معظم الأدوية منفرة الرائحة إلا هذه التي تطهر الأجساد
وتريح النفوس وتعالج ما لا يتوقعه كثيرون ابتداء من القروح والالتهابات حتى
الاكتئاب والتوتـر.
منذ واحد وتسعين عاما، كان الكيميائي الفرنسي رينيه
جاتي فوسيه منهمكا داخل معمله بمصنع العطور الذي تمتلكه أسرته في باريس، وحدث
انفجار صغير أصاب يده بحروق أليمة، ولم يجد بقربه غير وعاء به خلاصة الزيت العطري
للخزامي، غمس يده في وعاء الزيت العطري يطفيء آلام الحروق، وكانت المفاجأة أن حروق
يده شفيت في عدة ساعات، ولم تتخلف عنها أي ندوب فيما بعد. جعله ذلك يكرس نفسه
لدراسة الاستخدامات الدوائية للزيوت العطرية النباتية على امتداد ثمانية عشر عاماً،
وفي سنة 1928
قام بنشر نتائج أبحاثه في كتاب أسماه AROMATHERPIE
أي العلاج بزيوت النباتات العطرية، فدشن بذلك ميلادا
جديدا لاستخدام خلاصات النباتات العطرية في العلاج بأوربا، وأعطى لهذا الفرع من
فروع التداوي بالمواد الطبيعية اسمه الحديث الذي استمر معه حتى اليوم، والذي يعني
معجميا وعلى وجه التحديد: (العلاج بالشذا).
فما
هو؟، ومن أين جاء؟، وإلى أين يمضي؟
خلاصات العطور عبر العصور
لن
نجد حضارة عريقة إلا وكان الاستشفاء بالعطور جزءا من ثقافتها، سواء في الشرق
الأقصى أو في مصر القديمة. ففي مصر القديمة كانت هناك (حضارة معطرة بحق) على حد
تعبير جون ستيلي خبير العطور بلوس أنجلوس الذي يضيف: (كانوا يصبون الزيوت العطرية
للتدليك، والتحمم، والتداوى، وينشرون عبقها في الاحتفالات الدينية). كما أنهم
كانوا لا يهملونها عند الموت، فقد استخدموها في تضميخ أجساد الموتى عند التحنيط
لصيانتها من التفسخ (ومن النسيان)!. وكانوا يستخدمون في ذلك طائفة من خلاصات
العطور النباتية من الأعشاب والزهور والخشب والصموغ.
ولقد
عثر في مقبرة توت عنخ آمون على قدور بها مراهم عطرية، وتبين أن للأريج الطبيعي من
نبات المر وخشب الصندل ولحاء القرفة ـ وهي بعض مما استعمله قدماء المصريين ـ إنها
قوة مطهرة توقف التعفن.
وكان
الرجال في أيام الاحتفالات والأعياد يدسون في ثيابهم وعلى رءوسهم مخاريط صغيرة من
الدهن المخلوط بالعطر حتى يذوب ببطء ويعطرهم على مدار اليوم. وفي تل العمارنة وجدت
حزم من النباتات العطرية التي كانت تحرق في الميادين العامة لتطهير الهواء. ومن
المرجح أن اليونان الأقدمين الذين درسوا الطب الفرعوني، نقلوا هذه الطريقة للتبخير
بالعطور عن المصريين القدماء إلى حضارتهم. وبتتابع الحضارات وإفضاء كل منها
بخبراتها إلى التي تليها كان للحضارة العربية الإسلامية نصيب وافر في توظيف
الخلاصات العطرية في الحياة والطب. ويرجع الفضل في اكتشاف طريقة التقطير للحصول
على الزيوت العطرية من النباتات إلى الطبيب الحكيم المسلم ابن سينا، وهي لا تزال
أكثر الطرق استخداما للحصول على خلاصات العطور حتى الآن.
لم
يعرف الأوربيون شيئا عن المعالجة بالزيوت العطرية إلا متأخرا جداً، في نحو القرن
الحادي عشر عندما عاد بسرها الصليبيون الراجعون من المشرق والذين اكتشفوا أن العرب
يستخدمونها في طبهم، وأدهشتهم تأثيراتها المطهرة، ومن ثم راحوا يحرقونها في البيوت
والمباني العمومية ليتضوع شذاها منعشاً ومطهراً. وشاع نشر أبخرة الزيوت العطرية
بشكل واسع في المدن الأوربية اثناء وباء الطاعون لإيقاف اجتياح ذلك الموت الأسود،
وقد حقق ذلك نجاحاً نسبيا عزز من مكانة الزيوت العطرية النباتية في منظومة الطب
الأوربي حتى نهايات القرن 19،
إذ انتشرت بعد ذلك الأدوية المصنعة كيميائيا فانكسفت شمس المداواة بالخلاصات
العطرية النباتية، ولم تعاود الظهور إلا في عشرينيات وثلاثينيات القرن 20،
على يد رينيه جاتي فوسيه في البداية، ومن بعده توالى عديدون.. الكيميائية مارجريت
ماوري وزوجها الدكتور جان فالنت أعادا اهتمام الأوساط الطبية بالعلاج بالزيوت
العطرية عبر مؤلفهما (سر الحياة والشباب) الذي نشر عام 1962
وكان يركز على استخدام العلاج بالزيوت العطرية بتقنيات طبية حديثة تتوخى أهدافا
تجميلية مقاومة لتأثيرات الشيخوخة على وجه الخصوص. بعد ذلك توجه جان فالنت ـ وهو
جراح حاصل على دكتوراه في الطب ـ لتطبيق المعالجة بالزيوت العطرية على المرضى
النفسيين كبار السن خاصة، وحقق نجاحاً ملحوظا ذكر نتائجه في مؤلفه (ممارسة العلاج
بخلاصات العطور) الذي نشر عام 1982
وترجم على الفور إلى الإنجليزية. ولعل تلك الترجمة هي التي بدأت عملية نقل هذا
العلاج بخلاصات العطور للعالم الأنجلوساكسوني الذي لم يعرف ذلك إلا متأخرا. فبينما
عقدت الجمعية الأمريكية للعلاج بخلاصات العطور
(A.A.A)
أول اجتماعاتها عام 1988،
نجد أن الفرنسيين كانوا أسبق في إدخال خلاصات النباتات العطرية ضمن منظومة الطب
الفرنسي الحديث وإن بدرجة محدودة لكنها محسوسة. واليوم نرى نشاطاً ملحوظا في إعادة
البحث في تراث هذه المعالجة على أسس علمية حديثة في الغرب الصناعي معظمه، وترى أن
الزيوت العطرية النباتية والتي تسمى أحيانا (الزيوت الأساسية) تستخدم في تنكيه
الأطعمة، وتعطير مواد التجميل، والأدوية المنشطة والمهدئة.
قواعد وبحوث
تؤخذ
خلاصات الزيوت النباتية العطرية من الجذور، والزهور، والأوراق، وفروع ولحاء بعض
الأشجار. وينبغي أن تستخرج هذه الخلاصات من نباتات لم تستخدم في تسميدها أو
وقايتها الكيماويات. وطريقة الاستخلاص الأكثر انتشاراً هي (التقطير) بغلي النباتات
وتكثيف أبخرتها ثم فصل الزيوت عن الماء في النواتج النهائية. ومن طرق الاستخلاص
الأخرى (الحل بالنقع) MACERATION
وهي
عملية تقليدية تغمر فيها المواد النباتية في زيت ساخن يجذب جواهرها العطرية.
كما
أن هناك طريقة (سحق) الفواكه الحمضية للحصول على زيوتها العطرية. وأخيرا هناك
طريقة ENFLEURA
GE
التي تضغط فيها الزهور على شرائح زجاجية مغطاة بالشحوم
الطبيعية لامتصاص الأريج أو الشذا، وهي نادرة الاستخدام الآن.
ولأن
الزيوت النباتية العطرية يمكن أن تتحلل إلى مواد كيماوية كالكحول والكيتونات
والفينولات التي تعزى لها بعض الخواص العلاجية، والتي ينبغي فهم تأثيراتها
الإيجابية والسلبية على السواء، لهذا فإن معرفة دقائق مكوناتها وطرق حفظها
واستخدامها بدقة هي من الأساسيات التي ينبغي أن يتسلح بها كل معالج بالشذا، وهنا
يجب التشديد على أهمية التأهيل العلمي، ورفع الصوت مجدداً بعدم ترك هذه الطرائق
العلاجية خارج أيدي الأطباء.
تستخدم
الزيوت العطرية، في العلاج أو الوقاية، بالاستنشاق، والتدليك، وفي مياه الاستحمام،
وكضمادات، وبنسبة قليلة ـ وتحت المراقبة الطبية الخبيرة ـ عن طريق الفم بجرعات
قليلة محسوبة بدقة.
نظريا،
تمتص الزيوت الأساسية (خلاصات الزيوت العطرية للنباتات) إما عن طريق مسام الجلد أو
بالشم من الأنف. وجزيئات العطر الزيتية يعتقد أنها تمضي في مجرى الدم لتصل إلى
الجهاز العصبي المركزي، فتحدث تأثيراتها الإيجابية تبعا لأسس نفسية وفيزيقية. وفي
تفصيل لبعض ذلك، فإن المجسات الدقيقة بالأنف والمسماة (المستقبلات الشمية) تمتص
جزيئات العطر وتنقلها إلى البصيلة الشمية أسفل الفص الجبهي من المخ، ومنها ينتقل
التنبيه العصبي الذي تحدثه جزيئات العطر إلى مراكز الشم بالمخ في منطقة (قرن آمون)
وجسور الوصل بين نصفي كرة المخ وعدة المهاد، وهي جميعا مرتبطة بغدة ما تحت المهاد
التي تنظم التغيرات المزاجية والوجدانية. وتؤثر على النظام الهورموني للجسم. ولقد
أظهر المسح الإلكتروني بالأشعة المقطعية واقع تنبيه العطر لمراكز المخ الشمية
المذكورة آنفا.
وبرغم
غياب الوضوح القاطع في فهم الكيفية التي تؤثر بها جزيئات الخلاصات العطرية في
أجهزة الجسم المختلفة، فإن التأثير النفسي للروائح يقف على أساس جيد من البحوث
العلمية كتلك التي باشرها ويستمر في إجرائها المركز العلاجي والبحثي للشم والتذوق
بشيكاغو والمرموز إليه بالحروف (STTRF)
اتصالا
بذلك وجد الباحثون البريطانيون بمستشفى الملكة اليزابيث للأمراض النفسية ببرمنجهام
عام 1993،
أن مرضى الصرع قلت لديهم النوبات وخفت شدتها عندما تدربوا على الاسترخاء باستخدام
الزيوت العطرية.
وفي
عام 1994
أظهرت التجارب في مستشفى (ميدلسكس) بلندن أن مرضى القلب شعروا بتحسن وكانوا أهدأ
عندما دلكوا بزيت زهر البرتقال المخفف (نيرولي)، أكثر مما لوحظ عليهم عند التدليك
المقتصر على الزيت النباتي غير العطري، أي العادي. وثمة نتائج مشابهة سجلت مع
استخدام الزيوت العطرية لجوزة الطيب والناردين (فاليريان) في تدليك مرضى السرطان
بمستشفى (مارسدن) الملكي بلندن.
وفي
دراسة أجريت ببريطانيا أيضا عام 1993،
تبين أن النتائج تكون أفضل عند استخدام نوع معين من خلاصة عطر الخزامي مقارنة مع
نوع آخر من العطر نفسه، مما يقطع بأن الأثر لا يرجع إلى مجرد التدليك بل يرتبط
بنوع الزيت العطري المستخدم.
وقد
يرد ذلك على اعتراضات من يزعمون أن لا فائدة للزيوت العطرية أكثر من فائدة التدليك
ذاته، بغض النظر عن نوع الزيت المستخدم، وهم ينتقدون عدم معيارية اختيار واستخدام
الزيت العطري، إذ يتوقف ذلك على الرأي الشخصي للمعالج. ومع ذلك يتفهم كثير من
الأطباء حقيقة حدوث الاسترخاء العميق والشعور بالارتياح مع روائح عطرية معينة سواء
في التدليك أو بالاستنشاق أو مع مياه الحمام، وهو ما يتطلب مزيدا من الأبحاث
لاستكشاف مناجم هذا الكنز الدوائي القديم الجديد.
استخدامات
هناك
عدة طرائق لاستخدام الزيوت العطرية، وباستثناء التطبيقات الذاتية البسيطة، فإن هذه
الطرائق تتطلب اللجوء إلى معالج مؤهل ونحبذ دائما أن يكون طبيبا أو يتم العلاج تحت
الإشراف الطبي.
لدى المعالج
في
الجلسة الأولى سيتعرف المعالج على التاريخ الطبي للمراجع، ونمط حياته اليومية،
الطعام ـ النوم، النشاط ـ الوضع النفسي، حالة الجلد. وسيسأله عما إذا كان يبحث عن
علاج لمشكلة صحية معينة، أم عن مقو عام، أم عن ارتياح نفسي. وسيرشح للمراجع الزيوت
العطرية التي تناسب حالته وقد يشركه في الاختيار بين عدة بدائل. والمعالج الجيد
يستخدم بالضرورة أنواعا من الزيوت العطرية نقية وعالية الجودة لا يدخل في تركيبها
أي كيمياويات صناعية، وتكون الخلاصات مخففة في زيوت نباتية كزيت اللوز أو زيت بذر
العنب عند التدليك أو تكون مخفوقة مع مرهم أو دهان للاستخدام على الجلد. وبرغم أن
التدليك مع ضغط الأصابع على النقاط الحيوية (أكو بريسور) تستخدم فيه أحيانا الزيوت
العطرية، فإن الأكثر انتشارا بين المعالجين هو التدليك (السويدي) الذي يهدف إلى
تخليص الجسد من توتره وتحسين الدورة الدموية. وتكون غاية المعالج في التدليك أن
يدخل العطر عبر مسام الجلد إلى تيار الدم ليذهب إلى الجهاز العصبي المركزي. كما أن
التدليك ينبه الجهاز الليمفاوي الذي يساعد في التخلص من نفايات عملية الأيض
المتراكمة داخل الجسم. وفي حالة وصف زيت عطري للاستنشاق فإن المعالج سيصف الزيت
المطلوب ليستخدمه المراجع في منزله مع الارشادات المناسبة للاستخدام.
الاستخدام الذاتي:
في
هذه الحالة ينبغي استخدام الزيوت العطرية النقية وقراءة لائحة التعليمات بدقة
وهناك عدة وسائل للاستخدام الذاتي، منها:
1) الاستنشاق، وهو عميق التأثير لأن
المستقبلات الشمية تتصل مباشرة بالمخ، إضافة للتأثير على الجهاز التنفسي، وهو مفيد
لحالات الرشح واحتقان الحلق ونزلات البرد والسعال، لكن لابد من الحذر في وجود
تاريخ مرضى يشير إلى أزمات ربو.
ومن
وسائل الاستنشاق الشائعة أن توضع 2-3
نقاط من الزيت العطري في وعاء به ماء مغلي والانحناء على الوعاء مع عمل خيمة
بمنشفة تشمل الرأس والوعاء معا للاستنشاق، مع ضرورة غلق العينين اثناء ذلك. ومن
الزيوت المستخدمة في ذلك زيت الكافور للحالات التنفسية. وهناك طريقة أخرى
للاستنشاق بوضع عدة نقاط على منشفة وتشممها، لكن يُحظر الاستنشاق من القارورة
مباشرة إذ يكون تركيز الزيت مرتفعا وتعرض الزيت العطري للهواء يضعف من فعاليته بعد
ذلك.
2) التبخير: توضع 2-3
نقاط من الزيت العطري في وعاء به قليل من الماء وتحت الوعاء توضع شمعة مشتعلة
ليتبخر المزيج وينتشر مؤديا إلى الاسترخاء أو التنشيط تبعا للزيت العطري المستخدم
ومن ذلك يستخدم زيت الخزامي للاسترخاء وزيت النعناع للتنشيط.
3) في الاستحمام: تضاف 6
قطرات من الزيت العطري إلى مياه الحمام الدافئة في البانيو ويسترخى فيها لمدة 10
دقائق. ومن أفضل زيوت الحمام العطرية زيت إبرة الراعي والخزامي والصندل وزيت زهور
البرتقال.
الاستخدام الطبي
في
هذه الحالة التي يجب أن تكون تحت اشراف طبي تستخدم الزيوت العطرية النباتية داخليا،
أي تُشرب، وهي كالعلاج بالأعشاب لكنها أقوى أثرا كونها مستقطرة بتركيز ومن ثم
تتطلب الحرص وعدم التجاوز. وفي فرنسا تستخدم الزيوت العطرية النباتية ومنها زيت
القرفة وزيت الثوم وزيت الزنجبيل كبدائل للمضادات الحيوية، ويتم التشخيص اعتمادا
على التاريخ الطبي للمريض مع فحص شامل ثم توصف الزيوت العطرية للمريض لتناولها
بالفم أو كتلبيسات أو تستنشق. وبعض المستشفيات في فرنسا تستخدم مقياسا عطرياً..
(أروماتوجرام) ـ وهو مؤسس على تقنية معملية حديثة ـ لتعيين أكثر الزيوت العطرية
مناسبة لكل حالة.
أما
خارج فرنسا فثمة حذر لدى الأطباء من استخدام خلاصات الزيوت العطرية داخلياً. لكن
في المملكة المتحدة أخيرا بدأ اعتماد معالجين بالزيوت العطرية ضمن أجهزة الخدمة
الصحية الوطنية (NHS)
لعلاج بعض الأمراض الشائعة.
على الوجوه
في
استخدام الزيوت العطرية كجزء من علاج الوجوه، يبدأ المعالج بتنظيف الوجه (بكمادات)
مياه دافئة لفتح المسام. ثم يمر بضربات خفيفة بالراحتين على الجبهة في حركات
دائرية، راحة فأخرى، بهدف الاسترخاء، وهو مما يمكن تكراره في أي مرحلة من مراحل
العلاج.
ولإزالة
التوتر عن الوجه يمسح الوجه مع ضغط خفيف بالراحتين المتقاطعتين بدءا من منتصف
الجبهة مرورا بالخدين ووصولا إلى الذقن ثم الرجوع إلى نقطة البدء وتكرار الحركة
عدة مرات.
ولأن
عضلات الفكين عادة ما تكون مشدودة، فيمكن إرخاؤها بالتدليك بسلاميات الأصابع
المضمومة في حركات دائرية تتجه من الخد إلى مفاصل الفكين.
علم الأريج وعود الخليج
في
معظم تقاليد الشعوب ثمة جوهر عملي يكمن دائماً وراء المظهر الجمالي أو التشكيلي
للسلوك. وفي بلدان الخليج العربية يلفت الأنظار ولع الخليجيين المكلف بعطور (دهن
العود)، وهي خلاصة الزيت العطري لخشب شجر البخور الثمين الذي يجود في كمبوديا
والهند وبعض بلدان جنوب شرق آسيا، يتعطرون به ويبخرون بيوتهم وثيابهم فينشرون بذلك
تقليدا حضارياً وإنسانياً جميلاً، يبهج الذات ويحترم أنفاس الآخرين. لكننا لو
استخدمنا معطيات علم الأريج AROMATOLOGY، لتبينا أن هناك
فائدة عملية مدهشة وراء ذلك، فالجو الحار والرطب يشكل بيئة مشجعة لنمو وتكاثر
البكتريا والفيروسات التي تفد من كل صوب في منطقة عبور لأعراق عديدة، منذ أيام
التجارة البحرية والصيد والغوص حتى زمن الوفرة النفطية وإلى الآن ومع ما بتنا
نعرفه عن الخواص المضادة للميكروبات في الزيوت العطرية، فإن شذا (دهن العود) الذي
ينتشر بثبات واستمرار لكثافته الزيتية، إنما يشكل درعاً وقائياً صحياً مدهشاً يحمي
الذات ويطهّر المكان!
محاذير
·
ينبغي
الحرص عند الاستنشاق في وجود أزمات ربو أو نزيف بالأنف.
· لابد أن يكون المعالج كفؤا عند وجود صرع
أو حمل أو ارتفاع بضغط الدم.
· لا ينبغي ابتلاع أي زيوت عطرية إلا تحت
إشراف طبي.
· تحاشي تعرض العيون للزيت العطري، ولا
يصبُّ الزيت العطري على الجلد مباشرة باستثناء زيت الخزامى على الحروق وزيت شجرة
الشاي العطري على لسع الحشرات.
·
إبعاد
الزيوت العطرية عن متناول الأطفال وعن النار.
تخفيفات
خلاصات
الزيوت العطرية النباتية تستخدم من الخارج مخففة في زيوت حاملة كزيت اللوز الحلو
وزيت دوار الشمس بمعدل 10
نقاط من الزيت العطري في 20
نقطة من الزيت الحامل. وفي حالات الحساسية وعند النساء الحوامل ـ تحت اشراف طبي ـ
تستخدم الزيوت العطرية مخففة أكثر بمعدل خمس نقاط زيت عطري في 20
نقطة زيت حامل.
المصدر:1
إقرأ أيضًا
للمزيد
أيضاً وأيضاً
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق