الخميس، 19 يوليو 2012

• الغزل في العصر الحديث... تاريخه، خصائصه، شعراؤه




بعد انتهاء عصر الأندلس وسقوطه، ومرور عصر الإنحطاط، جاء أخيراً عصر الشعر الحديث، ويتميز هذا العصر بسهولة الألفاظ وسهولة استيعاب الأفكار. إن الأدباء العرب نظروا إلى عاطفة الحب نظرة جديدة تجلت فيما ابتكروه من أساليب فنية تتجاوز التجربة الذاتية الفردية إلى تجربة جماعية تنطوي على قيم سامية وصور فنية ورموز موحية تزخر بها أشعار شوقي وجبران وأبي القاسم الشابي وفدوى طوقان ونزار قباني.

أكبر شعراء الغزل في العصر الحديث
بِشارة الخوري (1885- 1968):

 من أكبر شعراء الغزل في العصر الحديث، ولد في بيروت ولقّب بالأخطل الصغير، أنشأ جريدة البرق 1908، وله ديوان شعر مطبوع سمّاه: الهوى والشباب، امتاز شعره بالسلاسة والعذوبة، وله قصائد مغنّاة. وهذه أحدى قصائدة المغناة:

جفنه علّم الغزل ..
جفنه علم الغزل
ومن العلم ما قتل
فحرقنا نفوسنا
في جحيم من القبل
ونشدنا ولم نزل
حلم الحب والشباب
حلم الزهر والندى
حلم اللهووالشراب

هاتها من يد الرضى
جرعة تبعث الجنون
كيف يشكومن الظما
من له هذه العيون

يا حبيبي أكُـلـَّما
ضمنا للهوى مكان
أَشْعـَلوا النار حولنا
فغدونا لها دخان

قل لمن لام في الهوى
هكذا الحسن قد أمر
إن عشقنا فعذرنا
أن في وجهنا نظر

إن أول تدوين حضاري شهدته الجزيرة العربية هوالشعر، وكان أول الشعر العربي الذي وصلنا هوالغزل، ولعل المعلقات كانت المثال الأكثر تكثيفاً للمرحلة التي سبقت ظهور الدين الإسلامي . ومنذ ذلك التاريخ إلى اليوم والشعر العربي يلاصق الوجدان العربي، يتطور في مراحل تطوره ويتراجع في مراحل تراجعه، عدا مرحلة القرن العشرين، وقد شهدت في أوائل هذا القرن تطوراً عاصفاً في الشعر العربي، وبخاصة جمالية هذا الشعر، ولعل شعر الغزل كان سباقاً في اكتساب الطابع الجمالي فاغتنت القصيدة العربية بالزخم الموسيقي والمشاعر العاطفية للشخصية الشفافة ومعاناتها العصرية، وتنوع الخطاب الشعري الغزلي بالنزعة الرومانسية كالغربة والكآبة والسويداء والوحدة، هذا ناهيك عن لفتة الغربة الموشمة بالحرقة والشوق والحرمان.

العشق والحب في العصر الحديث
شعراء الوجدانيات في العصر الحديث
على مدى التاريخ تميز العرب بابداعاتهم الشعرية وبرز في مختلف العصور عدد من الشعراء الذين وضعوا بصماتهم في ذلك العالم الساحر.... ولكل عصر فرسانه.... ولكل اتجاه من اتجاهات الشعر كتّابه....لكن إن بحثنا عن سادة الشعر الوجداني في العصر الحديث فسيفرض اسم الشاعر الكبير فاروق جويدة نفسه ويتبوأ مكانه على القمة بقلم تسري حروفه في نبض العروق....ومدرسة شعرية خاصة به نحتار في وصفها فل ايكفي أن نقول أنها تعتمد على الإحساس المرهف والعواطف الجياشة التي تنتقل من حنايا قلبه إلى قلوبنا... ولا نملك أن نقول أن سر تألقه في سلاسة أسلوبه والموسيقى العذبه التي تتراقص بين كلماته... (ونتوه ونحتار ونغدو حيارى) ونحن نحاول أن نقدمه في هذا اللقاء فكل الحروف تتضائل إلى جانب حروفه وليس لنا إلا أن نترك كلماته لتقدم نفسها بنفسها فهي خير رسول يعرف الطريق للوصول إلى قلب القاريء....

الشاعر فاروق جويدة:

شاعر مصري معاصر ولد عام 1946، وهو من الأصوات الشعرية الصادقة والمميزة في حركة الشعر العربي المعاصر، نظم كثيرًا من ألوان الشعر ابتداء بالقصيدة العمودية وانتهاء بالمسرح الشعري.
قدم للمكتبة العربية 20 كتابا من بينها 13 مجموعة شعرية حملت تجربة لها خصوصيتها، وقدم للمسرح الشعري 3 مسرحيات حققت نجاحا كبيرا في عدد من المهرجانات المسرحية هي: الوزير العاشق ودماء على ستار الكعبة والخديوي.
ترجمت بعض قصائده ومسرحياته إلى عدة لغات عالمية منها الانجليزية والفرنسية والصينية واليوغوسلافية، وتناول أعماله الإبداعية عدد من الرسائل الجامعية في الجامعات المصرية والعربية.
تخرج في كلية الآداب قسم صحافة عام 1968، وبدأ حياته العملية محررًا بالقسم الاقتصادي بالأهرام، ثم سكرتيرًا لتحرير الأهرام، وأخيرًا رئيس القسم الثقافي بالأهرام.

وهذه إحدىقصائده... فى عينيك عنواني........

قالت: حبيبي.. سوف تنساني
وتنسى أنني يومًا
وهبتك نبض وجداني
وتعشق موجة أخرى
وتهجر دفء شطآني
وتجلس مثلما كنا
لتسمع بعض ألحاني
ولا تعنيك أحزاني
ويسقط كالمنى اسمي
وسوف يتوه عنواني
ترى.. ستقول يا عمري
بأنك كنت تهواني؟!
فقلت: هواك إيماني
ومغفرتي.. وعصياني
أتيتك والمنى عندي
بقايا بين أحضاني
ربيع مات طائره
على أنقاض بستان
رياح الحزن تعصرني
وتسخر بين وجداني
أحبك واحة هدأت
عليها كل أحزاني
أحبك نسمة تروي
لصمت الناس.. ألحاني
أحبك نشوة تسري
وتشعل نار بركاني
أحبك أنت يا أملاً
كضوء الصبح يلقاني
ولوأنساك يا عمري
حنايا القلب.. تنساني
إذا ما ضعت في درب
ففي عينيك.. عنواني
أمات الحب عشاقا
وحبك أنت أحياني
ولوخيرت في وطن
لقلت هواك أوطاني



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق