الأحد، 15 يوليو 2012

الفطام النفسي، متى يستقل المراهق عن أسرته؟



 
          أبرز ما يتصل بتفكير المراهق في الانفراد عن أسرته إنما هو نتيجة تغيرات إيجابية ناشئة عن علاقته بآخرين غير الأبوين من أفراد أسرته. هذا الاتجاه يمثل أحيانًا تدهورًا في علاقة المراهق بسائر أفراد أسرته بسبب:
·   تغير اتجاهاته وتكوين علاقات مع آخرين خارج نطاق الأسرة. نقل ولائه ومعاييره الجديدة وكيان ذاته من جديد إلى أفراد قد لا تعرف لأسرة عنهم شيئًا أحيانًا.
·   يحاول المراهق الإبقاء على علاقاته بأسرته بقدر ما يرى ضرورة لذلك، لأنه يدرك أن انفصاله التام قد يعرضه لمشكلات لا يتوقعها.
·   يقول أحد المراهقين "إن آباء اليوم يكثرون من فتح العيون على أبنائهم والأمر يكون هينًا لو سمحوا لهم بشيء من الحرية".
          ولكن المسألة ليست دائمًا على النحو الوارد في العبارة السابقة، فهروب المراهقين من بيوتهم إنما يرجع إلى التوتر الحاصل في جو الأسرة.
          ومنشأ هذا التوتر يعود إلى:
·        عدم تفهم الأبوين للمراهق من جهة وطيش المراهقين من جهة أخرى.
·   الخلل في توجيه السلوك من قبل الآباء لأبنائهم أثناء تعرضهم لضغوط أو رفض فيؤدي إلى التصاعد في دائرة الفعل ورد الفعل مما يؤثر في النهاية على العلاقة بين الوالدين والمراهق.
·   المشاعر السلبية للمراهق، قد يخفي وراء تلك المشاعر الخوف والقلق وعدم الثقة، لأنه مقتنع تمامًا بأنه على حق، فهو ينظر إلى الحياة من خلال مفهومه لذاته وبأنه على حق وصواب دائمين، لذلك تظهر مشاعره السلبية
أثر التوتر على نفسية وذات المراهق
·   تزيد حالته النفسية سوءًا فيصاب بالاكتئاب والقلق والانتقام فيلجأ إلى ممارسة الأساليب السلوكية الخاطئة لإثبات وتوكيد شخصيته.
·        الثورة والتمرد والعصيان على كل مظاهر السلطة.
·        التحدث بلهجة خشنة تكون غير مهذبة أحيانًا.
·        استخدام الحيل الدفاعية.
·        الشك وتدهور الثقة بالنفس والخجل والانطواء
ماذا ينتظر المراهق من أبويه؟
·        الإحساس والشعور بالحرية الشخصية وتأكيد الذات والتميز والقرار بنفسه ضمن المعقول.
·        اكتشاف جوانب الكفاءة التي تتيح له القيام بالتزاماته الاجتماعية.
·        التخفيف من أسلوب الوعظ والتوبيخ والتشدد وفرض الأوامر.
·        احترام شخصية المراهق والحذر من التحقير وتحطيم الشخصية لأن هذا يصيبه بعقدة النقص.
·   تعزيز الثقة بالنفس مع بناء جسور التواصل بينه وبين والديه لكي يعزز قدرته في الاعتماد على ذاته من خلال ثقة والديه به.
·        الكشف عن هواياته وقدراته وميوله النافعة وتنميتها.
·        التغلب على مخاوفه وانفعالاته وخجله بتشجيعه على من يجرب معه الحياة.
·        تنظيم أوقات فراغه والانتفاع من الفرص المتاحة.
·        تنمية الصحة الجيدة واللياقة البدنية.
·        تعويده على التفكير السليم.
·        الحاجة إلى الأب الحازم من غير عنف المتسامح من غير ضعف المتفهم من غير تعنت، والمرشد من غير إلحاح
لكي تمضي المراهقة دون أزمات:
·        على الوالدين أن يكونا عارفين بكل خصائص ومميزات وحاجات المراهق حتى يتعاملا معها بالشكل الصحيح.
·   التغاضي عن بعض الصغائر والتركيز على ما هو إيجابي واستخدام الأساس الديمقراطي الذي يعتمد على التشجيع والترغيب وإفساح المجال أمام المراهق، كي يكتشف القيم بنفسه ويكتسب المهارات ويعزز دوره.
·   ممارسة الرياضة باعتدال ضمن قواعد صحية لأنها تمتص العصبية، وتنمي روح الفريق ومشاعر التسامح ونبذ الفوضى والقضاء على الملل وملء وقت الفراغ بشكل سليم.
·        تشجيع الفنون بكل أشكالها، لأن لها دورًا في تهذيب الذوق وتنمية الإحساس وصقل المشاعر وتعزيز السمو بالنفس.
·        المساواة بين الأبناء وأن يُنظر إليهم بعين واحدة ويعاملون بالعدالة والمساواة.
·        اطلاع المراهق على الوضع الاقتصادي للأسرة، وأن يتعلم كيف يتصرف بالمال بحكمة.
·   لا يرسم الآباء صورة مثالية لأبنائهم، ولا يحرصوا على أن يكونوا صورة منهم، حتى لا يصابوا بخيبة الأمل، بل عليهم احترام رغباتهم وإمكاناتهم والإلمام بقدراتهم واستعداداتهم.
·   عدم مقارنة المراهق بإخوته أو أقاربه أو جيرانه أو زملائه ممن تفوّقوا عليه في ميدان أو أكثر. (ويعتبر هذا الأمر إساءة إلى المراهق).
·   السيطرة على انفعالاتنا - نحن الآباء - وعلينا أن نركز على التوازن العقلي لكي نحقق أهدافنا المرجوّة مع المراهق بما يناسب قدراته ومواهبه.
·        الإصغاء إلى المراهق بإمعان والاعتراف بسلامة وجهة نظره ومشاعره والاتفاق معه قدر الإمكان.
·        إشباع حاجات المراهق، لاسيما الحاجة إلى الحب وهو أمر ضروري لتحقيق التوازن النفسي عنده.
·        ينبغي اتباع أسلوب التوجيه والإرشاد غير المباشرين، لأنه الأفضل في تربية المراهق ووقايته من الانحراف.
·        لا ننسى أثر جماعات الرفاق والأندية والجمعيات على شخصية المراهق ووقايته من جماعات السوء والانحراف.
·        أن نساعد المراهق ونشجعه للوصول للفكرة نفسها بنفسه بدلاً من فرض الفكرة عليه.
·        توعية المراهق بالتغييرات الجسمية التي يمر بها وما تتركه في نفسه من انعكاسات حتى يتم له تقبلها والتكيف معها.
·   ينبغي علينا ألا نتعامل مع سلوك المراهق السلبي بالمثل، بل ينبغي لنا التعامل مع هذه السلبية بروح الصبر من أجل اكتشاف أخطائه.
·        أن ندع المراهق ينمو وينضج بالشكل الطبيعي فلا نتعامل معه بالتدليل الزائد أو نبالغ في حمايته.
·        لابد من الاهتمام بشئونه والتعامل معه بلطف واحترام وتبصيره بالأسباب التي دعت إلى استعمال القسوة بأسلوب هادئ.
·        على الوالدين أن يثبتا للمراهق احترامهم لشخصيته واهتماماتهم لأمره حتى يستوعب منها المفاهيم والقيم من خلالهما كقدوة صالحة.
·        عدم قيام الوالدين بأعمال ينهيان المراهق عنها
الوالدان وحاجات المراهق
          إن المشكلات السلوكية ليست كذلك من وجهة نظر علم النفس. ولكن الكبار يطلقون عليها هذه التسمية لأنها تزعجهم وتضايقهم، فإنها حلول يحترمها المراهق لحل مشكلاته مع البيئة وفق القاعدة (الحاجة أم الاختراع). والمثل التالي يوضح ذلك:
          إن المراهق الذي يكثر من التمرّد يقدم حلولاً لتجاوز أزمته مع السلطة التي لم يفلح في كسب ولائه للنظام أو استثمار قدرته على الاختيار ضمن بدائل. وبالتالي فإن تمرّد المراهق يعني إلحاح حاجتي التقدير والحرية.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق