو من الصراع الدرامي الذي يتطلب كتابة مسرحية ذات فصول متعدّدة؛ ليأخذ الصراع الدرامي حقّه في التصاعد عند توالي وتتابع الأحداث المسرحية الدرامية من فصل إلى آخر على خشبة المسرح؛ فآثر أن يكتب مسرحيات الفصل الواحد ذات الصراع الدرامي المُحدّد زمنيًا ومكانيًا، وربما هذا يُفسّر عدم اهتمام الحركة النقدية بمسرحيات محفوظ من ناحية أولى، ومن ناحية ثانية، أنّ مسرحيات محفوظ جاءت خافتة، ولم تشكّل ظاهرة مسرحية يمكن أن يتوقف عندها النقد المسرحي، مثلما توقف النقد المسرحي بالدرس والتحليل النقدي أمام مسرحيات توفيق الحكيم على سبيل المثال التي تُشكّل ظاهرة مسرحية كبيرة.

ومع ذلك نجد أن كتابات محفوظ المسرحية مرّت بثلاث مراحل:

المرحلة الأولى: تنتمي إلى مسرح العبث، وتمثلت في مسرحياته الخمس الأولى: (يُميت ويُحيي، التركة، النجاة، مشروع للمناقشة، المَهمّة)، وقد أستفاد محفوظ من مسرحيات توفيق الحكيم الذي كتب مسرح العبث بعد أن شاهد عشرات المسرحيات على خشبة مسارح باريس - عاش الحكيم في باريس ثلاث سنوات لدراسة الدكتوراه، لكنه انشغل بمشاهدة العروض المسرحية، ولم يكمل دراسته للدكتوراه - ومن سمات مسرح العبث: سرعة الإيقاع، وحدة المكان والمشاهد، وقلّة عدد الشخصيات، وجاءت مسرحيات محفوظ الأولى غير محدّدة الأسماء، بل حملت ألقاب: (الفتى، الفتاة، الشحاذ، العملاق)، واستخدم محفوظ البناء الدرامي الرمزي عند كتابة هذه المسرحيات بعد هزيمة يونيو عام 1967م، في صياغة أحداث مسرحيات عكست حالة اليأس والإحباط التي عمّت الشارع المصري والعربي وضياع حلم الوحدة العربية، بعد نكسة يونيو عام 1967م، حيث شعر الناس بأنهم يعيشون حالة من التشتت والضياع والإحباط وأنّهم في صراع ليل نهار مع المستقبل المجهول الغامض، وقد اعترف محفوظ قائلاً: «مرّت بي حالات فقدت فيها توازني، فكتبت أعمالاً ظاهرها العبث، ولكن حرصي على الانتماء أفسد عبثيتها، ويبدو أنّني لم أستسلم للعبث، بل صورته وكلي رغبة في تجاوزه، وهذا هو الفرق بيني وبين الشبان أصحاب الرؤية العبثية»... (حوار فؤاد دوارة مع نجيب محفوظ المنشور بكتاب: لعشرة أدباء يتحدثون، الهيئة المصرية العامة للكتاب عام 1996م، ص 380).

المرحلة الثانية: تنتمي إلى مسرح التنوير الفلسفي الذي يقترب كثيرًا من الهمّ اليومي المعيشي على أرض الواقع الذي يعاني منه شخصيات مسرحية المطاردة التي تمثل هذه المرحلة، وعلى خشبة المسرح نرى شبح الموت الذي يُطارد شخصيات المسرحية، وتنهض مسرحية المطاردة من خلال الحوار أو المنولوج الداخلي بين شخصيتي المسرحية: (الأبيض والأحمر) حول فكرة صراع التضاد، صراع الموت والحياة، الخير والشر، الرضا والطمع، اليقين والشك، هذه المتضادات هي التي تُشكّل ماهية الحياة، وبعدها الفلسفي العميق.

المرحلة الثالثة: تنتمي إلى المسرح الرمزي أو الإسقاط التاريخي، من خلال المسرحتين الأخيرتين «الجبل»، «الشيطان يعظ» المنشورتين بالمجموعة القصصية «الشيطان يعظ» عام 1979م، اللتين تعالجين مشكلتين اجتماعيتين واقعيتين، تدور الفكرة الأولى في مسرحية «الجبل»، حول القضاء على الطاغية المستبد المتمثل في فتوة الحارة، والرمز واضح بين الحاكم/ الطاغية المستبد، وبين فتوة الحارة/ الطاغية المستبد، والعلاقة واضحة وظاهرة بين الاثنين. 

وتدور الفكرة الثانية في مسرحية «الشيطان يعظ»، حول تعانق الحقيقي الواقعي مع الخيالي الأسطوري، وتلجأ المسرحية لأحداث التاريخ وفترة حكم الخليفة الأموي والاستعانة بحكايات ألف ليلة وليلة، وتقتبس المسرحية من التاريخ حالة مشهورة تشبه الحالة التي تعيش زمننا الحالي، والإسقاط المسرحي/الرمزي واضح بين شخصية الخليفة عبد الملك بن مروان الذي طلب من والي المغرب موسى بن نصير، إحضار قمقم عفاريت حتى يستعين بقوة الجِنّ والعفاريت للمحافظة على قواعد حكمه، وكأنّه سيدنا سليمان عليه السلام الذي سخّر الله له الجِنّ والعفاريت لخدمته، وبين شخصية الرئيس السادات الذي أعلن أنّه على استعداد للتحالف مع الشيطان في سبيل تحقيق مصالح البلاد، وتطرح المسرحية فكرة إمكانية تصحيح أخطاء الماضي، بالعمل والكفاح المتواصل وليس بالاعتماد على مصباح علاء الدين ومساعدة الجِنّ والعفاريت، ويحاول محفوظ طرح القانون الاجتماعي الذي يدور حول فكرة أنّ (العدل يحتاج إلى قوة الإيمان، ولا يحتاج إلى مساعدة الجِنّ والعفاريت والشياطين).

البناء الفنّي في مسرح محفوظ

اختار محفوظ أن يكتب مسرحياته الأولى بتقنية مسرح العبث الذي يرتكز على حدث درامي واحد سريع الإيقاع مُحدّد الزمان والمكان، وقد أعجب محفوظ بصعود مسرح العبث وانتشاره في أوربا خلال الخمسينيات، وقرأ محفوظ مسرحية صمويل بيكت «نهاية اللعبة»، وكتب عنها مقالة نقدية نشرها بجريدة المساء، وأفاد محفوظ من انتشار مسرح العبث في الستينيات على يد توفيق الحكيم ومحمود دياب وألفريد فرج ونعمان عاشور ويوسف إدريس، وشهدت الستينيات كتابات تنتمي إلى مسرح العبث التجريدي مثل طالع الشجرة ومصير صرصار للحكيم، البهلوان والفرافير لإدريس، وكتب محفوظ مسرحية يُميت ويُحيي، التي تنتمي إلى مسرح العبث؛ ليعبّر عن مرارة الهزيمة بعد نكسة يونيو عام 1967م، مطالبًا بضرورة الحرب للدفاع عن الأرض من أجل استردادها مهما كانت التضحيات؛ فالأرض تُمثّل للعرب الشرف والعزة والكرامة، ولجأ محفوظ إلى تقسيم خشبة المسرح إلى قسمين، الأمامي مضاء، والخلفي مظلم: (المسرح منقسم إلى قسمين: أمامي وهو ثلثّي المساحة مضاء واضح المعالم، في وسطه نخلة مغروسة، وفي جانب منه ساقية صامتة، القسم الخلفي مرتفع الدرجات على هيئة مصطبة، تغشاه الظلمة، وتلوح به أشباح راقدة، نيام أو موتى، الطابع طابع تجريدي... «نجيب محفوظ المسرحيات»... (دار الشروق بالقاهرة عام 2006م ص 8)، وقد لجأ محفوظ لحشد جموع الشعب لمؤازرة الفتى بطرد الذي اعتدى عليه، وظهر العملاق على خشبة المسرح؛ ليعرض على الفتى المساعدة والانضمام إليه ليستعيد حقه؛ لكن المساعدة مشروطة، بالحصول على قطعة أرض ومجالسة الفتاة، ويرفض الفتى شروط مساعدة العملاق، فينضم العملاق لجبهة المعتدي ضد جبهة الفتى، وتأويل أحداث المسرحية واضح، حيث ترمز الفتاة إلى مصر، وترمز النخلة إلى عراقة مصر وأصالتها الضاربة في أعماق التاريخ، وترمز المصطبة - حزب الكنبة - للفئة التي لا تريد المشاركة في الأحداث وتكتفي بالفرجة، ويرمز الشحاذ الكفيف إلى فئة أصحاب المصالح التي تريد استنزاف خيرات البلاد، وحاول الفتى كثيرًا دعوة أهل المصطبة للمشاركة بالدفاع عن أرضهم التي تضمّ رفات وعظام الآباء والأجداد، وأعلن الفتى أكثر من مرة استعداده للحرب والتضحية بحياته في سبيل الدفاع عن أرضه، حيث يرى الفتى الموت شرفًا، ومَنْ يموت دفاعًا عن الأرض والعرض فهو شهيد يستحق التكريم والخلود في الدنيا والآخرة.  

إنّ مسرحيات نجيب محفوظ المجهولة تستحق أن يلتفت إليها الدرس الأكاديمي بالجامعات، وتعقد ندوات متخصّصة لدراستها وتحليلها تحليلا نقديًا وافيًا، وتستحق أن تجمع من المجموعات القصصية وتصدر كاملة في كتاب مستقل.

المصدر: 1

  إقرأ أيضاً:

كيف تجيبين عن أسئلة طفلك عن الفضاء؟

الوقت المثالي لتقديم الأجهزة الذكية للأطفال

إرشادات لتربية الأطفال في بيئة إيجابية

أهم الطرق لتدريب الأطفال على تحمّل المسؤولية

فوائد القصص المصورة في تنمية خيال الأطفال

للمزيد            

حدوثة قبل النوم قصص للأطفال

كيف تذاكر وتنجح وتتفوق

قصص قصيرة معبرة

قصص قصيرة معبرة 2

معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب

قصص قصيرة مؤثرة

الإدارة الصفية: 7 مقالات في الإدارة الصفية

إختر مهنتك: تعرف على المهنة التي تناسبك من بين جميع المهن

استراتيجيات التدريس دليل المعلم للتعلم النشط

مراهقون: مشاكل المراهقين وأساليب التعامل معهم

تربية الأبناء والطلاب

مواضيع حول التنمية البشرية وتطوير الذات

أيضاً وأيضاً 

قصص وحكايات

الغزل: أبحاث ومقالات عن شعر الغزل العذري والإباحي في كل العصور

شعراء: نبذة عن حياة شعراء عرب في كل العصور

الطاقة: مقالات وأبحاث عن الطاقة بكل أنواعها

تلوث ونفايات: مقالات وأبحاث حول تلوث البيئة والنفايات

كوارث طبيعية: مقالات وأبحاث عن الزلازل والبراكين والفيضانات وغيرها

مسلسلات: نقد وتحليل مسلسلات عربية وتركية



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق