الخميس، 16 أغسطس 2012

السلوك العدواني عند الأطفال



ما هي مظاهر السلوك العدواني؟
ما هي أسباب السلوك العدواني؟
كيف نتعامل مع الطفل العدواني؟
ما دور الأسرة والمدرسة في تعديل السلوك العدواني؟

يميل بعض الأطفال أحياناً إلى سلوك عنيف مُتعمد قد ينتج عنه تحطيم الأشياء أو ينتج عنه أذى يصيب المحيطين به. وعادة ما ينظر الآباء
 إلى هذا السلوك على أنه مجرد سلوك عابر وسيختفي بمرور الوقت،
ولكن لا بد أن ينتبه الآباء لمثل هذه التصرفات والنظر إليها بعين الاعتبار حتى لا يتحول السلوك العدواني إلى صفة متأصلة في الطفل وجزء من شخصيته.

لكن لماذا يظهر السلوك العدواني في مرحلة الطفولة؟
غالباً ما يكون ظهور السلوك العدواني عند الأطفال نتيجة لعدم اكتمال النضج العقلي والانفعالي لدى من يأتي بهذا السلوك، لذا فإن السلوك العدواني من طفل صغير على غيره من الأطفال أو تجاه المحيطين به من أفراد أسرته يختفي تدريجياً كلما كبر الطفل ونمت وظائفه العقلية وأصبح قادراً على الإدراك والتفكير بالإضافة إلى مساعدة والديه للتخلص من هذا السلوك مما يجعله أكثر اتزاناً واستقراراً في انفعالاته.

     مـظاهـر السـلوك العـدواني:
للسلوك العدواني مظاهر عديدة منها ما يعود بالضرر على المحيطين بالطفل ومنها ما يعود بالضرر على الطفل نفسه:

أولاً: مظاهر السلوك العدواني التي تعود بالضرر على المحيطين بالطفل:
·       البكاء والصراخ والتلويح باليد.
·       استخدام ألفاظ التهديد والشتم.
·       إيذاء الآخرين باستخدام القوة الجسدية كالاعتداء بالضرب أوالركل بالأقدام.
·       التدمير المتعمد للأشياء.
·       القسوة تجاه الحيوانات.
·       لجوء الطفل إلى الحيل والمؤامرات التي تُقلل من شأن الطرف الآخر، كأن يقوم بخطأ معين ويُسنده لأحد إخوته أوأحد أقرانه.

• ثانياً: مظاهر السلوك العدواني التي تعود بالضرر على الطفل نفسه:
·       الشراهة في تناول الطعام.
·       قضم الأظافر.
·       عض الأقلام والأشياء الصغيرة التي يستخدمها وتكسير هذه الاشياء أحياناً.
·       نوبات الغضب الشديدة والتي تتمثل في ضرب الطفل الأرض بقدميه أوالقفز أو الارتماء على الأرض مع الصراخ، وقد يصحب تلك النوبات تصلب أعضاء الجسم وتوتر شديد.

     أســبـاب الـسـلوك العـدواني:
هناك الكثير من العوامل التي تُساعد على ظهور السلوك العدواني عند الأطفال:
• أسباب أسرية ومنها:
·       انفصال الزوجين قد يؤدي إلى حدوث اضطراب نفسي للطفل مما يدفعه للقيام بالسلوك العدواني.
·       سوء معاملة الزوج والزوجة لبعضهما البعض وتبادل المشاعر العدوانية فيما بينهما امام الطفل يؤدي إلى افتقاد الطفل النموذج السليم في العلاقات.
·       عدم إشباع حاجات الطفل النفسية المتمثلة في حب وتقدير أسرته له، فيقوم بالسلوك العدواني كمحاولة لإثبات ذاته ولفت الأنظار إليه.
·       تعرض الطفل للعقاب البدني الحاد من قبل والديه، يجعله يقوم بتقليد نفس السلوك فيما بعد بإيقاع العقاب على الآخرين في عمره أوأصغر منه.
·       وصف الطفل على مسمع منه بأنه مزعج أو مشاكس أوغير طبيعي، يجعله يسلك سلوكاً عدوانياً.
·       الإحساس بالنبذ والشعور بالدونية يؤدي إلى تكوين المشاعر العدوانية لدي الطفل، فعندما يشعر الطفل بعدم الرضا عن مظهره أو صفاته الشخصية أو تشعره الأسرة بأنه أقل ذكاءً من الآخرين، فإنه يشعر بالعجز والإحباط الذي يؤدي به إلى عدم تقبل الذات مما ينعكس على سلوكه حيث يحاول وقاية نفسه من الإحباط عن طريق توجيه الإساءة إلى الآخرين.
·       تدخل الآباء في حياة الطفل وإملاء الأوامر عليه بصفة مستمرة يجعله يشعر بالكبت الذي قد يؤدي به إلى القيام بالسلوك العدواني كرد فعل لما يشعر به.
·       فطام الطفل بطريقة خاطئة: حيث تعتمد بعض الأمهات على الأساليب القاسية في فطام الطفل والتي تتضمن تخويف الطفل من الثدي أو وضع مادة شديدة المرارة على الثدي، مما يؤدي إلى إصابة الطفل بالإحباط وبالتالي اتخاذ السلوك العدواني وسيلة للتعبير عن ذلك الشعور.
·       قسوة الأم على الطفل أثناء تدريبها له على استخدام المرحاض، يجعل الطفل يتخذ السلوك العدواني أداة للتنفيس عما يُعانيه من تلك القسوة.
·       إهمال الأسرة تزويد الطفل باللعب المختلفة، وإغفال أهمية اللعب في تلك المرحلة، يجعل الطفل يشعر بالحرمان الذي قد يؤدي به إلى السلوك العدواني.
·       مشاهدة البرامج أو الأفلام العنيفة على شاشة التلفاز لها آثار قوية في تنمية الميل العدواني لدي الطفل، حيث يتعلم الطفل أن الشجار والصراع والعنف سلوك عادي ومقبول للوصول إلى الهدف، فيقلد تلك المشاهد العنيفة فيما بعد.
·       وجود الأسلحة النارية في المنزل ورؤية الطفل لها تخلق ميولاً عدوانية بداخله.

أسباب متعلقة بالمدرسة ومنها:
·       استخدام المعلم العقاب البدني كوسيلة للتأديب ينعكس بالسلب على سلوك الطفل.
·       عدم تقبل المعلم للطفل أو جعل الطفل محوراً لتهكم زملائه أو تشجيع المعلم للأطفال الآخرين على النفور منه، مما يجعل الطفل يسلك سلوكاً عدوانياً كرد فعل لتأكيد ذاته.
·       تعلُم التلاميذ السلوك العدواني من بعضهم البعض، وزيادة هذا السلوك بين التلاميذ فاقدي الإشراف والتوجيه والتوعية.

أسبـاب صـحيـة:
·       فقد يصدر السلوك العدواني من الطفل نتيجة لتلف في الدماغ أوضعف في الأعصاب.
     ماذا نفعـل لتعـديل السـلوك العـدواني عـند الطفـل؟
يجب عرض الطفل على طبيب متخصص عند ملاحظة تكرار مظاهر السلوك العدواني وذلك لتقييم حالة الطفل ووضع برنامج علاجي مناسب، وبالإضافة إلى ذلك فإن لكل من الأسرة والمدرسة دور في تعديل السلوك العدواني عند الطفل:
أولاً: دور الأسرة:
·       معاملة الزوجين لبعضهما البعض معاملة طيبة أمام أطفالهما.
·       إظهار الوالدين حبهما للطفل ومعاملته معاملة حسنة، وعدم إشعاره بأنه غير مرغوب فيه.
·       إذا أخطأ الطفل فلابد من معاقبته بطريقة هادئه ومتوازنة بعيدة عن العنف والقسوة، ولابد ألا يُعاقب الطفل على الملأ بل يتم ذلك في مكان خاص لا يضم سوى الطفل ومن يقوم بتوجيهه.
·       تجنب وصف الطفل بأنه مزعج أومشاكس أو عدواني على مسمع منه.
·       عدم تكليف الطفل ما لا يطيق، لتجنب شعوره باليأس والإحباط والفشل والدونية.
·       تجنب المقارنة بين الأطفال أو تفضيل طفل على آخر لكي لا تتولد مشاعر الغيرة والكراهية فيما بينهم.
·       مراقبة سلوك الطفل دون إشعاره بذلك مع توجيهه التوجيه السليم في التعامل مع أقرانه.
·       إعطاء الطفل مساحة من الحرية في الأمور الخاصة به والتي لا يترتب عليها ضرر كاختياره للملابس التي يريد أن يرتديها مثلاً، فبذلك يشعر الطفل بأنه قادر على تكوين رأي واتخاذ قرار.
·       شغل وقت الطفل بالألعاب والأنشطة المفيدة والمُجدية مع مراعاة ميوله يؤدي إلى تفريغ شحناته الانفعالية وتوظيفها إيجابياً.
·       تزويد الطفل باللعب المختلفة وإتاحة الفرصة له أن يلعب بحرية كاملة.
·       الاهتمام باختيار الأفلام  والقصص والمجلات البعيدة عن روح العدوان.
·       تجنب توجيه الإهانات للطفل أوالسخرية من سلوكه أوطريقة تفكيره.

ثانياً: دور المدرسة:
·       قيام المعلم بتقدير الصفات الشخصية الطيبة لدى الأطفال والإشادة بها.
·       ابتعاد المعلم عن المواقف التي تثير السلوك العدواني لدى الأطفال في الفصل الدراسي. 
·       قيام المعلمين والأخصائيين الاجتماعيين بإتاحة الفرصة للتلاميذ ذوي السلوك العدواني للتعبير عن مشاعرهم من خلال الأنشطة التربوية الاجتماعية والرياضية بهدف تنفيس هؤلاء الأطفال عن مشاعرهم العدوانية والتقليل من حدتها وآثارها.
·       اتصال الأخصائيين الاجتماعيين بأولياء أمور التلاميذ ذوي السلوك العدواني للمساهمة في وضع خطة مشتركة لمساعدة هؤلاء التلاميذ للتخلص من مظاهر السلوك العدواني.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق