الثلاثاء، 31 يوليو 2012

الزواج المبكر.... أسبابه ونتائجه

خطورة الزواج المبكر على الفتيات
          الزواج المبكر ظاهرة منتشرة في العديد من الأسر التي لا تؤمن بحقوق المرأة في تكملة دراستها واختيار شريك حياتها، وتعتبر ظاهرة الزواج المبكر من الظواهر التي يكون نتاجها الفشل، بسبب افتقاد المعايير الأساسية التي لا بد أن تتوافر للزوجين من توافق فكري واجتماعي وعاطفي.
          قضية الزواج المبكر قضية اجتماعية ذات أبعاد طبية خطيرة لما لها من انعكاسات على صحة المرأة والطفل والمجتمع، حيث تدل معظم الأبحاث والدراسات الطبية والبيئية على أن مضاعفات الحمل والولادة تزداد بشدة في حالات الزواج المبكر عنها في حالات الزواج بعد سن 18 سنة، ومن أهم هذه المضاعفات تسمم الحمل وضعف الجنين مما يؤدي إلى ارتفاع نسبة الوفيات في الأطفال حديثي الولادة. ومن أهم مخاطر الزواج المبكر:
·      تسمم الحمل: نتيجة ارتفاع ضغط الدم أثناء فترة الحمل وحدوث بعض المشكلات التي تؤدي إلى تأخر نمو الجنين، مع حدوث تشنجات وغيبوبة، ونسبة وفيات الأمهات في هذه الحالة عالية جدًا.
·      الولادة المبكرة: حيث تقل نسبة استعداد الرحم لتحمل الجنين في السن المبكرة، والولادة المبكرة لها تأثيرها المباشر على ازدياد نسبة الوفيات في الأطفال حديثي الولادة.
          ويعتبر مجتمعنا العربي من أكثر المجتمعات تعرضًا للأضرار الناجمة عن ترسيخ الأعراف والقيم التقليدية، وحصر دور المرأة في حدود دورها الإنجابي. وتهميش دور المرأة في العملية التنموية، والاهتمام بالشأن العام بمختلف مجالاته، وتشير الإحصائيات إلى تفاقم مشكلة الزواج المبكر في العالم العربي حيث وصلت نسبة الزواج المبكر في مصر إلى أكثر من مليون فتاة، وفي اليمن 48 في المائة يتزوجن بين سن 10 و14 سنة، وفى الأردن 13,4 في المائة يتزوجن بين سن 10 و14 سنة ، وترتفع نسبة الوفيات نتيجة الحمل المبكر لأقل من 18 سنة في العالم العربي - طبقًا لإحصائيات منظمة اليونيسيف - إلى امرأة في كل 70 حالة، وهي نسبة مرتفعة مقارنة بالدول المتقدمة.
          وقد ارتبط الزواج المبكر للفتيات بعملية البلوغ للفتاة، ويتراوح سن البلوغ للفتاة في مجتمعاتنا العربية ما بين 11 و 14 سنة. والمعنى الحقيقي للزواج المبكر من الناحيتين الطبية والعلمية هو الزواج قبل البلوغ، فبالنسبة للفتاة الزواج المبكر هو زواج الفتاة قبل فترة الحيض، والبلوغ عند الفتاة هو الفترة الزمنية التي تتحول فيها الفتاة من طفلة إلى بالغة، وخلال هذه الفترة تحدث تغيرات فسيولوجية وسيكولوجية عديدة، والبلوغ لا يحدث بصورة طارئة وإنما خلال فترة من الزمن ويرتبط بعوامل جينية وراثية وعوامل معيشية، وخلال هذه الفترة يحدث الحيض وتصبح الفتاة بالغة.
سن الزواج في الشريعة والقوانين الدولية
          لم تحدد الشريعة الإسلامية سنًا معينة بالنسبة لعقد الزواج، ولكن قوانين الأحوال الشخصية في البلاد العربية حددت أنه يشترط في أهلية الزواج أن يكون الزوج تم سن الـ 16 سنة وأن تكون الزوجة تمت سن الـ 15 سنة. ومن أهم أسباب الزواج المبكر:
·      أن يكون نتيجة خوف الأهل على ابنتهم من الانحراف.
·      أن يكون لدى الوالدين عدد كبير من البنات.
·      فقر العائلة وعدم قدرتهم على تعليم البنات.
·      جهل الأهل وعدم إدراكهم المشكلات التي تحدث للبنات نتيجة الزواج المبكر.
·      أن يكون الشاب هو الأكبر لعائلة ويريدون الفرح به.
الآثار المترتبة على الزواج المبكر
          عدم القدرة على الإنجاب أو إنجاب أطفال مشوهين، وكثرة الإنجاب ترهق المرأة وتسبب لها العديد من الأمراض، مثل سرطان الثدي وسرطان الرحم، والزواج في سن مبكرة يكون مبنيًا على جهل الشاب أو الفتاة بالأمور الزوجية مما يضعف الرغبة الجنسية أو ممارسة الجنس بطريقة خاطئة، وأغلب حالات الطلاق بين المتزوجين في سن مبكرة.
          ومن الآثار الاجتماعية: انخفاض مستوى التعليم في المجتمع، وعدم قدرة الوالدين على التربية السليمة لأبنائهم.

عادات وتقاليد عند ولادة الأطفال


خرافات للمواليد والوالدات
يقال إن الخرافة فاكهة الخريف، فهي غريبة ومثيرة في آن، وعندما نتأمل خرافات الشعوب لحماية الوالدات والمواليد، نستغرب فنتسلى، لكننا نستثار منفعلين بكل هذه المتاريس والتعاويذ والمخاوف والرجاءات، التي تعكس مدى حرص النوع البشري على استمرار الحياة في ذراريه، وهي فطرة عميقة يحوطها بسطاء البشر وبدائيوهم بالأخيلة والأفانين. ولنا أن ننفعل بهذه الفطرة، ونتوق إلى مزيد لاحتضان صغارنا... حبات عيوننا.
          يشيع في المجتمعات القبلية أن الوالدة والمولود أكثر تعرضا لأذى الأرواح والأشباح والشياطين من الأشخاص العاديين. ولهذا يجري العرف باتخاذ احتياطات معينة لاستبعاد الأذى والضرر عنهما. وبالرغم من اختلاف هذه الاحتياطات تبعًا للمجتمعات، فثمة الكثير من التشابه بين عادات الشعوب في هذا الخصوص.
          لدى السانسي (في الهند): عند الوضع لا يسمح لأي امرأة غريبة بالدخول إلى البيت، حتى لا تقوم بعمل سحري يؤذي المرأة والطفل.. وهم يعتقدون أن الأرواح الشريرة تهاجم في هذا الوقت الأم والطفل الوليد، ولهذا يحرقون البخور. وهم يعتقدون أن رائحته تطرد الأرواح الشريرة. وفي هذا الوقت الحرج، يوعد الأسلاف المقدسون والمعبودات - ذكورًا وإناثا - بالأضاحي والهدايا، إذا جاءت ولادة الطفل سهلة، وبقي الطفل على قيد الحياة.
الحرص على المشيمة
          وعند ولادة الطفل، تقوم القابلة بمسحه بدقيق أو بتراب جاف، ثم تلفه في ثياب قديمة أو خرق. وبعد تجفيف الطفل المبتل، تضعه على مرتبة ناعمة، وتقطع خصلة من شعره بالمقص، وتربطها بقطعة من القماش. وتعلق في سقف البيت. ويتم ذلك من أجل حماية الطفل من الشياطين والأشباح حتى لا تهاجم الطفل حديث الولادة. وهم يفعلون هذا كهجوم مضاد على الشياطين، حيث إنهم يعتقدون أن الطفل بقص شعره يكون قد هوجم بالفعل. وتعالج المشيمة بحرص شديد. فبعد ولادة الطفل لا ينبغي إضاعة ولو دقيقة واحدة. إذ لا ينبغي أن يأكل أحد الحيوانات المشيمة، أو يأخذها بعيدًا، كذلك لا ينبغي أن تقع بين يدي امرأة غريبة، وبخاصة إذا كانت عاقرًا. ويدفن الحبل السري والمشيمة في أحد أركان البيت، وتدك الأرض فوقهما. فهم يعتقدون أن الأرض إذا دكّت جيدًا سوف يبقى الطفل والوالدة في صحة جيدة وسلام. وفي اعتقادهم أنه إذا أكلت امرأة عاقر المشيمة والحبل السري سوف يمرض الطفل والأم، وسوف ينتهي الأمر بهما إلى الموت، وعلى العكس تصبح المرأة العاقر قادرة على الإنجاب.
          وثمة اعتقاد بأنه كلما ازداد عمق الحفرة، التي يدفن فيها الحبل السري والمشيمة، بعدت المسافة بين ولادة هذا الطفل والذي يليه.
          ويخشى أبناء قبائل الكوجرات (في الهند) دائمًا من السحر والأشباح على سلامة الأم والمولود. والعادة الشائعة، هي أن تحتفظ الأم بسكين أو منجل صغير تحت رأسها على السرير. فهناك اعتقاد شائع بأن الأشباح لا تقترب من الأشياء المصنوعة من الحديد. وفي بعض قبائل الكوجرات يضعون حماية للطفل من العين، علامات من هباب المصباح فوق العينين، أو الأذنين، أو الجبهة.
          ولدى البعض الآخر، تتم حماية الأطفال من العين عن طريق حبل من الجلد، أو قلادة من الخرز الأسود أو الأحمر، يوضع حول الرقبة، وببقع سوداء من الهباب الأسود المخلوط بالزيت.
          وفي بعض الأحيان عندما يخشون موت الأطفال تبذل محاولات عدة لحماية حياة كل مولود جديد. فيغير اسمه ويختار له اسم غير جذاب لكي لا يلتفت إليه السحرة.
          وإذا كان ثمة اعتقاد في أن الأسرة بكاملها مصابة بلعنة الحياة القصيرة، فإنهم يتوقعون أن تطول الحياة بالطفل إذا بيع وانقطعت كل صلة للأسرة به. وإذا كان ثمة سوء حظ أو تأثيرات سيئة من الأشباح أو السحرة على الأب أو الأم، عمدوا إلى بيع الطفل وتنتقل ملكيته بمقتضى عقد بيع فعلي، حيث يوضع المولود في سلة من البامبو أمام حفر السباخ كما لو كان منبوذًا. ثم تأتي عمة الطفل من البيت تصرخ والطفل بين يديها في السلة قائلة اشتروا هذا الطفل. ويتقدم أحد المشترين ويحدد ثمنًا معينًا، ويؤخذ الطفل إلى البيت الجديد. وبعد مضي بعض الوقت تأتي الأم وترد الثمن وتسترد الطفل، ويعتقدون أن انتقال الملكية، خلال الفترة الانتقالية، قد أدى إلى إبعاد تأثير العين، ومن ثم ضمن للطفل حياة صحية وطويلة.
مناطق محرّمة
          ولدى بعض قبائل شرق إفريقيا إذا مات الطفل، ذبح حيوان من أجل وليمة عامة. وفي بعض القبائل، تقوم الأم بعمل تكفيري. فتجلس خارج القرية، وتدهن بالزبد والدقيق، وتتعرض لسخرية الناس المحيطين بها، الذين يتصايحون مستهزئين بها، ساخرين منها، آتين بحركات تهجمية. وللحماية من هذه المصيبة من عادة «الواسارامو» وقبائل أخرى، أن ينذروا عدم قص شعر الطفل حتى يصير رجلاً. وتحمل الأم عددًا من التعاويذ. قطعًا من الخشب مربوطة بحبل من جلد الثعبان حول رقبتها، وحبات من الخرز ذات أشكال مختلفة حول رأسها. وعندما تحمل طفلها الذي نادرًا ما تتركه بمفرده، تحمل في يدها ما يطلق عليه اسم كيرانجوزي (مرشد أو حارس) في صورة عصوين طول كل منهما بضع بوصات مربوطتين بشرائط من الخرز الملون. وهذا الشيء الذي يعده الطبيب يوضع بالليل تحت رأس الطفل، ويستمر ذلك حتى يتجاوز المراحل الأولى من حياته. والغرض من هذا الكيرانجوزي حماية الطفل من الأرواح الشريرة.
          ولدى الأنوك (في جنوب السودان): يلف حبل حول بيت المرأة في اليوم الذي تلد فيه. ولمدة ثلاثين يومًا، لا يسمح لامرأة حامل أو زوجها بالدخول إلى هذه المنطقة. وإذا فرض وخولف هذا الحظر، اجتمعت النساء وذبحن شاة كأضحية حتى لا يصاب الطفل حديث الولادة بأذى. لكن إذا مات الطفل خلال ثلاثين يومًا من ولادته أو خلال بضعة شهور بعد ذلك، وجب على المرأة الحامل (أو على زوجها)، التي دخلت المنطقة المحرمة، تسليم طفلها فور ولادته إلى المرأة التي مات وليدها. وبعد ثلاثين يومًا يزال السور، ومن الممكن للجميع الاقتراب من البيت الذي ولد فيه الطفل.
          وفي اليمن، كانت هناك عادة قديمة بأن تغطي الوالدة رأسها، ولا تسير إلا والحذاء في قدميها. وإذا ذهبت إلى الحمام، حملت سكينًا أو قطعة من الحديد لطرد الجن والأرواح الشريرة.
          ولا يتأخر ختن الطفل طويلاً، وقبل الختان لا يمكن أن يبقى الطفل وحيدًا في الغرفة خوفًا عليه من الجن. والاعتقاد السائد أن الختان تطهير له وتنفير للجن منه. ويبقى الطفل أربعين يومًا بعد ولادته تحت رقابة شديدة. فيغطون رأسه باللبدة (اللجعة)، ويدهنون جسمه بسليط الجلجل (دهن السمسم) والتراب والقطران، وأحيانًا يعطونه قليلاً من العنبر مع اللبن والعسل. وإذا أصيب بحمى يمسحون قدميه بعصير الليمون، كما يستمر البخور منتشرًا في أنحاء البيت طوال هذه المدة. ويخشى أهل الطفل النجاسة. فلا يسمحون لأحد برؤية الطفل في حال الجنابة أو العادة الشهرية
          ولا تقتصر هذه المعتقدات على المجتمعات القبلية، وإنما نجدها أيضًا لدى بعض المجتمعات المدنية القديمة. ففي فارس الساسانية: كان على الوالد الذي يولد له طفل أن يعلن شكره لله بمراسم دينية معينة ويبذل الصدقات. ولكن هذه الواجبات كانت أقل شأنًا في ولادة بنت منها حين ولادة ابن. ثم تأتي تسمية الطفل. فالتسمية بأسماء الوثنيين تعتبر اثمًا كبيرًا.
          ومن الواجب حماية الطفل الصغير من عين السوء، وأن يحترز من أن تقرب الطفل حائض. ذلك لأن «النجاسة» التي أصابت هذه المرأة تسبب للطفل سوء الحظ. وكانوا يطردون الشياطين بالنار، وذلك بالإضاءة، لاسيما في الليالي الثلاث، التي تلي الولادة، وكانوا يعطون الطفل عصارة نبات الهوما ويذيقونه زبدة الربيع. وينبغي أن تكون العناية بالطفل من الرضاعة واللفة وغير ذلك، طبقًا للعادة. وكان لحلق شعر رأسه أول مرة قواعد عقدية أيضًا.