الجمعة، 30 أكتوبر 2015

• ملخص قصة قنديل أم هاشم... يحيى حقي


قنديل أم هاشم هي بالأحرى رواية وليست قصة للروائي (يحيى حقي)، ومن أهم أعماله الأدبية، وتتناول الرواية العلاقة بين المجتمع التقليدي بعاداته المُتبعة جيلاً بعد جيل، والحداثة الوافدة، ووضع الكاتب في هذه الرواية على العديد من الجوانب العميقة في هذا الموضوع .

ملخص القصة:
اسماعيل شاب انهى دراسته الثانوية، فغادر إلى اوروبا لدراسة طب العيون، وعاد من هناك طبيباً للعيون، وفي يومٍ شاهد والدته تقطر في عين إبنة عمه الرمداء بزيت أخذ من قندبل مقام (السيدة زينب)، وبما أنه قنديل المقام فإن هذا الزيت مباركاً!
أخذ إبنة عمه و قام بفحص عينيها فوجد بأن (الرمد) قد أتلف جفنيها وأضرّ مقلة عينيها، ولو حظيت بالرعاية والعلاج المناسبين لتماثلت للشفاء، ولكن الزيت المستخدم وما يطلقون عليه مباركاً كان حاراً أضرّ بعينيها.
إستهجن فعلة أمه تلك رافعًا صوته بأن هذه الخرافات ليست من الدين في شيء، وأن عملهم هذا مجرد (خرافات). وهنا يستنكر إسماعيل بعد اطلاعه على الحضارة والمدنية في أوروبا التفكير الرجعي لأبناء بلده والتي تجعل من تلك الأفكار تطال كل صغيرةٍ وكبيرة في الحياة، حتى بلغ الأمر بتلك الخرافات بأن تطال صحة الإنسان وحياته، وهذا ما حدث مع إبنة عمه عند تقطيرها بالزيت للإعتقاد بأن هذا الزيت مباركاً سيُعَجِّل بشفاء عينيها، وكانت النتيجة هي العكس تماما ليكوي هذا الزيت الحار مقلتيها.
عند شروع اسماعيل للعمل في عيادته التي قام بافتتاحها في حي السيدة زينب، وهو أحد أحياء القاهرة المكتظة، إكتشف بأن جميع مرضاه لا يتماثلون للشفاء سريعًا، وعند البحث عن السبب إكتشف بأن زيت القنديل نفسه التي استخدمته والدته لتقطير عيني إبنة عمه هو السبب، فقام بتحطيم القنديل لاعنًا بهذا التخلف الذي يسيطر على هذا المجتمع، من هنا يبدأ الصراع في القصة فقد ابتعد أهل إسماعيل ومرضاه عنه بعد فعلته تلك، متهمين إياه بأنه يهاجم تعاليم الدين نفسه بفعلته تلك، وأنه قد أساء لنفسه قبل الإساءة لأهله ودينه.
توالت الصراعات في القصة، حيث فشل في علاج عيني (فاطمة)، وأقام عند (افتالي)، ليرى المعاملة البذيئة كيف تكون، الأمر الذي جعله يعيد حساباته من جديد، متأملاً مواقفه التي جنى بها على نفسه ومجتمعه، وبأن العلم يوجه الإيمان، وعاد من جديد إلى عيادته معلناً للعامة بأن في قلبه متسعٌ لقذارة تلك المعتقدات التي تربى هو عليها وهي من الأساس في أعماقه.

كانت عودة اسماعيل لعيادته يرافقه زيت القنديل الذي تمرد عليه، واستخدمه لمحاولة شفاء فاطمة، وكان يرمي بفعلته هذه عقد مصالحة مع أبناء حيّه، والبحث عن رابط بين العلم الذي تلقاه وتلك المعتقدات التي تسيطر على أبناء حيه، وهنا توقف عند الحدود التي تفصل الشرق عن الغرب، فمن الغرب كان النور والعلم فقط دون التحلي بعادات الغرب ونبذ قيمهم التي تحوي بين سطورها على الدوام الإستغلال والإستيطان، وعند الطرف الشرقي كان عليه التسلح بالدين وأصالة القيم ومحاولة تصويبها شيئا فشيئا عن طريق الدين .




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق