يستقطب مسلسل عمر بن الخطاب أنظار المشاهدين في العالم العربي وصفات الخليفة (الفاروق) المعروف عنه بالحزم والعدل والشجاعة تستقر في ذاكرة الانسان منذ أن يتعرف عليها وهو على مقاعد المدرسة الابتدائية . غير أن المسلسل الرمضاني الذي أريد منه تجسيد شخصية هذا الصحابي الجليل ، صاحب رسول الله ، يصدمنا بفشله في تحقيق هذا الهدف . والمسلسل يضعنا أمام سيرة تاريخية لظهور الاسلام تعودنا على مشاهدتها في كل عمل سينمائي أو تليفزيوني في رمضان وغير رمضان بينما كنا نتوقع أن نرى عملا يحمل بصمة عمر الشخصية وأن تكون أحداث عصره ظلال خلفية وهو الرجل الذي تميز عن غيره من الصحابة بقدرته على الدفع نحو خيارات دينية وتاريخية أصبح بعضها جزءًا من عقيدة الإسلام مثل إلحاحه على تحريم ديني قاطع للخمرة وكانت بعض تساؤلاته الملحة على الرسول صلى الله عليه وسلم محطات ، تقاطع فيها الوعي المستنير لعمر، الإنسان المؤمن المتواضع مع نهج الرسالة السماوية العظيمة من أجل اختيار ما هو نافع للامة .
كانت الفرصة مواتية للانتقال من بلاغية السرد التي كانت الاعمال الدينية تتمحور حولها الى (بلاغية) الأداء الفني لشخصية عمر المشبعة بالجرأة والأفعال السامية خاصة وأن المسلسل أتيح له ما لم يتح لأي عمل مماثل من قبل، وهو تجسيد شخصية عمر فنيًا بعد أن كان أمرًا محظورًا. وكنا عندما نسال لماذا لا نرى صور الخلفاء الراشدين الثلاثة تباع على الأرصفة أسوة بصورة الخليفة علي بن ابي طالب ؟ يأتينا الجواب من المعلم أو من الأهل بان هذا حرام .
كنا نأمل أن نرى بلاغة في الأداء الفني (اذا جاز التعبير) لشخصية الفاروق ترقى الى مستوى ما اكتنز في أذهان وقلوب الملايين من صور لعمر تضافرت فيها أفعاله الشجاعة والحكيمة مع خلقه النبيل خاصة وهو يجلس على رأس هرم الامبراطورية الاسلامية، أداء فني لا يقل روعة عن ما قام به أنتوني كوين في دور سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب .
لا توجد شخصية في التاريخ الإسلامي يمكن استحضارها الى العصر الحديث كعمر لأخذ العبرة والدروس من سلوكه وأخلاقه ونبله. استحضار هذه الشخصية الفذة هو محاكمة للسياسة في هذا الزمن ، الذي تتمزق فيه الشعوب العربية بين السقوط في وحل الاستبداد، أو السقوط في مخيلة بناء (نموذج رباني )عن طريق التكفير والعنف . من اقوال عمر « لا جديد لمن لا خلق له « لقد كانت الحرب عنده أخلاقا كما كانت السلطة ومفهوم الحكم.
نموذج قيادة عمر للدولة والأمة لا يستوعبه عمل درامي واحد ، والمشاهد العربي أحوج ما يكون لمشاهدة قديم عمر الجديد وهو يتابع عذابات شعوب يستبيح فيها الحاكم الدم والمال والعرض باسم الشرعية! لقد كان الفاروق نموذجًا للقدوة الحسنة ، قال الامام علي مخاطبًا الخليفة عمر "عففت فعفت رعيتك ولو رتعت لرتعت".
أكبر إنجازات عمر هو إدخال أهمية النظام في بناء الدولة وفي أداء الواجبات الدينية ، فهو من أمر بتسوية صفوف المؤمنين في الصلاة عند أقامتها ، ومن جمع المسلمين على صلاة التراويح والقيام في رمضان بعد أن رآهم يصلون فرادى. ولم يكن عمر مجرد خليفة إنما كان صانع دولة ومؤسس حضارة وصاحب فلسفة في الحكم لم يتعرف عليها من كتب أرسطو ولا من كونغرس روما أو إيوان كسرى إنما من إيمانه وقلبه وملكة القيادة التي وهبه إياها الله. في كتاب (القيادة فن ) يقول ماكس دوبري "القيادة ليست علمًا ولا مهنة إنما هي فن يجب أن تستشعر وتجرب وتوجد".
هذا مجرد رأي.... نحن بانتظار تعليقاتكم
كانت الفرصة مواتية للانتقال من بلاغية السرد التي كانت الاعمال الدينية تتمحور حولها الى (بلاغية) الأداء الفني لشخصية عمر المشبعة بالجرأة والأفعال السامية خاصة وأن المسلسل أتيح له ما لم يتح لأي عمل مماثل من قبل، وهو تجسيد شخصية عمر فنيًا بعد أن كان أمرًا محظورًا. وكنا عندما نسال لماذا لا نرى صور الخلفاء الراشدين الثلاثة تباع على الأرصفة أسوة بصورة الخليفة علي بن ابي طالب ؟ يأتينا الجواب من المعلم أو من الأهل بان هذا حرام .
كنا نأمل أن نرى بلاغة في الأداء الفني (اذا جاز التعبير) لشخصية الفاروق ترقى الى مستوى ما اكتنز في أذهان وقلوب الملايين من صور لعمر تضافرت فيها أفعاله الشجاعة والحكيمة مع خلقه النبيل خاصة وهو يجلس على رأس هرم الامبراطورية الاسلامية، أداء فني لا يقل روعة عن ما قام به أنتوني كوين في دور سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب .
لا توجد شخصية في التاريخ الإسلامي يمكن استحضارها الى العصر الحديث كعمر لأخذ العبرة والدروس من سلوكه وأخلاقه ونبله. استحضار هذه الشخصية الفذة هو محاكمة للسياسة في هذا الزمن ، الذي تتمزق فيه الشعوب العربية بين السقوط في وحل الاستبداد، أو السقوط في مخيلة بناء (نموذج رباني )عن طريق التكفير والعنف . من اقوال عمر « لا جديد لمن لا خلق له « لقد كانت الحرب عنده أخلاقا كما كانت السلطة ومفهوم الحكم.
نموذج قيادة عمر للدولة والأمة لا يستوعبه عمل درامي واحد ، والمشاهد العربي أحوج ما يكون لمشاهدة قديم عمر الجديد وهو يتابع عذابات شعوب يستبيح فيها الحاكم الدم والمال والعرض باسم الشرعية! لقد كان الفاروق نموذجًا للقدوة الحسنة ، قال الامام علي مخاطبًا الخليفة عمر "عففت فعفت رعيتك ولو رتعت لرتعت".
أكبر إنجازات عمر هو إدخال أهمية النظام في بناء الدولة وفي أداء الواجبات الدينية ، فهو من أمر بتسوية صفوف المؤمنين في الصلاة عند أقامتها ، ومن جمع المسلمين على صلاة التراويح والقيام في رمضان بعد أن رآهم يصلون فرادى. ولم يكن عمر مجرد خليفة إنما كان صانع دولة ومؤسس حضارة وصاحب فلسفة في الحكم لم يتعرف عليها من كتب أرسطو ولا من كونغرس روما أو إيوان كسرى إنما من إيمانه وقلبه وملكة القيادة التي وهبه إياها الله. في كتاب (القيادة فن ) يقول ماكس دوبري "القيادة ليست علمًا ولا مهنة إنما هي فن يجب أن تستشعر وتجرب وتوجد".
هذا مجرد رأي.... نحن بانتظار تعليقاتكم
إقرأ أيضًا:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق