حتى لا يذهب البعض
للمأذون مرتين، ينبغي أن يأتي قرار الزواج في الوقت المناسب، وأن يختار الفرد شريك
عمره المناسب. وغالبا ما يكون قرار الزواج بيد الفتى ، ذلك لأنه يقرر الزواج فيبدأ
في البحث عن زوجة مناسبة، أو أنه يصادف في حياته فتاة تصلح لأن تكون زوجته فيقرر
الزواج منها. والفتاة ترفض أو تقبل، وهذه أيضا حريتها. ولكنها لا تقرر الزواج من
تلقاء نفسها ، فهي تنتظر ابن الحلال لتقول كلمتها.
- الصفحة الرئيسية
- من الحضانة حتى الجامعة
- قصة وحكاية
- استراتيجيات التدريس
- إختر مهنتك
- شعراء
- تلوث ونفايات
- مسلسلات
- الطاقة
- كوارث طبيعية
- أبحاث الغزل
- قصص للأطفال
- كيف تذاكر وتتفوق
- تنمية بشرية
- الإدارة الصفية
- قصص مؤثرة معبرة
- قصص قصيرة معبرة 2
- مشكلات سلوكية
- تربية الأطفال والأبناء
- مراهقون
- قصص وحكايات
- جغرافيا وتربية
- قصة معبرة في دقيقة
- كليلة ودمنة
- جبران
- 100 قصة حب
- Why
الأربعاء، 22 مايو 2019
• البقرة رمز التفاؤل والانقياد للمآسي
يـرى البسطـاء من النحاة
والضالعين في اللغة أن البقرة جاءت من بقر البطن، اختصارا لما يعتقدون أنه عمل
البقرة الأصلي، في حين يرى العارفون بأمور البقر ومنهم المؤرخـون والفـلاحـون
(المصريون بـالذات) وجماعـات أصدقـاء الحيوان، أن البقرة طاقـة خير، ومنبع إدرار، ومبعث
تفاؤل، وشارة خصب، وموطن صداقة...
• رسالتان من المعري وأبو حيّان
• الأسطورة والشعر
لا يزال الشعر العربي
المعاصر يشق طريقه مدفوعا برغبة عارمة لتجاوز كل ما هو جاهز ونمطي، لذا فهو يحاول
أن يوسع آفاقه بتوظيف الأسطورة والرمز والتراث. فما هي الأسباب الكامنة وراء توظيف
الأسطورة، وما هي مشاكل هذا التوظيف بكل ما فيه من رموز ودلالات؟
• الحماة وعلاقاتها مع زوجة ابنها ومع زوج ابنتها
منذ فترة تناقلت وكالات
الأنباء صورة وقصة طريفتين: صورة للفنانة العالمية "صوفيا لورين" وهي
تسير في أحد شوارع باريس وتحتضن ابنها وخطيبته. وقصة علاقة الفنانة الإيطالية
الأصل بابنيها وخطيبتيهما. بلورت القصة علاقة صوفيا لورين "الحماة" بعيدا
عن الكاميرات والأضواء.
الثلاثاء، 21 مايو 2019
• الزوجة الثانية... لماذا؟
الزوجة الثانية، أصبحت
موجودة الآن في المجتمع العربي بكثرة،- وتزايد عددها بعد أن تغيرت بعض المفاهيم
الاجتماعية والاقتصادية،- ويختلف هذا، العدد بين طبقة وأخرى.
• الدم حامل المتناقضات
هو هذا السحر الأرجواني
الغامض، المنساب في العروق ناراً وعشقاً وهدوءاً وصدقاً ورغبة، وخادماً أمينا يحمل
لكل أعضاء الجسد القوت والشراب، يتدفق من القلب في نبضات هي منبع بحور الشعر،
ومصدر آهة الألم الكبرى، وطاقة السعي والدأب والعناد والاسترخاء والاسترحام
والأشواق.
الأربعاء، 15 مايو 2019
• الحرب العالمية الثالثة.. أين تبدأ؟
قبل سنوات كنا نتحدث عن "الشتاء
النووي" وكنا في ذلك نسير خلف تدفق هائل من المعلومات حول أخطار الحرب
النووية، وظهرت روايات وأفلام ُتجسّم ذاك الخطر المؤكد على الإنسان وحضارته بل
توجهت بعض الدول (مثل سويسرا) إلى تضمين قوانينها بنودا تفرض أن يبني المواطن
(ملجأ) نوويا في منزله تحسبًا لذاك المستقبل المتوقع.
الأحد، 12 مايو 2019
• شرح وتحليل قصيده "كعب بن زهير" بانت سعاد
صاحب النص :
صاحب النص هو كعب بن زهير بن أبي سلمى
المزني. عاش في الجاهلية وأدرك الإسلام. ولذا فهو شاعر مخضرم. تتلمذ في الشعر على
يد والده وحين رآه زهير يقول الشعر مبكرا. منعه خشية أن يأتي منه بما لا خير فيه
فيكون سبّة له و لأسرته التي كان لها في الشعر قدم راسخة وصيت بعيد.
السبت، 11 مايو 2019
• شرح وتحليل خطبة الجهاد لـ"علي بن أبي طالب"
خطبة الجهاد هي الخطبة السابعة والعشرين
من نهج البلاغة، وتعد من مشاهير خطب الإمام أمير المومنين علي بن ابي طالب (ع)،
تحمل الطابع السياسي والاجتماعي والعقائدي، حيث يذكر فيها الامام علي (ع) فضل
الجهاد في سبيل اللّه والدعوة اليه، وتخاذل اصحابه عن نصرة الدين...
الجمعة، 10 مايو 2019
• تحليل قصيدة المتنبي واحر قلباه
1-
حبُّ الشاعر لسيف الدولة
وَاحَرَّ قَلباهُ
ممَّن قَلْبُهُ شَبِـــــمُ وَ مَن بِجِسمي وحالي عِنْدَهُ سَقَّمُ
ما لي أُكُتِّمُ حُبّاً
قد بَرَى جَسَدي وَ تَدَّعي
حـبَّ سَيفِ الدَّولـــة الاُمَمُ
الشرح
الأدبي لهذه الأبيات الشعرية :
يبدأ الشاعر بتصوير حبه الشديد الصادق رغم جفاء الممدوح و إعراضه ، فيقول:
إن فؤادي يحترق بسبب حبي الصادق لقلب بارد خالٍ من الحبّ
• شرح أبيات قصيدة المتنبي واحر قلباه
وَاحَرّ قَلْباهُ ممّنْ قَلْبُهُ شَبِمُ وَمَنْ بجِسْمي وَحالي
عِندَهُ سَقَمُ
واحر
قلبي واحتراقه حبا وهياما بمن قلبه بارد لا يحفل بي ولا يقبل علي ، وأنا عنده عليل
الجسم لفرط ما أعاني وأقاسي فيه، سقيم الحال لفساد اعتقاده فيّ..
وقوله
واحر قلباه أصله واحر قلبي فأبدل الياء بالألف طلبا للخفة والعرب تفعل ذلك في
النداء..
ما لي أُكَتِّمُ حُبّاً قَدْ بَرَى جَسَدي وَتَدّعي حُبّ سَيفِ الدّوْلةِ الأُمَمُ
الجمعة، 3 مايو 2019
• شرح رباعيات الخيام: أحمد رامي وعمر الخيام
التعريف بالمترجم:
ولد أحمد رامي
بالقاهرة 1892م، وسافر إلى اليونان في السابعة من عمره، نال البكالوريا، ودخل
مدرسة المعلمين، عمل مدرسا لمدة خمس سنوات ثم التحق بدار الكتب المصرية أوفد من
خلالها بعثة إلى باريس لدراسة الفارسية، وقام بترجمة رباعيات الخيام إلى العربية،
من أشهر مؤلفاته ديوان (أمي).
الأحد، 28 أبريل 2019
• التاريخ طفل عجوز أحمق
التاريخ علم مدلل عجوز
صاخب يبدو ذكيا، مع أنه لا يزال يرضع من ثدي الاجتماع، ويعابث بطن الجغرافيا، يقضي
معظم أوقاته على موائد الأقوياء ليمتعهم بعربدته ومظاهر حكمته، لكنه- وفي أوقات
أخرى- يستجدي العلماء والذين هم بطبيعتهم مقترون شديدو الشح.
• المرأة.. كيف نضطهدها.. ونحبها؟
بعد عقود من الدعوة إلى
تحرير المرأة وانطلاقتها في مسيرة الحياة مع الرجل في كثير من المجالات، فإننا لا
نزال نلتقي عبر المناقشات والمحاورات المنشورة، والكتب المذاعة على الناس، بأنماط
من الرجال- ويا للغرابة من النساء!- تهاجم مبدأ تحرير المرأة، وتلعن الساعة، وقاسم
أمين وهدى شعراوي وغيرهما من دعاة تحرير المرأة.
يرى الدعاة الجدد وجوب
عودة المرأة إلى مكانها الطبيعي - برأيهم- وهو البيت حيث المطبخ ومقصورة الحريم!
وحجة هؤلاء أن المرأة يجب أن تشرف على تربية الأولاد، وكأن تربيتهم مقصورة على
المرأة فقط، وليست مسئولية مشتركة بين الرجل والمرأة.
وحجتهم أيضا أن المرأة العاملة سبب من
أسباب بطالة الشباب، وهذا يعني- ضمنا- أن التعليم عندما اقتحمت المرأة ميادينه،
جعلها تحمل شهادتها، وتخوض بعلمها مجالات اختصاصها، فأغلقت مجالات العمل في وجوه
الشباب، وتبعا لذلك علينا أن نحدد مجالات تعليم المرأة حتى لا تحل محل الشاب
الحامل للتخصص ذاته.
يدعو أنصار عودة المرأة إلى البيت
(البيتوتيون) إلى تحديد مدارس معينة للبنات، وتخصيصها بمناهج تتناسب مع طبيعتها،
فماذا ستفعل بتخصصاتها العلمية كالكيمياء، والفيزياء، والرياضيات؟.. بل حتى
الآداب؟..
يقول (البيتوتيون) لن يكون لدينا من وراء
هذه العلوم للبنات مدام كوري عربية!.. ولن يكون من وراء الآداب خنساء جديدة!..
أما إذا تساءلت عن نوع المناهج التى
يقترحونها للبنات فاعلم أنها مجالات التدريب المنزلي، ومهارات الحياكة والتطريز
وفن الطبخ باعتبار أن أقرب طريق إلى قلب الرجل.. معدته!.
ومن حجج دعاة التدبير المنزلي أن المرأة
عندما خرجت من البيت لطلب العلم في المدارس والجامعات فسدت أخلاقها، وأفسدت أخلاق
الشباب- يا حرام!- وكأن الجدران "البرلينية" ومقاصير الحريم والشبابيك
الشعرية تحفظ أخلاق المرأة، والشباب!..
العلم والثقافة المستنيرة، ومواجهة الجنس
الآخر منذ الطفولة وعبر المراهقة والكهولة، كل ذلك حصن حصين يسلح الشابة والشاب
بأخلاقية سليمة قويمة، فما بالك إذا دعمت هذه القيم الأخلاقية الفطرية السلوكية
بقيم العلم والثقافة المستنيرة، وعدم الخوف من الشياطين والأبالسة؟.
كيف نعود إلى عصر القمقم؟ أما سمع
(البيتوتيون) في كهوفهم الماموثية أن المرأة غزت الفضاء وتحررت من قوانين
الجاذبية، والجذبية، والانجذابية؟!.
هذا جانب من جوانب اضطهاد المرأة في عصر
الذرة والليزر ولحم ثقوب طبقة الأوزون في الفضاء.. من الأرض!.
عالم بلا امرأة
كيف نعيد- بل نسوق- المرأة إلى الكهوف؟
تصوروا عالما بلا امرأة! بحرا بلا ماء أو.. ملح! كونا بلا نجوم، بلا شموس!.
الشمس مؤنث، الأرض مؤنث، الحياة مؤنث،
والموت.. مذكر! عروش أسقطت من أجل امرأة، حروب شنت، وممالك دكت، من أجل امرأة..
ملاحم، أساطير، معابد، روايات، أشعار لا
تفنى في فم الزمان، كل هذا بإلهام امرأة.
لكن- مع كل هذا- نضطهد المرأة مرة أخرى
بعد الدعوة إلى "بيتوتيتها".. وفوق كل هذا.. نحبها!.
الاضطهاد الآخر هو صورة المرأة في أمثال
الشعوب، اقرأوا:
"ابتلع الشيطان المرأة، فلم يستطع
هضمها" مثل بولندي.
"عندما تفكر المرأة بعقلها، فإنها
تفكر في الأذى" مثل لاتينى.
"سلاح المرأة لسانها فكيف تدعه يصدأ
بعدم الاستعمال؟" مثل فرنسي.
"ثلاث بنات وأم = أربعة شياطين
للأب" مثل إسباني.
"المرأة شر كلها.. وشر ما فيها أنه
لا بد منها" من التراث العربي!.
السينما العربية تضطهد المرأة، فالمتتبع
للأشرطة السينمائية الحديثة تروعه فيها صورة المرأة العربية، مما دفع بالمخرجة
الأيرلندية- دوروتا- في مهرجان الإسكندرية إلى مهاجمة السينما العربية دفاعا عن
المرأة الشرقية!.
قالت: "إن نماذج المرأة التي تقدمها
الأفلام العربية مشوهة، وكأن المرأة لديكم غارقة في بئر الدنس، فهي إما قاتلة، أو
سكيرة، أو خائنة، أو مغلوبة على أمرها، أو شاذة في علاقاتها حتي مع زوجها..
وتتابع: "وأعتقد أن هذه السمات ليست صفات المرأة الشرقية عموما، وإذا كان
السينمائيون العرب يحاولون تغريب قيمهم وفكرهم السينمائي بهدف تطوير السينما
والوصول إلى اللغة السينمائية العالمية فهذا خطأ فادح".
كيف نحب المرأة ونشوهها؟!
فلماذا نحب المرأة ونشوهها؟ نشن الحروب من
أجلها ونحاربها؟ نضطهدها ونحبها؟!. هل الغاية التلذذ بصياغة فنية جميلة، فيها
طرافة بديعة أو توازن بلاغي آسر؟.
المرأة أسمى من كل بلاغات الأقوال،
والأمثال والأفلام..
إنها أبلغ من البلاغة ذاتها!..
تذكروا أقوالا أخرى: رفقا بالقوارير.
النساء شقائق الرجال. أوصيكم بالنساء خيرا. الجنة تحت أقدام الأمهات.
وأخيرا: هل تتصورون عالما بلا امرأة؟ بحرا
بلا ماء؟ بلا ملح؟ كونا بلا نجوم، بلا شموس في السماء؟.
حياة بلا امرأة.. موت. والحياة مؤنث..
الموت مذكر.
بوركت أيتها المرأة: أما، وحبيبة، أختا،
وزوجة، وصديقة، لأنك أنت الحياة.
مصطفى سليمان
مجلة العربي
الثلاثاء، 19 مارس 2019
• معلقة امرئ القيس كاملة
إن
أفضل تراث أدبي ورثه العرب من شعر الجاهلية هو "معلقة امرئ القيس"، ويعدون
ابتداءها أفضل ابتداء من مطالع الشعر العربي. وقد بلغت من الشهرة في عالم الأدب والشعر،
منزلة ليست لغيرها، حتى جعلت مثلاً أعلى في الجودة، وحتى ضرب بها المثل في الحسن والشهرة،
فقيل: " أشهر من قفا نبك " " وأحسن من قفا نبك " ! وما زالت هذه
المعلقة - ولن تزال- معيناً يستمد منه الأدب العربي ثروة جديدة ، وركيناً يقيم عليه
صروح مجده في الماضي والحاضر.
الخميس، 14 مارس 2019
شرح وتحليل قصيدة المساء خليل مطران
شاعر القطرين الشاعر خليل مطران، هو شاعرٌ
لبنانيٌّ شهير ولدَ في بعلبك في لبنان عام 1872م، وعاش معظم حياته في مصر، عُرفَ
عنه أنَّه يغوص في المعاني، وقد جمعَ بين الثقافة العربية والأجنبية، ودعا إلى
التجديد في الأدب والشعر العربي فكان من أوائل الذين أخرجوا الشعر من أغراض الشعر
التقليدية والبدوية إلى أغرض حديثة تناسب العصر مع الحفاظ على اللغة والتعابير.
الأحد، 3 مارس 2019
• شرح وتحليل قصيدة "يا ليل الصبّ"
أبو الحسن علي القيرواني الحصري نُكب في
طفولته بفقد أمه وفقد بصره ثم فقد أبيه في مطلع شبابه. عاش في القيروان واشتغل
بالتدريس ونظم الشعر ثم انتفل الى سبتة ولمع نجمه في عالم الشعر، ثم عاد الى طنجة
ومكث فيها حتى وفاته.
السبت، 23 فبراير 2019
• غسان كنفاني بين القنديل والشمس
ملف غسان كنفاني: «القنديل الصغير»
وحكايةُ إدخالِ الشَّمس إلى القَصر
ولد الكاتب الفلسطيني
غسان كنفاني في مدينة عكا سنة 1936، وتلقى تعليمه الابتدائي في إحدى مدارسها،
وتابع ذلك في إحدى مدارس مدينة يافا حيث كان والده يعمل. لجأ مع عائلته وأغلبية من
الشعب الفلسطيني إلى البلدان العربية المجاورة لفلسطين، بعد أن طردتهم القوات
الصهيونية وقتلت وجرحت المئات من بينهم، فأقام مع أهله فترة قصيرة من الزمن بالقرب
من بلدة الغازية الواقعة إلى الجنوب من مدينة صيدا اللبنانية، ثم انتقلوا للعيش في
سورية.
• أطفالنا والشاشة البيضاء
عالم الطفل.. ذلك العالم
الجميل والذي تظلله قيم الحب والخير والعدل والمثالية، تلعب السينما دورا محوريا
في صياغته. هذه السينما يمكن - كأي أداة حضارية - أن تمثل الحلم الوردي في حياة
أطفالنا ويمكن أيضا أن تتحول إلى سهام مسمومة تغتال هذا الحلم على المدى البعيد.
ولأن الوطن العربي ما زال يقع ضمن دائرة للنموذج الحضاري الغربي، فإنه يستورد
لأطفاله ملابس الجينز الأمريكية ولعب "الأتاري" اليابانية، بل وحكايات
الأطفال - المصوغة سينمائيا وكرتونيا - من كل بلاد الدنيا.
لأن هذه الأفلام
الطفولية أنتجت وصممت لأطفال ينتمون لمجتمعات تختلف - تاريخا وعقيدة وثقافة وتراثا
حضاريا - عن مجتمعنا العربي وبما تحتويه في غالب الأحيان من أفكاره مغايرة وكثيرا
مناقضة لهذا التاريخ وتلك العقيدة والثقافة العربية، فقد تحولت مع الأيام إلى
قنبلة موقوته في منظومة سلوك الطفل العربي. ومما زاد الأمر خطورة ظهور موجة من
أفلام الأطفال عبر السنوات القليلة الماضية تحقر من شأننا كعرب، وتشوه تاريخنا،
وتضع الإنسان العربي في ذيل قائمة البشر، وتذاع بدون وعي في أغلب محطات التلفاز
العربية.
هذه القضية بما تتضمنه من حساسية ومساس
بمستقبل أمة، نطرح عددا من التساؤلات حولها، نبدأ بحجم دور عرض هذه الأفلام في خلق
أجيال عربية بعيدة حضاريا عن تاريخها ومجتمعاتها، أي أجيال تتعرض لتشويه وطمس
الشخصية ثم ننتهي بالتساؤل عن مدى إمكان قيام سينما عربية بديلة لأطفالنا تدعم
الذات الحضارية العربية وتستلهم تراثها وتعمق انتماء أبنائنا لهذه الحضارة.
هذه الأسئلة طرحتها "العربي"
على اثنين من كبار السينمائيين العرب العاملين في هذا الحقل والواعين بخطورة هذه
القضية. الأول هو أحمد رأفت بهجت الناقد السينمائي المصري صاحب كتاب "الشخصية
العربية في السينما العالمية" والثاني هو محمود رحمي مخرج أفلام الأطفال
بالتلفزيون المصري.
الجذور
الحكي والقص للطفل في كل مكان وزمان هو
أحد مصادر التعلم الأولى له. وعن طريق هذه الوسيلة يمكن إكسابه القيم الحياتية
لمجتمعه ونقل تراث هذا المجتمع له في قوالب محببة إلى عقله ووجدانه وخياله. وكذلك
يمكن تكوين ضميره وثقافته وانتمائه لأرضه.
ولا يمكن لأحدنا إنكار دور
"الأراجوز" في الموالد الشعبية بالقرى العربية أو "خيال الظل"
في صياغة ضمائرنا وبدء تفتحنا على الحياة. ومنذ أن طاف "ابن دانيال" منذ
700 عام قرى مصر والشام والعراق والمغرب العربي حاملا خيال ظله وحكاياته عن سيف بن
ذي يزن والفارس عنتره وأبي زيد الهلالي وجحا العربي الذي يخرج من كل المآزق مبتسما
مبلورا للحكمة الإنسانية، وأطفالنا مازالوا يلهثون وراء تلك الحكايات التي تحولت
بفعل التطور الإنساني إلى أفلام سينمائية ومسلسلات كرتونية تحتل موقع المعلم
والأسرة والمدرسة في حياة هؤلاء الأطفال. وتؤكد الدراسات الإحصائية التي قامت بها
منظمة اليونيسيف والمجلس العربي للطفولة ومؤسسة "ديزني لاند" الأمريكية
أن الطفل في المناطق الحضرية من العالم يقضي 16 ساعة يوميا في مشاهدة برامج
الأطفال والأفلام الكرتونية على شاشات التلفزيون والسينما والفيديو أثناء العطلات
المدرسية. وتنخفض هذه المدة إلى 9 ساعات، أثناء الموسم الدراسي. أما في المناطق
الريفية فتصل ساعات المشاهدة إلى 8 ساعات في الموسم الدراسي، و14 ساعة أثناء
الإجازات.
هذه الإحصاءات تؤكد انفراد هذه الأفلام
بتشكيل مفاهيم الأطفال وصياغة عقولهم ووجدانهم، بل واستحواذها على تلك العقول بما
تملكه من وسائل تقنية مبتكرة للإبهار والخدع السينمائية.
وتشير الإحصاءات أيضا إلى أن مؤسسة
"ديزني لاند" والشركات السينمائية الأمريكية تنتج وحدها ما يوازي 40% من
أفلام الأطفال في العالم، تليها دول أوربا الغربية وكندا بنسبة 25%، ثم دول جنوب
شرق آسيا والصين بنسبة 15%، أما نسبة ال 10% المتبقية فتتوزع على دول المنطقة
العربية وبعض بلدان العالم الثالث في إفريقيا وأمريكا الجنوبية.
سيطرة وتشويه
هذه الأرقام تعكس سيطرة غريبة مذهلة على
هذا الحقل، والأخطر أنها تحتوي على مجموعة أفكار وقيم تخدم مصالح هذا الغرب،
ومعادية في أحيان كثيرة لثوابت تاريخية وفكرية عربية. يدعم هذا الرأى ما يورده لنا
الناقد أحمد رأفت بهجت من نماذج لأفلام أطفال تتضمن تشويها متعمدا للشخصية العربية
وهجوما على الدين الإسلامي بأسلوب مقزز. ومنها أحد الأفلام المنتجة في الصين والتي
كانت تريد الاشتراك به في مهرجان القاهرة الدولي الثالث لسينما الأطفال، وتم رفضه،
ويتضمن هذا الفيلم - رغم استلهامه لإحدى قصص ألف ليلة وليلة - إساءة بالغة للإسلام
بوضع العناصر الشريرة في الفيلم داخل مطعم إسلامي، ويتمثل الشر في شيخ معمم يعتلي
عمامته الهلال ويتخذ من الأهرامات المصرية وكرا لعمليات السحر التي يمارسها
وتتوالي مشاهد الفيلم بصعود هذا الشيخ من فوهة الأهرامات، ليهبط من أعلاها إلى
مدينة عربية.
وينشر فيها شره وسمومه، ثم يتقدم إلى هذا
الشيخ لينقذ تلك المدينة من شروره ويظهر هذا الطفل في منزل رسمت على حوائطه نجمة
داود في إشارة واضحة لليهود.
ويقول رأفت بهجت إن هذه الأفلام تتناسق مع
الاتجاه العام لتشويه الشخصية العربية في السينما العالمية، والذي فشلنا كعرب في
مواجهته حتى الآن.
أما محمود رحمي مخرج برامج الأطفال فيرى
أن خطورة هذه الأفلام في أنها تصدر النموذج الغربي بكل مساوئه للعقل العربي،
بتدعيمها للفردية وتصوير البطل دائما على أنه المنقذ الذي يأتي بالمعجزات.
والمسلسل الكرتوني "توم أند جيري" شاهد فج على ما يفعله الغرب بأطفالنا،
والذي يسهل لهم ذلك وقوعنا دائما في دائرة المتلقي والمستهلك لحضارتهم، بدءا من
علبة السجائر وانتهاء بمسلسلات الأطفال.
ولكن لماذا لا توجد عندنا سينما عربية
لأطفالنا تمثل بديلا عن الغذاء غير العربي الذي تقدمه لهم الشركات الأجنبية ؟
يقول رحمي إن هناك محاولات عربية جادة
ومخلصة في هذا الاتجاه سواء في مصر أو بعض الدول العربية الأخرى، مثل حلقات بوجي
وطمطم التي قدمتها محطات التلفاز العربية عبر سنوات عديدة، وإن كان معظم ما تم
إنتاجه حتى الآن الإنتاج العربي عليه أن يقف على قدم المساواة مع الإنتاج
السينمائي الغربي، لإحداث نوع من الحوار الحضاري نستطيع من خلاله خلق أجيال عربية
واثقة في تاريخها مؤمنة بمستقبل بلادها، ومتفتحة في الوقت نفسه على العالم. ويشير
إلى أن 90% مما تم إنتاجه عربيا يتسم بالسذاجة المطلقة، بل والمعلومات المغلوطة عن
جهل، وهو أمر في حد ذاته أخطر من المعلومات المغلوطة عمدا، التي تتضمنها الأفلام
الغربية.
عقدة الخواجة
على الجانب الآخر لا يري الناقد السينمائي
رأفت بهجت أن الإمكانات المادية تقف عقبة أمام ظهور سينما عربية للطفل. فالمشكلة
من وجهة نظره تتلخص في انعدام الموهبة، وضحالة مستوى القائمين على صنع هذه الأفلام،
وعدم القدرة على استيعابهم للتقدم الهائل في مجال فنون الطفل. وما تم إنتاجه حتى
الآن يحمل في طياته ما يسمى بعقدة الخواجة، حيث قامت بعض الدول العربية برصد
ميزانيات هائلة لإنتاج أفلام لأطفالها بالمشاركة مع بعض الدول الأجنبية، وخاصة
ألمانيا واليابان. وكانت النتيجة خسارة مالية وأدبية، حيث أنتجت الأفلام بأسلوب
وأفكار ترضي النزعة الغربية لا العربية الممولة.
ويطرح رأفت بهجت سيناريو عمل لمواجهة هذه
الموجة من الأفلام، وذلك بتجميع العناصر الجادة المحبة لفنون الطفل الواعية
بأهميتها وبعناصرها المتطورة تحت راية أب روحي يعشق هذا الفن، ويستطيع حشد
الميزانيات المتناثرة في الدول العربية ووضعها في مؤسسة قومية واحدة تتولى إنتاج
هذه الأفلام. والأمر الآخر يتمثل في ضرورة اتخاذ موقف فعال ومؤثر ضد ما ينتج من
شرائط فيلمية "مدبلجة" بتشديد الرقابة عليها.
محمود عبدالعظيم
مجلة العربي ابريل 1993
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)