الأحد، 16 أكتوبر 2016

• ابن النفيس (الطبيب الأنيس)


ابن النفيس من الأطباء العرب المشهورين.. وقد ولد في قرية قريبة من دمشق عاصمة سوريا اليوم، قبل نحو 1200 سنة. واسمه (علاء الدين)، وكان محباً للعلم والفقه والحديث واللغة العربية من نحو وصرف وبيان ومعان وبديع.

اشتهر ابن النفيس في البداية بالعلوم النظرية، لكنه انصرف بعد ذلك لدراسة الطب.. وسبب ذلك أنه مرض في يوم من الأيام وكان في العشرين من عمره تقريباً، وذهب إلى كثير من الأطباء لكنه لم يشف إلا بعد فترة طويلة فشك بمستوى هؤلاء الأطباء وقرر دراسة الطب، ويقول ابن النفيس عن ذلك: حملنا ظننا بأولئك الأطباء على الاشتغال بصناعة الطب لننفع الناس..
وجوبه قرار ابن النفيس دراسة الطب بمعارضة شديدة من أهله لأن دراسة الطب في ذلك الزمان كانت شيئاً جديداً على المجتمع حيث كانت مجالس العلم فيه عامرة بالفقه واللغة والحديث، ولذلك أدهشهم اختيار ابن النفيس للطبّ وكان والده أوَّل المعترضين، لكن ابن النفيس أصرَّ على دراسة الطب، راجياً أباه أن يمنحه هذه الفرصة، واعداً إياه بالعمل على بلوغ مركز متقدّم فيها.
وبعد نقاش طويل، أقنع ابن النفيس والده بأهميّة دراسة الطبّ، فوافق على سفر ابنه إلى دمشق كي يدرس في البيمارستان (المستشفى) النوري، نسبة إلى نور الدين زنكي منشئ هذا البيمارستان.
وكانت دمشق في تلك الفترة تحت حكم الأيوبيين الذين كانوا يعتنون بالعلم عامةً، وبالطب خاصة. وتعلم ابن النفيس الطب في دمشق واشتهر به، ثم سافر إلى القاهرة، والتحق بالستشفى المنصوري، ثم أصبح رئيساً له. وصار طبيباً خاصاً للسلطان بيبرس ملك مصر والشام، طوال 22 سنة الأخيرة من عمر الظاهر بيـبرس.
وذاع صيت ابن النفيس الطبيب، واشتهر بين الناس بتواضعه ولطفه معهم.. وكان طبيباً أنيساً، أي صديقاً لمرضاه يؤانسهم في مرضهم.. ورغم ذلك لم ينس الاهتمام بدراسة الفقه، فالتحق بالمدرسة المسرورية، وقد عاصر في مصر أحداثاً مهمة، منها الحروب الصليبية في الشام، واجتياح هولاكو والتتر لبغداد، وهدم التتار لها، ما آلمه أشدّ الألم.
وبعد مضيّ 39 عاماً على وجوده في مصر، وفي عام 671هـ / 1271م حلّ بها وباء اجتاح المدن والقرى وأصاب الناس إصابات بالغة. وبعد نحو ستة أشهر، استطاع ابن النفيس القضاء على هذا الوباء، فكرّمه المصريون، وقدَّموا له الهدايا، ولقّبوه بـ"المصري".
وبقي في القاهرة حتى وفاته عام 687هـ وكان قد جاوز الثمانين، وجعل داره وكتبه وكل ما له وقفاً على المستشفى المنصوري في القاهرة قائلًا: "إن شموع العلم يجب أن تضيء بعد وفاتي".





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق