خطورة الزواج المبكر على الفتيات
الزواج المبكر ظاهرة منتشرة في العديد من الأسر التي لا تؤمن بحقوق المرأة في تكملة دراستها واختيار شريك حياتها، وتعتبر ظاهرة الزواج المبكر من الظواهر التي يكون نتاجها الفشل، بسبب افتقاد المعايير الأساسية التي لا بد أن تتوافر للزوجين من توافق فكري واجتماعي وعاطفي.
قضية الزواج المبكر قضية اجتماعية ذات أبعاد طبية خطيرة لما لها من انعكاسات على صحة المرأة والطفل والمجتمع، حيث تدل معظم الأبحاث والدراسات الطبية والبيئية على أن مضاعفات الحمل والولادة تزداد بشدة في حالات الزواج المبكر عنها في حالات الزواج بعد سن 18 سنة، ومن أهم هذه المضاعفات تسمم الحمل وضعف الجنين مما يؤدي إلى ارتفاع نسبة الوفيات في الأطفال حديثي الولادة. ومن أهم مخاطر الزواج المبكر:
· تسمم الحمل: نتيجة ارتفاع ضغط الدم أثناء فترة الحمل وحدوث بعض المشكلات التي تؤدي إلى تأخر نمو الجنين، مع حدوث تشنجات وغيبوبة، ونسبة وفيات الأمهات في هذه الحالة عالية جدًا.
· الولادة المبكرة: حيث تقل نسبة استعداد الرحم لتحمل الجنين في السن المبكرة، والولادة المبكرة لها تأثيرها المباشر على ازدياد نسبة الوفيات في الأطفال حديثي الولادة.
ويعتبر مجتمعنا العربي من أكثر المجتمعات تعرضًا للأضرار الناجمة عن ترسيخ الأعراف والقيم التقليدية، وحصر دور المرأة في حدود دورها الإنجابي. وتهميش دور المرأة في العملية التنموية، والاهتمام بالشأن العام بمختلف مجالاته، وتشير الإحصائيات إلى تفاقم مشكلة الزواج المبكر في العالم العربي حيث وصلت نسبة الزواج المبكر في مصر إلى أكثر من مليون فتاة، وفي اليمن 48 في المائة يتزوجن بين سن 10 و14 سنة، وفى الأردن 13,4 في المائة يتزوجن بين سن 10 و14 سنة ، وترتفع نسبة الوفيات نتيجة الحمل المبكر لأقل من 18 سنة في العالم العربي - طبقًا لإحصائيات منظمة اليونيسيف - إلى امرأة في كل 70 حالة، وهي نسبة مرتفعة مقارنة بالدول المتقدمة.
وقد ارتبط الزواج المبكر للفتيات بعملية البلوغ للفتاة، ويتراوح سن البلوغ للفتاة في مجتمعاتنا العربية ما بين 11 و 14 سنة. والمعنى الحقيقي للزواج المبكر من الناحيتين الطبية والعلمية هو الزواج قبل البلوغ، فبالنسبة للفتاة الزواج المبكر هو زواج الفتاة قبل فترة الحيض، والبلوغ عند الفتاة هو الفترة الزمنية التي تتحول فيها الفتاة من طفلة إلى بالغة، وخلال هذه الفترة تحدث تغيرات فسيولوجية وسيكولوجية عديدة، والبلوغ لا يحدث بصورة طارئة وإنما خلال فترة من الزمن ويرتبط بعوامل جينية وراثية وعوامل معيشية، وخلال هذه الفترة يحدث الحيض وتصبح الفتاة بالغة.
سن الزواج في الشريعة والقوانين الدولية
لم تحدد الشريعة الإسلامية سنًا معينة بالنسبة لعقد الزواج، ولكن قوانين الأحوال الشخصية في البلاد العربية حددت أنه يشترط في أهلية الزواج أن يكون الزوج تم سن الـ 16 سنة وأن تكون الزوجة تمت سن الـ 15 سنة. ومن أهم أسباب الزواج المبكر:
· أن يكون نتيجة خوف الأهل على ابنتهم من الانحراف.
· أن يكون لدى الوالدين عدد كبير من البنات.
· فقر العائلة وعدم قدرتهم على تعليم البنات.
· جهل الأهل وعدم إدراكهم المشكلات التي تحدث للبنات نتيجة الزواج المبكر.
· أن يكون الشاب هو الأكبر لعائلة ويريدون الفرح به.
الآثار المترتبة على الزواج المبكر
عدم القدرة على الإنجاب أو إنجاب أطفال مشوهين، وكثرة الإنجاب ترهق المرأة وتسبب لها العديد من الأمراض، مثل سرطان الثدي وسرطان الرحم، والزواج في سن مبكرة يكون مبنيًا على جهل الشاب أو الفتاة بالأمور الزوجية مما يضعف الرغبة الجنسية أو ممارسة الجنس بطريقة خاطئة، وأغلب حالات الطلاق بين المتزوجين في سن مبكرة.
ومن الآثار الاجتماعية: انخفاض مستوى التعليم في المجتمع، وعدم قدرة الوالدين على التربية السليمة لأبنائهم.