الخميس، 2 مارس 2023

• مايكل أنجيلو يبعث الحياة في النبي داوود


جادل بأفعالك وليس بأقوالك

في عام 1502 م كانت هناك كتلةٌ كبيرة من الرّخام في كنيسة سانتا ماريا ديل فيورا بمدينة فلورنسا بإيطاليا، كانت من قَبْل جزءاً من قطعة صخرية رائعة، لكن نَحّاتاً غير ماهر شَوَّهَها تشويهاً بالغاً حين كان يصنع شِقّاً تحت ساقَيّ تمثال، سعى بييرو سوديريني إنقاذ الصخرة بتكليف ليوناردو دافنشي أو أي أستاذ آخر...

لكنهم رأوا جميعاً أنه لا يمكن إصلاح التَّشَوّه الذي حدث، وهكذا وعلى الرغم من المبلغ الذي دُفِعَ ثمناً لها ظلت الصخرة لا تجمع غير التراب في الصالات المظلمة بالكنيسة. بقيت الأمور على حالها إلى أن نَبَّهَ بعض الفلورنسيين أصدقاء مايكل أنجلو الذي كان يعيش في روما وقتها أنه هو وحده القادر على صنع شيء من هذه الكتلة الخام، والتي كانت من الرخام الرائع.

أتى مايكل أنجلو إلى فلورنسا وتَفَحَّصَ الصخرة، ورأى أنه بالفعل يستطيع نَحْتَ شكلٍ مميز منها يستوعب ما حدث لها من تَشَوُّهٍ. كان سوديريني يرى أن ذلك مَضيَعَةً للوقت، وأن أحداً لا يستطيع إنقاذ هذه الكارثة، لكن في النهاية سَمَحَ للفنان أن يعمل عليها، وقَرَّرَ مايكل أنجلو أن يَصنَعَ منها نَحْتاً للنبي داود في صِغَرِهِ وفي يَده مِقلاع .

بعد أسابيع وبينما كان مايكل أنجلو يَضَعُ اللّمَسات الأخيرة للتمثال دخل سوديريني الذي كان يرى في نفسه ذواقاً للفنون، وقال لمايكل أنجلو بأن التمثال وإن كان يراه عظيماً إلا أن الأنف تبدو أكبر من حجمها المناسب، لاحظ مايكل أنجلو أن سوديريني يقف تحت التمثال مباشرة ولا يراه من المنظور الأفضل، ودون أن يتكلم أشارَ إلى سوديريني أن يتبعه إلى أعلى السقالة، وحين وصلا إلى مستوى الأنف أخذ أزميلاً وحقنة تراب من فوق لوح خشبي، وبعد أن أصبح سوديريني تحته بأقدام أَخَذَ يَطرُقُ على الأنف بَخِفَّةٍ وجَعَلَ التراب الذي كان قد وَضَعَهُ في يده يَتَسَرَّبُ قليلاً بقليل.

لم يُغَيِّر أيَّ شيء بالأنف، لكنه أَوهَمَ سوديريني بأنه يُصلحه. بعد دقائق من هذه التمثيلية وقف مايكل أنجلو إلى جانب سوديريني وسأله: «انظر إليها الآن»، فأَجابَ سوديريني «أَفضَلُ كثيراً، وكأنك بَعَثْتَ الحياةَ إلى التِّمثالِ».

التعليق :كان مايكل أنجلو يعلم أن أي تغيير في شكل الأنف سيدمر التمثال بأكمله، لكنه كان يعلم أيضاً أن سوديريني راعي للفنون يتباهي بذوقه الجمالي، وكانت إهانة رجل كهذا لن تجعله يخرج خالي الوفاض فحسب بل تحرمه أيضا من فرص في المستقبل. كان مايكل أنجلو أذكى من أن يجادل، وكان حله للمشكلة بأن غير المنظور الذي ينظر سوديريني منه للتمثال دون أن يشعره أن وقفته هي السبب وراء رؤيته للتشوه.

المصدر: THE 48 RULES OF POWER, ROBERT GREEN

إقرأ أيضاً:

قصة للأطفال: الطاووس الحزين

قصة للأطفال: السلحفاة والأرنب

قصة للأطفال: الأسد والفأر

قصة للأطفال: فرقة الجنادب الموسيقية

قصة للأطفال: رسالة إلى جدتي

للمزيد              

حدوثة قبل النوم قصص للأطفال

كيف تذاكر وتنجح وتتفوق

قصص قصيرة معبرة

قصص قصيرة معبرة 2

معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب

قصص قصيرة مؤثرة

الإدارة الصفية: 7 مقالات في الإدارة الصفية

إختر مهنتك: تعرف على المهنة التي تناسبك من بين جميع المهن

استراتيجيات التدريس دليل المعلم للتعلم النشط

مراهقون: مشاكل المراهقين وأساليب التعامل معهم

تربية الأبناء والطلاب

مواضيع حول التنمية البشرية وتطوير الذات

أيضاً وأيضاً

قصص وحكايات

الغزل: أبحاث ومقالات عن شعر الغزل العذري والإباحي في كل العصور

شعراء: نبذة عن حياة شعراء عرب في كل العصور

الطاقة: مقالات وأبحاث عن الطاقة بكل أنواعها

تلوث ونفايات: مقالات وأبحاث حول تلوث البيئة والنفايات

كوارث طبيعية: مقالات وأبحاث عن الزلازل والبراكين والفيضانات وغيرها

مسلسلات: نقد وتحليل مسلسلات عربية وتركية




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق