القاعدة 22 من كتاب: 48 قانون للقوة
الحكمة:
حين تكون الأضعفَ لا تقاوم أو تقاتل بدافع الكرامة، واختر بدلاً من ذلك الإذعان. الإذعان يمنحك الوقت للتعافي وتقويض راحة عدوك في الخفاء والانتظار إلى أن تزول عنه قوته. لا تمنح المتجبرين متعة هزيمتك وسحقك. اجعل الإذعان ضمن ترسانة حِيَلِكَ للحصول على السطوة.
انتهاك القاعدة:
تَشغَلُ
جزيرةُ ميلوس إستراتيجياً موقع القلب من البحر المتوسط. في العصور الكلاسيكية كانت
مدينة أثينا تُسيطرُ على البحر والمناطق الساحلية من اليونان، إلا أن الإسبرطيين
كانوا المستعمرين الأصليين لميلوس.
وأثناء
الحرب البلوبينيزية رفض سكان ميلوس التحالف مع الأثينيين وأبقوا على ولائهم لإسبرطة
الحاضنة الأم، وفي عام 416
شَنَّ الأثينيون حملة ضد ميلوس، ولكن قبل إطلاق الهجوم الكاسح أرسلوا وفداً لإقناع
الميلوسيين بالاستسلام والتحالف معهم بدلاً من التعرض للهزيمة والدمار.
قال
الموفدون «تعلمون كما نعلم أن معيار العدل يقوم على تساوي الأطراف المتصارعة في
القدرة على فرض إرادتهم، والحقيقة أن من لديه القوة يفعل كل ما تمنحه له قدرته،
والضعيف يقبل ما يفرض عليه». وحين اعترض الميلوسيون بأن ذلك يتنافى مع النزاهة
وعدالة الصراع أجابهم الأثينيون أن من لديهم السَّطوة هم الذين يُحدِّدون ما هو
عدل وما يُعَدُّ ظلماً. قال الميلوسيون أن هذا الحق مُلْكٌ لله وحده، فَرَدَّ أحدُ
الموفدين الأثينيين «تَصَوُّرُنا عن الآلهة ومعرفتنا بالبشر تجعلنا نقول أن
القاعدة العامة والضرورية هي أن على كل طرفٍ أن يحكم من يستطيع حكمهم».
لم
يتزحزح الميلوسيون عن موقفهم وأَكَّدوا على أن إسبرطة ستهبُّ لنجدتهم، فأجابهم
الأثينيون أن الإسبرطيين قومٌ عمليون وتقليديون ولن يناصروا ميلوس لأن ذلك سوف
يكلفهم الكثير ولن يُكسبهم شيئاً.
أخيراً
أخذ الميلوسيون يتحدثون عن المبادئ وعن الشرف في مقاومة المعتدي الغاشم، فردَّ
الأثينيون «لا يُضَلّلكم الإحساس الزائف بالشرف، فالشرف هو ما يأخذ الرجال إلى
حتفهم حين يواجهون خطراً يهدد كبرياءهم، وليس هناك ما يُخزي في الخضوع لأَعظم مدن
اليونان إن كانت تعرض عليكم شروطاً معقولة».
انتهي
الجدال، وتداول الميلوسيون الموضوع فيما بينهم وقرروا الاعتماد على مؤازرة
الإسبرطيين وعدالة قضيتهم وإرادة الآلهة ورفضوا بأدبٍ عرض الأثينيين.
بعدها
بأيام قليلة اجتاح الأثينيون ميلوس. حارب الميلوسيون بِنُبلٍ بدون الإسبرطيين
الذين لم يتدخلوا لمؤازرتهم، وتَطَلَّبَ الأمر من الأثينيين عدة جولاتٍ قبل أن
يتمكنوا من محاصرة مدينتهم الرئيسية، وفي النهاية خَضَعَ الميلوسيون واستسلموا،
ولم يُضَيِّع الأثينيون وقتاً وقتلوا كل من كانوا في سن التجنيد، وباعوا النساء
والأطفال عبيداً واستعمروا المدينة بمواطنيهم، ولم ينجُ من الحرب إلا القليل من
الميلوسيين.
التعليق:
كان
الأثينيون من الشعوب الأكثر عمليةً في التاريخ، وعرضوا على الميلوسيين أكثر
البراهين التي يعرفونها عملية، فلا أحد يناصر الضعفاء لأن من يفعل ذلك لن يحصد إلا
المخاطر، وأن الضعفاء يجدون أنفسهم بمفردهم ومنبوذين عند المواجهة ولا يكون في
مصلحتهم إلا الخضوع، ولا تمنحهم الحرب شيئاً إلا الموت والشهادة.
الضَّعفُ
ليس خطيئة، بل قد يصبح مصدر قوة إن أَجَدْتَ التعامل معه، فلو استسلم الميلوسيون
من البداية لأمكنهم العمل على تدمير الأثينيين بطرق ماكرة، کما كان يمكنهم العمل
قدر استطاعتهم على الاستفادة من التحالف ثم يتحررون منه حين يضعف الأثينيون
بدورهم، كما حدث بالفعل بعد عدة سنوات. الحظوظ تتغير وغالباً ما يسقط الطغاة
والمتسلطون. يحوي الخضوع سطوة هائلة خفية: فهو يُغرى العدو بالاطمئنان لقوته
ويمنحك الوقت لاستجماع قواك ولتقويض قوى الخصم والتخطيط للانتقام، فلا تُهدر الوقت
أبداً لتنال شرف الدخول في معارك تعرف أنك لن تكسبها.
الضعيف
هو من لا يتنازل أبداً حين يكون من مصلحته التنازل (كادينال دي ريتز 1613-1679).
مراعاة القاعدة:
في
وقت ما من عشرينيات القرن العشرين تًحَوّلَ الكاتب الألماني برتولت بريخت إلى
اعتناق المذهب الشيوعي،
وبدأ الحرس الثوري المميز لهذا المذهب ينعكس في كل ما يكتب من مسرحيات ومقالات
وأشعار، وجعله يسعى دائماً لجعل أفكاره واضحة ومفهومة من الجمهور.
وحين
أمسك هتلر زمام الحكم بدأ في مطاردة الشيوعيين، وكان بريخت له معارف وأصدقاء في
الولايات المتحدة من الأمريكان الشيوعيين وألمان مثله فَرّوا من اضطهاد هتلر،
ولذلك وفي عام 1941
هاجر إلى الولايات المتحدة واختار الإقامة في لوس أنجلوس أملاً في العمل في مجال
السينما.
في
السنوات التالية أخذ بريخت يكتب مسرحيات ساخرة تنتقد الرأسمالية، لكن لم يتمكن من
النجاح في هوليود، ولذلك قرّر في عام 1947
وبعد أن انتهت الحرب أن يعود إلى أوروبا، في نفس هذا العام بدأت لجنة مكافحة
الأنشطة المضادة لأمريكا التابعة للكونجرس في تَرَصُّدِ واحتواء المدّ الشيوعي في
هوليود، وكانت قد بدأت تَتَحَرّى عن بريخت الذي كان يعترف بشيوعيته الماركسية
علانية، وفي 19
سبتمبر 1947
وقبل شهر واحد من موعد مغادرته أمريكا تلقى استدعاءً للحضور أمام اللجنة مع مجموعة
أخرى من الكُتّاب والمخرجين والمنتجين، وعُرفت هذه المجموعة باسم هوليود 19.
قبل
التَّوَجُّهِ لواشنطن للوقوف أمام اللجنة قررت مجموعة هوليود 19
الاجتماع لإقرار خطة عمل، وكان قرارهم هو المواجهة والتصدي لاضطهاد اللجنة، وبدلاً
من أن يجيبوا عن السؤال بشأن موقفهم من العضوية في الحزب الشيوعي قرروا قراءة بيان
يتهم دستورية عمل اللجنة ويتحدى سلطاتها. ورأوا أنه حتى لو أدّت بهم هذه
الإستراتيجية إلى دخول السجن فإنها ستكسب قضيتهم الشعبية والتأييد.
اعترض
بريخت على إستراتيجية المجموعة، فما الفائدة من كسب القليل من التأييد الشعبي إن
كان الثمن حرمانهم من عرض مسرحياتهم وأعمالهم لسنوات طويلة قادمة؟ رأى بريخت أن
المطلوبين جميعاً للاستجواب أذكى بكثير من أعضاء اللجنة، ولن يفيدهم النزول إلى
مستوى خصومهم بالجدال معهم، فلماذا لا يراوغونهم بالتظاهر بالخضوع لأحكامهم وفي
نفس الوقت يعبرون عن سخريتهم لهم بطرق خبيثة
وماكرة؟ استمع أعضاء اللجنة بهدوء لبريخت وهو يعرض موقفه، ولكن في النهاية قرروا
أن يتمسكوا بخطة التصدي والمواجهة وتركوا لبريخت أن يتبع ما يراه مناسباً له.
أخيراً
وقف بريخت أمام اللجنة في 30
أكتوبر، وكان أعضاء اللجنة يتوقعون منه أن يكرر ما فعله عناصر جماعة هوليود 19
الذين استُجوِبوا قبله، أي الجدال ورفض الإجابة عن أسئلة اللجنة وتحدى حقها في
إعداد جلسات الاستماع والشهادة بل حتى التهجم على أعضاء اللجنة وإهانتهم. لكن
بريخت كان قد ارتدي زياً رسمياً أنيقاً (وكان نادرا ما يفعل ذلك) وكان يدخن
السيجار لأنه كان يعلم أن أعضاء اللجنة من المدمنين على السيجار. الخلاصة أنه أذعن
لسلطة اللجنة.
على
عكس ما فعله المطلوبون الآخرون أجاب عن السؤال بشأن انتمائه للحزب الشيوعي، وقال
أنه ليس عضواً فيه وكان صادقاً في ذلك. وسأله أحد الأعضاء
«هل أَلَّفْتَ حقاً مسرحيات ثورية»؟ وكانت
الحقيقة أنه كان قد كتب عدة مسرحيات تحوي دعاية شيوعية واضحة لكنه أجاب «لقد كتبت
عدة قصائد ومسرحيات تهاجم هتلر، وكان قصدي بها فعلاً قلب نظام حكمه، ومن المؤكد
أنها تُعَدُّ ثورية». ولم يجادله أحد في هذا البرهان.
كانت
إنجليزية بريخت أكثر من جيدة لكنه استعان بمترجم فوري لنقل شهادته لِلَّجنة، ومَكَّنه
ذلك من التلاعب بِخُبثٍ بالألفاظ، وحين كانت اللجنة ترى التعاليم الشيوعية الواضحة
في قصائده المنشورة بالإنجليزية كان يقرأ أصولها الألمانية ويترك للمترجم نقلها
للإنجليزية فكانت تظهر لهم بريئة وخالية مما يتهمونه به. قرءوا عليه إحدى قصائده
الثورية وسألوه إن كان هو الذي كتبها فأجاب «لا، ولكن لي قصيدة بالألمانية تشبهها
مع الكثير من الاختلاف». أَربَكَ استخدام بريخت المراوغ للألفاظ أعضاء اللجنة
وأزعجهم ولكن أدبه في الرد وإظهاره الخضوع لسلطة اللجنة جعلهم لا يغضبون منه.
بعد
ساعة واحدة اكتفى أعضاء اللجنة وأنهوا الاستجواب، وقال له رئيس اللجنة «نشكرك
كثيراً، فأنت مثال يحتذى لباقي الشهود»، ولم يخلوا سبيله فحسب، بل عرضوا عليه
المساعدة في إتمام إجراءات الهجرة التي كانت متعثرة لأسباب أخرى. في اليوم التالي
غادر بريخت الولايات المتحدة ولم يعد إليها بعد ذلك أبداً.
التعليق:
أكسبت
طريقة المواجهة جماعة هوليود ١٩
دعا شعبيا كبيرا وبعد سنوات حصلوا على نوع من احترام الرأي العام لأفكارهم، لكنهم
ظلوا في القائمة السوداء وحرموا السنوات من ممارسة عملهم المربح. على الجانب الاخر
نجح بريخت في التعبير عن ازدرائه للجنة بطرق غير مباشرة ولم يجبره أحد على تغيير
قناعاته أو أن يهين قيمه بل أنه حين أظهر الخضوع أثناء استجوابه أصبحت له اليد
العليا فأخذ يدور بأعضاء اللجنة في دوائر مغلقة من الإجابات المهمة والأكاذيب
الصريحة والتي لم يتمكنوا من الاعتراض عليها لأنها كانت مغلفة بأسلوب ملغز
وبالتلاعب بالألفاظ. في النهاية حصل بريخت على حقه في الاستمرار في كتاباته
الثورية (بدلا عن السجن أو منعه من مغادرة أمريكا) ، وذلك على الرغم من سخريته
الخبيثة من اللجنة بالإذعان الزائف لسلطتها.
تذکر:
الأشخاص الذي يتجبرون ويتباهون بسلطتهم يسهل مراوغتهم باستخدام خدعة الخضوع،
فإبداؤك للإذعان ظاهريا يشعرهم بسطوتهم وتوقيرك لهم يشبع غرورهم وحينها يصبحون
أهدافا سهلة لهجاتك التالية أو لسخريتك غير المباشرة كما فعل بريخت. وعليك أن تقيم
ما يكسبك السطوة على المدى الطويل؛ فلا تضحي أبدا بقدرتك على المناورة على المدى
البعيد لصالح المجد القصير الذي تجنيه من المواجهة والاستشهاد حين يمر السيد
العظيم ينحني الفلاح الحكيم انحناءة عميقة وفي سخرية وصمت بطلق ريحا من مؤخرته (مثل أثيوبي).
مفاتيح للسطوة:
في
عالم السطوة تأتي معظم المشكلات من الإفراط في الاستجابة لتحركات الأعداء
والمنافسين، وهي مشكلات يسهل تجنبها لو تمسكنا بالعقلانية وتحكمنا في انفعالاتنا،
كما أن إفراطنا في الاستجابة يرتد علينا لأنه يجعل أعداءنا أيضا يفرطون في
استجابتهم لنا، كما فعل الأثينيون مع الميلوسيين. استجابتنا الغريزية البدائية هي
الرد على العدوان بعدوان، ولكن عليك في المرة القادمة التي يستفزك أحد وتجد نفسك
متحفزاً للاستجابة أن تحاول التالي: لا تقاومه ولا تهاجمه بل أذعن له وأدر له خدك
الأيسر، وستجد أن ذلك يعدل سلوكه لأنه يتوقع بل ويرغب منك أن ترد بعنف وحين تمتنع
عن المقاومة تشل دفاعاته وتربك تفكيره. يمنحك الخضوع تحكماً بالموقف لأنه يعد جزءاً
من خطة أكبر لاستدراج خصمك بترکه يعتقد أنه فاز عليك.
الجوهر
في خدعة الإذعان هو: من داخلك تبقى صلباً وحازماً ومن الخارج تظهر الاستسلام
والخضوع وتحرم أعداءك من أي سبب للغضب، وذلك يربكهم ويقلل من فرصتهم في الاستجابة
بعنف حتى لا يجبرونك على العنف المضاد. يوفر لك الخضوع الوقت اللازم للتخطيط
للتحركات المضادة التي تهزم بها أعداءك. في المعارك التي يخوضها الأذكياء مع
القساة الشرسين يكون الخضوع أقوى الأسلحة وهو يتطلب تحكم بالنفس: فمن يخضعون خضوعاً
صادقاً يخسرون حريتهم ويسحقهم الإحساس بالهزيمة، ولذلك عليك أن لا تذعن إلا ظاهريا
كالحيوان الذي يتظاهر بالموت للنجاة من هجمات الضواري والمفترسين.
وقد
رأينا من قبل أن الخضوع قد يؤتي نتائج أفضل من القتال. حين تواجه خصماً أقوى منك
وترى أن هزيمتك محتومة يكون الإذعان أفضل من الحرب، لأن الهرب ينجيك مؤقتاً ولكن
في النهاية يدركك المعتدي، أما الإذعان فيجعلك تنثني على نفسك كالثعبان ثم تصيبه
باللدغة المميتة حين يقترب ويطمئن لك.
في
عام 473
في الصين القديمة تَلَقّى الملك جوجيان من مملكة بوي هزيمةً مروعةً على يد حاکم
مملكة وو في معركة فوجياو، وأراد جوجيان أن يهرب ولكن ناصحه المقرب أشار عليه
بإظهار الخضوع ووضع نفسه في خدمة الحاكم على أن يعمل من
موقعه الجديد على دراسة الرجل والتخطيط للانتقام.
وقرر
أن يتبع النصيحة فأعطى للحاكم كل ثرواته وعمل كأدنى خادم في حظائره، وظل يتحمّل
هذه المهانة طوال ثلاث سنوات، وفي النهاية رضي الحاكم عن ولائه وسمح له بالعودة
إلى وطنه.
في
سِرِّهِ كان جوجيان يجمع المعلومات ويخطط للانتقام، وعندما أُصيبتْ مملكة وو
بالقحط والجفاف ومزقتها الاضطرابات الداخلية حَشَدَ جوجيان جيشاً وتوجه إلى مملكة
وو وهزمها بسهولة.
تلك
هي السَّطوة التي يمنحها الخضوع، فهو يوفر لك الوقت والمرونة للتخطيط لهجمة مضادة
ساحقة. ولو اختار جوجيان الهرب لَضَيَّعَ على نفسه هذه الفرصة.
في
منتصف القرن التاسع عشر بدأت التجارة الخارجية لليابان تهدد استقلالها، وأخذ
اليابانيون يفكرون في طريقة لهزيمة الأجانب. في عام 1857
كتب الوزير هونا ماسايوشي مذكرة كان لها تأثير كبير على السياسات اليابانية لسنوات
طويلة بعدها: «لهذا أرى أن تتجه سياستنا إلى معاهدات الصداقة والتعاون مع الدول
الأخرى في كل مكان وإرسال السفن ودعم العلاقات التجارية مع الأجانب وأن نسعى
لنتعلم من الآخرين أفضل ما يجيدونه لنصلح به نقائصنا وننمي قدراتنا ونقوي جيوشنا
وبالتدريج نخضع هؤلاء الأجانب لنفوذنا حتى تعرف كل الأمم في النهاية فضائل الحلم
ويعترف العالم بهيمنتنا على كل أنحاء البسيطة». هذا تطبيق بارع للقاعدة: تراوغ
بالخضوع لتتقرب من عدوك وتتعلم طرقه وتهيمن عليه بدهاء، فمن الخارج تتبنى عاداته
ومظاهره ومن الداخل تتمسك بثقافتك وفي النهاية تخرج منتصراً، حين يراك ضعيفاً
وتابعاً يطمئن إليك فيتوفر لك الوقت اللحاق به والتفوق عليه، وغالباً ما يكون هذا
الغزو اللين والمتسلل أفضل أنواع الغزو لأنه لا يجعل عدوك يقاومه أو يستعد له، ولو
اختارت اليابان أن تواجه النفوذ الغربي بالعنف لعانت من غزو مدمر ولتغيرت ثقافتها
إلى الأبد.
اقتباس
من معلم؛ سمعتم أنه قيل عين بعين وسن بسن، أما أنا فأقول لكم لا تقاوموا الشر، بل
من لطمك على خدك الأيمن فحول له الآخر أيضا، ومن أراد أن يخاصمك ويأخذ ثوبك فاترك
له الرداء أيضا، ومن سخرك ميلا واحدا فاذهب معه اثنين. (السيد المسيح، إنجيل متى، 5:
38-41).
عکس القاعدة:
المقصود
من الاستسلام هو أن تؤمن نفسك إلى أن تكون قادراً ومستعداً، وبوضوح أكثر أن تحتمي
بالإذعان من الدمار والاستشهاد. لكن هناك أوقات لا يلين فيها العدو ويصبح
الاستشهاد خيارك الوحيد، كما أنك حين تكون متأهباً للموت فسوف يقتضي بك آخرون
ويجدون فيك مثالاً يبث فيهم العزم والثبات.
لكن
الاستشهاد؛ وهو معكوس الإذعان والخضوع؛ لا يحقق دائماً غرضه وهو لا يقل شراسة عن العدوان
الذي يقاومه. ومقابل كل شهيد يعرفه الناس يوجد الآلاف الذين لم يحيوا دينا أو
ثورة. على الرغم من أن الاستشهاد قد يمنحك بعض السطوة إلا أنها سطوة يصعب توقعها
أو التحكم بها، والأهم أنك لن تتمتع بهذه السطوة حين تتحقق. أخيراً فإن هناك شيء
من الأنانية في الاستشهاد ذلك أن من يستشهد يفكر في مجده الشخصي أكثر من المصلحة
العملية لأتباعه وأنصار قضيته.
حين
تنقلب ضدك الأقدار الأفضل لك أن تتجاهل عکس هذه القاعدة ودعك من الاستشهاد، فكفة
الأقدار سترتفع بك لاحقاً وسوف تكون حياً لتستمتع بسطوتك.
المصدر: THE 48 LAWS OF POWER, ROBERT GREEN
إقرأ أيضاً:
مرض السكري عند المراهقين، الأعراض والوقاية
الغيرة عند الأبناء سببها الأهل
للمزيد
معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب
الإدارة الصفية: 7 مقالات في الإدارة الصفية
إختر مهنتك: تعرف على المهنة التي تناسبك من بين جميع المهن
استراتيجيات التدريس دليل المعلم للتعلم النشط
مراهقون: مشاكل المراهقين وأساليب التعامل معهم
مواضيع حول التنمية البشرية وتطوير الذات
أيضاً وأيضاً
الغزل: أبحاث ومقالات عن شعر الغزل العذري والإباحي في كل العصور
شعراء: نبذة عن حياة شعراء عرب في كل العصور
الطاقة: مقالات وأبحاث عن الطاقة بكل أنواعها
تلوث ونفايات: مقالات وأبحاث حول تلوث البيئة والنفايات
كوارث طبيعية: مقالات وأبحاث عن الزلازل والبراكين والفيضانات وغيرها
مسلسلات: نقد وتحليل مسلسلات عربية وتركية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق