الثقافة العامة: • لعبة الأسماء!

الاثنين، 26 أغسطس 2024

• لعبة الأسماء!

أسماء

الأسماء قصص تستهوي النفوس؛ فهي إما نعمة أو نقمة أيضًا، إنها لعبةُ أقنعةٍ نتبادلها عن رضا خاطر، أو قل عن جبر يجبرنا عليها.

فإما أن يكون الاسم محقًا مظلًا، مفائلًا لصاحبه، وإما أن يواري هذا الصاحب عن الآخرين، خجلًا أو خوفًا من التعليق واختلاف النظرة له.

فمن القصص التي ترويها الأسماء؛ أبردت ذات يوم لأحد الكتاب الكبار المعروفين، برسالة لا تخلو من نداوة وطراوة، ظنًا مني أن صاحبنا أنثى ناعمةً تحمل معنى اسمها على الأقل... فأتت تلك الرسالة أُكلَها، وأثمرت عن علاقة أسّستُ لها، رغم أن صاحب الاسم قد ألمح لي بعتاب رقيقٍ خجول... أوجَبني الاعتذارُ له وقد شفَع لي هذا الصاحب الكاتب، معتادًا المنزلق! فكان اسمه عبئًا عليه يداريه كلما طرقَ بابه شغوف لاهف.

كسبت صداقته التي كانت وراء هذا المنعطف، وراحت تتجذر في تربة خصبة من التعاون والتثاقف، ولولا أن أحرجه اليوم من بعد عقود تتالت من الصداقة لأفصحت عن اسمه الظالم له.

أما الحادثة الثانية، فلقد حرصتُ على اختبار التجربة، فنشرت اسمي المحتار على أني أُميّ، في إحدى الصحف ملتحقًا بركب المراسلة.

ومما أذكرهُ أنني أردت اختبار الاسم، فجعلتني أُميًّا وأعلنت عن رغبتي في المراسلة مع الهواة، فسرعان ما انهالَ عليّ سيلٌ من الرسائل، تطلب ودّي!

فاحترت وقررت الردَّ عليهم مُصوّبًا لهم ورطتَهمُ وقد وصلتني صيغٌ رومانسيّةٍ جَميلةٍ، لم تتورّع عن إبداء لهفتها لي.

ولم أخلص من سيل رسائلهم حتى بالرغم من أني أنزلت عنوانًا صريحًا يقول هاتفًا: أنا لست آنسة!... أنا لست آنسة!

ومع ذلك لم يرتدع بعضهم وبقي يرسل شباكه ممنيًا نفسه بصيد ثمين!

انطويت منسحبًا من مضمار العشاق على الريحة، ولم أسمح لاسم أن يغويني من الآن فصاعدًا.

ليت الأمرَ يتوقف عند هذا الحد من وراء هذه اللعبة، بل فيما تذكره صحائف تاريخنا الحديث، أن الاستعمار بات يمارس هذه اللعبة، فيتدخل بتسمية أهل البلاد المنكوبة، جالبًا لهم أسماء مزرية مخجلة كأبي قلافة وجحشان وبالفار وطحموش وزويري وحمران ورحنوش ومزبار مما شوّه صور أبناء الوطن الذين عاشوا تحت سيطرته عقودًا وعقودًا كالتجربة الجزائرية مثلًا، فكانت الأسماء بحد ذاتها أدوات غربة واغتراب دفعت بأصحابها إلى البحث عن اسمه كاليدونيا شرقيّ القارة الاسترالية، والذي اعتبرَ مَهجرًا رغمَ جلاءِ المستعمرِ الغربي منذ سبعةِ عقودٍ تتالت عليه وهو يغترفُ من شوقه لتراب وطنه.

إقرأ أيضاً:

تعلق الطفل بالموبايل أثناء الدراسة: الأضرار والحلول

كيف تُعلِّمين ابنتك التعامل مع الفتيات اللئيمات في المدرسة

القِيَم التربوية لتعزيزها في طفلك مع بداية العام الدراسي

إرشادات لضمان تحصيل جيد لطفلك أثناء الدراسة

طرق فعالة للتعامل مع طفلك المصاب بنقص الانتباه

للمزيد

حدوثة قبل النوم قصص للأطفال

كيف تذاكر وتنجح وتتفوق

قصص قصيرة معبرة

قصص قصيرة معبرة 2

معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب