الخميس، 2 أغسطس 2012

مسلسل عمر..... هل كان على مستوى تكاليف الإنتاج؟


هل يرتقي مسلسل عمر بن الخطاب إلى مستوى هوليودي

مما لا شك فيه أن مسلسل عمر بن الخطاب هو من أضخم المسلسلات العربية من حيث الانتاج والموضوع. فقد زادت تكاليف انتاجه على مائة مليون دولار أميركي حسب قول مخرجه "حاتم علي". وأما موضوعة "الخليفة عمر بن الخطاب" فهو من أجرأ المواضيع التي يمكن خوضها على صعيد السينما أو التلفزيون، خاصة وأن تجسيد الممثل ثامر اسماعيل لشخصية الخليفة "عمر" (ر) أثار جدلا قد لا ينتهي بين مؤيد ومعارض.
هذا وقد رافق عرض المسلسل حملة إعلانية وإعلامية كبرى جعلتنا نترقب عرضه ساعة بساعة.
واليوم وبعد مضي اثنتي عشرة حلقة من هذا المسلسل، هل فعلا يستحق تلك الهالة التي رسمت حوله؟ هناك بعض الملاحظات:
·      فالمشاهد الذي لا يعرف الكثير عن الخلفية التاريخية لظهور الدعوة، لن يستطيع أن يفهم شيئًا من المسلسل، وسيضيع بين الشخصيات المتعددة، والحوارات الدائرة بينهم. فماذا عن الأولاد والشباب الذين لم يتسنى لهم بعد دراسة السيرة النبوية بما يكفي؟ وماذا عن الأجانب الذين سيشاهدون المسلسل مترجمًا.
·      وأما عن ثامر اسماعيل الذي جسد شخصية الخليفة "عمر بن الخطاب" (رضي الله عنه)، فهل أقنع المشاهدين فعلا بعظمة عمر (ر). فالمعروف عن الخليفة أنه كان أعسر يستعمل يده اليسرى، لكننا نرى ثامر اسماعيل في المسلسل لا يتمكن من حمل العصا ولا يجيد استعمال السيف بيده اليسرى، فلا يوحي لك بأنه الفارس الذي نعرفه.
·      لم يقتنع المشاهد من خلال الأحداث الدائرة أن الخليفة عمر كان ذا هيبة وبطش بين أبناء قبيلته. زد على ذلك انه عندما كان يتكلم في المسلسل مخاطبًا قومه بصوت مرتفع، كان صوته مخنوقًا وكأنه يتكلم داخل كهف. فهل هذا هو عمر الذي كانت الصحراء تهتز لصرخته؟
·      في فيلم "طروادة" (Troy) استطاع "أخيلس" بعد مبارزته بطلا من الأعداء أستطاع ومن خلال ضربة سيف واحدة ان يقنع المشاهدين بفروسيته وجرأته وشجاعته! فهل استطاع "عمر" (ر) أن يقنعنا بذلك بعد مبارزته الأولى لفتى من قريش؟
·      يبدو "أبو بكر" (ر) منذ بداية المسلسل رجلا طاعنًا في السن يتجاوز الستين عامًا، مع أنه كان لم يبلغ الأربعين بعد عند بداية البعث. فلماذا أظهره المخرج شيخًا مسنًا؟
·      ألم نشعر بالقشعريرة تسري في دمائنا حين أسلم حمزة في فيلم الرسالة للمخرج "مصطفى العقاد"، وصرخ بعبارته المشهورة "أنا على دين محمد". فماذا شعرنا حين أسلم حمزة في هذا المسلسل. لقد جاء إسلامه باهتًا ضعيفًا مقارنة بفيلم الرسالة، وإذا أخذنا في الاعتبار أن فيلم الرسالة قد أنتج منذ اكثر من ثلاثين عامًا، فهل نحن نسير إلى الوراء؟
·      أما عن تصوير المعارك فحدث ولا حرج. ومع أن المخرج يقول أنه استخدم تقنيات جديدة لأول مرة في هذا المسلسل، فأين هي؟ ألم يشاهد المخرج أفلامًا مثل "طروادة" ((TROY و "كينج آرثر" (KING ARTHER) و (300). في تلك الأفلام يضع المشاهد يده على رقبته تحسبًا من ضربة سيف طائشة، أما هنا فنرى تصوير المعارك بدائيًا وترى نفس الفارس يموت في أكثر من معركة. فلماذا لم يستعن المخرج بأجانب محترفين لإدارة وتصوير المعارك ما دامت الميزانية تفوق المائة مليون دولار؟




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق