الثلاثاء، 4 فبراير 2020

• الإسلام والإنسان


يقول الأنتروبولوجيون كما يقول تاريخ الأديان إن الإنسان كان دائم الحاجة إلى تفسير لها لا يقدر على تفسيره من ظواهر الكون وأحداثه وإنه لجأ حتى قبل ظهور الرسالات السماوية إلى استكشاف قوة ظاهرة مثل الشمس أو النجوم أو التماثيل أسبغ عليها من عنده قدرة كلية ثم توجه إليها بالعبادة.

ومع تطور عقل الإنسان اكتشف أن تلك القدرة الكلية لابد أن تكون لغير ما هو ظاهر له من الأشياء وهي بحكم إطلاق وعدم محدودية هيمنتها لابد وأن تكون في غير ما يراه, أي أنها في الواقع قوة خفية, ولعل هذه المرحلة العقلية للإنسان هي التي أظهرت في حياته فكرة (الله) جل جلاله, تلك الفكرة التي مرت بمراحل عديدة متشعبة والتي كانت ولاتزال موضوعا لدراسات تاريخية وظواهرية وسلوكية واجتماعية.
على كل حال يمكن اعتبار الإيمان بفكرة (الإله) مسألة لا يمكن أن يكون للإنسان منها فكاك, وهي قد شغلت وستظل تشغل العقل المدرك الذي لن يزول قلقه إلا بإقامته الدليل على الإيجاب أو النفي. وذلك لأن العقل البشري لا يعرف الموقف السلبي أي أنه فيما يتعلق (بالله) لابد له من أن يصدق بوجوده أو يصدق بأنه غير موجود, وإذا كان التصديق بوجود الخالق يحتاج إلى دليل فإن التصديق بعدم وجوده أيضا يحتاج إلى دليل, أما الإنكار السلبي الذي يعني أنه ما لم يوجد الدليل على وجود الله فإن الله غير موجود فهو أمر لا يمكن للعقل البشري أن يكتفي به أو يرتاح إليه.
إن طبيعة الإنسان هي التي تطرح عليه فكرة (الله) ولزاما عليه أن يثبت لنفسه ما إذا كان الله موجودا أو غير موجود, أما إنكار الوجود بلا دليل فمسألة تبقي على السؤال مطروحا بل وبإلحاح أشد, لذلك وفي حين يكون المؤمن بالله قد وجد جوابا على سؤاله يظل المنكر مفتقرا إلى دليل الإنكار, وبالجملة فإنه لابد لعقلنا الذي لا يعمل إلا بإيجابية من أن يصدق بأن الله موجود أو أن يقتنع بأنه غير موجود وهو في كلا الحالين بحاجة إلى دليل.
الطقوس والمعتقدات
المهم, أن فكرة الله قد ارتبطت طول الوقت بمجموعة من التعاليم والطقوس والمعتقدات وبقواعد للسلوك, تلك المجموعة التي تعرف بأنها (الدين) وكان الدين في أول أمره مجرد مجموعة بسيطة بل وأحيانا ساذجة من التعاليم والطقوس لكنها أصبحت مع نزول الأديان السماوية أكثر دقة وتحديدا, وكانت التعاليم الموصوفة بالدين أكثر رفعة على الدوام من أي فكر إنساني لا يلحق به ذلك الوصف. ومع نزول الرسالات السماوية صارت مجموعة تعاليم الدين تعاليم مقدسة لا تقتصر قدسيتها على أنها وسيلة التوجه إلى الخالق بل لأن مصدرها هو وحي الخالق نفسه.
وفي العصور الحديثة وإذا ما أغفلنا العقائد الوثنية نجد أن الدين يسيطر وإن بدرجات مختلفة على غالبية سكان العالم وهو المؤثر الأول في السلوك الفردي والاجتماعي والسياسي.
وعندما نحاول البحث عن تعريف للدين في هذا العصر نجد أن الموسوعات الغربية تكاد تجمع على تعريف الدين بأنه ظاهرة معقدة في حياة الإنسان تستعصي على التعريف والاختصار بينما يعرف الدين في القواميس العربية على أنه الإيمان والتصديق وأنه الجزاء والحساب, ووفقا لقول سيدنا علي كرّم الله وجهه (محبة العلماء دين يدان به) نجد أن معنى الدين ينصرف إلى الاقتناع والقبول
مهما يكن من أمر وبغض النظر عن التعريف فإنه لا خلاف اليوم على أن الدين هو الرسالة السماوية المنزلة على رسول من رسل الله الثلاثة المعروفين موسى وعيسى عليهما السلام ومحمد صلى الله عليه وسلم.
وقد كانت رسالة الإسلام هي خاتمة رسالات السماء إلى البشر وكانت أكملها وأعد لها وأدقّها وقد فهمها المسلمون الأوائل على خير ما يجب أن تفهم عليه, فلم يكن في عقولهم ولا في حياتهم هذا القدر الهائل من التعقيد الذي يسود حياتنا العصرية وتحالفت البساطة والفطرة على صياغة عقول المسلمين ونفوسهم الصياغة التي كانت هدف الإسلام.
لكن ومع تعقد أسلوب الحياة وعلاقات البشر طرأ على فهم المسلمين لدينهم تطور ادى بهم إلى الاندفاع في مسارب فرعية ومتاهات أدت بهم إلى حد الاقتتال.
لقد حدث للإسلام شيء قريب كالذي حدث لأديان سماوية أخرى فمن الطبيعي أن يتطور فهم الإنسان للعقيدة مع تطور الظروف, فمع الممارسة يتوسع الناس في تفسير وتأويل تعاليم العقيدة فيطرأ على فهمهم لها الكثير من التعقيد والاختلاف ويضفون على المتخصصين في التأويل والتفسير صبغة من القداسة كما قد يجر بعضهم البعض إلى تقبل فهم خرافي للدين, هذا فضلا عن تدخل السياسة لفرض مفاهيم معينة لتعاليم الدين ترى أنها تعمل لصالحها ونبذ مفاهيم أخرى ترى أنها ليست كذلك.
تكفير المسلم
كل هذا وغيره من تعقيدات الحياة أدى إلى اختلاف في فهم تعاليم الدين الإسلامي الحنيف لدرجة أن تكافر المسلمون ولا يزالوا.
وأنا لا أهتم هنا بالبحث فيما هو فهم سليم لأحكام الإسلام وما هو غير سليم وإنما أحيط بالاهتمام مسألة أولية تتعلق بديننا, ألا وهي أن الإسلام كعقيدة يجب أن يكون داخل الإنسان وليس مقيما خارجه وأن في تحويل تعاليم الدين إلى قواعد للسلوك البشري العام والخاص إخراجا له عن مهمته الأساسية وهي صياغة الإنسان.
إني أرى أن رسالة الإسلام تهدف إلى صياغة أناس مسلمين أكثر مما تهدف إلى فرض أحكام على البشر, واعتقد أن فهمنا للدين على أنه مجموعة قواعد وأحكام مدنية وسياسية وتغليبنا لهذا الجانب أمر قد أدى إلى اضطراب علاقتنا بالإسلام وفشلنا في أن نكون مسلمين كما أرادت لنا الرسالة الخاتمة أن نكون.
لقد قادنا فهم الدين على أنه في الأساس مجموعة تعاليم وطقوس إلى التركيز على الجانب التنظيمي فيه مع أنه ليس الجانب الأهم وعليه فقد تراكم تراثنا الفقهي الضخم حول قواعد التعامل بين الناس وبينهم وبين الحكام وحول بعض طقوس العبادة وقواعد السلوك والعقاب, وبذلك انصرفت جهودنا سواء المخطىء منها أو المصيب إلى غير ما كان يجب أن ننصرف إليه ألا وهو صياغة الإنسان المسلم فأصبحت لدينا حصيلة هائلة من الفقه دون أن يكون لدينا ما يكفي من المسلمين.
إن الله أنزل رسالة الإسلام لنفع الناس وحتى عندما يقول جل جلاله إنه قد خلقنا لنعبده فإن عبادته في حد ذاتها ليست إلا منفعة لنا, والدين حتى الوثني منه ليس مجرد كتابة أو مجموعة تعاليم شفوية إنه ذلك الكتاب وتلك التعاليم في داخل الإنسان, وما لم يحتو عقل الفرد رسالة الدين فإنها تظل مقيمة خارجه بلا مفعول.
إن فكرة الله نفسها لا توجد خارج الإنسان, وأنا لا أعني بذلك أن لا وجود لله إلا بوجودنا فهو دائم الوجود, ولكن أعني أننا لا نعرف بوجوده إذا لم نوجد والدين أيضا لا وجود له إلا في داخل الإنسان
إن تعاليم القرآن والحديث في إسلامنا تظل مجرد كلمات مكتوبة أو محفوظة ولا يظهر لها من مفعول إلا إذا تسربت إلى داخل عقل الإنسان. فالدين كالطعام لا يكون فاعلاً إلا إذا أكلته وهضمته فتحول إلى طاقة فيك وشأن الدين خارج الفرد شأن الطعام الموضوع إلى جانب إنسان جائع ولا يتناوله.
الجانب التربوي للدين
إن الدين يصبح كالقانون مجرد تعليمات صادرة لا يقوم الفرد بالالتزام بها إلا إذا فرضت عليه وهو على الدوام في محاولة للتحايل عليها. ونحن عندما نتعامل مع الدين على أنه قانون فإننا نحد من فاعليته ونتجاهل الجانب التربوي فيه وهو الجانب الأساسي على كل حال.
إن في الإسلام جانباً روحياً غالبا متميزاً عن العهدين القديم والجديد وهو الجانب الغالب على رسالة محمد عليه الصلاة والسلام وإذا كان الدين الحنيف قد احتوى على جانب قانوني يتمثل في قواعد للمعاملات فهو ليس بالجانب الأهم, إن في القرآن ستة آلاف آية منها مائتان فقط تتعلق أحكامها بالمعاملات وبعد طرح المنسوخ يصل العدد إلى ثمانين أي حوالي 75:1 من كم القرآن الكريم, أما الباقي وهو الأغلب فإنه يتعلق بصياغة العقل والضمير.
لقد أدى بنا التركيز على الجانب القانوني في الإسلام, إلى تضخيم ذلك الجانب وقتله بحثا وشرحا وتفسيرا إلى أن أصبح لدينا إرث من الفقه يفوق ما نقدر على متابعته ناهيك عما أحدثه ذلك بيننا من خصومات.
لقد أدى انكباب المسلمين بعد عصر الخلافة الراشدة على الجانب القانوني للعقيدة وإهمالهم للجانب التربوي فيها مضافا إلى ذلك ما فعلته السياسة وما جرّه تضارب المصالح بين المسلمين أدى إلى تقليص دور الدين في صياغة الإنسان كما قاد إلى تقليص دور العقل في التعامل مع تعاليم الرسالة المقدسة.
إن ما شهده تاريخنا من حجر على البحث في السياسة إلا لتأييد حاكم قائم أو تشويه حاكم قديم وما مارسه المسلمون من تكفير لبعضهم البعض ومن قطع بعضهم رقاب بعض, يعود في المقام الأول إلى أنهم لم يستوعبوا درس الإسلام ولم يفهموه على أنه رسالة تربوية لا رسالة قانون. لقد ظل الإسلام خارجهم يسكن مصاحف موضوعة على الرفوف دون أن تحتويه صدورهم وأصروا على أن أهم ما فيه هو قواعد معاملاتهم.. وبالطبع أمكن لأي من أصحاب المصلحة أن يجد في تعاليم الدين المجملة تأويلا يسعفه لتأييد موقفه ووجهة النظر التي تناسبه, واستخرج البعض من الدين تبريرات للجريمة وتسويغا للظلم وتأييداً للتخلف, بل انصرف البعض إلى تسخير الدين لخدمة الخرافة فعالج بالأدعية الأمراض واحترف كشف الغيب وقراءة الطالع ومطاردة الجن.
موقفنا من الأجانب
إننا نلوم اليوم أجانب يسيئون فهم الإسلام مع أن لهم عذرا في ذلك وهم يرون حال المسلمين وكيف نستطيع إقناعهم بجدوى الإسلام أو إثارة إعجابهم بما في المصحف الكريم من تعاليم رائعة وهم يرون جدوى ديننا ظاهرة فينا, أليس لهم العذر في أن يقولون لنا (إن كان دينكم نافعا لكنتم به أول المنتفعين؟
ومن الجدير بالتحذير أن فهم الإسلام على أنه تعاليم قانونية مع إهمال الجانب الأهم فيه وهو صياغة الإنسان, ذلك الفهم الذي ساد فقهنا فيما مضى نراه يعود اليوم إلى الحياة أكثر حيوية خصوصا لدى أغلب الذين ينادون بإقامة حكومة إسلامية.
إن هذا الفهم التراجعي لن يؤدي بنا إذا أدى إلى شىء إلا إلى تكريس الدين على أنه مجموعة قواعد قانونية للتعامل والعقاب تفرضها سلطة تمنح نفسها حق فرض مفهوم معين للدين وبالطبع سوف يظل الإسلام خارجنا كما هي حال القانون ولن يصاغ الإنسان المسلم والمؤهل للقيام بدوره الحضاري في هذا العصر البالغ التعقيد, كما أن السلطة المنادى بها سوف تكون سلطة ثقيلة اليد وغير قادرة ولا راغبة في المضي إلى الأمام.
نعم إن وضع قواعد للتعامل بين الناس أمر لازم وفرضها بالقوة أمر مطلوب ولكن الأمر الأهم هو صياغة الإنسان الذي يستخلص القواعد والإنسان الذي يفرضها وأكثر أهمية صياغة الإنسان الذي يلتزم بها عن طيب خاطر واقتناع.
إن تطبيق القواعد الصارمة على معاملات البشر سياسيا واجتماعيا واقتصاديا مجهود قد يحولهم إلى مجتمع خائف ومطيع لا جريمة فيه كما لا إبداع فيه ولن تنجح الصرامة إلا في خلق مجتمع من العبيد, أما مجتمع المسلمين الأحرار القادرين على عمارة الأرض فلن يوجد إلا من غير هذا الطريق.
وحتى الحكومة أية حكومة لا يمكن أن تكون إلا حكومة مسلمين, ولم ولن يوجد شيء اسمه حكومة إسلامية, إن الممكن هو وجود حكومة مسلمين ومجتمع مسلمين وما لم يكن أولئك المسلمون قد تمت صياغتهم عقليا ونفسيا كما أرادت لهم رسالة الإسلام فإنهم لن يقيموا إلا سلطة يتعذر على المرء نسبتها إلى الإسلام, ولعل ما نشهده اليوم من صراع في بعض المجتمعات الإسلامية هو محاولة للاستمرار في تضخيم الجانب القانوني الثانوي في الإسلام وإسباغ القداسة على مفاهيم بشرية لآيات القرآن ويتعاون في ذلك الحاكم والفقيه فإن اختلفا سعى الحاكم ليكون فقيها أو جاهد الفقيه ليستولي على الحكم.
إن ما نشهده في عصرنا هذا من خلافات حادة بل ودموية بين بعض المسلمين يبدو أكثرها مفتعلا ومدفوعا بمصالح السياسة والاقتصاد, لقد أورد الشيخ الجليل محمد الغزالي في كتابه (الطريق من هنا) أن خطيبا عند حلول صلاة الجمعة طلب لرجل دخل المسجد فجلس أن يقوم فيصلي تحية المسجد وعندما رد الرجل بأنه مالكي المذهب وعند مالك لا داعي لتحية المسجد صاح فيه الخطيب قائلا: أتترك محمداً وتتبع مالك؟
إن اهتمامنا بالجانب الروحي الغالب في الإسلام وانتباهنا إلى أن جوهر الدعوة هو صياغة الإنسان, قد يعيننا على إيجاد مسلمين يفلحون في الدنيا وفي الآخرة, مسلمين قادرين على استخلاص أنسب قواعد التعامل في السياسة والاقتصاد ومواطنين راغبين في الالتزام بها ومؤهلين لتعمير الحياة والمشاركة في بناء عصر الإنسان.
إن هذا لا يعني فصل الدين عن الدنيا بل يعني تمكين الدين من أن يصوغ الإنسان الذي هو أهم ما في الدنيا ويعني نقل تعاليم الدين من الكتب إلى صدور المؤمنين.
أحكام المعاملات
إن الدعوة إلى تطبيق أحكام المعاملات في الإسلام وإهمال شأن الجانب الروحي الأهم فيه لن تؤدي إلى إقامة دولة قوية ولا إلى خلق مجتمع سعيد.. وبالرغم من أن الدولة القوية الظالمة أو المجتمع المطيع العاجز يجب ألا يكونا من بين أهدافنا فإنه دون إعادة صياغة الإنسان وبفعل الجانب الروحي من الدين لن يكون هناك مجتمع سعيد ولا دولة قوية وإنما مجتمع فاشل من العبيد ودولة شديدة البأس على أهلها ضعيفة قبل الآخرين.
إنه ليس من العيب أن نقرأ في تاريخنا أيام ظلام كما أن تقديس أحداث التاريخ عمل يحرمنا الاستفادة من العبرة فقد ارتكبت تحت ستار الدين أكثر المظالم واحتمت بتعاليمه دكتاتوريات بالغة القسوة وتقاتل في ظله اتباع صحابه أجلاء وقطع مسلمون رقاب وأطراف أخوة لهم في الدين.
إننا اليوم أشد حاجة إلى نفض الغبار عن الجانب التربوي الروحي في الدين, وقد حان الوقت لتوجيه الجهود التي تبذل من أجل تطبيق أحكام قانون إسلامي إلى إحياء الجانب الروحي في الإسلام ومحاولة زرع الدين في العقول بدلا من تكديس المصاحف وأكوام كتب الحديث.
إن الدين أفضل مكون للضمير ورسالة السماء أقدر على صياغة الإنسان كما أراد له الله أن يكون, ولعل في تغليب الدور الرئيسي للإسلام على الدور الفرعي ما يهدئ من معارك التناحر والخصومات بين المسلمين, فالجدل حول قواعد المعاملات محكوم بالمصالح والأهواء وكل من يدعي حيازة فهم صحيح لقاعدة في القرآن أو الحديث سوف يجد كثيرين يحوزون فهما مختلفا لا يرضاه, ولعله يمكن القول بأنه فضلا عن أن جانب صياغة الإنسان في الإسلام هو أهم من الجانب القانوني فيه فإن حاجتنا اليوم إلى صياغة الإنسان المسلم هي أشد بكثير من حاجتنا إلى تطبيق قواعد نختلف عليها للمعاملات وإذا ما جرت صياغة الإنسان المسلم فإنه سوف يلتزم بالجانب القانوني في الإسلام أما ودون ذلك الإنسان فلن يكون لدينا سوى مخلوق نتبارى معه في محاولة منا لفرض القواعد عليه وفي محاولة منه للتحايل عليها.
وفي النهاية تجب الإشارة إلى أن الدعوة إلى إحياء جانب صياغة الإنسان في الإسلام تحتاج إلى قبول بسيادة العقل وإطلاق حرية البحث والتوقف عن احتكار حق فهم الدين وتكفير الخصوم عند الاختلاف.
وأخيرا يتساءل المرء عن سبب تميز رجال الدين بملابس تخصهم, وقد يكون الجواب أنها الرغبة في إسباغ مظهر السلطة على النفس, ذلك أن الملابس الرسمية تضيف إلى من يلبسها هيبة سلطوية تدعو إلى طاعته ومن هنا ظهر تقليد ملابس العساكر وظهرت ملابس الرهبان ثم ملابس رجال دين مسلمين ولذلك وبرغم ما قد يسود من المظاهر يجب ألا نسلم لأحد باحتكار فهم تعاليم الدين حتى لا نقع فيما وقع فيه أسلافنا عندما ألفّوا تراثا فقهيا بالغ الضخامة ولكن ظل مكدساً خارج الإنسان.
المصدر: 1

إقرأ أيضاً
للمزيد              
أيضاً وأيضاً







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق