أهمية الصداقة للطفل
وجود الصديق والصداقة في بداية حياة الطفل- خارج منزله- بالحضانة أو المدرسة، يساعد على تطوُّر نموّه، ويفيده من الناحية النفسية؛ فيبعده عن مشاعر الوحدة والانطواء، ويزيد من مهارات الطفل الاجتماعية، وكذلك الصحية.. فوجود صديق يخفض نحو 25% من أمراض الجهاز المناعي، بجانب العديد من الكفاءات التي يكتسبها الطفل.
فما هي أهمية الصداقة للطفل؟ ومتى تبدأ؟ وما هي مواصفات الصديق الحقيقي؟ وما هو دور الآباء في تعزيز هذه العلاقة؟
بداية تكوين الصداقة
تبدأ مرحلة تكوين الصداقة منذ الحضانة لدى الطفل منذ دخوله الروضة؛ حيث يكتشف عالماً مختلفاً عن عالمه في البيت؛ حيث يلاحظ السلوكيات المختلفة عن سلوكياته؛ فيبدأ في تقليدها والتصرف مثلهم من باب التودد إلى مَن حوله.
وبعد أيام قليلة، تلتصق هذه التصرفات بشخصيته وتصبح جزءاً منه، ويكتسبها من باب التقليد وليس التأثُّر.. والمعروف أن الأطفال يتصرفون على الفطرة، وحسب ما تلقَّوه في بيئتهم، بينما التقليد يكون برغبته؛ مما يجعله يتقرّب ويندمج معهم.
أهمية الصداقة في حياة الطفل
الصداقة بالنسبة للطفل جزءٌ حيوي وأساسي في نموّه وتطوره النفسي والاجتماعي والأخلاقي والعاطفي.
والكفاءة الاجتماعية والإيثار واحترام الذات والغير والثقة بالنفس، سمات ترتبط ارتباطاً إيجابياً بوجود أصدقاء في حياة الطفل.
كما يكتسب الطفل الكثير من المهارات الاجتماعية، مثل: التعاون والتواصل والقدرة على المحاورة والجدال، وإثراء المفردات.
مع الصديق يتعلم الطفل القدرة على التحكم في العواطف، واحترام مشاعر الآخرين، وإمكانية التفاوض والتفكير وتحليل المواقف.
فوائد الصداقة للطفل
· الصداقة تؤهل الأطفال للاندماج مع المجتمع بشكل سويّ، وتُبعد عنهم شبح العزلة والانطوائية.. والتي قد تُعرّض الأطفال للإصابة بأمراض الفصام، نتيجةً للخوف وعدم الثقة بالنفس.
· الصديق يمثّل العالم الخارجي للطفل؛ حيث يصب فيه طاقته من النشاط واللعب، من خلال التدريب والتفاعل مع الأصدقاء، وروح المنافسة الإيجابية؛ بعيداً عن العنف.
· ومسؤولية الآباء: الاهتمام بتحفيز أبنائهم على تكوين صداقات، وتعريفهم بأسس اختيار الصديق وطرق التواصل معه.. بل والحفاظ على استمرارية العلاقة بينهما.
· وبمرور الوقت، سيكون الصديق أقرب إلى صديقه من والده أو والدته؛ نظراً للتقارب في السن، والاشتراك في الاهتمامات واللغة المشتركة.
دور الآباء في تعزيز صداقة أطفالهم
للآباء دورٌ مهم في تشكيل الوعي لدى الأبناء بأهمية تكوين الصداقة بشكلها الصحيح، سواء في المدرسة أو النادي أو وسط الجيران.. ويكون إرشاد الطفل ومراقبة اختياراته لأصدقائه، بطريقة غير لافتة للصغير؛ حتى لا يشعر أنه مراقَب.
الطفل قد يبتعد عن تكوين صداقات، طالما أنه لن يتوفر لديه حرية اختيار الصديق وطريقة تعامله معه.. وللآباء نقول: لا مشكلة إذا أخطأ الطفل في الاختيار، سوف يظل هكذا بين الصواب والخطأ حتى يجد الصديق المناسب.
تابع: تأثير الصداقة على الطفل
1. الطفل الذي لديه علاقات صداقة، يستطيع الاندماج والتعامل مع الآخرين بسلاسة وحرية وسهولة.
2. الصداقة تُمد الطفل بثقة في نفسه، وتعطيه خبرة في التعامل مع المواقف بحكمة تناسب عمره وقدراته.
3. الصداقة تحمي الطفل من الإصابة بالانطوائية، والتي تؤدي إلى الشعور بالوحدة وأمراض الاكتئاب والخوف والقلق، والأمراض العضوية.
4. الصداقة تحمي صحة الطفل النفسية؛ فالشعور بالحب والاهتمام من جانب الأصدقاء، يعمل على إيجاد نفسية متفائلة وتفكير إيجابي.
5. كما أن استمرارية علاقة الصداقة، توفر للطفل الشعور بالأمان خارج بيئته الأسرية.
6. يستطيع الطفل أن يجد نفسه، ويعرف حقيقتها وقدراتها بين المجموعات المختلفة من الأطفال، ويبدأ في تكوين شخصيته وآرائه، ويعرف قدراته القيادية.
7. الصداقة تعلّم الطفل كيف يشارك أصدقاءه في ممتلكاته الخاصة، من ألعاب وطعام وغيرها؛ فينمو في نفسه حب العطاء وفعل الخير؛ حتى يصل إلى المشاركة في الأفكار والمعتقدات والنشاطات.
معايير اختيار الصديق
التوافق الثقافي والفكري
ويعَد أحد أهم المعايير لاختيار الصديق؛ حتى لا تكون هناك فجوة في الفكر والتعامل، وتكون هناك مساحة من التفاهم.
صاحب الأخلاق
لا يصح أبداً أن نضع في حياتنا أصدقاء يفتقدون المبادئ والخلق، ومن ثَم يكون وجود الصديق هنا وسيلة للانحدار واتباع أساليب حياة غير سويّة.
صديق إيجابي
يجب أن يكون الصديق الذي نختاره إيجابياً طموحاً يكون لنا عوناً للابن، في المُضي قُدماً في حياته بأمل وتفاؤل.
صديق داعم
إن من أهم أشكال الدعم الذي ننتظره من الصديق، هو الوقوف مع صديقه في لحظات الشدة والاحتياج، أن يكون داعماً وسنداً وقت الشدة.
احذر الصديق المتسلط
لا يصح أبداً أن نتخذه صديقاً؛ لأنه يفرض أسلوب حياة غيرَ مناسب، وتكرار نصائحه المشوّهة، تؤدي في النهاية إلى الانصياع لها، ومن ثَم تدمير حياة الطفل.
احذر صديق المصلحة
بعض الأطفال يكون دافعهم للصداقة وجود مصلحةٍ ما، يريد أن يصل إليها، وما أن تنقضي ينتهي كل شيء، هذا الشخص لا يصح أبداً أن يكون في مصاف الأصدقاء.
احذر الصديق الغيور
الصديق الغيور الذي يحسدك على أيّة نعمة، هو شخص سلبي، ويجب تجنبه وعدم اتخاذه كصديق بأيّ حال من الأحوال.
إقرأ أيضاً:
أسماء أولاد جديدة ومتنوعة 2024
النصوص الورقية والرقمية: أيهما أفضل للطلاب
ماذا يحدث في سن المراهقة؟ وكيفية التعامل مع طفلك
كيف تعلمين طفلك القناعة والرضا
أفكار لتنمية قدرات الطفل ورعاية مواهبه
للمزيد
معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب
الإدارة الصفية: 7 مقالات في الإدارة الصفية
إختر مهنتك: تعرف على المهنة التي تناسبك من بين جميع المهن
استراتيجيات التدريس دليل المعلم للتعلم النشط
مراهقون: مشاكل المراهقين وأساليب التعامل معهم
مواضيع حول التنمية البشرية وتطوير الذات
أيضاً وأيضاً
الغزل: أبحاث ومقالات عن شعر الغزل العذري والإباحي في كل العصور
شعراء: نبذة عن حياة شعراء عرب في كل العصور
الطاقة: مقالات وأبحاث عن الطاقة بكل أنواعها
تلوث ونفايات: مقالات وأبحاث حول تلوث البيئة والنفايات
كوارث طبيعية: مقالات وأبحاث عن الزلازل والبراكين والفيضانات وغيرها
المصدر: 1
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق