الخميس، 3 أبريل 2014

• ظاهرة التسرب المدرسي في المدارس العربية


    المراحل العمرية للطلاب أمر في غاية الأهمية بالنسبة للجهاز التعليمي التربوي التثقيفي، خاصة وأن المدرّس في مدرسته لا بد أن يكون قبل غيره على دراية بسلوكيات الأبناء من التلاميذ وبانفعالاتهم النفسية، والمؤثرات الأسرية الاجتماعية على هذا السلوك.

 فلا يمكن أن تكون المدرسة على اختلاف أجهزتها الإدارية والتعليمية والإشرافية والنشاطية بمنأى عمّا يحيط بالفتيان والفتيات من تغيّرات  تجب مراعاتها، كما يتوجب الاهتمام بهم جميعًا تربويًا وسلوكيًا وعاطفيًا، حتى لا يكون هؤلاء الشباب عرضة لعدم الفهم من قبل المدرسة والمنزل والمجتمع، فتكون النتائج وخيمةً على الجميع حيث يضيع مستقبل الطالب وتقع الأسرة في مشكلات مستقبلية هي في غنى عنها، وتزداد أرقام البطالة في المجتمع ويتحول الفرد من منتج إلى مستهلك، علاوة على ما يسبب ذلك من أمراض نفسية للطالب لم يكن سببًا فيها. وأما الجهات المسؤولة عن العملية التعليمية فيجب ألا تغفل أهمية الأساليب الحديثة في التدريس والتربية ومواكبة النهضة الحديثة في المناهج وطرق التدريس والأنشطة.  لقد أدركت بعض الدول اهمية التعليم وتربية النشأ منذ الطفولة، ففرضت التعليم الإلزامي طوال فترة المرحلة الأساسية ومنها الدول العربية. فمنها من التزم بذلك، ومنها وللأسف بقيت قراراته حبرًا على ورق. إن الكثير من الطلاب يتركون المدرسة قبل إنهاء مرحلة التعليم الأساسي (الصف التاسع) لسبب أو لآخر وهذا ما يعرف بالتسرب المدرسي.
 تعد ظاهرة التسرب المدرسي من أصعب المشاكل التي تعاني منها دول العالم بصفة عامة والدول العربية بصفة خاصة لما لهذه الظاهرة من آثار سلبية تؤثر في تقدم المجتمع الواحد وتطوره، وتقف حجر عثرة أمامه، ولا سيما أنها تساهم بشكل كبير وأساسي في تفشي الأمية وعدم اندماج الأفراد في التنمية، بحيث يصبح المجتمع الواحد خليطًا من فئتين: فئة المتعلمين وفئة الأمّيين، مما يؤدي إلى تأخر المجتمع عن المجتمعات الأخرى، وذلك نتيجة لصعوبة التوافق بين الفئتين في الأفكار والآراء؛ فكل يعمل حسب شاكلته.  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق