التخيّل
يُعتبر الذهنُ مفرخةً أُولى وحاضنًا أَوَّلَ يصدرُ عنه كلُّ فكر، وكُلُّ إبداع وما يُحيط بِهذا الإِبداعِ من تَخَيُّل، لا سيَّما الشعر. وتُقاس أبعاد التَّخَيُّل بقدرة المُتَخَيَّل أو الناتج الذهني - المُدْرَك عبر اللِّسانيات وغيرها مِن مُسْتَحدَثات العصر - على المُجاوزة، ومخالفة أُفق التوقُّع.
وقد
فاقت اللُّغة الأَبجديَّة بِكُل ما تمتلكه من إشارات وإيماءات وإيحاءات كُلَّ
وسائل التعبير، القديمة أو الحديثة، وحيث إِنَّ اللغة الإِبداعيَّة تُعد
مَنْتُوجًا أو مُكوَّنًا ذهنيًّا؛ فإنَّها تقع أيضًا مِنْ ذهن المتلقي بمثابة مادة
جاهزة أو مُعَدَّة للتفكيك والتركيب، أي قابلة لإِعادة الإِنتاج وخاضعة كذلك
للتأويل.
وعلى
الرَّغم مِنْ أَنَّ اللغةَ الآليةَ تستطيع - بما تجلبه مِن أصوات، وحركات، وألوان
- أَنْ تُحدث في النفس تأثيرًا وتضيف إِلى لسانية اللغة؛ فقد تتقاصر همَّتُها إذا
ما قُورِنت باتساع الخطاب اللِّساني في تدفق دلالاته، ومرونته، وسرعة استجابته،
وقابليَّته المُتعدِّدة للتأويل، ولا شك، فاللُّغة الشعريَّة لسانيَّة وآلية، هي
نتاج التَّخيُّل الذهني.
التَّفاعُليَّةُ
نشاطٌ مُتجاوِزٌ وتوسُّعٌ
إِنَّ
الحداثة الشعرية وما بعدها، وما بعدهما، نشاطات متجاوِزة، مارسها ويُمارسها
الشعراءُ في أَقَاويلِهم، لم تُسَمَّ باسمها إِلاَّ حديثًا؛ حيث عُرفتْ في الثقافة
الغربية منذ نهاية القرن التاسع عشر، ثم انتقلت إلى الثقافة العربية بعد منتصف
القرن الماضي، وما زالت – هنا وهناك –
تخلع ثَوْبًا وتلبس آخر؛ فتأتي في صورٍ مختلفةٍ، يُمارسها شعراءُ آخرون في
شكل نشاطاتٍ، رُبَّما تكون أكثر تجاوزًا مِمَّا قبل، ورُبَّما تكون أقلَّ، أو قد
لا تتعدى مستوياتها الأُولى.
ولعل
إِنتاج النص الشعري الرقمي التفاعلي، أو إِدخال النص الشعري ضمن العمليات الرقمية
التفاعلية؛ آخر مستجدات الحراك الحداثي من النشاطات المتجاوزة، كما أَنَّه يُعدُّ
أَحدث أشكال الانزياح - المرغوب في بناء الشعر- الذي يمكن أَنْ يفزع إِلى إتيانه
الشعراء المتطلعون إِلى التجاوز والتغيير، وقد سبقت إِليه القصيدةُ الورقيَّة في
نظامها الخطي - من معالجتها اللِّسانيَّة
- بُغية تحقيق التجاوز والمخالفة.
وقد
ذهب الشاعر الرقمي إِلى تحقيق التفاعلية في القصيدة الرقمية؛ باعتبارها الخصيصة
الأساسيَّة، والهدف الأساسي إِلى صناعة هذا النص الشعري. وكُلَّما زادت مساحة
التفاعلية في النصِّ الرقمي؛ اتسعت مساحة التخيل ذلك أَنَّ المعينات البصرية
والسمعية والحركية - التي يجلبها الشاعرُ الرقميُّ - تفسحُ مجال التخيل أَمام
المتلقي.
وتعمل
(التفاعليَّة) بصفة عامة في شعرية النص كونها تُمثِّل نشاطًا مُتجاوِزًا يَحُولُ
دُون خطية النصِّ، وقد شاع تداولها حديثًا؛ إِثرَ مُمَارستها خلالَ الحيز الرقميِّ
للقصيدة التفاعليَّة.
وإِذا كُنا نعزو اتساع
مساحة المُتَخَيَّل في النص الرقمي التفاعلي إِلى تحقُّق التفاعليَّة فيه؛ فإِنَّ
الناظر في نتاج شعراء العربية في الجاهلية، وما بعدها سوف يُدرك أَنَّ مِنْ هؤلاء
الشعراء مَن استطاع أَنْ يُكثر من تلك النشاطات المُتجاوزِة، بقصد أو بدون قصد؛
وقد جاءت لُغتُهم أكثرَ تفاعليَّة، وأوسع مُتَخيَّلاً إِذا ما قُورِن
بالمُتَخَيَّل الرقمي الآن، ومن أَمثلة ذلك، قول امرئ القيس:
مِــكَــرٍّ
مِــفَــرٍّ مُــقْــبِــلٍ مُــدْبِــرٍ مَــعــًا كَــجُلْـمُوْدِ صَـخْرٍ حَطَّهُ السَّـيْلُ
مِنْ عَلِ
إِنَّها
مراوغة شعريَّةٌ قديمة، تقف بجرأة قبالة النص الحداثي، الذي يزعم تفرده في القيام على المتناقضات. وإِذا
كان الشاعرُ الرقمي قد استعان في بناء نصه التفاعلي بالصوت والصورة واللون
والحركة؛ فإِنَّ الشاعر الجاهلي قبل خمسة عشر قرنًا من الآن قد وظَّف كُلَّ تلك
المعينات؛ حتى إِنَّنا - في هذا البيت القديم - نكاد نسمع أصوات الكر والفر،
ونشاهد صور التداخل في الذهاب والإِياب، كما تسمح لنا حُدودُنا الذهنيةُ أَن
نُكوِّن مُتَخَيَّلاً أَو مشهدًا عصيًّا تنبعث من خلاله محسوسات يَسْتَعْصِي على
أساطين السينما إِعدادها.
هذه
هي التفاعليَّة، تمنح بفعلها الحركي كُلًّا من الشاعر والمتلقي مساحة كبيرة من
التخيُّل، ولا يَحدُّ من وُجودها في النصِّ كونُه غير رقمي، كذلك عمل الانزياح
بقدرته الانحرافية، وقد وُجِدَ قديمًا في كثيرٍ من الصور الاستبدالية والتركيبية
والصوتية حسب مفهومه الآني، كما ساقته عمليًّا بعضُ الأقاويل الشعريَّة، لكنَّه قد
عُرِفَ تحت مُسَمَّى التوسع، وقد عُولِج في كثير من صوره تحت مسمَّى العدول، ولعل
الانزياح (الصوتي) في أَبسط صوره قد جعل من الضرورة الشعريَّة درْبًا إلى المجاوزة
الجمالية والدلاليَّة، كل ذلك يُعزِّز مساحة المُتَخيَّل في النص اللساني التقليدي
قديمه وحديثه، كما يَدرأُ شبهة تأخر اللغة الشعرية القديمة في قدرتها الانزياحية.
وقد
حسم الشاعرُ العربيُّ القديمُ هذا الأَمر عبر تطلعه الحداثي؛ من خلال مُمَارسته
للتوسع أو العدول بأَيٍّ من صورهما، كما هو عند امرئ القيس من قوله:
أَيَقْتُلُنِي
وَالْمَشْرَفِيُّ مُضَاجِعِي وَمَسْنُونةٌ
زُرْقٌ كَأَنْيَابِ أَغْوَالِ؟
ويُفَجِّرُ
بيتُ امرئ القيس – عبر مفرداته - لدى المتلقين حالات من التخيل؛ تستدعي معها
المكان والزمان، ثم الحركة والصورة واللون، وتستثير بُؤر التخيل مهما بلغت من
سكون، كما يُمثل هذا البيتُ أَحد صور الانزياح الاستبدالي: البياني، أو التصويري،
أو الاستعاري، وهي تُمثلُ فِي النِّهاية نشاطًا مُتَجَاوِزًا.
ولعل
الضابط في ممارسة تلك النشاطات – تحت أي مسمى - قديمًا وحديثًا يبدو في مدى تحقق
غاياتها الانزياحيَّة (التجاوزية) التي اشترطها النقاد؛ فليس كلُّ تشبيه، أو
استعارة، أو كناية، بل ليس كلُّ عدول – لسانِيٍّ أو آليٍّ - يُمثِّلُ انزياحًا،
مالم يُحدث أَمرًا خفيًّا عن تفكير المتلقي، يخالف توقعاته. وعلى الرغم من كثرة
الأَساليب التي تُؤدي إِلى تحسُّس مواطن الشعرية في النصِّ الشعريِّ المعاصر في
كُلِّ أَشكاله؛ فَإِنَّ تتبعها من خلال الانزياح بوصفه ظاهرة أُسلوبية تعني «خروج
التعبير عن السائد أو المتعارف عليه قياسًا في الاستعمال، رؤية ولغة وصياغة
وتركيبًا...إلخ»، يكون أكثر تقصِّيًا وشمولاً لموضوع الشعرية؛ حيث يمكن معه
بالضرورة قياس مدى الدلالة، ومعدل ارتفاع أفق التوقع.
تَشْكِيلُ
الصُّورَة
تعمل
المعينات الآلية من الأصوات، والحركات، والصور، واللوحات والألوان - في النص
الرقمي التفاعلي- ضمن المُتَخَيَّل الرقمي، وقد يستعين الشاعر الرقمي بمختص
تكنولوجي، وهو حينئذٍ يصبح ضمن مصادر المتخيل؛ فلا يكون للشاعر وحده فرصة
الاختيار، ذلك إِذا لم يكن لديه القدرة على صياغة التداخل اللساني الآلي، ولا
يتوقف الأمر عند اختيار الشاعر لهذا المختص، بل لا ينتهي الأمر عندهما، وإنَّما
يُترك للمتلقين مساحة الإِبداع التي لا تقل عمَّا لصاحب النص؛ إذ يتاح لكل متلقٍّ
أنْ يُدخل من الحركات والأصوات والألوان واللوحات ما يجده مناسبًا وملائمًا للنص
اللساني. ويظل النصُّ اللسانيُّ في كل الأحوال مُثيرًا للتخيل ومُحفِّزا على
التعبير والتبديل والتفكيك والتركيب، ويُتاح للمتلقي أن يُضيف إليه، أو يقوم
بترجمته، أو غير ذلك.
والصورة
في النص الورقي أو اللساني التقليدي تظلُّ ذات حركة دائمة، تبدو بقدر كبيرٍ من
التكافؤ، متحققة التفاعلية كُلَّما تأوَّلت، بل قد تزيد تفاعليتها كلما استلمها
مُتلقٍّ عن آخر، فمن الذي يستطيع – مثلاً - أَن يُوقف لدى المتلقين تعدد زاوية
الرؤية لصورتي (الكر والفر) في بيت امرئ القيس السابق؟ ومن الذي يتوقع حجم المسافة
بينهما؟ وماذا لو أعطينا فَنَّانَيْن تشكيلِيَّيْن الفرصة في أنْ يرسما لنا
تَصوُّرَ كلٍّ منهما لهذا المشهد الجاهلي؟ لا شكَّ سوف يختلف كلٌّ في تصوُّرِه، بل
لو أعطينا عشرات الرسَّامين تلك الفرصة لاختلفت تصوُّراتُهم جميعًا؛ ومن هنا تبقى
قدرةُ النص اللساني على إِحراز القدر التفاعلي الأوسع.
المُتَخيَّل في النص
الورقي لا حدود له، ذلك أنه بمقدور المبدع أو المتلقي أن يُنْتجا كثيرًا من
الحركات والأصوات والألوان المتداخلة والمتشابكة في آن، وهذا ليس مُتَحققا حجمًا
كما هو لدى المُتخيَّل في النص الرقمي؛ ذلك أنَّ المُتخيَّل يقع في النص الرقمي
بمجرد اختيار الأصوات والحركات والألوان إلى آخره... إِذ النص الرقمي محكوم
بِمُعِينَاتِه الآلية التي التصقت به إِلى أن يقوم المبدع أو المتلقي (المبدع)
بتطويرها أو تغييرها، أو بإِدخال أي جديد عليها، بخلاف النص اللساني في كل أشكاله؛
ذلك أَنَّ اللغة اللسانية تظلُّ تعمل في المطلق، لا تنتهي بتأوُّلها.
التَّولِيف
إِنَّ
العناصر المكوِّنة للشعر الرقمي التفاعلي – بطبيعتها التركيبية – تستطيع أَن تفتح
باب التخيل أمام المتلقين، ويكون بمقدور اللغة اللِّسانية – وهي أحد هذه العناصر -
أن تتعالق مع نصوص لسانية أُخرى في ذات النص الرقمي، كما أنَّها تمتلك القدرة على
التلاؤم والتناسب عبر التلاقي الأجناسي إذا ما أُعِدَّت لذلك، وتكمن أهمية هذا
التلاقي في إثراء النص الرقمي أُسلوبيًّا وموضوعيًّا. وكان لوجود القصيدة الرقمية
التفاعلية في عالمنا الشعري أثره على صعيدين: الأول هو تقبل هذا الشكل الإبداعي
ودعم عملية التجريب، والآخر هو ما ترتَّب على وجود هذا الشكل من مكاسب فنية، يأتي
في مقدمتها التزاوج بين أدوات التعبير اللساني والآلي، وتكمن صعوبة هذا التزاوج في
ضبط عملية التوليف بينهما.
يُتيح
التوليف لكلٍّ من النص والمتلقي، وكذا المبدع أو المؤلف إمكاناتٍ متعدِّدة
ومختلفة، فيما يخصُّ إِمكانيَّة التشكيل النصي، والقدرة على التأويل، واتساع
مساحته، وكثرة الدلالة، إِلى غير ذلك من زيادة فرص التلاقي النوعي أو الأجناسي،
ومع كلِّ هذا يتم للمتخيل الاحتفاظ بالقدر الأكبر في عملية الإبداع والتلقي، سواء
في النص الورقي أو النص الرقمي؛ فقد يأتي النصُّ اللِّساني بما يحمل من طاقة لغوية
وتخيِيلية مُتضمِّنًا كلَّ ميزات النص الرقمي التفاعلي، ولنتذكر معًا البيت الشعري
السابق:
مِــكَــرٍّ
مِــفَــرٍّ مُــقْــبِــلٍ مُــدْبِــرٍ مَــعــًا كَــجُلْـمُوْدِ صَـخْرٍ حَطَّهُ السَّـيْلُ
مِنْ عَلِ
تَصَوُّرُ
البِنَى الأُسلوبيَّة
نظرًا
لطبيعة النص الشعري عامة في كثرة تعالقاته؛ فإِنَّ البنية التخييلية فيه تكون محل
حركة دائمة؛ فقد يصوغها مُتلقٍ ثُمَّ يأتي آخر فيصوغها صياغة مغايرة لما قبل،
ولعلها في النصِّ الرقمي التفاعلي تكون أكثر حركة؛ ذلك أَنَّه ينبني في الأساس على
الحركة وعدم الثبات؛ حيث يتعرض دائمًا للإِضافة، ولا يتم التعرف على بنيته
الأُسلوبية أو صياغتها إِلا من خلال سماعه ورؤيته معًا، وفي إِطار لساني آلي مشترك.
أَمَّا
البنية الأُسلوبية في النص التقليدي الخطي، أو الورقي هي بنية مُشاهَدَةٌ أو
مسموعة، يُمكن استخراجها وتحديد موقعها، ويمكن التعرف عليها وصياغتها من خلال
قراءة القصيدة أو سماعها بالأُذن، بل يكفي سماع القصيدة للوقوف على بناها
الأُسلوبيَّة.
فمثلاً
في نصِّ (حاشية1) من قصيدة (تَبَارِيحُ رَقَمِيَّةٌ لِسِيرَةٍ بَعْضُهَا
أَزْرَقُ)، للشاعر مشتاق عباس معن، يستدعي الشاعرُ لوحةً تُشبه (المتاهة) أو
(الدوَّامة)؛ رُبَّما تعني (أَنَّ الحكاية كما هي لا جديد هناك)، وتُمثل هذه
اللوحةُ تَشَعُّبًا جديدًا للمتن، وفوق اللوحة المُتداخلة الأَلوان تجسمُ
الأَبياتُ العموديةُ - اللاحقة - وكأَنَّها تخرج من تلك المتاهة أو تعود إِليها،
وتمثل هذه (الأَبياتُ) حالَ المتاهة أو تُصور (اللوحة) دلالة هذه (الأبيات)؛
فكلاهما يُؤدي إِلى الآخر:
ولقد
مشيتُ وما علمْتُ بأنني أمشي ولكن لا
أرى لي خطوة
قَدَماي
لا أدري تسيرُ أم التي أمشي
ودربي يقتفي آثاري
أمشي
يَميناً وهْو محْضُ يسار تَخْطو
يَداي وتهْتدي بمساري
وقد
خالف البيت الأخير، وجاء في خمس تفعيلات دون تشطير، فقال:
ضاعَ
الطريـقُ أم التي ضاعتْ خُطـاي ولفَّها مشواري
وتأتي
هذه الأبيات العمودية من (حاشية 1) على إِيقاع بحر الكامل؛ ونظرًا للتراخي أو
الضعف الذي نتج عن تراجع المقاومة؛ يقع شريط الأَخبار المتحرك أسفل النص الثابت،
ويختلف مستوى حركته مقارنة له بسابقه في (متن 1)؛ لتصبح حركته «عاجل قليلاً: ... ستذبح خطوتي كلّ لقيط ينزُّ بدربي، فأرضي
تدرُّ الزناة... فهي موبوءة بالمغول!!!.»، ويبدأ الشاعر الخبر بالسين في (ستذبح)،
التي تدل على التسويف والتنفيس؛ ليتناسب الخبر مع مستوى الحركة في (عاجل قليلًا)،
كذلك يتناسب مكان الخبر مع مستوى المقاومة؛ حيث وقع أسفل (حاشية 1)، وخالف مكانه.
وفي
فضاء (حاشية 1) أربع أيقونات، الأُولى تُستخدم للعودة إِلى الواجهة، والثانية
للعودة إِلى المتن، وإِذا ضغطنا على الأَيقونة الثالثة (مكابرة)؛ انتقلنا فورًا
إِلى صفحة (مكابرة).
فهكذا
جاء الجزء السابق من قصيدة «تَبَارِيحُ رَقَمِيَّةٌ لِسِيرَةٍ بَعْضُهَا
أَزْرَقُ»؛ مزيجًا من عدة عناصر شكَّلت الرقمية التفاعلية في النص، وأنتجت البنية
الأُسلوبية مفعمةً بالحركة والصورة والصوت، وممزوجة بالإِيحاءات التي تصدرها
الدوال اللسانية؛ بحيث تُصبح البنية الأُسلوبية تركيبًا من هذا وذاك، لم ينفرد
بإِنتاجها النص اللساني وحده، ولا النص الآلي وحده، ويبقى نشاط تلك البنية مرهونًا
بحجم التخيل، ومداه، ولا يتم ذلك إِلا لمتلقٍ أَصيلٍ اطلع على القصيدة شاهد، وقرأ،
وسمع.
ونظرًا
لانعدام الخطية في النص الرقمي التفاعلي؛ فليست هناك نقطة بداية، كما لا يُنتظر
أَن تكون هناك نقطة نهاية؛ لذلك فإِنَّ من الوارد أن ينبعث الاستفهام أو الالتفات
من الصور أو الأَلوان أو من الحركات – الموسيقى مثلاً - أَو تكون كل هذه المثيرات
خلفية حقيقية للنص اللساني، وربَّما العكس، كما تبقى هذه المثيرات محل تفسير
وتأويل لا ينتهي.
وهكذا يتقاطع النَّصَّان اللساني والآلي في اتساعهما لعملية التخيل، ويبقى للنصِّ اللِّساني المساحة الأكبر في التخيل؛ فالكلمة مسموعة أو مرئية، على الشابكة أو على الورق لا حدود لها، كما أَنَّها تأخذ حظَّها من التفاعلية، وهي تعمل في ظلِّ الرقمية ومن دونها.
الأنشطة الإدراكية للطفل: دور الوراثة والتحفيز
الطفل الأعسر: مميزاته وكيفية دعمه
اكتئاب ما بعد الإجازة للطفل: الأسباب وطرق الدعم
ألوان جدران غرفة الطفل: تأثيرها على الدراسة والمزاج
للمزيد
معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب
الإدارة الصفية: 7 مقالات في الإدارة الصفية
إختر مهنتك: تعرف على المهنة التي تناسبك من بين جميع المهن
استراتيجيات التدريس دليل المعلم للتعلم النشط
مراهقون: مشاكل المراهقين وأساليب التعامل معهم
مواضيع حول التنمية البشرية وتطوير الذات
أيضاً وأيضاً
الغزل: أبحاث ومقالات عن شعر الغزل العذري والإباحي في كل العصور
شعراء: نبذة عن حياة شعراء عرب في كل العصور
الطاقة: مقالات وأبحاث عن الطاقة بكل أنواعها
تلوث ونفايات: مقالات وأبحاث حول تلوث البيئة والنفايات
كوارث طبيعية: مقالات وأبحاث عن الزلازل والبراكين والفيضانات وغيرها
مسلسلات: نقد وتحليل مسلسلات عربية وتركية
المصدر: 1
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق