علامات تدل على أن طفلك مصاب بمتلازمة الطفل الذهبي
متلازمة الطفل الذهبي، قد يبدو التعبير غريباً بعض الشيء، ويحضر التساؤل، هل هو مرض عضوي أم نفسي؟ وفي حقيقة الأمر أن متلازمة الطفل الذهبي هي ديناميكية عائلية حيث يفضل أحد الوالدين بشكل مفرط طفلًا واحدًا على إخوته.
فما هي متلازمة الطفل الذهبي؟ وما هي العلامات التي قد تشير إلى الطفل الذهبي؟ وما هي النصائح للتغلب على هذه الديناميكية؟
مع الطفل الذهبي، قد تعانين من الرغبة في وصوله إلى الكمال، أو مشاكل احترام الذات، أو وضع حدود له، لذلك لا بد لكل أبوين وضع حدود صحية لنفسهما، والتخلص من التوقعات المبالغ فيها، وإعطاء الأولوية للرعاية الذاتية لمساعدة الطفل، حتى لا يكبر مع هذه المتلازمة.
صفات الطفل الذهبي
غالبًا ما تتطور متلازمة الطفل الذهبي في العائلات التي يكون أحد الوالدين فيها نرجسيًا، حيث يُسقط الوالد النرجسي صورته الذاتية الجيدة على الطفل الذهبي، وصورته الذاتية السيئة على كبش الفداء، ومن صفاته:
· لا يمكن أن يرتكب أي خطأ
هو في نظر الوالدين، لا يمكن أن يرتكب أي خطأ فعيوبه معذورة، ويحصل على معاملة خاصة من والديه، قد يسارع والداه إلى مسامحة أخطائه، مما يعني أنه يمكنه الإفلات من العقاب أكثر بكثير من إخوته.
· يعاني من مشاعر الذنب
عندما يكبر الطفل النرجسي في العمر، يبدأ بفهم شامل من حوله لهذه المعاملة التي مر بها أخوه كبش الفداء، ما قد يؤدي إلى شعوره بالذنب، وهذا لا يعتبر خطأه في تلك الديناميكية العائلية المختلة، بل تقع المسؤولية الكاملة على الوالدين.
· يكون محلاً للاهتمام والثناء
وذلك سواء كان يظهر بالفعل سلوكًا استثنائيًا أم لا، وإذا كان هناك أكثر من شقيقين، يمكن أن يصبح أحدهما الطفل الضائع، حيث يتوقع منه الوالدان أن يكون جيدًا في كل شيء، ونتيجة لذلك، من المحتمل أن يسعى وراء الإنجازات من أجل إشباع الرغبة الشديدة في الثناء الخارجي، ويتم إهمال هذا الطفل بسبب تركيز الوالدين على الطفل الذهبي.
· ينشد دائماً للكمال
نظرًا لأنه نشأ مع أحد الوالدين الذي رأى فيه شخصًا مثاليًا، فقد يشعر بالكثير من الضغط للحفاظ على تلك الصورة، ومن المحتمل أن يصبح قاسياً على نفسه ويرى الفشل أمرًا غير مقبول على الإطلاق، ويحاول القيام بأي فعل مميز تحت الضغط..
· يصبح طفلاً مرحاً فجأة
نظراً لأنه نرجسي فلا يمكن التنبؤ بتصرفاته، فهو يشعر بالحاجة إلى أن يكون مبتهجًا ومرتاحاً في جميع الأوقات لتجنب المواقف الصعبة، فيميل إلى الدعابة الجميلة مع الآخرين.
· لديه مشاكل في الهوية
ذلك أنه يعاني من إسقاطات المفاهيم المثالية التي فرضها عليه والداه، اللذان يرغبان في تحقيق النجاحات من خلاله، وهذا قد يجعل من الصعب عليه فصل هويته عن هويتهما.
قد يهمل احتياجاته ورغباته الخاصة للتركيز على تحقيق أحلام والديه.
· يعاني من تدني احترام الذات
لديه شعور متضخم أو متقلص بالذات؛ بسبب الثناء المفرط من والديه، وربما يكون قد طور إحساسًا متضخمًا بقدراته، من ناحية أخرى، قد تكون توقعات الوالدين العالية جعلته ينتقد نفسه، ما يؤدي إلى تدني احترام الذات.
إذا كنت تتعاملين مع طفل يعاني من تقدير الذات المرتفع للغاية أو المنخفض للغاية، فاعلمي أنها من علامات متلازمة الطفل الذهبي.
كيفية التغلب على متلازمة الطفل الذهبي
· أنشئي حدوداً صحية
إذا كان الأب نرجسيًا، فمن المحتمل أن ينظر إلى الطفل كامتداد لنفسه ويطالبه بالوصول المستمر للكمال، سارعي أنت كأم، في وضع الحدود الصحية مع الأب؛ للحصول على المساحة التي يحتاجها طفلك، وعلمي طفلك أن يقوم بإنشاء حدوده بطريقة واضحة ومباشرة، ولا يبالغ في الشرح أو الانخراط في نقاش متبادل، عليه أن يعبر ببساطة عن عدم اقتناعه.
· علميه احترام رأي والده ورأيك
إذا لم يقتنع والده بوجهة نظره، عليه أن يأخذ استراحة من التواصل مع الآباء، وأن يقول له: "أبي، أنا مستعد ومن كل قلبي لقضاء الوقت معك، لكن دعني أحدد ذلك حسب وقتي، وأختار المكان المناسب.
وأن يقول لك مثلاً: "أمي، أعلم أنك تريدين معرفة ما يحدث في حياتي، لكنني لست مرتاحاً لكشف ما يدور برأسي، سأخبرك عندما أكون جاهزاً".
· علميه أن يكون لطيفاً ومتعاطفاً مع ذاته
إذا كان طفلك مصاباً بمتلازمة الطفل الذهبي، فمن المحتمل أنه ينتقد نفسه بشدة، وربما يلوم نفسه على ديناميكية الأسرة، ذكريه أن سلوك والده ليس انعكاسًا له، وأن الديناميكية المختلة في طفولته لم تكن خطأه، لذلك عليه تدريبه على التعاطف مع الذات، والذي يتضمن التعرف على الأوقات التي يمر فيها بشيء صعب، والتعامل بلطف مع نفسه في تلك اللحظات، من خلال بعض تمارين اليقظة الذهنية، مثل التأمل أو قراءة التأكيدات الإيجابية لتظهر لنفسه بعض الحب.
· ابحثي عن علاج لصحة طفلك النفسية
الأطفال الذهبيون (والأطفال النرجسيين عمومًا) معرضون لمشاكل مثل الأرق والقلق والاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة، إذا كان طفلك يعاني من أي من هذه المشكلات، فهناك العديد من خيارات العلاج لمساعدتك في إدارة الأعراض. مثل تحديد موعد مع المعالج وهذا يعد خطوة أولى جيدة. واطلبي من الأصدقاء الموثوقين أو أفراد الأسرة النصيحة، أو قومي بمراجعة المعلومات عبر الإنترنت
نهاية لا تصلي إليها مع ابنك
في بعض الأحيان، لا يستطيع الوالد النرجسي احترام حدوده، وهذا يؤثر بشكل سلبي على صحة الطفل النفسية، وقد يقرر الابتعاد عن الأسرة عندما يكبر، من دون أي تواصل، ورغم صعوبة هذا القرار بالنسبة له، لكن الشيء الأكثر أهمية هو أن يكون قادرًا على الشفاء والعناية بنفسه، فالنرجسيون عرضة للتلاعب والتعثر بالذنب، فلا تحاولي إجباره على التراجع عن قراره، وتذكري أنه يستحق السلام والاستقرار، وربما أنت أو والده من دفعه لذلك.
إقرأ أيضاً:
طرق تساعد طفلك على تنمية مهاراته
علامات الطفل الذكي وكيفية تنميتها
الطفل العنيد: ما هي صفاته الإيجابية؟
المقبول والمرفوض في تربية الطفل بين الأم والمربية
للمزيد
معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب
الإدارة الصفية: 7 مقالات في الإدارة الصفية
إختر مهنتك: تعرف على المهنة التي تناسبك من بين جميع المهن
استراتيجيات التدريس دليل المعلم للتعلم النشط
مراهقون: مشاكل المراهقين وأساليب التعامل معهم
مواضيع حول التنمية البشرية وتطوير الذات
أيضاً وأيضاً
الغزل: أبحاث ومقالات عن شعر الغزل العذري والإباحي في كل العصور
شعراء: نبذة عن حياة شعراء عرب في كل العصور
الطاقة: مقالات وأبحاث عن الطاقة بكل أنواعها
تلوث ونفايات: مقالات وأبحاث حول تلوث البيئة والنفايات
كوارث طبيعية: مقالات وأبحاث عن الزلازل والبراكين والفيضانات وغيرها
مسلسلات: نقد وتحليل مسلسلات عربية وتركية
المصدر: 1
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق