الاثنين، 13 فبراير 2023

• فيكتور لوستج أكبر نصّاب عبر التاريخ


حين تجعل الجميع يفهمك دون أن تقول شيئاً

ولد فيكتور لوستج في بوهيميا (4 يناير 1890 - 11 مارس 1947)، ولكن اتجه بعدها إلى الجنوب. كان رجلَ نَصبٍ ساحر ويتكلم لغات عديدة بطلاقة. أسس أعمال نصب عبر المحيط متنقلاً بين نيويورك وباريس.

ذات مرة استطاع الكونت فيكتور لوستج أن يبيع للسُّذَّج بأرجاء البلاد صندوقاً أقنعهم أنه يطبع المال، كان يعرض إمكانية الصندوق الصغير إلى الزبائن بينما يقول للزبائن طوال الوقت ان الجهاز يتمكن من نسخ 100 دولار في ستة ساعات. الزبون عندما يرى الأرباح الهائلة، يشترى الجهاز بثمن مرتفع، غالبا فوق الثلاثين ألف دولار. وبعد ذلك بإثني عشر ساعة تنتج الماكينة مئتا دولار، وبعدها تنتج ورقاً أبيض فقط وذلك لنفاذ مخزون الاوراق ذات المئة دولار، وكان الضحايا لا يتوجهون للشرطة خوفاً من أن يتعرّضوا للحرج العام.

لكن المأمور ريتشاردز من مقاطعة رمسن بولاية أوكلاهوما لم يكن من النوع الذي يرضى أن يحتال عليه أحد بمبلغ 10 الاف دولار ويَسكُتُ، فطارد لوستج إلى أن وجده بفندقٍ في شيكاغو. سَمِعَ لوستج طَرْقَ الباب، وحين فتح رأى المأمور يُوَجِّهُ نحوه بندقية، فسأله لوستج بهدوء «ما الأمر؟» فصرخ المأمور «يا ابن... سوف أقتلك، لقد خدعتني وبعت لي هذا الصندوق الحقير» ادعى لوستج التَّحَيُّر وقال «هل تعني أنه لم يعمل؟» فأجابه المأمور «أنت تعلم أنه لا يعمل» فَرَدَّ لوستج، مستحيل أَنَّهُ لا يعمل هل شَغَّلتَه بطريقة صحيحة؟» فأجاب لقد فعلتُ ما قلت لي بالضبط، فقال لوستج «لا. لابد أنك ارتكبتَ خطأً ما؟

وظل الجدال يدور على نفس المنوال وبدأت البندقية تنخفض...، بعد ذلك انتقل لوستج إلى المرحلة الثانية من تكتيكات الجدال: بدأ يَصُبُّ وابلاً من التعليقات التِّقَنِيَّة المُبهمة حول طريقة تشغيل الصندوق، وأخذ يُضَلِّلُ المأمور والذي لم يعد واثقاً من نفسه وأخذ جداله يضعف، وأخيراً قال له لوستج، انظر... سَأَرُدُّ لك مَالَكَ وسأعطيك تعليمات مكتوبة لتشغيل هذه الآلة وسآتي معك إلى أوكلاهوما للتأكد من أنها تعمل جيداً، وهكذا لن يكون لديك شيء تخسره.

وافق المأمور بِتَرَدُّدٍ، وحتى يُرضيه تماماً قدم له لوستيج مائة ورقة من فئة المائة دولار وطلب منه أن يهدأ ويستمتع بإجازته الأسبوعية في شيكاغو، فهَدَأَ المأمورُ وزالتْ حيرته ورحل.

في الأيام التالية ظل لوستج يتفحص الجريدة يومياً، وأخيراً وجد ما يبحث عنه: خَبَرٌ صغيرٌ يَصِفُ القبضَ على المأمور ومحاكمته وإدانته بتهمة ترويج نقود مزيفة. فاز لوستج بالجدال ولم يعد المأمور ليزعجه من جديد.

في لقاء صحفي أراد صحفي، احراج خروتشوف بعلاقته بستالين لكن الرد كان صادما...

قاطع أحد الحاضرين نيكيتا خروتشوف بينما كان يلقي خطابا يتبرأ فيه من جرائم ستالين، وسأله "لقد كنت زميلا لستالين، فلماذا لم توقفه حينها؟" فتظاهر خروتشوف بأنه لم ير المتكلم وصاح عاليا وبقسوة «من قال هذا؟ » فلم يجب أحد ، بعدها بثوان من الصمت الكثيف قال خروتشوف بصوت هادئ «الآن تعرف لماذا لم أوقفه». فبدلا من الجدال بأن الجميع كانوا يشعرون بالخوف أمام ستالين، لأن ظهور أي علامة على التمرد عليه كانت تعني الموت المحقق، بين خروتشوف للسائل كيف كانت مواجهة ستالين- ذلك الشعور بالريبة والخوف من التكلم والهلع عند مواجهة القائد والذي كان هذه المرة خروتشوف نفسه.... كان هذا العرض محركا للنفس ولم تكن هناك حاجة بعده لأي جدال.

أقوى إقناع هو ما يتجاوز الأفعال إلى الرموز فقوة الرموز مثل الرواية أو القصص الديني أو التمثال الذي يمجد ذكرى مشحونة بالعواطف ـ تجعل الجميع يفهمك دون أن تقول شيئاً.

المصدر: THE 48 RULES OF POWER, ROBERT GREEN

 

 




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق