نقد وتحليل مسلسل فرقة ناجي عطالله
إن بروز الفنان الكوميدي عادل إمام على شاشة التلفزيون وفي شهر رمضان المبارك بالذات يعطي العمل الفني نكهة ومذاقاً فريداً، ويبدو أن مسلسل فرقة ناجي عطالله هادف، ويحمل في مضمونه حواراً فكريًا أكثر من أي سرد تاريخي، وذلك في قالب كوميدي جميل يحتاجه المواطن العربي للتخفيف من وجعه اليومي تارة ومن التأخر الحضاري تارة اخرى.
يشير المسلسل في أولى حلقاته بوضوح إلى وجود تيارين فكريين في الساحة المصرية يتمثل الأول برفض الاعتراف بالكيان الصهيوني وإقامة أية علاقات من أي نوع كانت معه، كما يرى أن الصراع ديني أو قومي، أما التيار الآخر فهو يعترف بالأمر الواقع ويتعامل مع هذا الكيان كجزء من الواقع الحالي، ويرى أيضا أن الصراع سيكون صراعاً تكنولوجياً وحضارياً، ولكل من هذين التيارين دوافعه وأسبابه وقد يكون من الأفضل عدم الولوج بتفاصيل هذا الصراع إلى أن نرى إلى ماذا ستؤول نهاية هذا الحوار الدرامي الشيق، الذي فضّل أن يتخذ الشاشة الصغيرة ساحة له. وكما يتضح من العمل الفني هناك غياب لبعض التفاصيل التي قد تكون مهمة بالنسبة للمشاهد الفلسطيني، والتي قد لا تشكل أية اهمية بالنسبة لشريحة أخرى من المشاهدين العرب، وعلى سبيل المثال فقد دار حوار بين ناجي عطا الله وفتاة اسرائيلية تعقيباً على مقتل وزير الصحة الاسرائيلي، وقد اتضح من الحوار بأن الوزير الاسرائيلي اغتيل في تل ابييب، حيث قالت الاسرائيلية أنهم استطاعوا الوصول إلى تل ابيب ويجب الرد بقسوة من قبل حكومة الكيان على ذلك، ولكن ووفقاً للحقائق التاريخية فقد اغتيل الوزير الصهيوني في فندق في القدس الشرقية، وقد يكون من الافضل لو توخى هذا العمل الشيق الدقة في طرح بعض المعلومات والقضايا. ولقد آن الأوان لصناع الدراما والسينما المصرية الرجوع إلى المؤسسات الفلسطينية ولتاريخ الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي كمصدر حقيقي وكمرجع رئيسي للمعلومات المتعلقة بهذا الصراع لكي يتسم العمل بالجدية والإقناع اللازمين لنجاح العمل الفني.
يسرد المسلسل بعض التفاصيل المتعلقة بالدخول إلى قطاع غزة وتل ابيب، ولكن هذا التفاصيل تخلو في سرديتها من الجمالية من جانب، ومبالغتها في تشكيل المشهد الحقيقي مقارنة مع الواقع على الأرض. فلا تبرير لهذا الضعف الدرامي في عمل فني كان من المفترض أن يكون عملا مميزاً وعلى ذات المستوى الفني للفنان عادل إمام. كما أن القالب الكوميدي يبدو ضعيفًا في أكثر مراحل هذا العمل حتى الآن. الصورة التي يرسمها المسلسل لشخصية ناجي عطا الله فيما يتعلق بعلاقاته الاجتماعية في تل ابيب تطرح إشكالية فيمن يتقبل الآخر: العرب أم الكيان الصهيوني، والحقيقة هي أن هذا الكيان يرفض بكل المعايير والمقاييس تقبل أي فرد غريب، وقد يكون وضع فلسطينيي الداخل أكبر دليل على ذلك، فالممارسات تجاه أفراده تنفضح يومًا بعد يوم، ولو كان هناك جدوى من التأثير والتغيير في وعي الشارع الاسرائيلي، لأثمرت جهود النواب العرب في الكنيست حيال ذلك، خاصة وأنهم منذ عشرات السنين يناضلون بلا استجابة تذكر من قبل هذا الكيان، والمقولة الإسرائيلية ' لا تؤمن لعربي بعد اربعين سنة من موته'. فليس من السهل علينا أن نتفهم وجود شخصية ناجي عطالله في تل ابيب، وهذا حق مبرر للمشاهدين وخاصة الفلسطينين، والذين باتوا خبراء بالواقع الصهيوني وطبيعته، وذلك بفعل الاحتكاك اليومي الذي تفرضه ضرورة الحياة. يبدو من واقع الحلقات الأولى بأن فرقة ناجي عطا الله ستسلك مسلكًا عسكريًا، فهل المسلك العسكري ينسجم مع الخطاب الذي يطرحة المسلسل بأن الصراع سيكون صراعاً فكرياً وعلمياً وعملياً. أم أن هذا المسلسل سيكون باباً من ابواب التفريغ النفسي عن الكبت السياسي في العلاقات المصرية الصهيونية. وقد يكون من المهم الإشارة إلى أنه بالرغم من نجاح المسلسل أو فشله في صياغة حوار فكري عميق وجدي تجاه التحديات الوجودية المتعلقة بالكيان الصهويني، فمن الجلي والواضح بأن مصر أسقطت من حسابتها كل أشكال المواجهة العسكرية والسياسية مع هذا الكيان، وأن الشعارات والأفلام والمسلسلات المتعلقة بالموضوع الصهويني تأتي كإطار ردة فعل على الفشل الذي تتنعم به السياسية المصرية الصهوينية. سيبقى الشارع الفلسطيني خاصة يتابع بشغف هذا المسلسل الذي يعد ركيزة نجاحه الاساسية وجود نجم سينمائي على شاشة التلفزيون، سيتكمن من مشاهدته كافة المحرومين من متابعة أعماله الفنية في شاشات السينما، والذين سيجدون فرصة ثمينة للتعرف عليه مجدداً كنجم تلفزيوني، ولكن يبدو من الضروي أن يقول الفلسطينيون بأن الدقة في طرح الصراع الفلسطيني الصهيوني أساسية، بالرغم من أن هذا المسلسل لا يشكل سردًا تاريخياً، ولكن هذا المسلسل سيصبح جزءًا من التاريخ، وقد يكون من الأهمية بمكان أن لا نترك بابا للنقد، وكفانا أن نترك غيرنا يؤرخنا، أو يؤرخ خطأً ما لا يجب أو يجب أن يؤرخ. فرقة ناجي عطالله حوار درامي بحاجة إلى جدية أكثر في سرد الحبكة الدرامية لقضية الصراع العربي الصهويني، لأننا في عالم سيتخذ من كل هفوة ومن كل نقص ذريعة للهجوم أو ممبراً للتزوير. كما أنه بات واضحاً بأن الرواية العربية البطولية تكمن في المسلسلات والأفلام في ظل فشل عام وواقع أقل ما يوصف به بأنه ذريع، على عكس الرواية الغربية التي تستند إلى انتصار في الواقع توثقه الفنون بأشكالها.
إقرأ ايضًا
سعاد حسني كانت عميله للمخابرات المصرية وعشيقه لصدام حسين !
إقرأ ايضًا
تهميش دور علي بن أبي طالب في مسلسل عمر
يشير المسلسل في أولى حلقاته بوضوح إلى وجود تيارين فكريين في الساحة المصرية يتمثل الأول برفض الاعتراف بالكيان الصهيوني وإقامة أية علاقات من أي نوع كانت معه، كما يرى أن الصراع ديني أو قومي، أما التيار الآخر فهو يعترف بالأمر الواقع ويتعامل مع هذا الكيان كجزء من الواقع الحالي، ويرى أيضا أن الصراع سيكون صراعاً تكنولوجياً وحضارياً، ولكل من هذين التيارين دوافعه وأسبابه وقد يكون من الأفضل عدم الولوج بتفاصيل هذا الصراع إلى أن نرى إلى ماذا ستؤول نهاية هذا الحوار الدرامي الشيق، الذي فضّل أن يتخذ الشاشة الصغيرة ساحة له. وكما يتضح من العمل الفني هناك غياب لبعض التفاصيل التي قد تكون مهمة بالنسبة للمشاهد الفلسطيني، والتي قد لا تشكل أية اهمية بالنسبة لشريحة أخرى من المشاهدين العرب، وعلى سبيل المثال فقد دار حوار بين ناجي عطا الله وفتاة اسرائيلية تعقيباً على مقتل وزير الصحة الاسرائيلي، وقد اتضح من الحوار بأن الوزير الاسرائيلي اغتيل في تل ابييب، حيث قالت الاسرائيلية أنهم استطاعوا الوصول إلى تل ابيب ويجب الرد بقسوة من قبل حكومة الكيان على ذلك، ولكن ووفقاً للحقائق التاريخية فقد اغتيل الوزير الصهيوني في فندق في القدس الشرقية، وقد يكون من الافضل لو توخى هذا العمل الشيق الدقة في طرح بعض المعلومات والقضايا. ولقد آن الأوان لصناع الدراما والسينما المصرية الرجوع إلى المؤسسات الفلسطينية ولتاريخ الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي كمصدر حقيقي وكمرجع رئيسي للمعلومات المتعلقة بهذا الصراع لكي يتسم العمل بالجدية والإقناع اللازمين لنجاح العمل الفني.
يسرد المسلسل بعض التفاصيل المتعلقة بالدخول إلى قطاع غزة وتل ابيب، ولكن هذا التفاصيل تخلو في سرديتها من الجمالية من جانب، ومبالغتها في تشكيل المشهد الحقيقي مقارنة مع الواقع على الأرض. فلا تبرير لهذا الضعف الدرامي في عمل فني كان من المفترض أن يكون عملا مميزاً وعلى ذات المستوى الفني للفنان عادل إمام. كما أن القالب الكوميدي يبدو ضعيفًا في أكثر مراحل هذا العمل حتى الآن. الصورة التي يرسمها المسلسل لشخصية ناجي عطا الله فيما يتعلق بعلاقاته الاجتماعية في تل ابيب تطرح إشكالية فيمن يتقبل الآخر: العرب أم الكيان الصهيوني، والحقيقة هي أن هذا الكيان يرفض بكل المعايير والمقاييس تقبل أي فرد غريب، وقد يكون وضع فلسطينيي الداخل أكبر دليل على ذلك، فالممارسات تجاه أفراده تنفضح يومًا بعد يوم، ولو كان هناك جدوى من التأثير والتغيير في وعي الشارع الاسرائيلي، لأثمرت جهود النواب العرب في الكنيست حيال ذلك، خاصة وأنهم منذ عشرات السنين يناضلون بلا استجابة تذكر من قبل هذا الكيان، والمقولة الإسرائيلية ' لا تؤمن لعربي بعد اربعين سنة من موته'. فليس من السهل علينا أن نتفهم وجود شخصية ناجي عطالله في تل ابيب، وهذا حق مبرر للمشاهدين وخاصة الفلسطينين، والذين باتوا خبراء بالواقع الصهيوني وطبيعته، وذلك بفعل الاحتكاك اليومي الذي تفرضه ضرورة الحياة. يبدو من واقع الحلقات الأولى بأن فرقة ناجي عطا الله ستسلك مسلكًا عسكريًا، فهل المسلك العسكري ينسجم مع الخطاب الذي يطرحة المسلسل بأن الصراع سيكون صراعاً فكرياً وعلمياً وعملياً. أم أن هذا المسلسل سيكون باباً من ابواب التفريغ النفسي عن الكبت السياسي في العلاقات المصرية الصهيونية. وقد يكون من المهم الإشارة إلى أنه بالرغم من نجاح المسلسل أو فشله في صياغة حوار فكري عميق وجدي تجاه التحديات الوجودية المتعلقة بالكيان الصهويني، فمن الجلي والواضح بأن مصر أسقطت من حسابتها كل أشكال المواجهة العسكرية والسياسية مع هذا الكيان، وأن الشعارات والأفلام والمسلسلات المتعلقة بالموضوع الصهويني تأتي كإطار ردة فعل على الفشل الذي تتنعم به السياسية المصرية الصهوينية. سيبقى الشارع الفلسطيني خاصة يتابع بشغف هذا المسلسل الذي يعد ركيزة نجاحه الاساسية وجود نجم سينمائي على شاشة التلفزيون، سيتكمن من مشاهدته كافة المحرومين من متابعة أعماله الفنية في شاشات السينما، والذين سيجدون فرصة ثمينة للتعرف عليه مجدداً كنجم تلفزيوني، ولكن يبدو من الضروي أن يقول الفلسطينيون بأن الدقة في طرح الصراع الفلسطيني الصهيوني أساسية، بالرغم من أن هذا المسلسل لا يشكل سردًا تاريخياً، ولكن هذا المسلسل سيصبح جزءًا من التاريخ، وقد يكون من الأهمية بمكان أن لا نترك بابا للنقد، وكفانا أن نترك غيرنا يؤرخنا، أو يؤرخ خطأً ما لا يجب أو يجب أن يؤرخ. فرقة ناجي عطالله حوار درامي بحاجة إلى جدية أكثر في سرد الحبكة الدرامية لقضية الصراع العربي الصهويني، لأننا في عالم سيتخذ من كل هفوة ومن كل نقص ذريعة للهجوم أو ممبراً للتزوير. كما أنه بات واضحاً بأن الرواية العربية البطولية تكمن في المسلسلات والأفلام في ظل فشل عام وواقع أقل ما يوصف به بأنه ذريع، على عكس الرواية الغربية التي تستند إلى انتصار في الواقع توثقه الفنون بأشكالها.
إقرأ ايضًا
سعاد حسني كانت عميله للمخابرات المصرية وعشيقه لصدام حسين !
إقرأ ايضًا
تهميش دور علي بن أبي طالب في مسلسل عمر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق