ولد عبدالله بن المقفع في
قرية من بلاد فارس في حدود عام 724 ميلادية أي في مطلع القرن الهجري الثاني، وكان
مجتهداً منذ الصغر.. يحب العلم وتعلّم اللغات.. فدرس العربية وبرع فيها...
تعلم ابن المقفع إضافة
إلى الفارسية والعربية اللغتين اليونانية والهندية.. وكان فيها جميعاً فصيحاً
بليغاً.. وقضي معظم أيام عمره القصير بين الكتب والمكتبات.. لم يشغل نفسه بغير
العلم ومجالسة العلماء.. وامتاز بأنّه كان أديباً وكاتباً وشاعراً.
سُئل يوماً: مَن أدّبك؟
فأجاب: "لقد أدبتني نفسي.. إذا رأيتُ من غيري حسناً آتيه، وإنْ رأيتُ قبيحاً
تركته".
من أشهر كتبه (كليلة
ودمنة)، وهو مجموعة من الحكايات المسلية المضحكة والمفيدة.. على لسان الحيوان.
وكتاب (كليلة ودمنة) مجموعة قصص ترتبط بالحكمة والأخلاق، قيل إنها تعود لأصول
هندية مكتوب بالسنسكريتية، وهي لغة قديمة جداً.. وقال البعض إن ّ(كليلة ودمنة) قصص
لفيلسوف هندي يدعى (بيدبا)، حيث تروى قصة عن ملك هندي يدعى (دبشليم) طلب من حكيمه
أن يؤلف له خلاصة الحكمة بأسلوب مسلي.
ويقال إنّ ابن المقفع
ترجم هذه الحكايات عن الفارسية، وإنّها هندية الأصل، لكنّ هناك من يؤكد أنّ (كليلة
ودمنة) أصلها عربي ومن تأليف ابن المقفع نفسه. و بالرغم من وفاته في سن مبكرة فإنّ
عبد الله بن المقفع ترك أثراً كبيراً عند العرب وغيرهم من الشعوب.. ولا يزال هذا
التأثير مستمراً حتى يومنا الحاضر.
ومن جميل ما يذكر أنّ
كتبه التي ترجمها عن الفارسية والهندية والبنغالية واليونانية أفادت أصحاب هذه
اللغات فيما بعد، لأنّ كثيراً من تلك الكتب ضاعت أصولها في لغاتها الأصلية، فعادوا
وترجموها عن اللغة العربية كما كتبها ابن المقفع..
توفي ابن المقفع وهو صغير
السن وعمره لا يتجاوز 36 سنة.. أو أكثر من ذلك بقليل، ورغم وفاته المبكرة فإن
شهرته عمًت الدنيا.. وكل ذلك بفضل علمه الواسع الذي ملأ قلبه وعقله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق