حزن الطفل يسبب الكثير من الأمراض النفسية والجلدية
يمر الطفل في سنوات طفولته الأولى بمشاعر وانفعالات كثيرة؛ كالغضب أو العصبية وسرعة الانفعال أو الكذب، ما يحدث -بطبيعة الحال- ردود أفعال قلقة ومزعجة للآباء، في حين أن رؤية الابن حزيناً، صغيراً كان أو كبيراً؛ أمر يؤلم ويؤثر نفسياً في كل الآباء، خاصة إذا كان الطفل غير قادر على التعبير عن مشاعر حزنه بالكلام بوضوح.
لهذا كان تقرير اليوم بحثاً عن أسباب الحزن عند الأطفال؛ من عمر 5-9 سنوات، وتوضيح علامات الحزن النفسية والجلدية والسلوكية، ثم يستعرض بعضاً من طرق العلاج. اللقاء والدكتورة فاطمة الشناوي استشارية طب النفس؛ للشرح والتوضيح.
مظاهر الحزن على الطفل
· حزن الطفل يأخذ مظاهر مختلفة، ويمر بعدة مراحل؛ مثل الشعور بالإحباط والاكتئاب وفقدان الرغبة في ممارسة الأنشطة اليومية.
· يأخذ الحزن مظهر القلق في النوم، وإحساس بخوف مستمر من المجهول، أو يتصرف الطفل كما لو كان أصغر سناً.
· يتجنب الطفل الأصدقاء، مع تراجع في أدائه الدراسي، وربما يرفض الدراسة والذهاب للمدرسة.
· حزن الطفل مؤقت قبل بلوغه خمس سنوات، وبعد خمس سنوات يعرف أن الموت غياب أبدي، ولكنه لا يتقبله ولا يتصور حدوثه مرة ثانية.
· حزن الطفل يأخذ أشكالاً كثيرة؛ منها التعبير اللفظي بإعلان رغبته في اللحاق بالمتوفى أو الذهاب إليه إن كان غائباً، وربما لجأ إلى تقليده.
· السلوك العدواني والميل للتخريب أحد مظاهر الحزن القوية لدى الطفل، إضافة إلى مبالغته في التعلق والارتباط ببعض الأشخاص.
· حب الشباب وسقوط الشعر من علامات الحزن، ومن التأثيرات غير المباشرة ما تتمثل في التقرحات الفموية والهربس.
· الحزن حالة نفسية وتُعد عاملاً رئيسياً في مرض البهاق الجلدي والثعلبة، وعاملاً ثانوياً في مرض الصدفية الجلدي والأكزيما.
أسباب الحزن عند الأطفال
تختلف أسباب الحزن عند الطفل تبعاً لمراحله العمرية؛ فقبل 5 سنوات نجد حزن الطفل مؤقتاً، ولسبب بسيط ويزول! وبعد الخامسة يدرك الطفل الكثير؛ ما يجعل الحزن يترك أثره في مشاعره وانفعالاته وسلوكياته أيضاً.
الحزن يظهر لدى الصغار من وقت لآخر ولفترات قصيرة؛ حيث إنهم لا يستطيعون العيش مع مشاعر قوية فترة طويلة من الزمن، كما أن أذهانهم تحميهم من الحزن الذي يفوق طاقتهم.
يحدث الحزن بسبب التعرض لأحداث مجهدة؛ كتغيير المدرسة، أو طلاق الوالدين، أو وفاة أحد أفراد الأسرة، وربما نتيجة تناول أدوية معينة، أو الأدوية المضادة للألم، وأحياناً ترجع للتاريخ العائلي؛ حيث يكون الاكتئاب وراثياً عند بعض الأطفال.
حزن بسبب التفكك الأسري
الحزن بسبب غياب عزيز، أو نزلة برد، وربما بسبب إصابة الطفل بدرجة من الاكتئاب. وحزن الغياب مجموعة مشاعر يختلط فيها الخوف مع الحزن والقلق والاضطراب، وتكون على وفاة قريب؛ والد، أو والدة.
التفكك الأسرى له أثر كبير في شعور الطفل بالحزن، واللوم والذنب تجاه نفسه، والآخرين من حوله، مع فقدان للشهية وانطواء، وقد يصل إلى حالة من التبول اللاإرادي.
طرق العلاج
1. الأم لا تستطيع منع الحزن من أن يدور بعقل طفلها، لكنها تستطيع أن تمنعه من أن يعشش بداخله ويسكن قلبه؛ لذا عليها تقديم العون والدعم العاطفي له.
2. اسأليه عمَّ يحزنه، ولا تخجلي من التحدث عن الموت والطلاق والسفر البعيد، كوني أماً صبوراً؛ هناك أطفال لا يجيدون التعبير عن مشاعرهم.
3. تحدثي مع طفلك أو طفلتك بوضوح، بعد مشاهدتك لعلامات الحزن على ملامح وجهها، وأعطيه إجابات بلغة يستطيع فهمها؛ حتى يستطيع التأقلم مع حزنه.
4. تفهمي حزن طفلك ولا تجعليه يخفي مشاعره، دعيه يعبر عن كل شيء يشعر به، وشجعيه ليحكي عمَّا يضايقه ويحزنه، واتركيه يشاهد رد فعلك على كلماته.
5. تقبلي فكرة الموت ثم العودة للقاء بالجنة، إن كان طفلك يعتقد بها، ولا تحاوريه بشدة وضغط؛ حتى لا يزداد حزنه، ويُصاب بآلام نفسية توقف نمو شخصيته.
6. أبقِي خطوط التواصل بينك وبين طفلك مستمرة، وشاركيه مشاعره، واجعليه يطرح أفكاره وتصوراته التي تجعله سعيداً ويعود إلى حالته الطبيعية.
طرق التعامل مع الطفل الحزين
1. قومي بطرح أسئلة تحريضية لتدفعيه للكلام، مثل: من ضايقك؟ من سبب لك هذا الحزن؟ هل هو صديقك أو أنك تفتقد غياب صديقتك المريضة؟ وهكذا.
2. على الوالدين أن يعرفا أن الطفل كيان آدمي يمتلئ بالمشاعر، وأن أي محاولة لتجريحه أو التهوين من قدر حزنه؛ سوف يكون لها أثرها في اضطرابه في ما بعد.
3. أكبر خطأ ترتكبه الأم في محاولتها لعلاج حزن طفلها، أن تدخل معه في حرب لفرض إرادتها وتوجيهاتها ضد إرادته، ولا تساعدي طفلك على نسيان حزنه؛ النسيان يدفن الحزن في النفس، بعدها يصبح مصدراً للقلق والاضطراب النفسي.
4. تفاهمي مع طفلك بصدق وصراحة؛ ما يجعله يهون على نفسه ولا يبالغ في حزنه، كما أن ردود أفعال الطفل مختلفة تجاه الأحداث السلبية في محيطهم؛ فمنهم من يبكون بصوتٍ عالٍ، وبعضهم قد يصبحون عاطفيين كثيراً أو مفرطي الحساسية أو كثيري التطلُّب.
5. يراقب الأطفال عواطف وسلوكيات البالغين من حولهم، خصوصاً في الأوقات الصعبة؛ لذلك يكون لتصرفات البالغين من حولهم أثر كبير في تصرفاتهم في المستقبل.
إقرأ أيضاً:
مهارات علميها لابنتك عندما تبلغ 13 عاماً
أسباب الخلاف بين المراهق ووالديه
10 طرق تصنعين بها طفلاً قيادياً
كيف تربين أطفالاً سعداء وناجحين
للمزيد
معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب
الإدارة الصفية: 7 مقالات في الإدارة الصفية
إختر مهنتك: تعرف على المهنة التي تناسبك من بين جميع المهن
استراتيجيات التدريس دليل المعلم للتعلم النشط
مراهقون: مشاكل المراهقين وأساليب التعامل معهم
مواضيع حول التنمية البشرية وتطوير الذات
أيضاً وأيضاً
الغزل: أبحاث ومقالات عن شعر الغزل العذري والإباحي في كل العصور
شعراء: نبذة عن حياة شعراء عرب في كل العصور
الطاقة: مقالات وأبحاث عن الطاقة بكل أنواعها
تلوث ونفايات: مقالات وأبحاث حول تلوث البيئة والنفايات
كوارث طبيعية: مقالات وأبحاث عن الزلازل والبراكين والفيضانات وغيرها
مسلسلات: نقد وتحليل مسلسلات عربية وتركية
المصدر: 1
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق