الأحد، 17 أبريل 2022

• السينما والحياة!


السينما والحياة

كيف يمكن أن نعزو للسينما دورًا في الحياة الإنسانية؟ لا شك في أن السينما كفن تعتبر من الفنون الجديدة، حيث لم تكن معروفة قبل العقد الأخير من القرن التاسع عشر. وقد بدأ هذا الفن عندما عرضت شركة أديسون بالولايات المتحدة في العام 1891 عرضًا للصور المتحركة.

لكن الأخوين لومير تمكنا من تقديم عرض لصور سينمائية في باريس لجمهور قام بدفع مقابل المشاهدة بالعام 1895. كانت الأفلام قصيرة لا تتجاوز دقائق محدودة وعرضت في أراضي المعارض أو قاعات الموسيقى. أما مادة الأفلام فلم تتعد صورًا لمشاهد محلية وأنشطة معينة، تطورت بعد ذلك إلى تصوير سينمائي لمشاهد فكاهية. 

لا شك أيضًا في أن هذا التطور بمجال التصوير استغرق وقتًا للتمكن من إنتاج أفلام سينمائية كما نعرفها الآن، لكن ذلك التطور حفز المهتمين على الإبداع ونقل العمل السينمائي من مراحله البدائية، التي اعتمدت على أعمال محدودة، إلى إنتاج أفلام ذات أهمية، تتعلق بقضايا محددة تهم المجتمعات ذات الصلة. كما بدأت الأفلام الصامتة تأخذ حيزًا من اهتمام المشاهدين خلال العقود الثلاثة الأولى من القرن العشرين.

في مرحلة لاحقة أصبحت السينما من الفنون التي تحظى باهتمام واسع بين جماهير الشعوب المختلفة، وقد دفع هذا الاهتمام إلى تبني رجال أعمال وحكومات إقامة الاستوديوهات والاستثمار وتمويل إنتاج أفلام عديدة، فتأسست شركات عديدة في الولايات المتحدة، مثل ميترو غولدن ماير، ويونفيرسال، وكولمبيا، وغيرها، خلال عقود القرن العشرين، وتمكنت من إنتاج العديد من الأفلام العظيمة والمهمة، التي مازالت تعيش في ذاكرة عشاق السينما ونقادها. كذلك تأسست شركات مهمة في الهند وأنتجت عشرات الآلاف من الأفلام السينمائية ذات الطابع المختلف وامتلكت عشاقًا في الهند وغيرها من بلدان مجاورة وبعيدة. كما نجح الفرنسيون في إقامة سينما مميزة أنتجت أفلامًا نوعية وجذبت مخرجين وكتاب سيناريو وممثلين.

أما على المستوى العربي، فقد تمكن رجال أعمال مصريون من إقامة ااستديو مصرب في ظل النظام الملكي وقبل ثورة يوليو 1952، وتم إنتاج العديد من الأفلام وبرز العديد من المخرجين والمنتجين والممثلين، الذين أصبح عدد منهم نجومًا لا يستهان بهم. كما أن النظام الذي أتى بعد ثورة يوليو 1952 قام بتأسيس مؤسسة السينما، كقطاع عام، التي أنتجت أفلامًا عديدة يمكن اعتبار عدد منها من الأفلام المتميزة، وحظيت بإشادات دولية من خلال المهرجانات السينمائية الرئيسة، مثل مهرجان كان ومهرجان برلين وغيرهما.

السينما كصناعة تفاوت أداؤها بين البلدان، ففي حين تمكنت شركات مهمة في الولايات المتحدة من إنتاج أفلام ملحمية وممتعة وبتكاليف غير مسبوقة، خلال السنوات الأخيرة، وجنت منها إيرادات ثم أرباح صافية مقنعة، فإن السينما في بلدان عديدة أوربية وغيرها لم تحظ بذلك النجاح المبهر، في الولايات المتحدة أنتج 871 فيلمًا في عام 2018 مرتفعًا عن 740 فيلمًا في العام 2017، بعد أن كان 478 فيلمًا في العام 2000، وتدل هذه البيانات على النمو في الإنتاج السينمائي خلال سنوات القرن الحالي على الرغم من تحديات التطور التقني وتأثيراته على أنماط المشاهدة وأذواق المشاهدين والتحولات في أنماط تعلقهم بالسينما، كما أن هذه الأفلام الأمريكية ذات التكاليف العالية تتطلب إمكانات مؤسسية ضخمة وقدرات على التمويل، بعد أن أصبحت أجور الممثلين، خصوصًا النجوم منهم، مرتفعة بشكل لم يحسب له حساب قبل سنوات قليلة، الهند، أيضًا، تنتج العديد من الأفلام، وتتراوح أعدادها بين 1500 إلى 1600 فيلم في العام. وتنتج الأفلام الهندية بلغات عديدة قد تصل إلى 20 لغة لتتناسب مع مختلف الأقليات العرقية في الهند. لكن الأفلام الهندية باتت تعاني من نمط درامي محدد، وأحيانًا كوميدي، لم تغادره منذ عقود عديدة، كما أن سمة الأفلام الهندية طوال الشريط، الذي قد يتعدى الثلاث ساعات، قد لا تتوافق مع متطلبات المشاهدين غير الهنود.

اهتمام المشاهدين

أذواق المشاهدين للسينما تغيرت على مدى عقود القرن العشرين، ثم في العقدين الأخيرين من هذا القرن، حيث أصبح هناك من يتشوق لأفلام الدراما الواقعية أو أفلام الإثارة، وهناك عشاق لأفلام الرعب، فضلًا عن أفلام الكوميديا والاستعراض الموسيقي، وأخيرًا أفلام الخيال العلمي... ويعتمد الذوق على المرحلة العمرية للمشاهد وطبيعة البيئة الاجتماعية التي ينتمي لها، هناك، أيضًا، أفلام الكرتون التي أخذت تحتل حيزًا مهمًا في اهتمام المشاهدين، ولعبت هوليود دورًا أساسيًا في تطوير صناعة هذه الأفلام، وتم توظيف أموال طائلة، لكن السينما أصبحت جزءًا من صناعات ترفيهية وإعلامية أكبر، حيث تم دمج العديد من الشركات المعنية، وأصبحت صناعة السينما جزءًا من صناعات قريبة منها، فمثلًا تقوم شركة والت ديزني بأنشطة متنوعة، منها مدن الألعاب والاستديوهات ومدن السينما. كما تأسست هذه الشركة العام 1923 في كاليفورنيا من قبل والت ديزني وروي ديزني، وأصبحت من أهم الشركات المدرجة في الأسواق المالية وتحقق نتائج مالية مهمة، وعملت على إنتاج الأفلام السينمائية المتنوعة وامتلاك محطات التلفزيون وغير ذلك من أنشطة ترفيهية، حيث بلغت قيمة أصول الشركة 98 مليار دولار في العام 2018، في حين بلغت إيراداتها في العام نفسه 59.4 مليار دولار، بما يؤكد أهميتها الرأسمالية، وفي الوقت ذاته ما يؤكد أهمية الصناعات الترفيهيـة، بما فيها الصناعات السينمائية، وتمكنها من توسيع قاعدة المستهلكين لهذه الخدمات وإنفاقهم عليها، والأمر ينطبق على شركات أخرى وإن تفاوتت قيمة الأصول أو حصيلة الإيرادات.

السينما في الهند قطعت شوطًا طويلًا لتبلغ الأهمية التي تمثلها في الوقت الراهن، حيث تعتبر الأكثر إنتاجًا للأفلام، التي تقدر بـ 1600 فيلم سنويًا، كما أن مداخيل هذه الأفلام تصل إلى 2.4  مليار دولار سنويًا، أي المرتبة الثالثة من حيث الدخل في العالم. وهناك ما يقدر بـ 6 آلاف دار عرض سينمائية في البلاد، وقد بدأت السينما في الهند منذ العروض الأولى في عقد التسعينيات من القرن التاسع عشر. ثم بدأ الإنتاج بواسطة المصور Hiralal Sen في عام 1898 والذي أنتج ازهرة فارسب The Flower of Persia، ثم قام مصور آخر بإنتاج االمصارعونب The Wrestlers، وكان ذلك المصور هو H.S.Bhatavdekan، بعد ذلك بدأ الإنتاج الغزير للأفلام، فشكلت الأفلام الهندية نموذجًا محددًا للسينما، حيث تتصاعد خلالها الانفعالات الإنسانية وترتفع درجة المبالغة في القدرات الشخصية للأبطال من حيث القدرة على هزيمة الأعداء وكسب حب الجميلات، فضلًا عن الشجن والتطويل والتشويق. لكن ذلك لم يمنع إنتاج أفلام متميزة، خصوصًا في سنوات الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، ومن أهم الأفلام التي أنتجت وتركت بصمات واضحة الأم Mother of India، الذي اعتمد على محاكاة للواقع الاجتماعي في الهند.

السينما العربية

يؤكد عاملون في صناعة السينما أن البلدان العربية، ما عدا مصر، لا تملك صناعة سينما، هناك عمليات ومحاولات إنتاج لعدد من الأفلام الروائية أو التسجيلية في بلدان، مثل المغرب وتونس والجزائر وسوريا ولبنان وبلدان الخليج، لكن هذا الزعم قد لا يتطابق مع الواقع السينمائي الراهن. وقطعت بلدان، مثل المغرب والجزائر وتونس ولبنان والسعودية أشواطًا لا بأس بها في عمليات الإنتاج السينمائي، وهناك أفلام متميزة تم إنتاجها خلال العقود والسنوات القليلة الماضية، وقد رشح بعضها لجوائز الأفلام الأجنبية في مسابقة الأوسكار الأمريكية، كما شارك منتجو هذه الأفلام في مهرجانات دولية مهمة، مثل مهرجان برلين ومهرجان كان ومهرجان فينيسيا، وعدد آخر من المهرجانات. لكن تظل السينما المصرية رائدة للعمل السينمائي العربي، حيث بدأت أعمال السينما في مصر منذ العام 1907 وأنتجت أفلامًا صامتة، وكان أول فيلم روائي طويل هو فيلم اليلىب، الذي تم إنتاجه بالعام 1927، وعندما أضيف الصوت في العام 1930 بدأت استديوهات صغيرة بإنتاج أفلام متنوعة في مواضيعها وطبيعتها، فكاهية أو درامية أو تاريخية، وخلال الفترة من 1930 حتى 1936 تم إنتاج 44 فيلمًا، كذلك تم افتتاح استديو مصر في العام 1937 برعاية وتمويل رجل الأعمال الشهير طلعت حرب.

هناك تقديرات بأن إنتاج السينما المصرية قد بلغ حتى الآن ما يقارب 4 آلاف فيلم، وهو يعادل ثلاثة أرباع الإنتاج السينمائي في العالم العربي. ويعتبر العصر الذهبي للسينما المصرية في عقود الأربعينيات والخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، عندما برز العديد من المنتجين والمخرجين والممثلين، ومنهم من تمكن من بلوغ مستوى النجومية، مثل يوسف وهبي وأمينة رزق وليلى مراد وأنور وجدي وكمال الشناوي وفاتن حمامة وعمر الشريف وشكري سرحان وشادية وعماد حمدي... والقائمة طويلة.

بعد نهاية العهد الملكي في مصر تم تأميم السينما وتأسست المؤسسة العامة للسينما. وقامت تلك المؤسسة بإنتاج أفلام روائية عديدة، وكان من بين تلك الأفلام ما يمكن أن يحسب ضمن أفضل الأفلام العالمية التي أنتجت في العقود الأخيرة من القرن العشرين. كما اعتمدت العديد من الأفلام على روايات لأفضل الكتاب المصريين، منهم نجيب محفوظ وإحسان عبدالقدوس وأمين يوسف غراب وفتحي غانم وغيرهم. كذلك برز عدد من كتاب السيناريو المتميزين، مثل عبدالحي أديب وداود عبدالسيد وبشير الديك.

ومرت السينما المصرية بأوضاع متقلبة وشهدت تدهورًا خلال حقبة اسينما المقاولاتب، التي امتدت من بداية السبعينيات حتى نهاية الثمانينيات، لكن ظهرت محاولات جادة للارتقاء بأوضاع السينما في مصر منذ تسعينيات القرن الماضي، ولا تزال مستمرة، أملًا بتحسن النوعية والتطرق للقضايا الحيوية في المجتمع المصري بالرغم من المحظورات التقليدية المعلومة.

لكن هل يمكن أن تساهم التقنيات الحديثة في تطوير السينمـا وتخفيض تكاليف الإنتـاج؟ لا شك في أن استخدام التقنيات الحديثة قد تم منذ زمن غير قصير وهناك أدوات تقنية عملت على تحسين كفاءة الإنتاج وتمكين المنتجين من توظيف صور ومقاطع من أفلام قديمة وغير ذلك من آليات تصويرية في إنتاج الأفلام الجديدة. كما أن هذه الآليات تستخدم في العديد من الأفلام المنتمية للخيال العلمي، بيد أن هناك أسئلة مهمة حول كيفية استخدام هذه التقنيات الحديثة من قبل المشاهدين وما إذا كان سيأتي اليوم الذي يتم فيه الاستغناء عن الشاشات الكبيرة ودور العرض، ربما سيحدث ذلك بعد أن أصبحت مشاهدة المسلسلات والأفلام على ألواح إلكترونية بدلًا من شاشات التلفزيون، لكن سيظل هناك عدد لا بأس به من المتلقين الذين يفضلون إشباع متعة المشاهدة لديهم عن طريق دور العرض السينمائية، ولذلك وحتى وقتنا هذا مازالت دور العرض في البلدان الرئيسة، مثل الولايات المتحدة، وعدد من الدول الأوربية والآسيوية، تجني إيرادات ضخمة عند عرض أفلام متميزة أو ذات شعبية عالية بين أوساط الشباب وصغار السن.

التوثيق السينمائي

لكن ماذا نتج عن تطور السينما وأثمر في الحياة الإنسانية؟ فعلى الرغم من أن فن السينما، الفن السابع، يعتبر من أهم المتع في هذه الحياة العصرية، إلا أن هناك جانبًا ثقافيًا مهمًا، فالسينما أسهمت في توثيق العديد من القضايا في الحياة البشرية وعملت على توثيق الحروب والمعضلات والتحولات في مختلف البلدان. التوثيق يمكن أن يتم من خلال السينما، من خلال الأفلام الوثائقية التي تصور الأحداث مباشرة أو من خلال الأفلام الروائية Feture Films، التي يكون التمثيل خلالها معتمدًا على روايات وقصص واقعية. وينطبق الأمر على السير الذاتية للشخصيات من القادة والمثقفين والفنانين، حيث أنتجت أفلام عديدة أصبحت ذات أهمية للكثير من المهتمين بهذه الشخصيات. ويمكن لنا أن نزعم بأن الحرب العالمية الثانية، وبامتياز، صُوّرت في العديد من الأفلام الروائية التي صورت المعاناة في الحرب أو التي تطرقت إلى شخصية القادة من جانبي الحرب، مثل هتلر أو تشرشل، أو المحاولات التي جرت لوقف الحرب، سواء عن طريق محاولات الاغتيال أو الانقلاب العسكري أو التدخلات الحربية، والتي تكللت بالإنزال في النورماندي في فرنسا. وقد تم إنتاج هذه الأفلام منذ خمسينيات القرن الماضي ومازالت السينما تنتج أفلامًا ذات صلة بتلك الحرب اللعينة. وما انطبق على الحرب العالمية الثانية انطبق على حروب أخرى، من أهمها الحرب الكورية، أو حرب فيتنام، والتي جرى إنتاج العديد من الأفلام حولها، وتطرقت لشتى المواضيع والقضايا المتصلة بها أو التي نتجت عنها، ومنها قضايا ذات بعد إنساني دقيق.

السينما خلقت لها عشاقًا، من أهمهم كان النقاد الذين تربوا على متابعة أدق الأمور في أي عمل سينمائي، مثل سمات الإخراج وأداء الممثلين وحبكة رواية الفيلم ومدى موضوعية السيناريو، ثم هناك الجوانب المهمة المتعلقة بالتصوير ورهافة الصوت والديكور وعلاقته بالزمان والمكان المتصل بالفيلم وموضوعه، هؤلاء النقاد تمكنوا من تطوير أنديتهم وخلق جوائزهم للأفلام، كما هو متبع في الولايات المتحدة وبريطانيا. وأصبحت هناك مدارس وكليات للنقد السينمائي يتخرج منها العديد من العاملين المتخصصين في الصحافة. يضاف إلى النقاد هناك هواة عملوا على تأسيس نوادي السينما من أجل مشاهدة أفلام قد لا تعرض في صالات السينما التقليدية أو أنها من سينما البلدان غير المشهورة بصناعة السينما، أو تكون من الأفلام القديمة التي لا تتاح مشاهدتها بشكل منتظم. وتأسست نوادي السينما في مختلف البلدان، وفي البلدان العربية، كان من أشهرها نادي السينما في مصر، الذي مكن المهتمين من مشاهدة أفلام متميزة وإجراء حوارات بشأنها شارك فيها نقاد ومخرجون وممثلون.  

نادي السينما بالكويت

الكويت أيضًا أسست ناديها للسينما وهو نادي الكويت للسينما، والذي شارك في تأسيسه شخصيات من العاملين في السينما والتلفزيون، مثل الأستاذ محمد السنعوسي والمرحوم بدر المضف والمرحوم عبدالوهاب سلطان والدكتور نجم عبدالكريم والأستاذ محمد شملان الحساوي والمخرج خالد الصديق، كما ساهم في التأسيس عدد من الشخصيات الثقافية، مثل الدكتور حسن الإبراهيم والمرحوم عيسى العصفور والمرحوم غازي السلطان والمرحوم سامي البدر، والدكتور محمد غانم الرميحي، وعامر التميمي، بالإضافة إلى مهتمين آخرين، مثل الشيخ حمد صباح الأحمد الصباح.

نادي السينما في الكويت تمكن من عرض عشرات الأفلام المهمة على مدى أكثر من أربعين سنة منذ تأسيسه في العام 1976، حيث عرض أفلامًا من دول المعسكر الاشتراكي آنذاك، مثل روسيا والمجر وبلغاريا وبولندا، كما عرض أفلامًا مصرية رئيسة وأفلامًا فلسطينية، وكذلك أفلامًا عراقية وأخرى سورية وعددًا من أفلام المغرب العربي، الجزائر وتونس والمغرب، بالإضافة إلى إقامة مهرجانات للأفلام الآسيوية، الهندية والصينية واليابانية. أي أن ذلك النادي عمق من فهم السينما في أوساط المهتمين بالكويت.

وتعمل نوادي السينما، أيضًا، على تحفيز الهواة لتعزيز قدراتهم في الإخراج والتصوير والتمثيل، من خلال دورات مكثفة يشارك بالتدريب فيها عدد من المتخصصين والمهنيين. كما يمكن لنوادي السينما أن تقيم المهرجانات، خاصة لأعضائها والمهتمين بالسينما، وهذه النوادي يمكن أن تدفع بالهواة للاحتراف في مجال السينما، وهذا ما حدث في عدد من البلدان. ولا شك في أن العمل بالسينما يتطلب قدرات شخصية وإبداعًا في التمثيل أو الإخراج، كما أن التصوير يؤكد أهمية الاحتراف. هذا ولابد من التذكير بأن هناك مهنة أساسية في العمل السينمائي وهي كتابة السيناريو، الذي قد يعتمد على روايات أو يكون مستقلًا عن الروايات، وقد برز في السينما العالمية عدد من كتاب السيناريو، منهم والتون ترمبو الذي برز في أربعينيات القرن الماضي، وقد تم إنتاج فيلم هوليودي عنه Trumbo في العام 2015.

مهما وصفنا السينما وميزاتها وتأثيراتها على الحياة المعاصرة ومنذ نهاية القرن التاسع عشر، فإننا لابد أن نكون قد أغفلنا، أو نسينا، مواضيع مهمة ذات صلة، ويتعين علينا التعمق في البحث في مختلف التجارب السينمائية الوطنية، للتعرف على سمات تلك التجارب وما إذا ارتقت لتؤسس صناعات سينمائية وطنية. كما يجب دراسة تجارب الإنتاج المشترك والذي استفادت منه السينما العربية، مثل السينما في تونس أو المغرب أو الجزائر أو لبنان، التي تعاونت مع مؤسسات أجنبية، غالبًا فرنسية، تنتج أفلامًا متميزة. هل يمكن أن تطبق هذه الصيغة ويصبح بالإمكان إنتاج أفلام بين بلدان عربية، مثل بلدان الخليج ومصر على سبيل المثال؟ بتقديري أن ذلك يتطلب تأسيس شركات إنتاج برؤوس أموال كبيرة لتولي هذه المسؤولية المهمة... كذلك لابد من الاعتناء بمعاهد وكليات السينما التي يمكن أن توفر الكوادر البشرية الملائمة والتي يمكن أن تقام على أسس عصرية وتستفيد من التجارب العالمية المتميزة في الولايات المتحدة أو بلدان الاتحاد الأوروبي.
ولا
بد من الخروج من صيغ الأفلام العربية المتواضعة والتي لم تتخط المستويات القديمة، فهناك ضرورة لترتقي الأفلام إلى طرح قضايا الحياة الاجتماعية والسياسية وتتجاوز المحاذير غير الموفقة.

المصدر: 1

تابعونا على الفيسبوك

مواضيع تهم الطلاب والمربين والأهالي

حكايات معبّرة وقصص للأطفال

www.facebook.com/awladuna

إقرأ أيضًا                                         

ثقافة عصر الـ توكتوك

رهاب القذارة: الأعراض، الأسباب والعلاج

ذيل الحيوانات، فوائد ومهمات

العمل عن بُعد (Online)

ألعاب تساعد على زيادة تركيز الأطفال

للمزيد

حدوثة قبل النوم قصص للأطفال

كيف تذاكر وتنجح وتتفوق

قصص قصيرة معبرة

قصص قصيرة معبرة 2

معالجة المشكلات السلوكية عند الأطفال والطلاب

الإدارة الصفية: 7 مقالات في الإدارة الصفية

إختر مهنتك: تعرف على المهنة التي تناسبك من بين جميع المهن

استراتيجيات التدريس دليل المعلم للتعلم النشط

قصص قصيرة مؤثرة

مراهقون: مشاكل المراهقين وأساليب التعامل معهم

تربية الأبناء والطلاب

مواضيع حول التنمية البشرية وتطوير الذات

أيضاً وأيضاً

قصص وحكايات

الغزل: أبحاث ومقالات عن شعر الغزل العذري والإباحي في كل العصور

شعراء: نبذة عن حياة شعراء عرب في كل العصور

الطاقة: مقالات وأبحاث عن الطاقة بكل أنواعها

تلوث ونفايات: مقالات وأبحاث حول تلوث البيئة والنفايات

كوارث طبيعية: مقالات وأبحاث عن الزلازل والبراكين والفيضانات وغيرها

مسلسلات: نقد وتحليل مسلسلات عربية وتركية




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق