الثلاثاء، 11 فبراير 2025

• قوانين الحظ

الحظ

في ضوء ربع قرن من دراسة أفكار ومشاعر وسلوكيات وقرارات أشخاص ناجحين، أكد الكاتب والمتحدث التحفيزي الأمريكي الكندي بريان تريسي أن الحظ يمكن أن يحالفنا ويمكن التنبؤ به إذا قمنا بما يقوم به ما نعدهم محظوظين.

ويرى أن من العوامل الجالبة للحظ، القدرة على السيطرة بوعي ومنهجية وبصورة هادفة على المؤثرات التي نسمح لها بالوصول إلى عقولنا الواعية. كأن نقرأ ما يفيدنا، ونرى ونستمع إلى ما يقوينا، ونحفز أنفسنا بمتابعة برامج مشجعة، ونختلط بأشخاص إيجابيين؛ ونتناول أطعمة صحية. وفي كتابه «قوانين الحظ» شرح عددًا من القوانين الأساسية التي يمكن أن نعتمد عليها لتغيير حيواتنا إلى الأفضل. 

جوهر قانون السبب والنتيجة أن كل شيء يحدث لسبب؛ ولكل تأثير في حياة المرء سبب أو مجموعة من الأسباب المحددة والقابلة للقياس. فإذا كنا نرغب في شيء، يمكننا البحث عن أشخاص حققوا هذا الذي نريد، وبالقيام بما قاموا به، نستطيع بلوغ النتائج نفسها والتمتع بالمكافآت ذاتها. والأمر الرائع هنا أنه يمكننا البدء باتخاذ قرارات مختلفة في أي وقت، لنصل إلى المكان المختلف الذي نستهدف. والدليل وجود العديد من المنحدرين من خلفيات متواضعة ممن استطاعوا بناء حيواتهم ونجاحاتهم. وآخرون، عكسهم، دمروا حياتهم الرغيدة بقراراتهم. فهذا القانون يمكن أن يسير بنا صعودًا وهبوطًا.

ويقتضي الصعود إبطال عمل أسباب التدهور - في الحالة المالية، أو المهنية، أو في العلاقات - لإزالة تأثيرها. فالناجحون والسعداء والمزدهرون يخططون حيواتهم بما يتناغم مع هذا القانون وسواه من قوانين الحظ. ونتيجة لذلك، يشعرون بسعادة ورضا، وينجزون بصورة أكبر مما يفعل العاديون. فالفائزون ينسبون نجاحهم إلى العمل الجاد، بينما يلوم الخاسرون الحظ السيئ. ومن أهم نتائج هذا القانون أن الأفكار هي الأسباب، والأحوال هي النتائج. وأن أفكارنا المتفائلة والإبداعية قادرة على تغيير واقعنا. ووفقًا لـ«إيمرسون»، «يصبح الرجل ما يفكر فيه معظم الوقت». 

نسخة أخرى من القانون السابق، قانون الفعل ورد الفعل الذي قدمه نيوتن. ويقوم على حقيقة أن لكل فعل رد فعل مساو له في الشدة ومعاكس له في الاتجاه، أي أن للأفعال عواقب. فنحن نقرر أمرًا ما ونقوم به، ثم يتبع ذلك عواقب غالبًا ما تكون خارج سيطرتنا. ولهذا السبب يميل الناجحون إلى التفكير مليًا فيما يقولون ويفعلون. ومفتاح الاستمتاع بـ«الحظ» القيام بالمزيد من الإجراءات التي تقود إلى عواقب إيجابية. وتجنب الأفعال التي لا تفضي إلى العواقب المرغوبة. ففي نهاية المطاف نحن نحصد ما نزرع.

قانون الاحتمالات

ينص هذا القانون على أن لكل حدث، احتمال للحدوث في ظروف معينة، فالأحداث في حياتنا تجري بشكل منتظم ومنطقي ومنهجي. ولكي نستمتع بمزيد من «الحظ»، علينا زيادة احتمالات النجاح فيما يهمنا، ولتوضيح ذلك يمكن التفكير في سيدة تحضر حفلاً بفستان جميل، ومناسب لها تمامًا، فتعتبرها صديقاتها محظوظة لأنها حصلت عليه، بينما أرادت هي أن تبدو في أبهى مظهر، فتسوقت حتى وجدت الفستان المثالي بعد أن جربت عشرات القطع والألوان ونوعيات الأقمشة، وجمعت أكوامًا من المعلومات من مجلات الموضة ومواقعها، واتصلت بمتاجر، لتعرف ما لديهم، وكانت واضحة بشأن ما تريد.

وهكذا الأمر في الحياة، حيث تزيد احتمالات النجاح، إذا ارتبطنا بالأشخاص المناسبين، وقمنا بإدارة أنفسنا وأوقاتنا بشكل جيد، وتحركنا بالسرعة الملائمة لاقتناص الفرص، وثابرنا في مواجهة التحديات، وتحملنا المخاطر بذكاء لتسريع تقدمنا.

قانون الجذب

يرى قانون الجذب هذا أننا كالمغناطيس الحي، نجذب إلى حيواتنا الأشخاص والظروف والأفكار والموارد التي تتوافق مع أفكارنا المهيمنة، وهو امتداد مباشر لقانون السبب والنتيجة. ويفسر جميع ظروف حياتنا تقريبًا، فالذين يفكرون ويتحدثون باستمرار عما يريدون، يجذبون المزيد مما يريدون، والذين يتذمرون، أو يشعرون بالحسد والغضب والاستياء، يجذبون التجارب السلبية. ومثل القوانين الأخرى، هو قانون محايد. يمكن أن يعمل لصالحنا أو ضدنا، إيجابيًا أو سلبيًا، ويعتمد ذلك على من نكون. ومن هذا القانون يمكن تعلم درس من أهم دروس الحياة وهو ألا نفكر أو نتحدث إلا حول ما نريد، ونضبط أنفسنا فيما يتصل برفض التفكير والحديث عما لا نريد؛ وهو أمر بالغ الصعوبة.

قانونا الاعتقاد والعقل 

مفاد قانون الاعتقاد أن كل ما نعتقد به يصبح واقعنا، ويمكن أن يعمل هذا القانون معنا أو ضدنا، فعلى مر التاريخ، أدرك الناس أن المعتقدات تلعب دورًا رئيسيًا في رؤيتنا للعالم، وطريقة تفكيرنا وتصرفنا، فإذا كنا مؤمنين تمامًا بأنه مقدر لنا تحقيق النجاح في الحياة، ستفكر وتتصرف وفقًا لذلك.

 وإذا آمنا أننا محظوظون يحدث لنا الطيب على الدوام. أما قانون العقل، فهو نتيجة طبيعية لقانون الاعتقاد، يقول إن أفكارنا تتجسد في النهاية. ويمكننا معرفة ما يفكر فيه الشخص معظم الوقت بالنظر إلى حياته، فالشخص السعيد، والسليم، والمزدهر، ومن يمتلك أصدقاء جيدين وعائلة، هو من يفكر بشكل إيجابي فيمن حوله ويتمنى لهم الخير. ويرى المؤلف أن في زماننا هذا فرص بلا حصر لتحقيق أهداف الصحة والسعادة والاستقلال المالي، أكثر من أي وقت مضى في تاريخ البشرية، رغم التحديات التي لا مفر منها.

 فعلينا أن ننتبه لمعتقداتنا التي نصيغها في عبارات، مثل «أنا كبير في السن»، أو «لازلت صغيرًا»، أو «لست متعلمًا بالقدر الكافي»، أو «ليس لدي خبرة». ونحذر من الاعتقاد بأننا لسنا أذكياء أو مبدعين أو موهوبين بما يكفي للحصول على ما نريد. ونتذكر أننا لا يمكن أن نرغب في شيء بشدة دون أن تكون لدينا القدرة على تحقيقه. فالرغبة في حد ذاتها عادة ما تكون دليلًا على قدراتنا الكامنة، ومهمتنا تحديد ما يمكنك القيام به لزيادة احتمالات تحقيق أهدافنا.

التوقعات ونشاط اللاوعي

يتضمن قانون التوقعات أن كل ما نتوقعه بثقة يصبح نبوءتنا التي تتحقق. ويمكن القول إننا لا نحصل على ما نريد في الحياة، بل على ما نتوقع. ووفقًا لما بينته دراسات خمسون عامًا، أن العامل التحفيزي الشخصي الأقوى والأكثر قابلية للتنبؤ به هو موقف التوقعات الإيجابية. ومن الطرق الرائعة لتفعيل هذا القانون في حياتنا أن نبدأ كل صباح بقول: «أعتقد أن شيئًا رائعًا سيحدث لي اليوم». ومع تكرار هذا التأكيد يشحن العقل بالتوقع الواثق. وفي نهاية اليوم، ينصح بتلخيص موجز، وإلقاء نظرة على أحداث الساعات القليلة الماضية. ولابد أن نندهش عند ملاحظة الأمور الإيجابية التي حدثت بالفعل. فالناجحون يتوقعون النجاح والفوز والكسب أكثر من توقعهم الفشل والهزيمة والخسارة. ويبحثون عن الخير في كل موقف وتجربة، ويركزون على نصف الكأس الممتلئ. وعندما تسوء الأمور يبحثون عن الدروس المستفادة.

أما نشاط اللاوعي فيتعلق بما نحمله من أفكار أو أهداف عقولنا الواعية، وتتقبله عقولنا الباطنية كأوامر أو تعليمات.

 فالعقل الباطن، موطن قانون الجذب، وسيعمل على تحقيق الأهداف التي نحددها لأنفسنا. وستجعل عقولنا الباطنية كلماتنا وأفعالنا ملائمة ومتوافقة مع مفهومنا لذواتنا - أفكارنا، وذلك المهيمن منها علينا - وسيحدد العقل الباطن لغة الجسد، وطريقة التفاعل مع الآخرين، ونبرة الصوت، ومستويات الطاقة والإبداع، والحماس، والتوقعات. فهذا العقل يتمتع بقوة غير عادية، وبمجرد توجيهه للعمل من أجل تحقيق أهداف وغايات محددة، سيساعد على المضي قدمًا بسرعة تفوق الخيال. ففي أدمغتنا عضو صغير يسمى القشرة الشبكية أو نظام التنشيط الشبكي الذي يشبه عمله استقبال المكالمات وتمريرها. وبعد أن يتم التفعيل عبر الأوامر المنتقلة من العقل الواعي إلى العقل الباطن على هيئة أفكار حول من نكون، وما نريد، والأهم بالنسبة لنا، يتم التنشيط ويصبح العقل شديد الحساسية لما نريد، كأن نبدأ في مراقبة السيارات التي تشبه السيارة التي قررنا أن نمتلكها يومًا ما.

التأكيد والمراسلات

يرى قانون التأكيد أن تكرار المرء لأهدافه بصورة إيجابية وبصيغة المضارع سيقبلها العقل الباطن كأوامر، وسيتم جذب النتائج بقانون الجذب. مثلما يواصل أحدهم تكرار عبارة «اكسب 150 ألف دولار سنويًا، اكسب 150 ألف دولار سنويًا، اكسب 150 ألف دولار سنويًا مرارًا وتكرارًا»، فستدفع الفكرة بشكل أعمق وأعمق في العقل الباطن، فيقبلها ويمنحها قوة حتى تتحقق.

ومن جانب آخر، يرى قانون المراسلات أن عوالمنا الخارجية تعكس عوالمنا الباطنية، مثلما نقف أمام المرآة ونرى أنفسنا، فعندما ننظر إلى حيواتنا نجد أن محدداتها من نكون من الداخل، وعلاقاتنا مع الآخرين. كما تتحدد مواقفنا وطرق تفاعل الناس معنا في ضوء معتقداتنا وتوقعاتنا عن أنفسنا وعن العالم الذي تعيش فيه. وكذلك الحال بالنسبة لثرواتنا ومكاسبنا المالية، التي تتحدد بطموحاتنا؛ مثلما تتحدد صحتنا بطريقة تفكيرنا في الصحة باطنيًا، فمن يفكر في الطعام طوال الوقت يزيد وزنه وتقل حركته وتتدهور صحته، ويميل من يفكر في الصحة واللياقة البدنية طوال الوقت إلى الوزن المثالي والحيوية.

المعادلات العقلية والمسؤولية

يقتضي قانون المعادلات العقلية أن نخلق بباطننا معادلاً عقلياً لما نرغب أن نكونه ظاهريًا، كبناء وعي النجاح، والصحة، والسعادة، والرخاء، والإنجاز الشخصي. وما يحدث الفرق، الطريقة التي نفكر بها في اللحظة الراهنة، فلا مكان لأخطاء الماضي أو القيود المتصورة في المستقبل، فإمكاناتنا غير محدودة، لأننا أحرار في اختيار أفكارنا الآن، وما تفكر فيه في هذه اللحظة يحدد اتجاه المستقبل، كمن يقود سيارته على الطريق ويدير العجلة في اتجاه فتتغير وجهته.

أما قانون المسؤولية فيتضمن تحملنا مسؤولياتنا بنسبة مئة في المئة، فيما يتعلق بأنفسنا وما نحن عليه، وما سنكونه. فنحن نحن وحيث نكون لأننا قررنا ذلك، مع إدراكنا لعدم قدرتنا على التحكم في العالم، وفي سنوات الماضي أو المستقبل، في مقابل إمكانية التحكم في الآن، وهو ما علينا فعله لتحقيق النجاح الذي نتخيل.

المصدر: 1

 إقرأ أيضاً:

ألعاب منزلية ممتعة للأطفال لتعزيز مهاراتهم

استغلال حب الأطفال للشاشات لتنمية ذكائهم

أساليب فعالة لتحفيز طفلك على التعلم الذاتي

أساليب فعالة لتحفيز روح التنافس الإيجابي لدى طفلك

رائحة جسم المراهق: أسبابها، تأثيرها، وطرق التعامل معها

للمزيد            

حدوثة قبل النوم قصص للأطفال

كيف تذاكر وتنجح وتتفوق

قصص قصيرة معبرة

قصص قصيرة معبرة 2

معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب

قصص قصيرة مؤثرة

الإدارة الصفية: 7 مقالات في الإدارة الصفية

إختر مهنتك: تعرف على المهنة التي تناسبك من بين جميع المهن

استراتيجيات التدريس دليل المعلم للتعلم النشط

مراهقون: مشاكل المراهقين وأساليب التعامل معهم

تربية الأبناء والطلاب

مواضيع حول التنمية البشرية وتطوير الذات

أيضاً وأيضاً 

قصص وحكايات

الغزل: أبحاث ومقالات عن شعر الغزل العذري والإباحي في كل العصور

شعراء: نبذة عن حياة شعراء عرب في كل العصور

الطاقة: مقالات وأبحاث عن الطاقة بكل أنواعها

تلوث ونفايات: مقالات وأبحاث حول تلوث البيئة والنفايات

كوارث طبيعية: مقالات وأبحاث عن الزلازل والبراكين والفيضانات وغيرها

مسلسلات: نقد وتحليل مسلسلات عربية وتركية



 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق