طه حسين
لم يكن طه حسين بعيدًا عن روح الإبداع المتجددة والمجدّدة، سواء في كتاباته النقدية والثقافية والتاريخية، المتعددة والكثيرة، أو في أعماله التي تندرج في أنواع الأدب المستقرة المعروفة، الروائية بوجه خاص، مثل شجرة البؤس وأديب ودعاء الكروان والحب الضائع.
أو في
أعماله التي ابتعثت
أنواعًا أدبية قديمة
مهجورة، وأضفت عليها
وأضافت إليها أبعادًا
جديدة، مثل جنة
الشوك، أو في
أعماله التي خاضت
مغامرات خاصة على
سبيل اختبار حدود
النوع الأدبي واجتراح
قواعده الشائعة، فصاغت
أشكالًا استنّت لنفسها
سننًا خاصة بها،
مثل الأيام والمعذبون في
الأرض وجنة الحيوان.
في كل
هذه الأعمال، والتي
كتب طه حسين
أغلبها في فترات
زمنية مبكرة، يمكن
الوقوف على ملامح
مميزة، تتأسس على
روح إبداعية حرة،
مغامرة، ظلت تسعى
دائمًا إلى استكشاف
مساحات للتعبير الأدبي
لم تكن مطروقة
في زمنها، وفي
كل هذه الأعمال
أيضًا يمكن ملاحظة
معالم سوف تتنامى
وتتناسل ويكون لها
حضور كبير مشهود
في مسيرة الكتابة
الأدبية العربية التالية
عند عدد كبير
من الكتّاب والكاتبات.
في هذا
الحيز يمكن تقديم
إشارات حول بعض
هذه الملامح والمعالم
في روايات طه
حسين.
شجرة البؤس
انطلقت رواية
شجرة البؤس من
اهتمام بتناول عالم
رحب، لاحت حدوده
الواسعة منذ إهداء
الرواية: «هذه صورة
للحياة في إقليم
من أقاليم مصر
آخر القرن الماضي
يقصد القرن التاسع
عشر وأول هذا
القرن العشرين». وفضلًا عن
هذا الامتداد الرحب،
اغتنى هذا التناول
بنوع من «الامتلاء الزمني»، الذي
جعل سرد هذه
الرواية محتشدًا بتفاصيل
وإحالات وإشارات مقرونة
بالفترة التاريخية المرجعية
التي توقفت عندها
وقائع الرواية، حيث
نشهد صور أسواق
الرقيق والجواري في
القاهرة، وأشكال التجارة
وألوانها، ووسائل المواصلات
المستخدمة حينذاك، وسطوة
الأعراف والتقاليد التي
تفوق قوة القانون
المكتوب، وثقافة الريف
في مواجهة ثقافة
المدن، وأشكال التديّن
الشعبي والإيمان بأولياء
الله الصالحين، وتمثيلات
«المركزية»
الصارخة التي حكمت
علاقة العاصمة القاهرة
بالريف المصري، وخصوصًا
بالصعيد... كما نشهد
في هذه الرواية
نقلات كبيرة بين
عدد كبير من
الشخصيات الفردية والجماعية.
لكن إلى جانب
هذا الاهتمام بحضور
الزمن التاريخي المرجعي،
هناك أيضًا ما
يلوح عابرًا للزمن،
حيث تطرح الرواية
قضايا عدة، أبدية
تقريبًا، موصولة بالحب
والموت والبحث عن
العدل والتوق إلى
الحرية الفردية والجماعية.
فضلًا عن
هذا، استشرفت هذه
الرواية، في سردها
وبنائها، ما جعلها
تجتاز تاريخ كتابتها
إلى تواريخ لاحقة.
على مستوى
سرد الرواية يمكن
التقاط سمات بعينها،
منها «الحوارية» التي
جعلت «حكي» هذه
الرواية يحتفي بقيمة
التعدد، وقد تمثّل
هذا التعدد في
العبارات التي تعقد
أواصر وروابط بين
الراوي الذي يحكي
والمروي عليه الذي
يتم توجيه الحكي
إليه، كما تمثل
هذا التعدد أيضًا
في تنوع مستويات
السرد نفسه، خلال
حركته الدائبة بين
اعتماد الوصف المحايد
والوصف غير المحايد،
ومراوحته بين الرصد
المفصّل أحيانًا والمختصر
أحيانًا أخرى، وانتقالاته
بين رصد الوقائع
الوقتية العابرة والاحتفاء
بعبارات الحكمة التي
تتخطى هذه الوقائع «ومن الحماقة
.. أن
يحاول محاول إحصاء
الأيام وهي تتتابع
ويقفو بعضها أثر
بعض، لا يدري
أحد متى ابتدأت،
ولا يعلم أحد
متى تنتهي».
وإلى جانب سمة
التعدد الماثلة في
سرد هذه الرواية،
نهض هذا السرد
على وعي بما
يلائم لغة الفن
الروائي من صياغات،
فتحرر إلى حد
كبير من جماليات
البلاغة التقليدية، الزخرفية
أحيانًا، التي حكمت
عددًا من الأعمال
الروائية المبكرة عند
كتاب آخرين، كما
أن هذا السرد،
المرتبط بالراوي، وقف
على مسافة ملحوظة
من التعبيرات التي
تتردد في حوارات
الشخصيات وأحاديثها.
من وجهة
أخرى، قدمت هذه
الرواية نموذجًا مبكرًا
لرواية الأجيال، بأركانها
المعروفة، من حيث
التوقف عند المنعطفات
الرئيسية في دورة
حياة الإنسان: الولادة
والنموّ والزواج والإنجاب
والموت، وما يتصل
بهذه الدورة من
أشكال العلاقات بين
الآباء والأمهات والأبناء،
ومن حيث حضور
الزمن الذي يمثل
مروره وما يجلبه
من تغيرات وتحولات
اهتمامًا روائيًا أساسيًا...
وهذا النموذج المبكر
في رواية الأجيال،
التي قدمته شجرة
البؤس، سوف يمتد
ويتنامى في مسيرة
كتاب كثيرين تالين،
منهم نجيب محفوظ،
خصوصًا مع رواياته
الكبيرة: الثلاثية وأولاد حارتنا
والحرافيش وحديث الصباح
والمساء... وطبعًا سوف
يمتد ويتنامى أيضًا
خلال عدد هائل
من الروايات المصرية
والعربية.
أديب
مثلت هذه
الرواية، على أكثر
من مستوى، حلقة
مهمة ومبكرة في
سلسلة، بل في
سلاسل، سوف تمتد
وتتنامى كذلك في
مسيرة الرواية العربية
التالية. فهذه الرواية،
في بعض فصولها،
من ناحية، تتناول
تجربة راويها المتكلم
الذي يتقاطع عالمه
مع عالم طه
حسين نفسه، مما
يجعل الرواية تنهل
من منابع «الرواية السيرذاتية»، التي
سوف تلوح أشبه
بـ«خط إنتاج» غزير
في الرواية العربية،
شارك ويشارك فيه
عدد كبير جدًا
من الكتاب، خلال
العقود الأخيرة القريبة
من زمننا هذا.
والرواية من ناحية
أخرى تهتم في
بعض فصولها بقضية
مهمة: علاقة الشرق
والغرب، وتختار تجسيد
هذه العلاقة خلال
تجربة حب تجمع
بين رجل شرقي
وامرأة غربية. وهي
بهذا الاهتمام وهذا
الاختيار تمثل أيضًا
حلقة مبكرة في
سلسلة سوف تشهد
حلقات أخرى متلاحقة،
في روايات عربية
كثيرة، توقفت عند
القضية نفسها وعند
طريقة تجسيدها نفسها:
عصفور من الشرق
توفيق الحكيم، قنديل
أم هاشم يحيى
حقي، الحي اللاتيني
سهيل إدريس، الساخن
والبارد فتحي غانم،
موسم الهجرة إلى
الشمال الطيب صالح،
السيدة فيينا ثم
نيويورك 80
يوسف إدريس، الحب
في المنفى بهاء
طاهر، فضلًا عن
عدد كبير من
روايات الحبيب السالمي.
رجل شرقي في باريس
تصوّر الرواية
رحلة الرجل الشرقي
الذي ينتقل إلى
باريس طلبًا للعلم،
لكن تجربته هناك
سوف تجاوز حدود
تلقي العلم، لتنفتح
على أبعاد جسدية
وعاطفية وثقافية وحضارية.
يقارن هذا الشاب،
غير مرة، بين
حياته الجديدة في
فرنسا وحياته القديمة
بمصر عبر تفاصيل
كثيرة يسوقها لراوي
الرواية: «أين هذا
السرير الفرنسي الوثير
الذي أتقنت تسويته
مما ألفت في
دارنا في ريف
مصر أو في
بيتي في القاهرة...
لقد خيل إلي
أنّي لا أنام
على شيء أو
أنّي أنام على
فراش من الزئبق»، ويوازن
بين الحياة عمومًا
في باريس والحياة
في مصر: «الحياة في
مصر هي الحياة
في أعماق الهرم... الحياة في
باريس هي الحياة
بعد أن تخرج
من هذه الأعماق»، كما
يمايز بين النساء
في باريس ونساء
مصر، بين «فرنند»
الخادمة الفرنسية وزوجته
«حميدة» التي
عاش معها فترة
في مصر، ثم
يشير إلى تجربته
مع «إلين»، المرأة
التي جعلته، في
مرحلة من مراحل
العلاقة التي جمعت
بينهما، ينفصل عن
ماضيه وعن مستقبله
ليستغرق في حاضر
حافل بالغوايات، ينتفي
معه إحساسه بكل
زمن، فلا يكترث
سوى للحظات المسروقة
من المساء القريب
في باريس المضطربة
«فمن يدري
عمّ يسفر هذا
الصباح؟!»، كما
يشير مرارًا إلى
عالم اللهو والعبث
واللذة الذي انغمس
فيه: «كان شيطان
اللهو قد ملأ
قلبي ونفسي وركب
كتفي»، مما
جعله ينصرف عن
العلم ويغرق في
لجّة إلين، وذلك
كله قبل أن
تتقطع الأسباب بينه
وبينها، عندما تصله
منها رسالة القطيعة.
إلى جانب
هذا التناول المبكر
الذي يجسد المسافة
بين الشرق والغرب
خلال علاقة حب
بين رجل شرقي
وامرأة غربية، تتأسس
الرواية على بنية
«الرسائل» التي كانت
حاضرة بوضوح في
عدد كبير من
الروايات الأوروبية خلال
القرن الثامن عشر.
وقد رأي ميلان
كونديرا، الروائي المعروف،
أن تلك البنية
أتاحت للروائيين في
تلك الفترة «حرية شكلية
كبيرة للغاية، لأن
الرسالة يمكنها استيعاب
كل شيء بشكل
طبيعي جدا: تأملات،
واعترافات، وذكريات، وتحليلات
سياسية، وأدبية... إلخ» وقد
ذهب كونديرا، في
هذه الوجهة، إلى
ما يشبه الإحساس
بالتأسي على الانقطاع
عن هذا الشكل
الفني الغنيّ في
روايات القرن التاسع
عشر وما بعده،
ورأى أن هذا
الانقطاع يمثل «إحدى الفرص
الضائعة» في تاريخ
الرواية.
تعتمد رواية
أديب هذه البنية
اعتمادًا أساسيًا، فعبر
الرسائل المتبادلة بالرواية
يتجسد أمامنا كل
أحد وكل شيء:
الشخصيات والوقائع والتجارب
والأزمنة والأماكن. والرواية
بذلك تمثل تجربة
مبكرة، سوف تتنامى
أيضا في عدد
ملحوظ من الروايات
العربية التي كتبت
خلال العقود الأخيرة
ومنها روايات: «الرسائل»
لمصطفى ذكري، و«عشاق
خائبون» لإيهاب عبدالحميد،
و«بريد الليل» لهدى
بركات، و»
366« لأمير
تاج السر، و«ملك
اللوتو» لجهاد بزي
وبشير عزمي، و«لأن
الأشياء تحدث» لحاتم
حافظ، و«سقف الكفاية»
لمحمد حسن علوان،
و«رسائل لم تعد
تكتب» لهدى توفيق.
دعاء الكروان
التقطت رواية
دعاء الكروان التي
كتبت عام 1934عالمًا «بينيّا»، إن
صح التعبير، تتداخل
فيه ملامح البادية
مع ملامح الريف
في مصر. واتصل
هذا العالم بفترة
مرجعية تاريخية مبكرة،
حيث الإشارات إلى
الأوبئة التي كانت
تهاجم القرى والمدن
المصرية؛ مثل الطاعون
أو الكوليرا.
في هذا
العالم توقفت الرواية
عند شخصيات تواجه
وطأة التهميش على
أكثر من مستوى؛
فأغلب الشخصيات المحورية
في هذه الرواية
من طبقة «الخدم»، ومن
أصول بدوية وريفية،
فضلًا عن أنهن
من النساء. تتقصى
الرواية أشكال معاناة
هذه الشخصيات بنبرة
سرد تنطوي على
تعاطف واضح مع
النساء بوجه خاص؛
فهن نساء تعسات،
لا يعرفن الاستقرار،
«يكابدن الحياة،
يعشن كأغوال غيلان»، وهن
«مشردات يستقبلن
الحياة جاهلات بها
غافلات عنها، والحياة
تلعب بهن، تقذفهن
من مكان إلى
مكان، وتنقلهن من
شرّ إلى شر».
وإلى جانب هذا
الرصد الجمعي تتوقف
وقائع الرواية عند
شخصيات بعينها، تخوض
تجارب مؤلمة وتدافع
شرًا متربصًا محيطًا:
آمنة الراوية، وأختها هنادي،
وهما من ضحايا
الجشع الجنسي والطبقي.
خلال سرد
الرواية المصوغ بصوت
«آمنة» وقد
يثير جمال هذا
السرد تساؤلًا عن
مدى ملاءمته لهذه
الشخصية، نتعرّف أبعادًا
كثيرة في هذا
العالم الذي تحكمه،
ظاهريًا، مجموعة من
القيم تتناقض مع
ما يحدث فيه
من سلوكات وأفعال،
ونشهد في هذا
العالم براثن ومخالب
شتى، معلنة ومستترة،
تنهش النساء أول
من تنهش. وإذا
نجت إحداهن من
هذه البراثن والمخالب
تكون نجاتها بطرائق
لا تخلو من
صعوبات وتحايل مثل
«زنوبة»
الراقصة القديمة، مخالطة
الرجال الآن، التاجرة
والمرابية، ومثل «خضرة»، التاجرة
والمرابية أيضًا، و«نفيسة»
صديقة كل النساء،
العارفة بأسرارهن... لكن
الرواية لا تضع
هؤلاء الناجيات في
مركز الاهتمام، فقلب
هذا المركز تشغله
الضحايا التعسات، وعلى
رأسهن هنادي وآمنة.
فضلًا عن
اهتمام الرواية بالنساء
المهمشات، وما يواجهنَه
من عنف ومن
قيود وضغوط شتى
وسوف يتنامى هذا
الاهتمام بشكل مطرد
خلال مسيرة الرواية
العربية التالية، فإن دعاء
الكروان تمضي في
وجهة خاصة لتحقيق
حوارية مميزة. الصلة
بين الراوي الراوية
هنا والمروي عليه
تتحقق خلال مناجاة
آمنة التي تتردد
في مواضع كثيرة
بالرواية، موجّهة لطائر
الكروان: «لبيك لبيك
أيها الطائر العزيز...
إلخ»، كما
يتنوع حكي آمنة
أيضًا، بين صوتها
الفردي الذي يبوح
بمعاناتها الخاصة في
مواجهة العالم الوحشي:
«لا
أملك إلا نفسي
الضعيفة البائسة... إلخ»، والصوت
الجماعي الذي يقرنها
بأمها وأختها، شريكتيها
في المعاناة: «انتهينا إلى
هذه القرية مجهودات
مكدودات آخر النهار...».
ولعل اختيار
طه حسين، الكاتب
الرجل، مقاربة عالم
الرواية خلال صوت
راوية من النساء،
يومئ إلى مغامرة
فنية أخرى، سوف
تجد امتدادات لها
في فترات لاحقة
خلال روايات سيكتبها
كتّاب روائيون بأصوات
راويات نساء منها
مثلًا: «أوراق زمردة
أيوب» لبدر الديب،
و«كاتيوشا» لوحيد الطويلة،
و«كقطة تعبر الطريق»
لحاتم حافظ، كما أن
هذا المنحى نفسه
قد تمثّل أيضا
في رواية طه
حسين الحب الضائع.
الحب الضائع
غامرت هذه
الرواية القصيرة في
اختيار عالمها وصياغته
معًا، إذ شيّدت
على صوت بعيد
عن صوت طه
حسين وإن تقاطعت
لغة كل منهما
في كثير من
المواضع. تمثّل هذا
الصوت في بوح
متصل لامرأة من
الريف الفرنسي، هي
«مدلين» التي
تبثّ في دفترها
السرّيّ تجربتها الطويلة
التي بدأت بآلام
وانتهت إلى آلام.
في هذا الدفتر
تجد تسليتها، وتلتمس
عزاءها، ومعه تشعر
بحريتها التي لم
تنلها خارجه، تجلس
إليه «لا متحرّجة
ولا متكلفة شيئًا
يتصل بالزيّ أو
بترتيب الهندام، إنما
هي الحرية المطلقة،
حرية النفس وحرية
الجسم».
ينطوي هذا
البوح الممتد على
حركة دائبة بين
الوقائع التي تعيشها
«مدلين» والتأملات
التي تسوقها حول
ذاتها والشخصيات من
حولها، وحول العالم
الذي يحيط بالجميع
بعد «الحرب الكبرى»
التي فقدت فيها
أخوين لها، ثم
حول تجربة «الحب الضائع»
التي قطعت هي
الأخرى خطواتها الطويلة
من الأمل إلى
اليأس، بعد خيانة
زوجها. تتأمل في
بوحها المتدفق علاقة
الحب الآثم، وتتأمل
كذلك أسباب العزلة
والتواصل، والسعادة والشقاء،
والعقل والعاطفة، والخيانة
والوفاء، والعزلة والانطواء،
كما تتأمل قضايا
تجاوز هذا كله:
اختلاف الأجيال بين
«الجيل الذي
يستقبل الحياة والجيل
الذي يستدبرها»، و«أمة
الفرنسيين المريضة بالتعليل
والتحليل»، والمسافة
بين قلوب النساء
وقلوب الرجال، «الأولى أوسع
من الزمان وأوسع
من المكان، هي
تسع حب الزوج
وحب الولد». ومع
ذلك، فقلبها الواسع،
وهي امرأة من
بين النساء، سوف
يضيق بانصراف عاطفة
زوجها إلى صديقتها
«لورانس» التي
كانت قد فقدت
زوجها بعد إصابته
في الحرب. تلوح
لورانس مثقلة بعذاب
تأنيب الضمير، وراغبة
في الإصغاء إلى
نداء عدم التمادي
في علاقة آثمة،
لكن نداء الحب
يلوح لها أقوى
من أي نداء
آخر. سوف تنصاع
لغواية الحب، وتخوض
اختبار الفضيلة والخيانة،
ثم يتهدّم «معبد الحب»
الذي شيدته في
قلبها، كما شيدت
مدلين مثيلًا له،
كل منهما بطريقتها،
لتكتمل أركان النهاية
المأساوية، المشوبة بمسحة
التطهر، إذ «أهدت كل
واحدة منهما نفسها
إلى الموت».
مع الأبعاد الأخلاقية المطروحة في الرواية
لايخلو اختيار
وجهة سردها من
مغامرة يختصرها التساؤل
عما يمكن أن
يجمع بين صوت
كاتب مثل طه
حسين، القادم من
جنوب مصر، وامرأة
ريفية من فرنسا،
حتى وإن تشاركا
شغف القراءة والمعرفة،
والميل إلى التأمل
في التجارب العابرة
والمقيمة.
هكذا انطلقت روايات طه حسين من نزوع إلى استكشاف مساحات جديدة للكتابة، أو كانت جديدة في زمنها المبكر، وهكذا انطوت هذه الروايات على ملامح ومعالم ثرية أسهمت في ابتداء مسارات متنوعة سوف تمضي فيها وتستكملها روايات عربية كثيرة.
مواضيع تهم الطلاب والمربين والأهالي
إقرأ أيضًا
نصائح لتصبحي صديقةً لابنتك المراهقة
كيفية التعامل مع المراهق النرجسي
إرشادات يجب اتباعها عند بلوغ طفلك فترة المراهقة
أسئلة وأجوبة حول تربية الطفل الذكي
للمزيد
معالجة المشكلات
السلوكية عند الأطفال والطلاب
الإدارة الصفية: 7 مقالات في الإدارة الصفية
إختر مهنتك: تعرف على المهنة التي تناسبك من بين جميع المهن
استراتيجيات التدريس دليل المعلم للتعلم النشط
مراهقون: مشاكل
المراهقين وأساليب التعامل معهم
مواضيع حول التنمية البشرية وتطوير الذات
أيضاً وأيضاً
الغزل: أبحاث ومقالات عن شعر الغزل العذري والإباحي في كل العصور
شعراء: نبذة عن حياة شعراء عرب في كل العصور
الطاقة: مقالات وأبحاث عن الطاقة بكل أنواعها
تلوث ونفايات: مقالات وأبحاث حول تلوث البيئة والنفايات
كوارث طبيعية: مقالات وأبحاث عن الزلازل والبراكين والفيضانات وغيرها
مسلسلات: نقد وتحليل مسلسلات عربية وتركية
المصدر:
1
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق