ولد الدكتور حسن روحاني عام 1948 في
مدينة سرخة إحدى توابع محافظة سمنان في عائلة معروفة بالتدين والنضال ضد نظام
الشاه بدأ تعليمه الديني عام 1960 في الحوزة العملية بمدينة سمنان، ومن ثم انتقل
إلى مدينة قم المقدسة عام 1961، حيث حضر الحلقات الدراسة لكبار علماء الدين ونهل
من علومهم..
من بين هؤلاء يمكن الإشارة إلى الآيات العظام
السيد محمد محقق الداماد، الشيخ مرتضى الحائري، السيد محمد رضا كلبايكاني، سلطاني،
فاضل لنكراني. وبموازاة دراسته الحوزوية أكمل دراسته الأكاديمية حيث حصل على
البكالوريوس في القانون من جامعة طهران عام 1972. ثم انتقل روحاني الى الخارج لإكمال
دراسته حيث حصل على الماجستير والدكتوراه من جامعة غلاسكو كالدونيان عام 1995 و
1999. وهو متزوج
وله أربعة اولاد.
الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني هو رجل دين معتدل ومن أنصار أكبر
قدر من المرونة مع الغرب لإنهاء العقوبات التي أغرقت بلاده في ازمة اقتصادية خطرة.
وفي حين لم يكن لدى المفاوض الإيراني الرئيسي السابق في الملف النووي
آمال كبيرة قبل فتح صناديق الاقتراع، فقد أعلن السبت 15 حزيران 2013 عن فوز روحاني
ب 50,68 بالمئة من الاصوات من الدورة الاولى، مستفيدًا من انقسام معسكر المحافظين
وانسحاب المرشح الإصلاحي الوحيد محمد رضا عارف من السباق. عرف روحاني ( 64 عاما)
باعتداله الكبير في خطابه وبقربه من الرئيس الأسبق أكبر هاشمي رفسنجاني (معتدل)
الذي دعا مثل خلفه محمد خاتمي (إصلاحي) للتصويت لروحاني.
وتمكن هذا "الحلف المقدس" في بضعة أيام من تعبئة قسم كبير
من الناخبين كان يريد مقاطعة الانتخابات بعد قمع تظاهرات أعقبت انتخابات 2009.
وتولى روحاني، خلال مسيرته الطويلة منصب نائب رئيس مجلس الشورى الإيراني
كما كان كبير المفاوضين الإيرانيين في الملف النووي بين عامي 2003 و2005. وفي هذه
الفترة حاز لقب "الشيخ الدبلوماسي".
وفي العام 2003، خلال محادثات مع باريس ولندن وبرلين، وافق روحاني
على تعليق تخصيب اليورانيوم وتطبيق البروتوكول الإضافي لمعاهدة الحد من انتشار
الاسلحة النووية للسماح بعمليات تفتيش غير معلنة مسبقا للمنشآت النووية الايرانية.
وأكسبه هذا القرار احترام الغربيين لكن المحافظين اتهموه بالوقوع تحت
"سحر ربطة عنق وعطر جاك سترو" وزير الخارجية البريطاني حينها.
وخلال الحملة الانتخابية، كرر روحاني تأييده اعتماد سياسة أكثر مرونة
تجاه الغرب لوضع حد للعقوبات المفروضة على إيران والتي تغرق البلاد في أزمة
اقتصادية خطيرة.
واختار روحاني المناهض لمحمود أحمدي نجاد الذي أخذ عليه معاداته
المجانية للمجتمع الدولي، شعارًا لحملته مفتاحًا يرمز لفتح باب الحلول لمشاكل
البلاد.
وقال في أحد تصريحاته "حكومتي لن تكون حكومة تسوية واستسلام (في
الملف النووي) لكننا لن نكون كذلك مغامرين"، مضيفًا أنه سيكون "مكملاً
(لسياسات) رفسنجاني وخاتمي".
ولم يستبعد إجراء مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة، العدو
التاريخي للجمهورية الإسلامية، لإيجاد حل للازمة النووية، على رغم وصف هذه الخطوة
ب"الصعبة". غير أنه بحسب الدستور الإيراني فإن صلاحيات الرئيس محدودة في
الملفات الاستراتيجية مثل النووي التي هي بيد المرشد.
وروحاني رجل دين برتبة حجة الاسلام، ويعتمر عمامة بيضاء ويطلق لحية
اختطها الشيب يهتم بها بعناية.
وفي رصيد روحاني المؤيد المتحمس لمؤسس جمهورية إيران الاسلامية آية
الله الخميني، رصيد طويل من العمل السياسي.
فبعد مسيرة نيابية بين عامي 1980 و2000، انتقل لعضوية مجلس خبراء
القيادة، الهيئة المكلفة الإشراف على عمل المرشد الأعلى علي خامنئي.
ولا يزال ممثلاً لآية الله علي خامنئي في المجلس الأعلى للأمن
القومي.
إلا أنه ترك منصبه كأمين عام لهذا المجلس بعد انتخاب أحمدي نجاد في
العام 2005. وبعد فترة وجيزة، أعادت إيران إطلاق برنامجها لتخصيب اليورانيوم ما
استدعى زيادة العقوبات عليها من جانب الأمم المتحدة والقوى الكبرى التي فرضت
عقوبات اقتصادية.
كما أنه عضو في مجمع علماء الدين المجاهدين الذي يضم رجال دين
محافظين.
لكن في السنوات الأخيرة، اقترب من الاصلاحيين.
بيد انه حرص أثناء الحملة الانتخابية على إبقاء مسافة من المرشحين الإصلاحيين
اللذين خسرا انتخابات 2009 مير حسين موسوي ومهدي كروبي الموضوعين قيد الاقامة
الجبرية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق