الناس المشغولون بشدة في
حياتهم اليومية بحيث لا يتاح لهم أخذ قسط من الحركة النشطة - برغم أنهم أكثر الناس
احتياجاً لهذه الحركة من أجل الحفاظ على لياقتهم - تقدّم لهم دراسة أجريت أخيراً
في معهد كوبر للياقة بولاية دالاس فرصة بديلة لتمارين اللياقة هي: صعود السلالم!
الدراسة شملت 12 من الأصحّاء
مستخدمي الدرج مقارنة مع عيّنة ضابطة من الأصحاء الذين لا يستخدمون الدرج. وشمل
الاختبار صعود 6 مجموعات من الدرج تبدأ في اليوم الأول بصعود مجموعة واحدة ثم
تُزاد تدريجياً. وبعد 7 أسابيع تبين أن صاعدي الدرج صاروا أكثر لياقة من أفراد
العيّنة الضابطة الذين يستخدمون المصاعد. وكشفت الاختبارات الطبية أن معدل سرعة
ضربات القلب لصاعدي الدرج تناقصت وصارت أجسادهم تستهلك الأكسجين بكفاءة أكثر،
وتحسّنت نسبة الكوليسترول الحميد إلى الكوليسترول العام بنحو 20% مما ينقص من
مخاطر تعرّض الإنسان متوسط العمر والوزن للنوبات القلبية بمعدّل الثلث.
هذا الإنجاز "لا يتطلب يومياً إلا 13.5 دقيقة فقط
لا غير" كما يقول الدكتور "كولن بوريهام" أستاذ علم التمارين
الرياضية بجامعة أوليستر تعليقاً على البحث. وأضاف قائلاً: إن الأنشطة الرياضية
التي يمكن أن يقوم بها الإنسان في مثل هذه الدقائق - كالقفز والهرولة - لا تقارن
بأعبائها ونتائجها مع صعود الدرج فهو أسرع محصلة، ويأتي في سياق الحياة اليومية
فلا يتطلب استعداداً أو ملابس خاصين، ولا يستلزم استقطاع وقت لممارسته.
منظور غير تقليدي
حتى الآن، لاتزال النصائح التقليدية في مضمار اللياقة
تُصرّ على وجوب التمرين البدني لمدة 30 دقيقة من الحركة النشطة يومياً، سواء دفعة
واحدة أو على مراحل كل منها 10 دقائق - للتسخين والإسراع والتبريد. لكن كثيراً من
الناس تمر عليهم أيام طويلة لا يعثرون خلالها على وقت فراغ يخصصونه لدقائق هذه
الرياضة أو تلك، ناهيك عن مستلزمات ووقت التهيؤ للخروج، ثم الخروج، لممارسة
الرياضة، والعودة منها.
بحث رياضة صعود الدرج إذن، يفتح باب الأمل لمن تستغرق
مشاغلهم الوقت كله فلا يعثرون على مجرد دقائق للتفكير، فما بالك بتمارين اللياقة.
ولفتح شهية هؤلاء وغيرهم تقول الدراسة إن كلفة انتظار المصعد ثم ركوبه تستهلك ما
يقارب 1.5 سُعر حراري في الدقيقة لشخص متوسط الوزن. بينما هذه الكلفة في حالة صعود
الدرج بسرعة معتدلة للشخص نفسه تستهلك 8 - 9 سعرات في الدقيقة. ومعروف أن حرق
سعرات أكثر من خلال الحركة - في الحدود غير المنهكة - هو أفيد للياقة البدنية
والنفسية على السواء.
على المستوى العملي تنصح الدراسة، كبداية، أن يكون صعود
الدرج لنحو 4 - 5 طوابق. وإذا كان المكان المقصود أعلى من ذلك فتكون البداية
بالمصعد ثم الخروج منه لصعود الأربعة أو الخمسة طوابق المتبقية.
هذا البحث يقدم إضافة لنهج الرياضة من أجل اللياقة وفي
سياق الحياة اليومية. وهي رياضة تولد لتدوم طويلاً متجاوزة أعمار التقاعد في
رياضات التنافس والكثير من رياضات اللياقة العنيفة.
إن رياضة صعود السلالم هذه، بالتأكيد، ستضيف بُعداً
جديداً من الارتياح لدى ساكني العمائر القديمة العالية الخالية من المصاعد، ولعلها
تضيف بعضاً من القبول عند اختيار مسكن في طابق مرتفع مع وجود مصعد، على اعتبار أن
تعطل المصاعد الذي يخشاه الناس ويتحسّبون له عند اختيار المسكن لن يكون دائماً
نقمة بل نعمة تمنحهم "فرصة" لممارسة رياضة مفيدة للقلب والجهاز الدوري
كما تقول الدراسة. وهذا لا يعني الإلغاء التام لحكمة القول الشائع القديم
"السلم منشار القلب"، فكل ما سبق من تبشير بهذه الرياضة القديمة الجديدة
ينطبق على الأصحّاء. أما المعوقون، فالأمر لديهم يختلف، ولابد أن يكون الأمر
مختلفاً كذلك لدى مرضى التهاب المفاصل ومرضى القلب الذين درج أطباؤهم على نصحهم
بصعود الدرج بتمهّل والارتياح بين الطوابق.
سلالم بلا سلالم
هذه الرياضة قد لا تُتاح للبعض طبيعياً، لهذا لم تهملها
صناعة وتجارة أجهزة اللياقة البدنية.
فقدمت - حتى قبل صدور الدراسة - جهازاً للتمارين يماثل
حركة صعود الدرج عند استخدامه. ويترافق الجهاز برؤية المختصين إن هذه الرياضة ترفع
لياقة جهاز القلب والدورة الدموية وتقوّي عضلات الساقين مع جعل التحميل على
الركبتين أقل وطأة أثناء التمرين.
في الأسواق، يشيع نوعان من أجهزة تمرين صعود السلالم،
أولهما يماثل صعود درج المنازل العادي، والثاني يماثل درج السُلّم
"النقالي" وسلالم الحبال. وفي الأجهزة الباذخة التقنية والسعر يوجد
عدّاد يبين معدل ارتقاء الدرجات في الدقيقة، وكذلك الوقت والسعرات المحروقة. وبعض
الأجهزة تمكّنك من ضبطها بحيث تزيد من مقاومة الصعود بدرجات وعلى فترات تبرمجها
بنفسك.
عند اختيار جهاز لتمرين صعود السلالم يستحسن اختيار ما
يجعل التمرين مريحاً وآمناً ويتوافق المتمرّن مع مقاومته بيسر مما يجعل الإصابات
مستبعدة.
أمّا هؤلاء الذين لا أجهزة لديهم، ولا درج عالياً في
بيوتهم، فلا بأس عليهم إن باشروا هذه الرياضة على درج الأبنية العامة المفتوحة
للجميع. أما من يلجأ لدرج البيوت الخاصة فلن ينجيه عند الاشتباه أن يقسم بأنه
يمارس رياضة "طلوع السلالم" ولن تشفع له هذه المقالة.
حذار من النزول السريع
نصحت مجلة "توب سانتيه" الفرنسية النساء بصعود
السلالم مرتكزات على أصابع القدمين ورفع الكعبين للحفاظ على جمال سيقانهن. وفي
الوقت نفسه، حذّرت المجلة من نزول السلالم بسرعة لأن ذلك يزيد من شدة الضغط على
القدمين وبالتالي يضعف جدران الأوردة مما يعجّل بظهور دوالي الساقين.
فهل ينطبق ذلك على الرجال أيضاً؟
موسم انتعاش الذهب
مع التهاب حر الصيف وحتى اعتدال الخريف، انتشرت وستنتشر
عربات الذرة الغضة، المشوية والمسلوقة، في كثير من بلداننا العربية وبعض بلدان
العالم من حولنا - تركيا وإسبانيا مثلاً.
إنها تجارة فقيرة لباعة فقراء لدينا، يجلبون
"عرانيس" الذرة الخضراء من الحقول ويضعونها على عرباتهم التي تحمل "شوّايات"
خشب بدائية أو أواني للسلق كبيرة مع مواقد بسيطة، ومع هبوب نسمات العصاري والأماسي
ينعطف المتمشّون على شواطئ البحار والأنهار، أو في شوارع وسط المدن والبلدات،
ليحصلوا على العرانيس المشوية أو المسلوقة ليلتهموا حبّاتها الطرية الشهية بنهم.
الشيء الذي لا يعرفه هؤلاء الباعة الفقراء وكثير من
زبائنهم أن هذه العربات المتواضعة إنما تبيع الذهب، نعم الذهب بلا أي استعارة
بلاغية، فهذه الذرة الحلوة هي المصدر الطبيعي الأهم الذي يمد الأجسام بعنصر الذهب
في شكل وحدات عضوية تلعب دوراً مهماً في كفاءة قيام الجهاز العصبي المركزي بعمله
الخطير والحسّاس. وفي حال عدم تناول الإنسان للذرة فترة طويلة، فإن الجسم يحصل على
احتياجه من الذهب عبر تفاعلات كيميائية حيوية معقدة من عناصر المواد الغذائية
الأخرى، وهي تفاعلات تشبه عمل الخيميائي الذي يحوّل المعادن المتواضعة إلى ذهب.
وإذا كان الخيميائي يظل يحلم ويفشل في مهمته السحرية حتى غدا رمزاً من رموز
الحكايات الخيالية والخرافية، فإن إبداع خالقنا العظيم يجعل أجسامنا قادرة على
استخلاص الذهب من معالجة مواد أخرى، لكن هذا يتطلب إنفاق طاقة هائلة كما يحدث في
عمليات المعالجة الذرية لتحويل عنصر إلى آخر، ونحن لا نحسّ بهذه التحوّلات
الجبّارة داخلنا لأنها تحدث تحت درجة حرارة أجسامنا العادية وبلا مسرّعات نووية أو
قذائف نيوترونية أو غيرها. ثم إن الذرة الغضة تقدم لنا هذا الذهب دون حاجة لإنفاق
طاقة كبيرة!
ليس الذهب وحده هو ما تمنحه الذرة الغضة لأجسامنا، فهي
تحتوي - خاصة الذرة الصفراء - على مواد مضادة للأكسدة تقي الخلايا من أعطاب
الشيخوخة المبكّرة وتحافظ على حيويتها وقتاً أطول. ومن هذه المواد مادتا
"ليوتين" و"زانثين" التي تساعد على منع تنكّس اللطخة الصفراء
بشبكية العين الذي يعتبر السبب الأساس في العمى لدى كبار السن والأصغر سنّاً في
حالات نادرة.
ومن المواد المهمة في الذرة السكر الطبيعي الذي يبلغ
محتواه حوالي 70% ويكون أفضل في أعقاب قطف العرانيس، لهذا يُنصح بشوي أو سلق الذرة
مباشرة في اليوم نفسه بعد قطفها، بل في الدقائق الأولى بعد القطف وهو ما يفسّر
طعمها الرائع الذي جرّبه معظم أبناء القرى وزائريها ممن حضروا حفلات شوي الذرة حول
النيران الموقدة عند رءوس الحقول ليلاً.
ولانتقاء العرانيس الأفضل اختر تلك ذات الغطاء الأخضر
المتألق والشباشيل "الخيوط" المرنة ذات اللون الذهبي اللامع.
الذرة في منطقتنا العربية تزرع عادة في شهر مايو وتنضج
وتقطف في شهري أغسطس وسبتمبر أو قبل ذلك قليلاً في بعض البلدان، وهي انتقلت إلى
الشرق قادمة من أمريكا. وتحتوي إضافة إلى السكر الذي أشرنا إليه على نحو 7%
بروتين، و3% مواد دهنية. ومن فوائدها الطبية المذكورة في أدبيات الطب الشعبي
والعربي أن مغلي شباشيلها "خيوطها" مدر للبول للتخلص من رمال الجهاز
البولي. ومن الأوراق المغلّفة للحبوب يُصنع دواء مهدئ لآلام الكلى والمثانة. أما
زيت الذرة الشهير فهو بديل صحيّ للدهون المشبّعة التي ترفع الكوليسترول الضار في
الجسم.
ويبقى التنويه أن الغاية من ذكر كل ما سبق ليست دفع
الناس إلى العيش على الذرة الغضة حتى نهاية موسمها، لأن مازاد عن حده بالتأكيد
ينقلب إلى ضده. بل الغاية هي التنبيه إلى الكنوز الكامنة في نعم الله المتاحة لنا
ونحسبها بسيطة. والتنبيه إلى أهمية الاغتذاء بالطازج والغض في موسمه لعلنا نستفيد
أكثر، وننجو قليلاً من طوفان تشويه الفطرة المتدفق علينا من نفايات التصنيع وفرط
التصنيع الأناني والجشع، الذي يفسد علينا بكارة مأكلنا ومشربنا وما تبقى من
طمأنينة في حياتنا كلها.
احفظ ضرسك تنفع نفسك!
يقول الأمريكيون إن هناك مليوني سنّا تخرج من أماكنها كل
عام في الولايات المتحدة وحدها، لأسباب مختلفة عندما توجّه لها ضربات قوية في عراك
أو حوادث. لكن خروج هذه الأسنان من أماكنها لم يعد يعني فقدانها - هكذا يقولون
هناك - خاصة إذا تصرّف أصحابها بوعي واتخذوا الخطوات المناسبة لحفظها ثم الوصول
بها إلى طبيب الأسنان المناسب الذي سيتكفّل بإعادة غرس السن في مكانها وإعادتها
إلى ما كانت عليه قبل الاقتلاع.
1) امسك السن من
تاجها وصبّ تياراً خفيفاً من ماء الصنبور على جذرها، لا تكشط ولا تمسح الجذور حتى
لا تزيل طبقة الخلايا على سطحها لأن هذه ذات أهمية قصوى في إعادة تثبيت السن
بمكانها الأصلي.
2)
ارجع السن إلى تجويفها وعض خفيفاً عليها مغلقاً فمك حتى
تصل إلى الطبيب.
3)
إذا لم تستطع وضع السن في مكانها، فضعها في فمك بين
اللثة والخد، وإذا خفت أن تبتلعها فضعها في وعاء مملوء بالحليب البارد، فهذا يحافظ
على خلايا الجذور سليمة بعض الوقت.
4) غطّ فجوة السن
بقطعة شاش معقّم وعض عليها حتى تصل إلى الطبيب.
ملحوظة مهمة: ستكون أمامك فرصة جيدة لاستعادة سنّك
المقتلعة إذا أمكنك الوصول - بعد كل الترتيبات المشار إليها سابقاً - في غضون
ساعتين إلى الطبيب المناسب. ويستحسن أن يكون الوقت نصف ساعة فقط.
ملحوظة أهم: يبدو أنه لا أمل قريب لدينا لإنقاذ أسناننا
المقتلعة، إمّا لأن تكاليف ذلك لدينا - إن كان ممكنا - باهظة لا يقدر عليها معظم
الناس، أو لأن سفر البعض منّا بسنّه المقتلعة إلى أمريكا سيجعله يتجاوز الوقت
المناسب لنجاح إنقاذها. ولنا الله.
سومو: تدرّب، كـُلْ، نَمْ!
للرياضات التقليدية لدى مختلف الشعوب منطقها الخاص جداً،
ومنها رياضة مصارعة السومو اليابانية التي يخضع لاعبوها لنظام صارم في التدريب،
وبناء أجسامهم يتلخص في ثلاث كلمات هي: تدرب، كل، نم!
النتيجة الملموسة للكلمات الثلاث هي إنتاج مصارعين متوسط
وزن الواحد منهم يبلغ 160 كيلوجراما. لكن هذا الوزن فوق فوق الثقيل لا يحوّل مصارع
السومو إلى فيل عاجز عن المناورة في تلك المصارعة، فالتمرين المتواصل، والذي يشغل
جوهر حياة هؤلاء المصارعين يجعلهم خفاف الحركة إلى درجة لا تُصدق، حتى أن زمن
الجولة الواحدة في هذه المصارعة لا يزيد على دقيقة واحدة.
دقيقة واحدة يندفع فيها المصارعان للاشتباك ما إن يعلن
الحكم عن بدء النزال، يلتحمان كطودين راعدين كل منهما يسعى إلى طرح غريمه أرضاً
وإلقائه خارج الحلقة "دوهيو"، وإذا طال التحام المتصارعين دون حركة
ملموسة يتدخل الحكم لدفعهما إلى تفعيل الصراع وإلاّ!
من الناحية الطبية يجعل نظام حياة هؤلاء المصارعين
عضلاتهم تغتني بالألياف البيضاء التي تمد العضلة بالطاقة وتجعلها مرنة وقوية
وعالية الاحتمال، لكن الإنسان لا يستطيع أن يعيش حياته كلها سومو في سومو، فمع
التقدم في العمر تتحوّل هذه الأوزان الهائلة إلى أعباء فوق طاقة احتمال أجهزة الجسم
خاصة القلب. لكن ما ينقله الإعلام الياباني والعالمي عن مصارعي السومو لا يخبرنا
إلا عن فترة شباب وفتوة هؤلاء المصارعين، أما كهولتهم وشيخوختهم فلا شيء.
السومو رياضة قومية يعتز بها اليابانيون، وهي ذات أصول
دينية رعاها الأباطرة "أبناء الشمس" منذ ولادتها قبل 1500سنة، وسجلت
قواعدها في القرن 17، وينتظم مصارعوها في رُتب محددة بصرامة كتلك التي يصنّف بها
المجتمع الياباني المحافظ أفراده طبقاً لأصولهم الأسرية وجذورهم الاجتماعية.
وبرغم التحديث الذي يجتاح اليابان وتساهم في تصديره إلى
العالم، يحيط اليابانيون رياضتهم العريقة بتبجيل وشغف يجعلان تذاكر مبارياتها تنفد
على الفور، فتمتلئ قاعات السومو وسط العاصمة طوكيو عن آخرها برغم أنها تسع عشرات
الآلاف من المتفرّجين، وبرغم أن المباريات تكون مذاعة على الهواء في محطات
التلفزيون اليابانية.
المصدر: 1
إقرأ أيضًا
للمزيد
أيضاً وأيضاً
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق