الاثنين، 19 فبراير 2018

• محمد أنور السادات


الرئيس الراحل محمد أنور السادات، الذي تولى رئاسة مصر أحد عشر عاماً حتى العام 1981، ولد في الخامس والعشرين من نوفمبر 1918 في قرية ميت أبو الكوم لواحدة من الأسر المتعلمة، فوالده كان موظفاً في الجيش ووالدته سودانية من أم مصرية تدعى "ست البرين" من مدينة دنقلا. تزوجها والده حين كان يعمل مع الفريق الطبي البريطاني في السودان.

ارتبط السادات في طفولته بجدته التي كان لها أكبر الأثر في حياته ذلك الوقت، إذ خصها فقط، دوناً عن أفراد أسرته، بالتحدث عنها في كتابه "البحث عن الذات" الذي يسرد فيه قصة حياته، حين حكى عن طفولته المبكرة.
يقول السادات عن جدته: "كم كنت أحب هذه السيدة! كانت شخصية في غاية القوة، بالإضافة إلى الحكمة، حكمة الفطرة والتجربة والحياة، وطول فترة نشأتي في القرية كانت هي رأس العائلة. والدي كان يعمل مع الجيش في السودان وهي ترعانا وتخرج وراء الأنفار كأيّ رجل تتعهد الفدانين والنصف التي اقتناها والدي".
يؤكد السادات في كتابه أنّ جدته كانت تحكي له حواديت بعيدة عن الأساطير مثل بطولات أدهم الشرقاوي وكفاحه في محاربة الإنجليز والسلطة، وهو ما ساهم في تكوين شخصيته السياسيّة.
"جدتي يلجأ إليها أهالي القرية لتحلّ مشاكلهم، وتشفيهم مما قد يصيبهم من أمراض بوصفات وأعشاب الطب العربي القديم التي لم يكن في قريتنا أو في القرى المجاورة من يتقنها مثلها" يقول السادات.
يروي السادات أنّه كان يذهب مع جدته لشراء زلعة العسل الأسود ثم يعودان إلى دارهما. يتذكر المشهد الذي ظلّ محفوراً في وجدانه قائلاً: "كنت أسير خلف جدتي صبياً أسمر ضئيل الجسم حافي القدمين يرتدي جلباباً تحته قميص أبيض من البفتة لا تفارق عينيه زلعة العسل... ذلك الكنز الذي كان يسعدني كثيراً".
أدخلته جدته كُتّاب القرية لتعلم القراءة وحفظ القرآن. "أجلس على الأرض، أحمل اللوح الصفيح والقلم، كلّ عدّتي في تلقي العلم وجيب جلابيتي الفضفاض الذي كنت أحشوه في الصباح بالجبن الناشف المخلوط بكسر الخبز، ألتهمه حفنة بعد حفنة خلال الدروس وما بينها"
عاش السادات يعاني من فقر المال فحين انتقل إلى القاهرة سنة 1925، عند عودة والده، أقاموا في بيت صغير في كوبري القبة واختار والده له مدرسة الجمعية الخيرية الإسلامية لأنّها كانت مدرسة أهلية تناسب دخله. وبالرغم من ذلك كان السادات مجدّاً ومتفوقاً على أقرانه.
يقول السادات إنّ أخاه طلعت قرر عدم استكمال تعليمه حينما كان في الثانوية، فكان ذلك لحسن حظه، فلربما كان والده يوقف تعليمه بسبب عدم قدرته على الإنفاق على الاثنين.
يستطرد الرئيس المصري الراحل في كتابه: "في مرحلة الثانوية كنت أعيش تحت خط الفقر، فقد كان راتب والدي محدوداً. ملابسي واحدة لا أغيرها عكس زملائي، مصروفي مليمان أشتري بهما كوباً من اللبن فيما كان زملائي يشترون الحلوى والشيكولاتة من كانتين المدرسة". يؤكد السادات أنّ كلّ ذلك لم يتسبب له في حقد أو عقدة.





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق