الأربعاء، 3 يوليو 2019

• مارتن هايدجر فيلسوف النازية


يعد مارتن هايدجر (1889 1976) من أهم فلاسفة القرن العشرين. وعلاقته الخاصة بصعود النازية تثير قضية علاقة هذه الحركة العنصرية بالحضارة الغربية ككل، هل هي مجرد انحراف عن هذه الحضارة أو تعبير عن تيار أصيل فيها؟ ربما يمكننا استيضاح الإجابة عن هذه الأسئلة من حياة هايدجر وفلسفته.

فيلسوف ألماني عين مديرا لجامعة فرايبورج عام 1933 (حينما أعطى خطابه الشهير الذي أيد فيه النازيين). تأثر بأعمال نيتشه وكيركجارد وهوسرل ، وأهم مؤلفاته هي: كانط ومشكلة الميتافيزيقا (1929) وماهية الحقيقة (1943) ومدخل إلى الميتافيزيقا (1953) وما الفلسفة (1956). ويعد هايدجر من أهم فلاسفة القرن العشرين في الغرب، إن لم يكن أهمهم على الإطلاق، وهو يوضع في منزلة أفلاطون وهيجل.ويوصف هايدجر بأنه وجودي وفينومنولوجى معاد للوضعية والنزعة التكنوقراطية، وبأنه يرفض الذاتية. يوجه هايدجر سهام نقده إلى المجتمع التكنولوجي ودور العلم والثنائية الديكارتية التي حولت الذات إلى عقل أداتي وحولت العالم في مادة لا أسرار فيها ولا سحر خاضعة للحوسلة. ولكن هايدجر، مع هذا يرفض العودة للإله، فلا يوجد مكان له في منظومته (ومع هذا، يلعب غياب الإله دورا أساسياً في منظومته كما هو الحال مع نيتشه). كما أنه يرفض أن يعود إلى الذات المستقلة ويحاول أن يصل في نقطة تلتحم فيها الذات بالموضوع.
وإذا كان هوسرل قد تحدث عن الرد الفينومنولوجي، فإن هايدجر يتحدث عن عملية هدم (بالإنجليزية: DESTRUCTION) للفلسفات السابقة ، بل ولكل الأنطولوجيا الغريية، أنطولوجيا الذات والموضوع (وقد استخدم دريدا هذه الكلمة في أولى كتاباته الفلسفية، ولكنه وجد أنها قد تكشف الطبيعة العدمية لمشروعه الفلسفي، ولذا استخدم كلمة " DE CON STRUCTION"، أي تفكيك"، وهي كلمة ذات وقع أرق وأقل عدمية من سابقتها). ونقطة انطلاق هايدجر هي الوجود وليس الفرد ، والسؤال الأساسي عنده هو: ما معنى الوجود؟ فهو السؤال الذي يجب أن يسأله كل إنسان لنفسه ليصبح إنساناً. ومع هذا ، لاحظ أحد المفكرين أن مضمون كلمة "وجود" عند هايدجر لا يختلف كثيراً عن مضمون كلمة "إله" في البروتستانتية. ولذا، فهو يتحدث عن أن "الوجود يدعونا" و"الوجود يخبئ نفسه" و"يكشف عن نفسه لنا" والوجود مثل إله الإصلاح الديني مفارق تماماً للإنسان ولكنه حال تماماً في الزمان (يقول هايدجر إن الوجود يصبح الحضور من خلال الزمن، أي يصبح تجربة معيشة ويرى هايدجر أن الخطأ الأساسي للانطولوجيا الغربية أنها ظنت أن الوجود هو كيان موضوعي مفارق للذات ثم قامت بفصل الواحد وبحدة عن الآخر فظهر موضوع مستقل تماما عن الذات أو ظهرت ذات متعجرفة متكبرة تحاول أن تفرض صورتها على الكون وأن تحتل مركز الكون وتحوسل الواقع (وهذا هو الموقف الإمبريالي الذي يسم الذات الديكارتية وفكر حركة الاستنارة). أما هايدجر، شأنه شأن هوسرل ونيتشه من قبله، فيحاول أن ينظر إلى الواقع دون المنظار الديكارتي ، كما أنه يرفض (شأنه شأنهم) ثنائية الذات والموضوع وينظر إلى الوجود باعتباره الاثنين معاً (ومن هنا اهتمام هايدجر بالفلسفة اليونانية قبل سقراط، وهي فلسفة لم تعان من انقسام الذات والموضوع).
الوجود في العالم
ويتناول هايدجر قضية الوجود من خلال مفهوم " داساين DASEIN" وهي كلمة ألمانية تعني " الوجود هناك" BEING THERE أي الوجود في العالم". التي تترجم في سياق فلسفة هايدجر بأنها "الإنسان" أو "حالة كون الإنسان إنسانا" THE MODE OF BEING HUMAN وهي عبارة لا تشتمل فقط على المعنى المكاني بل تشمل أيضا (وعلى نحو خاص) على المعنى الأنطولوجي. وأهم خصائص وجود الإنسان أن وجوده لا يشبه وجود الشيء، فقانونه هو عدم التعين، فهو كائن غير ثابت، متغير من فرد لآخر. ولكل الحق في أن يقول "أنا" وهذا الأنا ليس جوهراً، أي موضوعا ثابتا تجرى عليه التغيرات بل هو ينبوع للإمكانات واستعداد لتحقيقها (عبدالرحمن بدوي) والإنسان كائن ألقي به في عالم ليس من صنعه ولكنه مع هذا عالمه الوحيد، كما أن وعيه هو الذي يصوغ هذا العالم، ولا يمكن للإنسان أن يأخذ موقفا تأمليا محايداً من العالم، فنحن نصبح جزءاً من الأشياء التي في وعينا، ولذا فإن الإنسان ليس كائنا عارفا وإنما هو كائن قلق بخصوص مصيره في عالم غريب عنه. ويتسم الإنسان بأنه ليس لديه ردود فعل (موضوعية) للأحداث ، فهو "يستجيب" لها فالإنسان محتم عليه الاختيار ومحاولة فهم العالم.
هذه الذات الإنسانية ، كما قلنا، توجد في عالم الصيرورة والزمان لا فكاك لها منه. وهنا سندرك جدلية الذات، فهي لأترد إلى واقع خارج عنها ولكنها لا تستوعب تماما فيه. ومع هذا، برغم انفصالها عن واقعها، فإنها ليس لها وجود مستقل عنه، بل إن وجودها ذاته هو ثمرة علاقتها مع العالم المادي ومع الآخرين. إن الواقع الذي نتفاعل معه يصوغنا يقدر ما نصوغه نحن ونمتلكه بمقدار ما يمتلكنا. والوجود الإنساني لهذا ليس شيئا ثابتا، فالإنسان ليس له طبيعة محددة، فهو إمكانية دائمة ومشروع مستمر وحوار مستمر مع العالم. وعملية الحوار هذه تعني الصيرورة الدائمة، فالواقع الذي نتفاعل معه مركب تماما، لا يمكننا استنفاد معناه تماما، ولا يمكن حوسلته أو استيعابه في مقولات منطقية مجردة عامة كما لا يمكن إخضاعه لعملية الرد الفينومنولوجي أو التجريد الايديتيكي التي تعلق الواقع (على الطريقة الهوسرلية). وهذا هو هجوم هايدجر على ثنائية ديكارت وعلى المشروع الاستناري العقلاني المادي، فالموقف العلمي هو موقف يستند إلى الثنائية الديكارتية التي تحول الإنسان إلى ذات عارفة منفصلة عن الواقع وتحول العالم في موضوع يعرف (ويحوسل). ويرى هايدجر أن العلم منهج غير كاف لفهم الوجود، ويشير إلى فكرة الوجود والعدم كمتقابلين، وهما مفهومان لا يمكن للعلم الطبيعي أن يتعامل معهما.
ولعل اللغة من أهم العناصر في الوجود الإنساني ، فهي أساسية له (بل إنها توجد قبل وجود الفرد الإنساني)، وهي طريقة انفصال الإنسان عن الوجود ليشعر الإنسان بالدهشة تجاهه بل ويشعر بوجوده (على عكس الكائنات الأخرى، فالوجود بالنسبة لها كينونة وليس حضورا، فهي كائنة في الوجود لا تعيشه). ولكن اللغة هي أيضا أداة اتصالنا مع العالم ومع الآخرين. ولكنها أداة ليست موصلة تماما ولا يمكنها الإفصاح تماما عما لا يمكن تسميته ، ولذا فإن اللغة لا يمكن أن تمثل الواقع. ولعل هذا هو الذي حدا بهايدجر أن يحاول تطوير مصطلحه الخاص تماما، وأن ينحت كلمات جديدة ويلجأ للعب على الكلمات حتى يفصح عن رؤيته الخاصة (كما فعل دريدا بعده متأثرا به، كما أن هايدجر كان يذهب إلى أن لغة الشعر أكثر توصيلا من اللغة العادية.
لكن الإنسان كمشروع مستمر وإمكانية غير متحققة قد يفقد ذاته ويصبح "الهم" (THE THEY) وهي عبارة تعني ببساطة " الشخصية المتوجهة نحو الآخر" (OTHER DIRECTED) والإنسان الاجتماعي بالمعنى السلبي ، أو الإنسان المستوعب تماما في الأعراف الاجتماعية وآراء الآخرين (ولكن هايدجر يصر دائما قدر المستطاع على تحاشي المصطلحات السوسيولوجية ويفضل المصطلحات الفلسفية الأنطولوجية التي ينحتها بسرعة وغزارة تسبب كثيرا من الصراع الذي لا مبرر له).
هذا "الإنسان الهم" هو إنسان ذو بعد واحد يحكم على نفسه بمعايير الآخرين ويستوعب في الآخرين ويسقط في لغو الحديث الذي يقف على الطرف النقيض من الحوار، فالحوار هو أن ترى الآخرين باعتبارهم بشرا لهم وجودهم الخاص المتعين، لا باعتبارهم أشياء موضوعية (الهم) بحيث يمكن الدخول معهم في علاقة حميمة تكشف شخصيتهم الأصيلة والحقيقية. والإنسان " الهم" هذا لا يشعر بالدهشة الحقيقية وإنما يتسم بحب الاستطلاع، وحب الاستطلاع هو الرغبة في اقتناء الجديد والمختلف دون أي إحساس حقيقي بالدهشة.
وحتى لا يسقط الإنسان في حالة "الهم" هذه فهو دائما في حاجة إلى الإحساس بالرهبة ويظهر هذا الإحساس عندما يدخل الإنسان في علاقة مع العدم من خلال إدراكه للموت (وهي لحظة لا يمكن للعلوم الطبيعية أن تدركها ولا يمكن للحياة اليومية أن تتعايش معها) وعندما يمارس الإنسان الإحساس بالقلق وبتناهي الوجود الإنساني وبزمنيته، تسقط التفاصيل اليومية ويتوارى العالم العادي ويتفتح الوجود ويكشف عن نفسه وتكتشف الذات أصالتها وإمكاناتها بما في ذلك إمكانية الحرية والاختيار؟ حرية أن تختار الذات نفسها وأن تمسك بنفسها، ومن ثم تكتشف الذات قدرتها على أن تتجاوز العالم وأن تخرج من حدودها الضيقة (الهم) لا لتعرف العالم وحسب ولتكون فيه وإنما لتوجد فيه، أي أن يتحقق وجودها الأصيل والحقيقي في العالم في الزمان. وتصل قمة الحرية إلى حرية الإنسان في أن يقابل الموت.
الذات والموضوع
وعلى الرغم من حديث هايدجر عن العلاقة الجدلية بين الذات والموضوع، فإنه يتحدث في واقع الأمر عن العلاقة العضوية الكمونية حيث تصبح الذات كامنة تماما في الموضوع، حالة فيه، وحيث يطوق الموضوع الذات ويذيبها فيه. ولذا، على الرغم من محاولة هايدجر في أن يحافظ على المسافة بين الذات والموضوع، فإننا نجد أنه يذهب في نهاية الأمر إلى أن الذات والوجود هما نفس الشيء. ولذا فإن الوجود الفرد وهم، إذ إن الذات لا يمكن أن تكون نفسها في أي لحظة ، فهي في حالة صيرورة مطلقة. ولا يمكن للإنسان الفرد أن يمسك بوجوده تماما، فوجود الإنسان يسبقه دائما كمشروع غير متحقق بعد (فوجوده مرتبط بالعالم وبالزمان)، وهو مشروع دائم لا ينتهي إلا بالموت وهو بحث دائم لا ينتهي عن الحياة الأصيلة الكامنة.
والزمان عند هايدجر ليس هو التاريخ الإنساني وإنما هو الزمان وحسب، تجربة وجودية أصيلة ، أي تجربة ذاتية. وهكذا يضيع الموضوع في الذات. هنا تظهر الحلولية الكمونية (المثالية الألمانية) مرة أخرى، فيطرح هايدجر فكرة المجتمع العضوي الذي يلتحم فيه الإنسان بالطبيعة وبالآخرين (ومن هنا سمي " فيلسوف الغابة السوداء" وهو مفهوم لصيق تماما بمفهوم عالم الحياة (ليبنزفلت). وهنا تتصاعد درجة الواحدية الكمونية، ونكتشف أنه لا فرق بين الفكر والوجود والطبيعة، وهذه هي التربة الخصبة للفكر العضوي الشمولي وفلسفات القوة وفقدان الوعي وذوبان الجزء في الكل المادي الأكبر
وقد يكون من المهم أن نتوقف قليلا عند نازية هايدجر (خصوصا بعد ظهور كتاب فكتور فارياس (عام 1987) الذي يوثق هذا الجانب الخفي من حياة هايدجر). ومما يجدر ملاحظته أن أستاذا ألمانيا باسم جويدو شنيبر نشر عام 1961 كتابا يضم 217 نصا نازيا لهايدجر ولم يجد ناشرا واحدا يقبل نشر كتابه وحينما نشره بطريقته الخاصة، اختفى الكتاب من على أرفف المكتبات كما ووجه بالصمت من المؤسسات الأكاديمية.
ونازية هايدجر ليست أمرا استثنائيا وإنما هي جزء من نمط عام متكرر وتعبر عن الرؤية العلمانية الإمبريالية بين الذات المطلقة التي لا حدود ولا قيود عليها، والموضوع المطلق الذي يتعين على الإنسان أن يذعن له، هو ما يؤدي إلى انقسام الناس إلى هتلر واحد تحيطه النخبة وآلاف من أيخمان المنفذين العاديين وملايين التابعين.
لم ينضم هايدجر إلى الحزب النازي وحسب عام 1933 وإنما كان يدفع اشتراكات العضوية حتى نهاية الحرب العالمية الثانية. وكان من أعز أصدقائه إيوجين فيشر، وهو كان من المدافعين عن القتل الرحيم للمعوقين وعن إبادة اليهود. وكانت زوجة هايدجر نفسها ترى أن الأمومة هي الحفاظ على الميراث العرقي. وقد أنكر هايدجر أستاذه هوسرل عام 1933 لأنه يهودي، كما كان يتجسس على زملائه لحساب السلطة النازية، الأمر الذي أدى في طردهم. وقد ادعى هايدجر، بعد هزيمة النظام النازي، أنه كان يتصور أن هتلر سيكون من الشجاعة بحيث ينفصل عن حزبه (!) وأن النازية ستؤدي إلى بعث العالم الغربي بأسره وأنه أدرك خطأه عام 1934. ولكن المفكر الألماني كارل لويث كتب في مذكراته أنه تحدث مع هايدجر عام 1936 وأن هايدجر عبر عن إيمانه الكامل بهتلر ، وأخبره أن الطريقة النازية هي الطريقة الأمثل لألمانيا. وحتى بافتراض أن هايدجر قد ابتعد عن النازية السياسية، فإنه استمر في اقتباس المقولة المحورية عند نيتشه عن عدم المساواة بين البشر.
فيلسوف النازية
وكان النازيون يعتبرون أن هايدجر فيلسوفهم، وقد كانوا على حق في هذا، وقد أعاد هايدجر تعريف (داساين) فلم تعد الكلمة تعني "وجود الفرد بشكل متعين في الواقع" وإنما أصبحت تعني "الوجود الفردي باعتباره شكلا من أشكال الوجود الجماعي" فالفرد في حد ذاته (أينما كان) لا قيمة له. "فمصر شعبنا في دولتهم ، هو كل شيء" (1937)، أي أن الذات تذوب تماما في الموضوع ويتم سد الثغرات بينهما.
ويرى هايدجر أن الثورة القومية الاشتراكية (أي النازية) قد أحدثت انقلابا كاملا في (داساين) الألماني (داساين الجمعي). ولذا نصح هايدجر الشباب " أن تنمو شجاعتهم دائما لينقذوا جوهر الشعب ولإعلاء القوى الداخلية للشعب في إطار الدولة". ولكن الدولة نفسها يتم استيعابها في الإنسان الأسمى هتلر "إن الفوهرر نفسه، هو وحده الحقيقة الألمانية في الحاضر والمستقبل، وهو قانونها. . هايل هتلر " (من خطاب لهايدجر عام 1933)، أي أن المبدأ المادي الواحد، جوهر وحدة الوجود المادية، يصبح أولا "الشعب الألماني" ثم " الدولة الألمانية، وأخيرا "الفوهرر".
وكما قال هايدجر، فإن قاعدة وجود الإنسان الألماني "يجب ألا تكون أي فرضيات أو نظريات. فالفوهرر، هو وحده حقيقة الحاضر والمستقبل، وقانونهما، فهو منقذ شعبنا. . هو المعلم ورائد الروح الجديدة" (من خطاب هايدجر إلى الفوهرر). وتظهر علمانية هايدجر الكاملة، وماديته الراديكالية الجديدة ، في تحريضه الجامعة الألمانية على أن تخوض غمار حرب حاسمة بروح الاشتراكية الديمقراطية (النازية) التي يجب ألا يخنقها أي نزعات إنسانية (هيومانية) أو مفاهيم مسيحية. كان هايدجر يتصور أن النازية هي بروميثيوس الجديد، والعنقاء المتجددة، روح العالم المتجسدة. ولكن مع تزايد الاشتعال وتزايد تساقط الرماد، أدرك هايدجر أن هذا الالتحام النازي بين الذات والموضوع هو مرض وليس حلا، وأن بروميثيوس حينما يقف في مركز الكون يحرق الأخضر واليابس، وأن العنقاء لم تنهض من الرماد، وأن ما حدث هو تساقط مزيد من الرماد على العالم الحديث الرمادي.
ويمكن أن ندرج بعض الملاحظات على هايدجر:
1 رؤية هايدجر العلمانية الإمبريالية ليست انحرافا عن مسار الحضارة الغربية الحديثة. وفي هذا الإطار، يمكن أن نفهم أفكار إسبينوزا الصهيونية، ومشروع لايبنتس لاستعمار مصر، وتقديس هيجل للدولة البروسية وسيادتها التي لا يمكن أن تحدها أي حدود وأفكار نيتشه الفاشية وتوجهات ياسيرز النازية، ونازية بول دي مان (تلميذ هايدجر) النشطة.
2 على الرغم من أن هايدجر تنكر لهوسرل، إلا أن هذا لا يغير من الوحدة الأساسية الفلسفية بينهما وبرغم أن هايدجر ولد مسيحيا كاثوليكيا، على حين أن هوسرل ولد يهوديا، إلا أن الأساس التصنيفى لفلسفتهما واحد، وهي الرؤية العلمانية الإمبريالية والاتجاه نحو تجاوز ثنائية الذات والموضوع والسيولة الفلسفية الشاملة، وأن مسيحية هايدجر ويهودية هوسرل أمران ليس لهما فائدة تفسيرية كبيرة.
3 ولزيادة توضيح هذه النقطة، سنشير إلى سكرتيرة هايدجر "إديت ستاين" التي ولدت يهودية ولكنها تنصرت وتكثلكت، ثم أصبحت راهبة وقبض عليها النازيون وأرسلوا بها إلى أفران الغاز (فالنازيون كانوا معادين للإيمان الديني، وكان عداؤهم للكنيسة الكاثوليكية شرسا في أقصى حد، أما هايدجر فقد ولد كاثوليكيا وفق إيمانه الديني وتبنى رؤية علمانية إمبريالية مادية وساند النازيين).





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق