الأربعاء، 20 يوليو 2016

• الغزل أفضل مطلع للقصيدة الجاهلية

قال ابن قتیبة: «سمعت بعض أهل الأدب یذکر أنّ مقصّد القصید إنّما إبتدأ فیه بذکر الدیار والدّمن والآثار، فبکی وشکا، وخاطب الربع، واستوقف الرفیق لیجعل ذلك سبباً لذکر أهلها الظاعنین. إذا کانت نازلة العمد في الحلول والظعن علی خلاف ما علیه نازلة المدر لانتاجهم الکلأ، وانتقالهم من ماء إلی ماء، وتتبعهم مساقط الغیث حیث کان. ثم وصل ذلك بالنسیب، فشکا شدة الشوق، وألم الوجد والفراق، وفرط الصبابة، لیمیل نحوه القلوب. ویصرف إلیه الوجوه، ولیستدعي‌ به إصغاء الأسماع إلیه». (الدينوري، ابن قتيبة، الشعر والشعراء، 1423هـ، ص254)

"یقوم أکثر الغزل الجاهلي علی الوصف والتشبیب؛ وأقله ما جاء قصصیاً یحمل ذکریات المغامرات الغرامیة یتخللها الحوار. ولیس الغزل عند شعراء الجاهلیین فنا مستقلاً برأسه، وإنما هو غرض من الأغراض المتعددة التي تشتمل علیها قصیدتهم، ولکن له حق الصدارة یستهل به ثم ینتهي منه الی غیره. ویکون الغزل في العصر الجاهلی بصورة‌ البساطة والبعد عن التکلف وعلی رغم إکثار الشعراء في الغزل ووشهرتهم به لم یکن الغزل فنا مستقلا". [البستاني، بطرس، أدباء العرب في الجاهلیة وصدر الإسلام، 1989م، ص 65]
والغزل الذي نری في شعر الشعراء امتزج بالأغراض الأخری وفي مطلع القصائد الغرض الأول والأساسي یکون الغزل وفي النهایة نصل إلی الأغراض الأخری من الفخر والمدح والوصف أو الهجاء، وقد جعل السبب في افتتاحیات القصائد الجاهلیة بالغزل، استمالة نفوس الناس وحسن إصغائهم.
یکون موضوع الغزل فی العصر الجاهلي المرأة التي کانت شيئًا هاما في حیاة البادیة أثرت هذه البینة في طبع الشعراء وهم تحدثوا عن الوشاة والغزل والحب والفراق والطیف والأطلال. یکون مفهوم الجمال متمثلاً بالمرأة مترکزاً فیها. ونجد أن الشاعر الجاهلي یصف من صاحبته شعرها وإشراق وجهها وحور عینیها وطول جیدها واعتدال قامتها وطیف رائحتها.





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق