الأربعاء، 11 فبراير 2015

• بحث حول كتاب كليلة ودمنة (حكاية الحيوان في التراث العربي) للأول ثانوي

إن الحكاية على لسان الحيوان نمط ذائع عند كل شعوب العالم، وقد عرفتها كل الحضارات، وهي من أقدم أنماط القص أو الحكي الشعبي القادرة على تجاوز الخطوط الرقابية الحمراء، كما أن لها القدرة على كسر حواجز اللغة والمكان والزمان مما ساهم في تنقلها بلا قيد. من أهم مميزات حكاية الحيوان: أن الحيوان هو البطل، وأنها تروى نثرًا وشعرًا، كما أن لها القدرة على النفوذ إلى المتلقي بمختلف طبقاتها، وقد أفادت منها الديانات السماوية كثيرًا.

تنقسم قصص الحيوان إلى أربعة أقسام: حكاية الحيوان الشارحة (التعليلية)، حكاية الحيوان الرمزية (التعليمية)، ملحمة الحيوان، رواية الحيوان.
أولا: حكاية الحيوان الشارحة (التعليلية):
مجهولة المؤلف، وهي محاولة أسطورية لتفسير أو تعليل طباع الحيوان، تتناسب وبدائية البشر، وقد يكون البطل حيوان، كما قد يكون النبات، كمثل أسطورة ثمار الكرز، وأسطورة نرجس. وقد يشترك الحيوان والنبات والطير في البطولة، مثل أسطورة الطائر البحري وشجرة التوت الشائكة، والخفاش.
 وقد وجد الكثر من هذا النوع من الحكايات في التراث العربي، كما يذكر أمية بن الصلت حكاية الحمامة التي كرمها النبي نوح (ع)، وأسطورة الديك والغراب، وحكاية الهدهد الذي هداه نوح عرفه التاجي تقديرًا لوفائه، ومنها أيضًا أسطورة خلود الثعبان الذي خدع الإنسان وسرق عشبة الخلود.
ثانيا: حكاية الحيوان الرمزية (التعليمية):
مجهولة المؤلف، هو نوع متطور من الأول، يكون فيه الحيوان مُعلّمًا للإنسان البدائي أو معبودًا له، ويلعب الحيوان فيها دوراً إنسانيًا. وهو عبارة عن أحداث محدودة (حدث واحد غير قابل للتفرع)، مثل إيسوب، وحكاية لقمان.
ولعدة أسباب منها الأصول الأسطورية لهذا النوع وبسطة بنيته الفنية وإنسانية المضامين الفكرية التي يعالجها.. فقد ذاع هذا النوع في الآداب العالمية وراحت تتنازع الشعوب على ملكية إبداعه، مما أوقع الباحثين في حيرة، منهم من قال أن أصله سامي، ومنهم من قال أن أصله فرعوني، ومنهم من قال بابلي، أو هندي، أو يوناني، إلا أنهم يجمعون أن مثل هذه الفنون تنحدر من مهاد هندية.
وهذا النوع من الحكايات ضرب من التمثيل الكنائي (الرمزي)، ذاع على يد ابن المقفع لمواجهة المسكوت عنه على كل الأصعدة. ولعلنا نستعرض الكثير من الحكايات في التراث العربي مثل (خرافة الحيوان)، ومنها خرافة الحية والفأس التي نقلها المفضل الضبي، وخرافة الذئب والحمل التي استفاد منها مجنون ليلى، كذلك نجد القرآن الكريم ذكر قصة (الهدهد والنبي سليمان ع)، مما تدل هذه الحكايات على احتفاء المزاج القومي بهذا الفن.
كليلة ودمنة
النوع الأدبي:
ينتمي كليلة ودمنة إلى قصص الحيوان الرمزي، ويعتبر ابن المقفع هو أول ناقل للفن القصصي من الشفاهية إلى إلى الأدب المدون، وقد يعتبر أنه أول كتاب قصصي مجموع في صعيد واحد.
غايات الكتاب ووظائفه:
يعتبر الكتاب ذو غايات سياسية محضة، ويحكي الصراع بين السلطة والثقافة، ولعدم التكافؤ بين السيف واللسان وجب التحايل والرمزية، إلا أن ابن المقفع ذكر وظائف الكتاب وغايته صراحة – وهو ما جعله عرضة للقتل على يد أبو المنصور – فقال تعليماته:
1.   معرفة القارئ لأغراض الكتاب.
2.   إعمال الرؤية، ومعرفة غرضه الظاهر والباطن.
3.   التماس جواهر المعاني.
4.   العمل بما تعلم منه، وجعله كدستور يقتدى به.
5.   هناك ثلاثة أغراض صرح بها المقفع تضليلاً، وبقي واحد يجب البحث عنه.
كيف كانت حكاية التأليف الهندية ؟ 
يقال أن الهند اختار رجلاً من الشعب قد أجمعت عليه، فولته حاكماً حتى إذا صار كذلك طغى وتجبر، فاجتمع الفيلسوف من تلامذته واختاروا أن يبحثوا عن حيلة للوصول للحاكم وتقويمه، إلا أن الفيلسوف كلّمه صراحة، فغضب وسجنه، إلا أنه عاود فك سراحه، ثم ولاه أمراً ولما توطت العلاقة طلب منه أن يؤلف كتابًا يجعل ظاهره لهوًا وباطنه يحقق المقاصد. أما في المجتمع العربي فقد فطن أبو جعفر مقاصد هذا النوع من التأليف ذات الحدين، إضافة لما صرح به ابن المقفع، فقذفه بالزندقة وقتله شر قتله. وقلنا أنه لما ذكر ابن المقفع تعليماته صراحة للقارئ اختل التوازن بين اللفظ المكشوف والمعنى المستور.
عروبة الكتاب أو معظلة الانتماء والتأليف: 
إن هذا الكتاب من أكثر الكتب جدلاً في أصله حديثاً وقديمًا، وسوف نناقش موضوع الأصل من محورين (المحور التاريخي والمحور الأدبي المقارن).
أولا: المحور التاريخي: 
لقد استنتنج القدماء من قول ابن المقفع: "هذا كتاب كليلة ودمنة وهو مما وضعه علماء الهند" ، أن ابن المقفع ناقل الكتاب لامبدعه، ويمكننا أن نرد على هذه الإشكالية من الأوجه التالية:
1.   أن تلك إشارة إلى مصادره الأساسية التي اعتمدها في التأليف. 
2.   ترويجًا للكتاب وإضفاء قيمة أدبية عليه، وهو أمر شائع بين الكتاب. 
3.   صدور عدد من الرسائل لابن المقفع، وهو دليل على عدم ادعاء الترجمة، فالتأليف كان نوع من الحذر من السلطة ومداراة لها.
4.   كما أن ابن عمر اليمني قال أن ابن المقفع هو المؤلف وأنه نسبه للفارسية إبان الصراعات الفارسية.
ثانيا: الدراسات المقارنة:
إن مايؤكد على عربية الكتاب، هي الدراسات المقارنة خاصة بعد العثور على الأصول الأولى للكتاب الهندي (الأسفار الخمسة)، وكان البيروني مطلع على هذه الترجمة إلا أن ابن المقفع سبقه للترجمة، كما تم الحصول على ترجمة سريانية منقولة عن الفارسية.
هذه الأصول جعلت الفرصة متاحة لبدء الدراسات المقارنة ونشاطها، فكان التالي: 
1.   لقد اعتمد العرب المقارنة النصية، فتوصلوا إلى أن ابن المقفع أضاف بعض الفصول.
2.   المستشرقون، ومنها نظرية الاستعارة التي تقول أن الهند هو الموطن الأصلي الذي أمد الشعوب بمادة الإبداع الأدبي، وأن القصة رحلت منها إلى فارس والجزيرة العربية ثم أوربا، وهو مايسمى المنهج التاريخي الجغرافي، أو النظرية التاريخية الجغرافية والتي طورتها المدرسة الفلندية.
3.   علماء الفلكلور الروس، قالوا أن الاستعارة لا تلغي القومية، لأنه لا توجد استعارة من دون صياغة إبداعية.
4.   نظرية العوالم الثقافية، فكليلة ودمة ثمرة امتزاج تراث مجموعة من العوالم، ثم انصهرت في بيئتها البصرية الجديدة، مما يعني أن كليلة ودمنة كتاب عربي محض.
5.   الدراسات الحديثة: 
ü  أن أكثر من نصف الحكايات غير واردة في الأصل الهندي السرياني.
ü  وجود الحكاية الإطارية في كتاب كليلة ودمنة، وعدم وجودها في غيرها.
ü  الإثارة السردية في أسلوب القص من خلال السؤال الدائم.
ü  للكتاب العربي أربعة أغراض، أما الهندي غرض واحد.
ü  الحكايات الفرعية في الباب الواحد تختلف في الكتابين.
ü  إعادة تفسير وتأويل ابن المقفع للقصص الهندية، بما يتناسب وبيئته (بمعنى أنه أضاف روحًا تفسيرية جديدة).
ü  كتاب كليلة ودمنة رقى بفن القصة على لسان الحيوان من الأدب الشفاهي للرسمي، وقد خرجت من كليلة ودمنة فنون أدبية جديدة مثل المطولات.
ü  هناك شاعر فرنسي شهير اسمه لافوتين أفاد كثيرًا من قصص الحيوان العالمي وابن المقفع تحديداً، إلا أنه لم يقل أن الكتاب مترجم.
إعادة إنتاج الكتاب والمقارنة النصية: 
يقصد بإعادة الانتاج هو ممارسات إبداعية لتأويل المأثور تأويلاً يتناسب والسياقات الاجتماعية أو التاريخية التي يتم إعادة انتاجه من خلالها، حتى يواصل الموروث الأدبي جذوته في تجسيد حاجة الوجدان الجمعي.. الخ، وأن المبدع هنا لايترجم أو ينقل فقط، بل ينقل رؤية جديدة..الخ.
إن النص لايتشكل بعيدًا عن السياق الثقافي العام، ولذا فإنه توجد علاقة بين النص والسياق، ولعلنا نعتبر أن السياق هو الرحم الذي يتشكل فيه النص.
ماهي الفروق بين كليلة ودمنة والنص الهندي؟ 
إن عملية إنتاج الكتاب كانت عملية إبداعية حقق فيها ابن المقفع رؤى جديدة تتناسب والنظرة الإسلامية وتنظر برؤية محددة للعالم والحياة...الخ، لقد أضاف فصولاً قصصية تثري البنية الأساسية بقصد الخروج بدلالات متعددة الإيحاء، بالإضافة إلى زوايا الرؤية الجديدة للنص.. الخ.
إن المنهج المناسب لدراسة النص العربي من حيث إعادة إنتاج الكتاب هو المنهج المقارن، لا بالنظريات والقواعد إنما بالمقارنة النصية بين النصوص والشواهد.. الخ.
المقارنة النصية: 
أولاً: النسق الإشاري للعنوان:
البنجاتنترا: تعني الأسفار الخمسة، وهي خمسة أبواب تتمحور حول الحكمة.
كليلة ودمنة: كليلة وزير الخير، ودمنة وزير انتهازي ظالم.
والفارق الأساس: أن وزير الخير في الأسفار ينهزم وينتصر وزير الشر تحت مبدأ الغاية تبرر الوسيلة، أما في كليلة فينتصر كليلة بمحاكمة وزير الظلم في باب الفحص عن أمر دمنة، ويجمع الدارسون أن هذا الباب من وضع ابن المقفع لأنه غير موجود في التراث الهندي (البنجاتنترا)، ويحمل هذا العنوان الشفرة للمغزى السياسي البعيد للكتاب.
ثانيا: النسق البنائي للكتاب:
أولاً: البنية الكبرى:
·      البنجاتنترا: نصه من خمسة أبواب مع مقدمة عن سبب التأليف.
كليلة: مستوى الخطاب القصصي: 14 إلى 16 باب / مستوى الخطاب غير القصصي: 5 إلى 7 مقدمات طويلة.
·      كليلة: فيه قصة إطارية كبرى، البنجاتنترا لايوجد.
·      كليلة: فيه أبواب قصصية جديدة مترابطة بنائيًا، لاتوجد في البنجاتنترا.
·      كليلة: عرض الحكايات وترتيبها..الخ، مختلف عن الوضع الهندي. 
·      النسق البنائي للنص العربي مفتوح مماجعله يستوعب قصص جديدة.
ثانياً: البنية الصغرى:    
·      البنجاتنترا: قصص محدودة البدايات والنهايات، سردية بسيطة أقرب للنسق الشفاهي.
كليلة: التداخل البنائي شديد التعقيد ويصعب معه التفريق بين الخطاب القصصي وغير القصصي، ولايمكن معرفة بداياتها أو نهاياتها إلا بعد قراءة معمقة.
·      كليلة: لم يقتصر على سرد الحكايات، بل حذف وأضاف اعتمادًا على ما يملك من مساحة الإبدالية الوظيفية، هذه الوحدات والآليات غير موجودة في البنجاتنترا.
·      كليلة: يفتقر للشاعرية، ويسرد الوقائع من أجل غاية تعليمية بحتة، فهي لغة تقريرية مباشرة.
البنجاتنترا: اللغة شاعرية لغايات جمالية، ويجمع بين النثر والشعر الحكائي.
·      كليلة: أسلوب أدبي غير مختلف عن أسلوب السرد ولغته.
البنجاتنترا: لغلبة وظيفة التربية منه اكتشف وجود تناص من كتب القانون والسياسة.
·      كلا الكتابين ينزعان للإطناب في السرد والوصف، مما يجعلهم أحياناً يخرجان عن سياقه لمعلومات أخرى.
النسق البنائي للشخصيات:
·      البنجاتنترا: لم يلتزم بإعطاء كل شئ اسم بل اكتفىأحيانا بإضافة وصفات..الخ.
كليلة: حرص لإعطاء أسماء لمعظم الشخضيات والأمكنة
·      كليلة: غيّر بعض الشخوص الحيوانية حسب ما يتناسب وبيئته.
·      البنجاتنترا: توجد الشخصيات الخارقة للعادة.
كليلة: ابن المقفع حذف هذه الشخصيات أو غيرها بما يتناسب والثقافة الإسلامية.
أنساق البنى الاجتماعية:
النسق الديني: 
البنجاتنترا: النص مبتدع في مجتمع يؤمن بتعدد الآلهة.
كليلة: يعكس الفكر الديني في القيم الدينية الاسلامية.
النسق القيمي: 
البنجاتنترا: لا إشكال في إيراد الحكايات الإباحية.
كليلة: رفض ابن المقفع انتصار الشر وحاكمه، كما أنه رفض زج الحكايات الجنسية الفاحشة، وذلك للنسق القيمي الاسلامي السائد الذي يجمع نبل الغاية وشرف الوسيلة.
النسق السياسي:
إن غاية الكتابين إصلاح أمر الحاكم، لكن في منهجين مختلفين: 
البنجاتنترا: يبيح استخدام الحيل والمخادعة، لكنه يتيح حرية واسعة في التعبير والنقد السياسي الصريح.
كليلة: يرفض ذلك ويدينها بشدة، لكنه يقدم رؤية رمزية مغايرة (بين البطن والظاهر).
النسق الدلالي الكلي ( لكتاب كليلة ودمنة).
لقد نجح ابن المقفع في إدخال الحاضر العربي الاسلامي على جميع المستويات ( الشخوص، اللغة، والدلالة). راجع البنية السردية للكتاب ص 130.
كيف ربط ابن المقفع كل هذه القصص تحت عنوان واحد هو "كليلة ودمنة" (أي ماهو المبنى الحكائي لها؟)
يتكون المبنى الحكائي من 17 قصة رئيسة و 42 قصة فرعية، ويمكن أن نقسم الكتاب التقسيم التالي:
أولا: البنية الكبرى (على مستوى الكتاب نفسه بشكل عام): إذ يعتبر مجموعًا على صعيد واحد، وتعتبر في ذلك بنية كليلة ودمنة السردية تشبه بنية ألف ليلة وليلة من حيث وجود (الحكاية الإطارية)، شهريار: شهرزاد / دبشليم: بيدبا.
ماهي وظائف الحكاية الإطارية في كليلة ودمنة ؟
1.   إن بيدبا هنا لايتوقف عن القص إلا بعد توقف الملك عن ممارساته الظلامية ويرتدع تمامًا عن مسلكه ومنهجه، مما يعني إقناع الفيلسوف للملك، فيتوقف السؤال الملح للملك الذي أثار به الفيلسوف، وبالتالي يتوقف الجواب (الحكاية)، ثم تنتهي الحكاية بالدعاء للملك بالدوام والسداد، لكن ما يلاحظ أن شهرزاد نجحت على مستوى خارجي في أن توقف رغبة شهريار في القتل، أما ابن المقفع فلم يستطع إقناع أبي المنصور.
2.   وجود الرباط السببي عن طريق النسق البنائي يجمع أبواب الكتاب المتفرقة، إذ نجد كل باب قائم ببحد بذاته مستقل عن غيره.
3.   تحديد ووضوح الرؤية السردية أو زاوية رؤية الراوي حيث يعرف بيدبا عن شخصياته أكثر مما تعرفه هي عن نفسها.
البنية الصغرى: 
1.   قصة محورية أو رئيسة: هي قصة إطارية للباب الذي وردت فيه، وذلك لأنها إطار لما يليها من حكايات، ووظيفتها: تحديد المشكل والقضية المعالجة في الباب إضافة إلى تحديد مستوى السرد (السرد البدائي).
2.   حكايات قصيرة فرعية: وهي التي تشكل أجزاء القصة الرئيسة كحكايات فرعية قد تلد من رحم القصة الرئيسة، ووظيفتها: البرهنة  والاعتراض، وتهدف لعدة أمور أهمها الشرح والسرد الثانوي كملحق تفسيري للقصة المحورية.
أنماط الحكايات الفرعية:
1.   تعاقب حكائي حر: وهي حكاية فرعية كاملة بذاتها.
2.   تعاقب حكائي مغلق: تترابط مجموعة من الحكايات، فتشكل البنية الأكثر تعقيدا في الكتاب عن طريق تعليق النهاية (أي عد وضوح نهايتها).
ملاحظات تتعلق بالسارد والعملية السردية:
1.   هو كتاب ينجز لأول مرة في الأدب العربي، وربما العالمي، ويجمع بين نسقين (نسق التأطير ونسق التنضيد).
2.   إن نسق كليلة ودمنة نسق كتابي، أي أنه يجب أن تكون مقروءة لتحقق غايتها، وأن طول النص لا يسمح للتقاليد الشفاهية بربط أجزائها، مما يعني أن ابن المقفع تقصد تخصيصه بالفيلسوف القارئ.
3.   لكل باب مشهد افتتاحي يحمل عدة وظائف منها:
ü  وظيفة استهلالية: وهو تحديد دبشليم للغاية التعليمية للحكاية، وهي التي تؤثر في طبيعة السرد القصصي الذي يليه، فهي وظيفة جمالية موضوعية.
ü  وظيفة تربوية: من خلال إيجاد مثير خارجي للتعلم (يتفق والغاية التعليمية).
ü  وظيفة تشويقية: حيث تظهر عن طريق إعلان الرغبة في السرد، ممايضمن متابعة قصصية متحمسة ورصينة ويقظة، مثل قوله: حدثني، اضرب لي مثلا، اخبرني.
ü  وظيفة تنسيقية: وهي تحمل مهمة التنظيم الداخلي للخطاب القصصي في الكتاب ككل.
محاكاة كليلة ودمنة: 
لقد تجاوز أثر الكتاب مرحلة التأسيس لهذا الفن إلى دفع الأدباء والشعراء إلى: إعادة إنتاجه شعرًا، ومعارضته أدبيًا، أو محاكاته في التأليف، أو ظهور فنون أدبية بسببه مثل المطولات.
المحاكاة نوعان:
1.   نوع التزم المحاكاة الحرفية: وهي المحاكاة الشعرية.
2.   نوع حاكى الشكل والقالب: المحاكاة النثرية.
أولا: المحاكاة الشعرية:
قاد هذا النوع الفرس كسلاح أدبي إبان الصراعات الشعوبية بين العرب والفرس، وذلك في مرحلة السيطرة على الثقافة في بدايات الدولة العباسية، فجعلوه كالقرآن الكريم في القداسة والحفظ والتعليم..الخ، وممن نظمه شعرًا هو إبان اللاحقي، الذي نظم المزدوجة، كما أن له الفضل في التأسيس للنظم على بحر الرجز في مجال النظم التعليمي والمطولات، وهناك غيره الكثير.
ثانيا: المحاكاة النثرية:
توجد كتب كثيرة لأدباء الخاصة على غرار كليلة ودمنة، مثل كتاب القائف لأبي علاء المعري، وكتاب سلوان المطاع في عدوان الاتباع، وقصص الحيوان في ألف ليلة وليلة (راجع ص 144)
ترجمة كليلة ودمنة:
لم يعرف العالم البنجاتنترا من شاهدها الأصلي بل من النسخ العربية، وذلك أنه عندما كتبه ابن المقفع كانت الشواهد ضائعة أو مفقودة، مما يعني عودة الفضل لكليلة ودمنة في انتشار هذا الضرب من الحكايات، يقول فرانكلين: لا يوجد كتاب قد حظي بالانتشار في العالم بعد الكتاب المقدس سوى هذا الكتاب.
ملحمة الحيوان: 
نوع ذات منحى رمزي متطور عن الحكاية الرمزية، استفاد من التقاليد الفنية فيهما (الشخوص النمطية، البطولة المحورية..الخ)، وهناك أمثلة على هذا النوع مثل: ملحمة الضفاد والجرذان المنسوبة لهوميروس، وتعتبر ملحمة الثعلب رينار من أشهر الملاحم الحيوانية الأوربية اشتهارًا.
المطولات الشعرية:
لقد عرف العرف المطولات الشعرية، لكنه لم تصلنا سوى إشارة غامضة عن أبي العلاء المعري، راجع ص151.
رواية الحيوان العربية:
لم تحظ التآليف النثرية على لسان الحيوان باعتراف النقاد، كما أنها لم تحظ باعتراف الثقافة الرسمية، مما أدى لضياع الكثير منها، إلا أنه يوجد بعضها ظل حبيس المكتبات العالمية. ويمكننا القول أن العرب طوروا حكاية الحيوان الرمزية القصيرة لفن جديد وهو رواية الحيوان، راجع ص 153-154.
وظائف قصص الحيوان:
1.   الوظيفة السياسية: قناع مناسب للنقد السياسي، بالإضافة إلى تقويم السلوك السياسي للراعي والرعية.
2.   الوظيفة التربوية: وظيفة تعليمية تستهدف النقد الاجتماعي الاخلاقي، فتتجاوز كل العادات والتقاليد، فهي عالمية بطبيعتها إنسانية بمضومنها. ومن الامثلة: الثعلب الذي لم يطل العنب، والناسك والفأرة.
3.   الوظيفة الجمالية: إدهاش للمتلقي، إشباع لمخيلته، محاورة مع الطفل، نفي المألوف من خلال حديث الحيوان في أخطر القضايا بشكل يثير الضح، حيل الحيوان الطريفة بعيدًا عن الوصايا والموعظة المباشرة لتكون أدعى للتقبل والاقناع، ومن أمثلتها ص 160.
أغراض الكتاب حسب رأي ابن المقفع:
1.   ماوضع على ألسنة البهائم ليسرع لقراءته أهل الهزل واللهو.
2.   إظهار خيال الحيوان بكل ألوانها ليكون أنسًا يميل قلوب الملوك.
3.   من خلال الغرضين الأولين، يتحقق الرواج والانتشار بشكل واسع.
4.   غرض مختص يفهمه الفيلسوف خاصة.


تابعونا على الفيس بوك وتويتر

إقرأ أيضًا

ملخص كتاب كليلة ودمنة ترجمة ابن المقفع

كتاب كليلة ودمنة: تلخيص عن أصله ومؤلفه وسبب كتابته

عبدالله ابن المقفع مترجم كتاب كليلة ودمنة

كتاب كليلة ودمنة: تلخيصه، تعريفه، مؤلفه، ميزاته، ومترجمه ابن المقفع

حكايات كتاب كليلة ودمنة ترجمة ابن المقفع

كليلة ودمنة: أصله، مترجمه، هدفه، تبويبه، أسلوبه، مبدأه، خصائصه

حكايات كليلة ودمنة.. ملخص عن الكاتب والكتاب وميزته وسببه

كليلة ودمنة لابن المقفع: تلخيصه، أصله، شخصياته، تاريخه

عبدالله بن المقفع.. نبذه عن سيرة حياته وأهم مؤلفاته

كليلة ودمنة: أصله وسبب تأليفه، تلخيصه، أسلوبه والغاية من ترجمته

عبدالله ابن المقفع: حياته ومقتله، صفاته، كتبه، أسلوبه

كَليلَة ودِمْـنة: ترجمته وأصله، موضوعه وهدفه، تبويبه وأسلوبه

كتاب كليلة ودمنة: تعريفه، مؤلفه، أسلوبه، شخصياته

ملخص كتاب كليلة ودمنة.. شخصياته، أحداثه، مؤلفه ومترجمه

كتاب كليلة ودمنة ترجمة ابن المقفع

الأقصوصة: الخصائص الفنية للأقصوصة

 

للمزيد

حدوثة قبل النوم قصص للأطفال

كيف تذاكر وتنجح وتتفوق

قصص قصيرة معبرة

معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب

قصص قصيرة مؤثرة

مراهقون: مشاكل المراهقين وأساليب التعامل معهم

تربية الأبناء والطلاب

مواضيع حول التنمية البشرية وتطوير الذات


أيضًا وأيضًا

الطاقة: مقالات وأبحاث عن الطاقة بكل أنواعها                                         




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق