معاذ بن جبل هو صحابي
جليل وإمام الفقهاء وكنز العلماء وأعلم الأمة بالحلال والحرام، يكنى بـ أبي عبد
الرحمن.. أسلم وهو ابن ثماني عشرة سنة، وكان من أفضل شباب الأنصار حلماً وحياء
وسخاء، وكان جميلاً وسيماً، شهد العقبة وبدراً والمشاهد كلها مع الرسول صلى الله
عليه وسلم، بعثه صلى الله عليه وسلم قاضياً إلى الجند من اليمن يعلّم الناس القرآن
وشرائع الإسلام ويقضي بينهم.
لزم
(رضي الله عنه) النبي صلى الله عليه وسلم منذ هجرته إلى المدينة المنورة فأخذ عنه
القرآن وتلقى شرائع الإسلام حتى صار أقرأ الصحابة لكتاب الله وأعلمهم بشرعه وأحد
الستة الذين حفظوا القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحسبه شهادة رسول
الله صلى عليه وسلم: استقرئـوا القرآن من أربعـة: من ابن مسعـود وسالم مولى أبي
حذيفـة وأبي بن كعب ومعاذ بن جبل. وقوله صلى الله عليه وسلم: أعلم أمتي بالحلال
والحرام معاذ بن جبل.
قال
له الرسول صلى الله عليه وسلم: يا مُعاذ، والله إني لأُحِبّك فلا تنْسَ أن تقول
عَقِب كل صلاة: اللهم أعِنّي على ذِكْرك وشكرك وحُسْن عبادتك. ذات صباح لقيه
الرسول صلى الله عليه وسلم فسأله: كيف أصبحت يا معاذ؟ قال: أصبحت مؤمناً حقاً يا
رسول الله. قال صلى الله عليه وسلم: إن لكل حق حقيقة، فما حقيقة إيمانك؟ قال معاذ:
ما أصبحت صباحاً قط إلا ظننت أني لا أمْسي، ولا أمْسَيت مساء إلا ظننت أني لا
أُصْبح، ولا خطوت خطوة إلا ظننت أني لا أتْبِعُها بغيرها، وكأني أنظر إلى كل أمّة
جاثية تُدْعى إلى كتابه، وكأني أرى أهل الجنة في الجنة يُنَعَّمون، وأهل النار في
النار يُعَذّبون. فقال له صلى الله عليه وسلم: عرفتَ فالزم.
كان
عمـر بن الخطـاب (رضي اللـه عنه) يستشيـره كثيراً ويستعيـن برأيه وفقهـه قائلاً:
"عجزت النساء أن يلدن مثله، ولولاه لهلك عمر". وقدمه في الفقه، فقال:
"من أراد الفقه؛ فليأت معاذ بن جبل.
وفاته
مات
(رضي الله عنه) في طاعون عمواس بناحية الأردن من الشام سنة ثماني عشرة للهجرة وهو
ابن ثمان وثلاثين سنة، وقبره بقصير خالد التابعة لدمشق.. رضي الله عنه وأرضاه..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق