مِنَ الطَّبيعيِّ أنْ تَسعَدَ الأُمَّهاتُ بتَطَوُّراتِ أطفالِهنَّ، سَواءً في مَرحَلَةِ الحَرَكَةِ أو المَشيِ أو حَتَّى الكَلامِ. ولكنْ، بَينَما يَنمُو الأطفَالُ، قَدْ تَظهَرُ علَيهِم تصرُّفاتٌ تُثيرُ القَلَقَ، وتَراهَا الأُمَّهاتُ غَيرَ مُناسِبَةٍ أو مُقلِقَةٍ.
على سَبيلِ المِثالِ، هُناكَ الطِّفلُ الثَّرثارُ، والطِّفلُ الذي لا يَنامُ جَيِّداً، والطِّفلُ الذي يُراقِبُ كُلَّ شَيءٍ بصَمتٍ. وقَد يَعتَقِدُ البَعضُ أنَّ هذهِ التصرُّفاتِ دَليلٌ على مَشاكِلَ سُلوكيَّةٍ، لكِنَّهَا في الوَاقِعِ قَدْ تَشِيرُ إلى مُستوياتٍ عَالِيَةٍ مِنَ الذَّكاءِ.
إليك أَربَعَ تصرُّفاتٍ قَدْ تَبدو مُزعِجَةً لكِنَّها تَعكِسُ ذَكَاءً مُفرِطاً.
1. الطِّفلُ الكَسولُ
يَعتَقِدُ الكَثيرونَ أنَّ النَّشاطَ والحَرَكَةَ الدائِمَةَ هُما مُؤَشِّرانِ على الذَّكاءِ لَدَى الأطفَالِ. لِذا، قَدْ يَشعُرُ الوالِدانِ بالقَلَقِ إذا بَدا طِفلُهُم كَسولاً، غَيرَ مُتَفاعِلٍ، وَلا يَستَجيبُ بسُرعَةٍ لِما حَولَهُ. لكنَّ الأطفَالَ الكُسالى قَدْ يَكونُونَ أَكثَرَ ذَكاءً. هَؤلاءِ الأطفَالُ يَميلونَ إلى تَجَنُّبِ المَهامِّ التي يَعْتَبِرونَها غَيرَ ذَاتِ جَدْوى، ويفَضِّلونَ التَّفكيرَ بطرُقٍ جَديدَةٍ ومُبْتَكَرَةٍ. كما أنَّ هَؤلاءِ الأطفَالَ قَدْ يُؤَدُّونَ بَعضَ المَهامِّ بسُرعَةٍ وكَفاءَةٍ أَكْبَرَ بَعدَ فَتراتٍ مِنَ التَّفكيرِ، مِمَّا يَعْكِسُ قُدْرَةً تَحلِيلِيَّةً مُمَيَّزَةً.
2. الطِّفلُ قَلِيلُ النَّومِ
النَّومُ الجَيِّدُ يَعتَبَرُ أَساسِيَّاً لِنُمُوِّ الطِّفلِ وصِحَّتِهِ، وتُراقِبُ الأُمَّهاتُ عادةً عَدَدَ ساعاتِ نَومِ أَطفالِهِنَّ. لكِنَّ الأطفَالَ الذينَ يَنامُونَ قَلِيلاً قَدْ يَمتَلِكُونَ مُعدَّلاتِ ذَكاءِ أَعْلَى. هَؤلاءِ الأطفَالُ يَكونونَ أَكثَرَ حِرصَاً على البَقاءِ مُستَيقِظينَ لِمُتابَعَةِ ما يَحدُثُ حَولَهُم. إضَافَةً إلى ذلكَ، الأطفَالُ الذينَ يَستَيقِظونَ بشَكلٍ مُتَكرِّرٍ خِلالَ الليلِ غالِباً ما يُحَقِّقُونَ مُستوياتِ ذَكاءِ أَعلى عِندَ اختِبارِهِم لاحِقاً، لأنَّ هذهِ اليَقَظَةَ تَعكِسُ رَغْبَتَهُم في اسْتِكشافِ العَالَمِ مِنْ حَولِهِمْ.
3. الطِّفلُ الثَّرثارُ وكَثيرُ الأسئِلَةِ
الأُمَّهاتُ غالِباً ما يَجِدنَ الطِّفلَ الثَّرثارَ وكَثيرَ الأسئِلَةِ مُزعِجَاً، ويَصفْنَهُ بأنَّهُ يُشْبِهُ آلةَ التَّسجيلِ، يُكَرِّرُ أسئِلَتَهُ ويَتَحَدَّثُ بِلَا تَوَقُّفٍ. لكِنَّ هذا السُّلوكَ يَعْكِسُ ذَكَاءً فائِقاً، حيثُ يَقُومُ الطِّفلُ بِتسجيلِ وتَحلِيلِ كُلِّ ما يَراهُ ويَسْمَعُهُ. هذهِ القُدْرَةُ التَّحْلِيلِيَّةُ، التي تَتَطَلَّبُ جُهْداً ذِهْنِيَّاً كَبِيراً، تُظْهِرُ أنَّ الطِّفلَ يَفْهَمُ العَالَمَ مِنْ حَوْلِهِ بِعُمْقٍ، ويَستَحِقُّ الطُّمَأنِينَةَ مِنَ الأُمِّ بِأنَّهُ سَيَكونُ مُمَيَّزَاً بِفَضْلِ هذهِ القُدْراتِ التَّحْلِيلِيَّةِ.
4. الطِّفلُ الذي يُراقِبُ كُلَّ شَيءٍ
بَعْضُ الأطفَالِ يَميلُونَ إلى المُراقَبَةِ الصَّامِتَةِ لِكُلِّ ما يَحدُثُ حَولَهُم. قَدْ تُلاحِظُ الأُمَّهاتُ أنَّ طِفلَها يُراقِبُ كُلَّ شَيءٍ بِعَينَيهِ ويَدُورُ بِرأسِهِ في جَميعِ الاتِّجاهاتِ، وأَحْياناً يَتَحَدَّثُ مَعَ نَفسِهِ بِصَوتٍ مُنخَفِضٍ. هذهِ المُراقَبَةُ والتَّفكيرُ الهادِئُ تَعتَبَرُ عَلاماتٍ على ذَكاءٍ فَوقَ المُتوسِّطِ، وليستْ دَليلاً على أيِّ تَخَلُّفٍ عَقلِيٍّ أو سُلوكيٍّ. الأطفَالُ الذينَ يَتَحَدَّثونَ مَعَ نَفسِهِمْ ويُحَلِّلونَ ما يَرَونهُ هُم غَالِباً عَباقِرَةٌ في طَورِ التَّكوين.
خلاصةٌ
في النِّهايةِ، يَجِبُ على الأُمَّهاتِ أنْ يَفْرَحْنَ عِندَما يُظْهِرُ أطفَالُهُم تصرُّفاتٍ قَدْ تَبدو مُزعِجَةً. هذهِ السُّلوكياتُ قَدْ تَكونُ دَليلاً على قُدْراتٍ ذِهْنِيَّةٍ مُتَقَدِّمَةٍ. بَدَلاً مِنَ القَلَقِ، يَجِبُ أنْ يَدْعَمنَ أطفَالَهُنَّ ويُشَجِّعْنَهُم على اسْتِكشافِ العالَمِ مِنْ حَولِهِمْ بِطُرُقِهِمُ الفَريدَةِ.
إقرأ أيضاً:
6 طرق للتخلص من التأتأة عند الأطفال
عبارات يجب تجنّب قولها لابنك المراهق
إرشادات تربوية لكيفية التعامل مع الأطفال
علامات سعادة الأطفال: كيف نكتشفها ونرعاها
للمزيد
معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب
الإدارة الصفية: 7 مقالات في الإدارة الصفية
إختر مهنتك: تعرف على المهنة التي تناسبك من بين جميع المهن
استراتيجيات التدريس دليل المعلم للتعلم النشط
مراهقون: مشاكل المراهقين وأساليب التعامل معهم
مواضيع حول التنمية البشرية وتطوير الذات
أيضاً وأيضاً
الغزل: أبحاث ومقالات عن شعر الغزل العذري والإباحي في كل العصور
شعراء: نبذة عن حياة شعراء عرب في كل العصور
الطاقة: مقالات وأبحاث عن الطاقة بكل أنواعها
تلوث ونفايات: مقالات وأبحاث حول تلوث البيئة والنفايات
كوارث طبيعية: مقالات وأبحاث عن الزلازل والبراكين والفيضانات وغيرها
مسلسلات: نقد وتحليل مسلسلات عربية وتركية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق