هذه مرثية أب ثاكل لابنه..
وهي مرثية بلغت من الصدق والحرارة الحد الذي جعلها واحدة من عيون التراث الشعري
العربي! وأصبح كثير من أبياتها أمثالا تُضرب في المواقف المماثلة والحالات
المشابهة. خاصة أنها لم تحمل لوعة الثكل والفقد فقط! وإنما حملت أيضا لوعة الكريم
الشريف المعتز بمكانته ومنزلته! حين يكون مصرع ابنه بجير ـ أغلى ما لديه ـ وكأنه
في مقابل شِسْع نعل! والشِسْع هو السير الذي يدخل بين الإصبعين! وكان قاتله ـ
المهلهل ـ قد صاح في وجهه وهو يقتله: بُؤْ بِشِسع نعل كليب!
▼
الأربعاء، 16 أكتوبر 2019
• المـاء: وجعلنا من الماء كل شيء حي
سورة الأنبياء: آية 30 وجعلنا من الماء كل شيء حي،
ويتمدد الماء في التكوين الأزلي مسطحاً، وكامناً، بخاراً في التاريخ، والمخلوقات،
والحركة، والأرض، ليصبح لعاب الكون، وطاقته، وطهارته، ودموعه المأساوية، وضباب
الغامض، وغيومه الساخرة، ودمهالمنسكب عنفاً، وحباً، وتصارعاً، واندماجاً، حتى
العقل يمكن أن يكون له ماؤه الذكي، وإلا أصبح العقل مسطحات من الجليد البارد هابط
الحرارة وخالي الذكاء.
الأحد، 13 أكتوبر 2019
• حضارة بلاد ما بين النهرين قبل 4500 عام
لا يمكن وصف الحياة اليومية لأهل بلاد ما بين النهرين
القديمة بنفس الطريقة التي يمكن بها وصف الحياة في روما القديمة أو اليونان من
بضعة آلاف من السنين، إذ لم تكن بلاد ما بين النهرين حضارة واحدة موحدة، ولا حتى
تحت حكم إمبراطورية شاملة، لكن بشكل عام ومنذ ازدهار المدن الحقيقية في المنطقة
حوالي 4500 ق م إلى سقوط سومر في 1750 ق م، فقد عاش سكان مناطق بلاد ما بين
النهرين حياتهم بطرق مماثلة لبعضهم البعض رغم الاختلافات السياسية والمكانية.