الجمعة، 9 أغسطس 2013

• مسلسل لعبة الموت: نقد وتحليل ومراجعة.. ناجح لولا الحلقة الأخيرة!

          
مسلسل لعبة الموت من المسلسلات التي حققت نجاحًا جماهيريًا واسعًا وأرباحًا إنتاجية كبيرة، ولكن كأي عمل فني، فيه نقاط قوة ونقاط ضعف، فماذا نقول عن المسلسل إذا نظرنا إلية بعين ناقدة؟

مسلسل لعبة الموت ناجح ولكن!
يبقى الممثلون هم الحلقة الأقوى في "لعبة الموت"، خصوصاً سيرين عبد النور التي تقدّم دوراً صعباً، يختلف تماماً عن دور روبي الذي قدّمته العام الماضي بنجاح كبير. ومسلسل"لعبة الموت" نجح جماهيرياً وكسر كل الأرقام المتوقعة لأنه اعتمد على التشويق، هذه النقطة الضائعة في حبر أقلام معظم كتابنا العرب، نجح لأنه مقتبس عن قصة أجنبية تعتمد أولاً وآخراً على التشويق، فجذبت المشاهد كالمغنطيس!! أما المغنطيس الثاني فكان عابد فهد، وحش دراما رمضان 2013، النجم المطلق في "لعبة الموت"، الذي سرق كل الأضواء من كل الممثلين الذين -إن قرّرنا استبدالهم- لوجدنا لهم بديلاً إلا هو!! فهو لا يتكرّر ولا يُستبدل ولا يمكن الاستغناء عنه او الاستعانة بسواه، لأنه عامود المسلسل الفقري ولأنه البداية والنهاية للتشويق الذي تحدثنا عنه منذ قليل، ولأنه متمكّن وحقيقي، يُجيّر كل حواسه وأحاسيسه للدور، للمشهد وللموقف. هو نجم بكل المقاييس والمعايير، أحبّه المشاهد لأنه مقنع في كل حالاته، في غضبه، في جُرمه، في قساوته، في انكساره وحتى في حزنه، في كل حالاته كان حقيقياً واستدرج كل ممثلي المسلسل الى مجارارته، فلم يكونوا هم "المميزين" بل كان هو "المستفِّز" الأقوى على الاطلاق، فعندما تقف أمام "وحش" كعابد فهد، لا يمكنك إلا ان تُجيّر كل طاقاتك وأعصابك وخبرتك وتجاربك وقدراتك لكي ترضيه وتكون على مستوى هذا العملاق العربي الكبير.
مسلسل لعبة الموت: أخطاء إخراجية
على الرغم من النجاح الساحق الذي يحققه مسلسل "لعبة الموت" لأبطاله عابد فهد، وسيرين عبد النور، وماجد المصري، ثمة أخطاء إخراجية لم يكن يجدر بالمخرج السوري ليث حجو أن يقع فيها، وهي أخطاء برزت للعيان في الحلقة الخامسة من المسلسل.
ففي سياق الحلقة، وبعد اكتشاف سقوط نايا (سيرين عبد النور) التي لا تجيد السباحة في البحر، يسارع جبران (يوسف حداد) الذي يحب نايا منذ سنوات ويطاردها رغم زواجها، إلى إلقاء نفسه في البحر، ويكون لديه كامل الوقت لتبديل ملابسه وإحضار أدوات الغطس معه، رغم أنه كان من البديهي أن يغطس بكامل ملابسه لإنقاذها من الغرق، خصوصاً أنه رجل يعيش على يخت في عرض البحر وبالتالي فهو يجيد السباحة.
الخطأ الثاني كان في توجّه زوج نايا (عابد فهد) إلى مقدّمة اليخت للبحث عنها، في حين أن المنطق هو البحث عنها في الجهة الخلفية المعاكسة لاتجاه اليخت.
أما الخطأ الأبرز، فهو في إخبار جبران صديقه أنّ نايا أنهت حياتها في يخته، الصديق لم يسأل عن كيفية وقوع الحادث واكتفى بالتوجه بكلمات عزاء إلى صديقه متسائلاًً "كل هذا حدث أثناء نومي؟". ليتبين لاحقاً أنّه هو من ساعد نايا على الهروب، وهو ما كان يحتّم عليه السؤال عن تفاصيل عملية الغرق ليبعد الشبهات عن نفسه
والمسلسل يتضمّن أحداثاً غير منطقية، فنايا التي تخاف من الماء، وجدناها تسبح وتغوص تحت اليخت وتقطع مسافة من عرض البحر إلى الشاطىء سباحةً، وهو ما قد تكون تعلمته من الشاب الذي دربها على السباحة، وهو ما يبدو أيضاً غير منطقي، لأن السباحة بهذه الطريقة المحترفة تحتاج إلى تدريب طويل وليس إلى هذه الفترة الزمنيّة المحدودة بين قرار نايا ترك زوجها، وقرارها تعلّم السباحة، إلا إذا كان السيناريو يخبىء لنا مفاجأة في هذا الإطار.
مسلسل لعبة الموت: الحلقة الأخيرة مفاجِئة للجماهير
وكان الحديث يدور قبل أسبوع واحد من نهاية شهر رمضان عن النهاية التي سيشهدها مسلسل "لعبة الموت" وأنها ستكون مفاجِئة للجميع، وهو لن يكون مشابهاً لما حصل في الفيلم، وأن المخرجين الليث حجّو وسامر برقاوي اختارا ما يُسمّى النهاية المقنعة لكل الأطراف وحتى للجمهور، فوُضعت خاتمتان :إما أن يقتل "عاصم" نفسه بدل أن تقتله نايا، وإما أن تكون أجهزة الشرطة راقبت دخوله إلى القاهرة عن طريق أصدقاء كريم فتحضر نهاية الحلقة الأخيرة وتلقي القبض عليه.
وهكذا كان، فإن نهاية المسلسل لا تشبه نهاية فيلم جوليا روبرتس "النوم مع العدو"، ففي الفيلم الحقيقي يدخل زوج نايا "عاصم" منزلها ويوضّب لها "المناشف" لتفاجأ بما يحصل، فتشكّ بداية وتحاول البحث عنه فتجده في غرفة مجاورة، يتواجهان ويسحب الزوج مسدساً ليدخل في هذه الأثناء كريم فتبدأ المعركة الحاسمة بين الرجلين والمبارزة للفوز بقلب امرأة واحدة عانت ما عانته طوال فترة الفيلم، فيقع عاصم على الأرض بعد مصارعة بينه وبين كريم ويفلت المسدس الذي تتناوله نايا وتنتظر قليلاً قبل أن تصوّبه لجهة عاصم فترديه بثلاث طلقات نارية، وتذهب إلى كريم الممدّد أرضاً لينتهي الفيلم...
مسلسل لعبة الموت: الحلقة الأخيرة كارثية
 ولكن الكاتبة اختارت نهاية مغايرة، فقد أرادت كاتبة مسلسل لعبة الموت ريم حنا أن تكون "اينشتاين" عصرها فوقعت في المحظور وخيبت آمال ملايين المشاهدين خلال عرض الحلقة الأخيرة من مسلسل "لعبة الموت" ، طبعاً باستثناء جمهور سيرين عبد النور.. 
ريم حنا التي نجحت في الاستعانة بجايمس بوند في أكثر من حلقة من المسلسل تخلّت عنه في الحلقة الأخيرة وأرادت أن تختتم المسلسل على هواها ومزاجها ورؤيتها، فوقعت في محظور النهايات الذي عادة ما يكون "قاتلاً"، فالنهايات في عالمنا العربي للأسف نوعان: إما نهاية سعيدة جداً أو أخرى مؤلمة جداً، والنهايات تكون عادة غير واقعية وغير منطقية وغير موضوعية، ولا يبحث بعض كتابنا عن نهايات مبتكرة ومعقّدة ومركّبة. فلو أراد كاتب فيلم "Sleeping with the Enemy" الذي اقتبست عنه ريم حنا القصة أن تكون النهاية غير تلك التي اجتاحت ملايين الذين شاهدوا الفيلم في التسعينات، لكان اخترع نهاية أخرى، فهل تعتقدون أنه لم يضَع عشرات السيناريوهات لنهاية الفيلم قبل أن يقرر أي واحد منها يختار؟؟
إلى أن جاءت ريم حنا وقرّرت أن تتميّز بنهاية أقّل ما يقال فيها أنها مخيّبة للآمال خاصة على مستوى المثاليات والشعارات التي تحدّثت عنها سيرين عبد النور في برنامج "انا والعسل" و"الهمروجة" التي قامت بها لناحية دعم المرأة والمطالبة بحقوقها ورفض تعنيفها والمطالبة بسنّ قوانين تحميها، فاعتقدنا جميعنا "انها رح تشيل الزير من البير" وأن نهاية المسلسل ستُكرّس مطالبها وتدعمها، فكانت ريم حنا أول المناهضين لسيرين وأفكارها ومطالبها، فصوّرت لنا "عاصم" على أنه الضحيّة، ضحيّة مجتمعه ووالدته وتربيته وحبّه، وأنه إنسان طيب وليس وحشاً كما اعتقدنا، وهو لا يمكن أن "يؤذي نملة"، فناقضت ريم نفسها وكل ما أظهرته من وحشية في الحلقة السابقة عندما أوسع عاصم سيرين ضرباً حتى "ورّمها" فتمنينا لها حينها الموت لكي ترتاح من ظلم عاصم، فجاءت الحلقة النهائية لتنسف 29 حلقة عن بكرة أبيها، وتخرج بخلاصة أن عاصم هو الضحيّة المطلقة وبالتالي وبطريقة غير مباشرة، طلبت له الكاتبة الرحمة وأسباب تخفيفية، فلم يُدن ولم يُحكم عليه بالإعدام، بل حُكم على ضحاياه بالذنب المؤبّد وعذاب الضمير، وكانت نهاية المسلسل صادمة وكما لم يتوقعها ملايين المشاهدين في حين كنا نتمنى لو التزمت الكاتبة بنهاية "sleeping with the enemy" والتي تضمّنت تشويقاً ولعباً بأعصاب المشاهد، إلا أن ريم استعانت بتفاصيل نهاية الفيلم في الحلقات الست الأخيرة من المسلسل بدل أن تتركها إلى الحلقة النهائية، فتضرب ضربتها وتبتكر حلقة نهائية دراماتيكية تكون حديث الشارع العربي لأيام وأسابيع...
وفي الختام نحن لا ننكر أن " عاصم" قد يكون ضحية تربية أمه أو ضحية مجتمعه، ولكن لو أراد الكاتب الأجنبي أن ينهي القصة كما أنهتها ريم حنا، لكان نسف الأحداث جميعها وكتب أحداثًا تناسب نهاية ريم حنا...
تابعونا على الفيس بوك


إقرأ أيضًا

مسلسل لعبة الموت: نقد وتحليل ومراجعة.. ناجح لولا الحلقة الأخيرة

مسلسل العرّاف: نقد وتحليل ومراجعة


مسلسل عمر انتهى!... تقييم عام ونقذ لاذع

دور خالد بن الوليد في مسلسل عمر للفنان مهيار خضور

مسلسل عمر بن الخطاب..... سقوط وفشل

مسلسل عمر بن الخطاب.... نقد وتحليل




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق